سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

من يَمنعُ الهجمات الاحتلالية التركيةَ؟!

رامان آزاد_

السؤالُ المطروحُ حالياً، يدور حولَ احتمالِ أن تنفذُ أنقرة تهديدها بشن هجمات احتلالية جديدة! ووفقاً لتجارب سابقة، فالسؤال يجب طرحه بطريقةٍ مختلفةٍ، من سيمنعُ أردوغان من شن هجمات كهذه، أو من سيعارضُ تهجيرَ الكرد من مناطقهم الأصيلة أو ملاذات النزوح بل من سيمنع إبادتهم كلاً أو جزءاً؟ والواقعُ أنّ السياسةَ تحتكمُ لمصالحِ الدولِ وليس الشعوب، وكلُّ التوافقاتِ والخلافاتِ منشؤها المصالحُ، ورغم قرار أنقرة بالعدوانِ إلا أنّها تنتظر تحصيلَ مكاسبَ عبر الابتزازِ والمساومةِ.
قرارُ الهجمات مسبقٌ ولكنه مشروطٌ
في الواقعِ لم يتوقفِ القصفُ التركيّ عبر الحدودِ، وما تقصده أنقرة بالتهديد هو “الاجتياح” والسيطرةُ على الأرضِ، وتهجير الأهالي والبدء مباشرة بإحلال آخرين موالين لها مكانهم وفرضِ التتريك والربطِ الإداريّ والاقتصاديّ، وهي إجراءات تمهيديّة للضمّ، وتتجاوز ذريعة الأمن القوميّ.
إن كانت أنقرة قد بدأتِ التهديدَ والتصعيدَ الإعلاميّ، ورفضت انضمامَ السويد وفنلندا إلى الناتو، فهي تحاولُ ابتزازَ موسكو التي تعارضُ توسّعَ الناتو، ومن جهةٍ ثانية تبتزّ الغربَ للموافقةِ، وبعبارة أخرى، أنقرة تملكُ قرارَ الهجوم من عدمه لدرجةٍ كبيرةٍ، وسياسةُ أردوغان هي اللعبُ على شفيرِ الهاوية في المفاصل الصعبة وبخاصةٍ الانتخابات، ومن أمثلة ذلك إعادة انتخابات 7/6/2015، بعدما تلقّى صدمةً كبيرةً ولم يحقق حزبه النسبةَ المؤهلةَ لتشكيلِ حكومة منفرداً، وتجاوز حزبُ الشعوبِ الديمقراطيّ العتبةَ الانتخابية، وحتى موعد إعادةِ الانتخاباتِ في 1/11/2015 شهدت تركيا موجةَ عنفٍ كبيرةٍ، في رسالةٍ إلى الناخبين الأتراك: “إما نحن أو الفوضى!”، وتمّت فبركة فصلٍ دمويّ في 15/7/2016، عبر سيناريو انقلابٍ لم يستمر إلا لساعاتٍ، ومع فجرِ اليومِ التالي تبيّن أنّ أردوغان انقلب على الدولةِ والمجتمعِ، وتعقب مناوئيه فاعتقل وأقال الآلاف بذريعةِ الانقلابِ، والأهم أنه قام بتقليم أظافر المؤسسةِ العسكريّةِ وأطاح بقادته.
يمكنُ القول إنّ قرارَ العمليّةِ جاهزٌ ومسبقٌ، من حيث النوايا، بل الحربُ على كاملِ الشريطِ الحدوديّ شمال سوريا لم تتوقف، ولكن المسألةَ تتعلقُ بالاجتياحِ والاحتلالِ، ويتطلعُ أردوغان عبر التهويلِ والتهديدِ إلى تحصيلِ حوافز كبيرةٍ، أو ضماناتٍ لهجمات احتلالية محسومةٍ سلفاً في نتائجها ومدتها الزمنيّة وبأقلِ كلفةٍ، والأهمُّ إمكانيّة الاستثمارِ السياسيّ انتخابيّاً وخارجيّاً، وبدون هذه الحساباتِ ستتحولُ إلى مغامرةٍ وتهورٍ تُوردُ الحزبَ الحاكمَ إلى الهاويةِ ولا يُوصله إلى الانتخاباتِ الرئاسيّةِ والبرلمانيّةِ القادمةِ في حزيران 2023.
