مثقفون: “سيسيولوجيا الحرية” فهم شامل لبناء مجتمع ديمقراطي حر

قامشلو/ علي خضير ـ

بيَّن مثقَّفون في مقاطعة الجزيرة آلية تشكيل لجنة لقراءة كتب القائد عبد الله أوجلان، ومكان عملها، والهدف من تشكيلها، وقالوا: لفهم فلسفة القائد عبد الله أوجلان، أداة معرفية ووسيلة لتحقيق الحرية وبناء الأمة الديمقراطية، يجب التمعُّن بقراءة مجلد “سيسيولوجيا الحرية”، وأنه لبناء مجتمع حر وديمقراطي يجب فهم جوهر فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، وأشاروا إلى أن مشاركة المرأة أساسية لأن القائد عبد الله أوجلان، أولى قضايا المرأة أهمية خاصة.

أطلق المفكر والفيلسوف عبد الله أوجلان كتاب “سيسيولوجيا الحرية” لأول مرة عام ٢٠٠٨، كمفهوم اجتماعي فلسفي تاريخي اعتمد الفهم الصحيح، والبناء للطبيعة الاجتماعية الأولى والمجتمع الصحيح، قبل أن تتدخل مفاهيم التملك الاحتكاري والتسلط في بنيه المجتمع، كما أنه حلل قضايا مجتمعية ذات العلاقة بفهم الحرية والدين والمسؤولية، وعلاقة الديمقراطية بالحرية، وحرية المرأة وأهمية مشاركتها في قضايا المجتمع كافة، وقد تمَّ تشكيل لجنة من المبادرة الشعبية لفهم وشرح مضمون هذا المجلد والتعرف على مبادئ الحرية والعيش الكريم.

مجموعات لقراءة كتب القائد عبد الله أوجلان

وحول الموضوع ذاته، تحدث لصحيفتنا، الكاتب والناقد “عبد الوهاب بيراني” الذي بين في البداية الهدف من إنشاء مجموعات قراءة لكتب القائد عبد الله أوجلان وتنظيمها، على أساس بناء مجتمع ديمقراطي حر، وخاصة كتاب (سيسيولوجيا الحرية)، وهو كتاب شامل لفهم ورؤية قضايا العلم والقانون والثورة والديمقراطية والبيئة والمرأة، والتعايش الثقافي والسياسي المشترك من وجهة ثورية صائبة، إضافةً لفهم أسس وحل المشاكل الاجتماعية، وتعرية المنهج الرأسمالي للاحتكار واستغلاله المرأة، بعيداً عن مرض الدولة القومية وسلطتها الاحتكارية، وإعادة النظر في تعريفات وقضايا قديمة، زرعتها الثقافة الرأسمالية وذهنيتها الرثة، وأهمية بناء منهجية وذهنية صحيحة.

وأوضح بيراني: “آلية تشكيل اللجنة، تمت عبر جلسات قراءة ونقاش مكثفة لمجمل فصول الكتاب، وبدأت الجلسات بتاريخ 25 كانون الثاني من عام 2023 عملها، وذلك عبر المبادرة التطوعية الشعبية التشاركية، من العديد من المثقفين والمفكرين، والشباب والمرأة والشخصيات الاجتماعية، والعاملين في مؤسسات الإدارة الذاتية والأحزاب، إضافة إلى إشراك مجموعات من قوى الأمن الداخلي، وغيرها في عمليات القراءة ومن شعوب ومكونات المنطقة كافة “.

وكشف بيراني: أنه “هناك ثلاث مجموعات في مدينة الحسكة، في الوقت الحالي، يتراوح عددهم بين ١٢إلى ١٥ مشاركا ومشاركة، بكل مجموعة، ومن شعوب المنطقة كافة، الكرد والعرب، والأرمن، والآشوريين، والإيزيديين، وتعتمد أغلب المجموعات حديقة القراءة في المدينة مكاناً لها لقراءة الكتب ومناقشتها، وقد تم قطع شوط لا بأس به في قراءة كتاب سيسيولوجيا الحرية، منذ بداية تشكيل مجموعات القراءة في بداية عام ٢٠٢٣”.