تتطلعُ أنقرة إلى هجمات خاطفةٍ ومجانية، وتعوّلُ في ذلك على حاضنةٍ سوريّةٍ مواليةٍ من الإخوانِ المسلمين والتركمان، ممن جعلوا أنقرة منتهى آمالهم، وأردوغان بالنسبةِ لهم أكثر من أبٍ روحيّ، ويُضافُ إليهم من ركبوا الموجةَ وفقدوا أملَ العودةِ رغم علمهم أنَّ أنقرة تتلاعبُ بهم ولكنها خيارهم الوحيد، وبكلّ الأحوالِ فإنَّ أيَّ هجمات ضد الكردِ هي محلُّ توافقِ المعارضةِ بلا ترددٍ، وهي بالنسبةِ للتياراتِ الإسلاميّةِ جهادٌ مقدّسٌ.

لا رفضَ حازماً وقطعيّاً للعدوانِ
نجحت موسكو لدرجةٍ كبيرةٍ، في تطويعِ الدورِ التركيّ لصالحها في سوريا، اعتباراً من إخلاءِ حلب من المسلحين في 22/12/2016، ثم جعلتها طرفاً ضامناً في إطار أستانة وإنشاء خفض التصعيد، ولم تبدِ موسكو أي موقف رفضٍ للهجمات التركيّةِ السابقةِ التي استهدفت مناطق الكردِ، والحقيقة أنّها تسعى لتحجيم الصيغة الحالية للإدارةِ الذاتيّةِ، ولا تكترثُ لثمنِ تحققِ هذا المطلبِ، وتعمل على مستويين العسكريّ وتتولاه أنقرة، وسياسيّاً عبر الاتهامات المتكررة بالانفصال وتشكيل دويلة، وتعتقدُ أنّ ذلك يؤثر مباشرةً على الحضورِ الأمريكيّ، ويُمكنها بعد إضعافِ الإدارةِ الذاتيّةِ التفاوضُ مع أنقرة والتوصلُ لصيغةٍ للانسحابِ وفق شروطها.
موسكو تدركُ جيداً الفرق بين الإدارة الذاتيّة والفصائل المسلحة من المرتزقة الموالين لأنقرة، وتعتقد أنّ من أجبرتهم يوماً على ركوبِ الحافلات، يمكنها أنّ تعيدَ الفصلَ نفسه معهم وتدفعهم لصيغةِ مصالحةٍ مشروطةٍ، وبذلك يتحققُ هدفُ تدخّلها العسكريّ، إذ لا يمكنُ القبولُ بأمثالِ أبو عمشة وسيف بولاد فهيم عيسى وفراس باشا وأبو أحمد نور وأبو حاتم شقرا وياسر عبد الرحيم أن يكونوا في موقع المسؤولية وتقرير مصير البلد! ومستقبل هؤلاء مرتبط ببقاءِ الجيوب التركيّة، وهم حاصلون على الجنسية التركيّة ومن أثرياء الحرب!
النشاط العسكريّ الروسيّ في الفترة الأخيرة كان لافتاً، عبر قيام حواماتها القتاليّة بأعمال الدوريّة والاستطلاع على خطوط التماس بريف حلب وقبلها في سري كانيه، وتنفيذ غاراتٍ جويةٍ في كري سبي/ تل أبيض، بعد تعزيز قواتها في مطار قامشلو، وما تقصده هو رسالةٌ مباشرةٌ، بأنّ موافقتها لن تكونَ سهلةً، ولن تكون تكراراً لما حدث في عفرين بسحب قواتها المحدودة قُبيل العدوان عليها، فيما لم تتكلف بأيّ جهدٍ لدى العدوان التركيّ على شمال سوريا، وبذلك فإن موسكو هذه المرة لديها شروط، وهي لم تُعلّق على إغلاقِ أنقرة مجالها الجويّ. وتسعى لاستثمارِ مجردَ التهديد التركيّ لفرضِ الشروطِ على “الإدارةِ الذاتيّةِ” وتحجيم دورها، وأما قصةُ الانسحابِ الروسيّ من سوريا أو الانشغالِ الكاملِ في أوكرانيا، فتندرجُ ضمن الدعايةِ والحربِ الإعلاميّةِ.
التعزيزاتُ العسكريّةُ التي دفعت بها حكومةُ دمشق إلى خطوط التماس في منطقةِ الشهباءِ وجبهاتِ البابِ، تشي بمتغيّرٍ ميدانيّ، ولا ينفصل ذلك عن المساعي الروسيّة دون التنسيقِ معها.
واشنطن براغماتيّة للغاية، ولا يُعوّلُ قطعيّاً على دورِها لمنع تركيا من العملِ العسكريّ، وتصريحاتُ المسؤولين الأمريكيين بما فيهم وزير الخارجيّة رغم إيجابيتها ومعارضتها للحرب إلا أنّها لا تتسم بما يكفي من الحزمِ، وهي حتى اليوم، تحصرُ علاقاتها في سوريا بمحاربةِ داعش، ووجودُ بايدن في البيتِ الأبيضِ لا يعني تغيّراً جوهريّاً في السياسةِ الأمريكيّة، فالمسألة الاستراتيجيّة بالنسبة لواشنطن هي تعاظمُ القوةِ الصينيّةِ على البحرِ الأصفر، وفي الشرق الأوسط وضعُ حدٍّ لطموحاتِ إيران العسكريّةِ، وهي ليست في واردِ الصدامِ مع أنقرة حليفتها في الناتو، وفيما عدا ذلك هناك ملامح لانحسارِ الدورِ الأمريكيّ الدوليّ.
بالمحصلة، لا خلافَ دوليّ حول استهدافِ أنقرة للإدارةِ الذاتيّة شمال وشرق سوريا، ولا حول التغيير الديمغرافيّ، إذ يسودُ الاعتقادُ لدى الأطرافِ المختلفةِ بأنّه لا بأسَ في تلبيةِ مطالبِ أنقرة، وتحجيم الوجودِ الكرديّ على الحدودِ إلى الحد الأقصى، ليس حلاً للوضعِ الراهنِ، بل ليكونَ ذلك جسراً للتصالحِ باعتباره على حساب من يعتبرونه الحلقة الأضعف، إلا أنّ الخلافَ كبيرٌ حول المرحلة التالية.
ولكن ثمّة عاملٌ آخر له أهميته ويمكنه منع العدوانِ التركيّ، وهم السوريون أنفسهم، والأمرُ يحتاجُ ترتيباتٍ عاجلةٍ وموقفاً روسيّاً مغايراً، وإن كان أبناء شمال وشرق سوريا لا يملكون إمكانيّةَ منعِ العدوانِ، فإنّ مواجهته تقعُ على عاتقهم، والاستعدادُ لها.

الميدانُ السوريُّ لا يحتملُ صِداماً دوليّاً
انقسم العالمُ حيال الأزمةِ السوريّةِ لجهةِ بقاءِ النظامِ، ولكن مع بقاءِ هامشٍ رماديّ للمناورةِ بالنسبةِ لبعضِ الدولِ، فيما تطلبت الحرب في أوكرانيا حسماً قطعيّاً إما مع أو ضد، وأما مسالةُ استهدافِ أنقرة للكردِ داخل تركيا أو شمال سوريا أو إقليم كردستان، فالمواقفُ لا تتجاوز البياناتِ الإنشائيّةَ، وتدركُ أنقرة هذا الأمرَ، وتبادرُ إلى حملةِ ضغطٍ سياسيّ وإعلاميّ، لتحصيلِ الموافقةِ الدوليّةِ بذريعة الأمن القوميّ، وبذلك لا نشهدُ انقساماً في مواقف الدول ولا حتى على مستوى المرجعيات الدوليّة ممثلة بالأمم المتحدة ومجلس الأمن الدوليّ، ومهما بلغت كارثيّة نتائج الحربِ ضدهم لا يتحركُ طرفُ دوليّ من أجلهم، ولم يحظَ أكثر من 180 ألف شهيد من ضحايا حرب الأنفال بموقف تعاطفٍ دوليّ ملحوظ.