مجموعات جديدة للاستمرار في قراءة المجلد

وأوضح بيراني: “ستقوم المجموعات بتأسيس مجموعات جديدة للاستمرار بقراءة المجلد، من خلال التدريب والخبرات التي اكتسبوها خلال مراحل القراءة والنقاشات المشتركة، للوصول إلى الفهم الحقيقي لمقولة المفكر عبد الله أوجلان (الخوف الفكري يكمن خلف كل المخاوف)، ضمن فكر جديد للقضاء على ذهنية الخوف القديم، وبناء ذهنية سليمة تتضمن الخلق والإبداع والتجديد والالتزام بتحقيق الحرية”.

واختتم الناقد والكاتب عبد الوهاب بيراني، حديثه بقوله: “يسعى المشاركون المتطوعون في مبادرة قراءة مجلد “سيسيولوجيا الحرية”، إلى متابعة جلسات القراءة خلال الأشهر القادمة، وإجراء عمليات النقاش والتقييم حين الانتهاء من قراءة آخر فصل من المجلد، والبدء بقراءة مجلد آخر من مرافعات القائد عبد الله أوجلان، والإشراف على مجموعات جديدة خاصة بمجلد سيسيولوجيا الحرية”.

مشاركة المرأة في قراءة المجلد فعالة

المرأة الكردية أصبحت قدوة لنساء العالم كافة، فنساء شمال وشرق سوريا بشكل خاص، وعبر تبني فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، استطعن تحقيق الكثير من الإنجازات، وثورة روج آفا سميت بثورة المرأة، والنساء في إقليم شمال وشرق سوريا والمنطقة يعتبرن أنفسهنَّ مدينات للقائد عبد الله أوجلان، لذلك يشدَّدن على ضرورة نشر فكره الحر، والمطالبة بالحرية الجسدية له.

وفي السياق ذاته، تحدثت عضوة اتحاد المثقفين في مقاطعة الجزيرة “كوثر مارديني”، عن مشاركتها في المبادرة: “إن النساء أحببن المشاركة وبحماس لقراءة كتب القائد عبد الله أوجلان، الذي أولى المرأة اهتماماً خاصاً، وأهداها أيديولوجيا خاصة بها، وعرَّفها طريق حريتها، وهو السبب في وصول المرأة الكردية وأيضاً النساء على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا، إلى الإنجازات العظيمة التي حققنها من الناحية العسكرية والسياسية والاجتماعية”.

فوائد قراءة المجلد الثالث للنساء

وأضافت كوثر: “قمت أنا وبعض من الرفاق والرفيقات بقراءة العديد من كتب القائد عبد الله اوجلان، وقد بدأنا بقراءة المجلد الثالث، لما لهذا الكتاب فائدة في تثقيف الإنسان، فهو تتحدث عن بداية تاريخ الإنسان وتاريخ الشرق الأوسط وشعوبه بشكل موسع وموثوق، كما يتحدث عن القضايا الاجتماعية، وكيف نشأت، وأسبابها وسبل الوصول إلى حلها”.

وقالت كوثر مارديني في ختام حديثها: “يأخذ الكتاب مساحة واسعة لعلم المرأة (Jineoloji)، والذي بات أهم الحقول العلمية المنضوية تحت (السيسيولوجيا)، كون المرأة جزءاً أساسياً من الطبيعة الاجتماعية جسداً ومعنى، وأساس بناء الحياة الحرة من خلال التمكين السياسي والثقافي، وتحقيق وجودها في دراسة العلوم لتحقيق حريتها، لأن “حرية المجتمع تمر من حرية المرأة” حسب تعبير المفكر عبد الله أوجلان، وعلى النساء قراءة هذا الكتاب”.

والجدير بالذكر أن أغلب المشاركين في جلسات القراءة انضموا إلى حلقات البرنامج التلفزيوني الأسبوعي “سيسيولوجيا الحرية” عبر فضائية “روناهي”، الذي يتخذ فلسفة القائد عبد الله أوجلان أساسا للبرنامج، ومواضيع الحوار تتعلق بالكتاب وشرح ما فيه من أفكار للجمهور.