الحديثُ عن معارضةٍ دوليّةٍ للهجمات التركيّةِ قد تدفع باتجاه الصدامِ الدوليّ، سطحيٌّ ومبالغٌ فيه، فالميدانُ السوريّ أصغر من أن يتحمّلَ صراعاً كبيراً بين روسيا والغرب أو الناتو، كما أنَّ القوى الكبرى تتجنبُ المواجهة المباشرة، ووجودُ قواتِ الطرفين في جغرافيا واحدة، يخضعُ لتفاهماتٍ تقضي بعدمِ الصدامِ المباشر، ولعلها تلجأ إلى وسائل غير مباشرة لمواجهة منها حرب الوكلاء، كانت الحربُ في أفغانستان طيلة عقدين نموذجاً لذلك، فيما الحربِ في أوكرانيا نموذجٌ متقدمٌ لذلك، فالناتو رغم ارتفاعِ صوته ورفضه للحربِ، إلا أنّ الحدَّ الأقصى لما يمكن أن يقوم به هو العقوباتُ الاقتصاديّة على موسكو، وتقديمُ السلاحِ لأوكرانيا، ولم يفعلِ الغربُ شيئاً حيال ضمِّ شبه جزيرة القرم في 18/3/2014، بقرارٍ روسيّ، وقبلها حربي الشيشان الأولى والثانية وحرب جورجيا 2008، واليوم يقرُّ العديد من المسؤولين الغربيين أنّ موسكو ليست في مأزقٍ كبيرٍ بسببِ الحربِ في أوكرانيا، وفيما الإرباكُ كبيرٌ في دول الاتحاد الأوروبيّ بسببِ نقصِ وارداتِ الغازِ، هناك توجهٌ للاتفاقِ حول حيادِ أوكرانيا لإنهاءِ الحربِ، أي التسليم بالمطالبِ الروسيّة.
تركيا تستغلُ الفجوة الكبيرة في العلاقات الدوليّة وتدركُ أنَّ تدهورَ العلاقاتِ لن يقودَ إلى صراعٍ مسلحٍ كبير لتكونَ في موقع الاختيار الصعبِ، وتمرر خطتها وفقاً لهذا الفهم وتستثمر موقعها الجيوسياسيّ الذي لا يمكن لموسكو ولا لواشنطن الاستغناء عنه
قرنٌ من العداوة وحربٌ عبر الحدود
وهناك صيغةٌ مترسخةٌ منذ أكثر من قرنٍ تتم المحافظة عليها، أي اعتباراً من سايكس بيكو، ومرحلة ظهور الدول القوميّة على أنقاض الدولة العثمانيّة، وتوزع الكردُ على دولِ المنطقة، وفي اتفاق لوزان 24/7/1923 تم تثبيتُ إقصاءِ الكردِ، ووضعهم تحت الوصايةِ التركيّة، والإطاحة باتفاق سيفر 10/8/1920.
أنقرة لم تحاول استيعابَ الكردِ وطنيّاً، ومنذ ثورة الشيخ سعيد رضا في آذار 1924، أنكرت وجودَ الكرد وأطلقت عليهم اسم “أتراك الجبال”، ومارستِ الحكومات التركيّة المتعاقبة التضييقَ على الكردِ وإقصائهم من الشراكةِ السياسيّةِ. ودفعتهم لحملِ السلاحِ، لتكونَ تهمةَ الإرهابِ ملازمةِ لهم، وعندما حقق حزبُ الشعوبِ الديمقراطيّ إنجازاً ديمقراطيّاً في الانتخابات البرلمانيّة في 7/6/2015 وتجاوز حزب الحركة القوميّة حليف أردوغان، انقلبت العدالة والتنمية على الانتخاباتِ وأعادتها في 1/11/2015، ثم لاحقت قادته واعتقلتهم، وأقالت رؤساءَ البلدياتِ.
ما حصل في باشور كردستان، كان استثناءً تاريخيّاً، لازالت أنقرة تنتقد تمريره، ولذلك كان موقفها حازماً حاسماً بإفشال الاستفتاء في 25/9/2017، وهددت بتدخلٍ عسكريّ مباشر، وكان الاستفتاءُ محلَّ الرفض حتى من قبل واشنطن، وأقامت العديد من القواعد العسكريّة وشنّت هجمات احتلالية آخرها مخلب القفل في 18/4/2022.
تسعى أنقرة لتحقيقِ عدة أهداف عبر تصديرِ المشكلة التركيّة الداخليّة عبر الحدودِ على سوريا، والحديثُ عن إحياءِ الميثاق الملّي 28/1/1920، لا يتعلقُ بحزبِ العمالِ، وكذلك ادعاء حزب العدالة والتنمية بالمظلوميّة التي لحقت بتركيا في اتفاقِ لوزان وفرض التنازلِ عن الموصلِ وكركوك، بل المسألة تتعلق بالوجود الكرديّ، ومنذ وصول العدالة والتنمية للسلطة تبنت أنقرة مشروع الهيمنة والتوسع بمسميات عديدة منها العثمانيّة الجديدة ومشروع طوران الكبير، وبذلك فالتهديداتُ التركيّة لا تنطلق من هواجس أمنيّة حقيقة بل هي ترجمةٌ للطموحاتِ التركيّةِ.
الخلافُ الكرديّ حادٌّ جداً، ورغم أنّ أنّهم يواجهون حرباً وجوديّة على أكثر من جبهة، ويستمر الإقصاءُ السياسيّ والتغييبُ الثقافيّ بحقهم إلا أنّهم مختلفو الأهواء، ولم تنعقد لهم راية لمواجهةِ التحديات الجسام، والبعض يراهن على تركيا نفسها لتجنب الحرب من قبل تركيا نفسها!
اللاجئون السوريون عائق انتخابيّ
التهديدُ التركيُّ بشن هجمات احتلالية جديدةٍ في سوريا، لا يتعلقُ أبدأً بالأمنِ القوميّ التركيّ، وتركيا لم تتعرض طيلةَ سنواتِ الأزمةِ السوريّةِ لأيّ خطر جدّيّ، ولكن مشكلةَ اللاجئين السوريين أضحت ملفاً ضاغطاً، وتحاولُ حكومةُ العدالةِ والتنميةِ حلها، لتسحبَ الملفَ من يدِ المعارضة، وتحققَ إنجازاً في سياق التحضير لانتخابات حزيران 2023 وهذا مضمون الخطة التي أعلنها أردوغان في 3/5/2022 إعادة مليون سوريّ، والمنطقة الآمنة بالنسبة لأنقرة هي تماماً المنطقة التي تحتلها، والتي لا وجودَ للكردِ فيها.
وفيما أرادت أنقرة تصدير المشكلة الكرديّة إلى سوريا، انبثقت مشكلة اللاجئين السوريين على أراضيها فاستثمرتها في أكثر من صعيد، وآن الأوان لتصفيتها، والمشروع السكنيّ الذي أعلنه أردوغان هو إعادة المشكلة إلى سوريا، وجعل ذلك إنجازاً تُحصدُ عوائده في صناديقِ الانتخابات القادمة، مع إعادةِ صياغةِ التركيبةِ السكانيّة على الحدود، وسيفعل أردوغان أيّ شيء في صراع البقاءِ.
الكرد يدركون كلّ ذلك، والقضية بالنسبة لهم لا تتعلقُ بطموحاتٍ لتأسيس كيانٍ سياسيّ مستقلٍ، بل تختلف عن ذلك المسار، فالكرد في تركيا يطالبون بالمواطنةِ الطبيعيّةِ وحقوقهم الثقافيّة والشراكة السياسيّة، وهي مطالب تكفي لوصمهم بالإرهاب ومحاربتهم، وعملت حكومات أنقرة المتعاقبة على إيجاد تغييراتٍ ديمغرافيّة بالمناطق الكرديّة داخل تركيا وتستكمل ذلك في دول الجوار، عبر التدخّل العسكريّ المباشر وإقامة الجدارَ العازلَ على الحدودِ لمنعِ التواصل الديمغرافيّ عبر الحدودِ.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle