روناهي/ الدرباسية –
أكد الرئيس المشترك لحزب الخضر الديمقراطي، لقمان أحمي أن الإدارة الذاتية هي السباقة دائما في طرح المبادرات الهادفة لحل الأزمة السورية، وأشار إلى أن الجهود، التي تُبذلها الإدارة الذاتية يجب أن تُقابلها ردود أفعال إيجابية من الأطراف الوطنية، والديمقراطية.
فتتوالى ردود الأفعال على المبادرة، التي أطلقتها الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا، يوم الثامن عشر من شهر نيسان الفائت، بتسع نقاط تهدف لإيجاد حل للأزمة السورية.
ردود الأفعال معظمها قيّمت المبادرة بشكل إيجابي، إضافة إلى ورود العديد من الملاحظات، كان الهدف منها إغناء المبادرة وتدعيمها برؤى ديمقراطية إضافية، من شأنها المساهمة في إيجاد مخرج ديمقراطي لحل الأزمة السورية.
مبادرة الإدارة الذاتية جاءت بالوقت الذي تُراوح الأزمة السورية في مكانها، دون أي بوادر حقيقية للحل، وذلك بالرغم من التحركات العديدة للكثير من الدول، لا سيما الدول العربية، إلا إن هذه التحركات لم تُفلح في الوصول لتفاهم حول حل الأزمة، لذا كانت مبادرة الإدارة الذاتية محركاً للمياه الراكدة، ودفعا بالملف السوري خطوات إلى الأمام.
الإدارة الذاتية سباقة في المبادرات
وحول هذا الموضوع، التقت صحيفتنا الرئيس المشترك لحزب الخضر الديمقراطي، لقمان أحمي: “قبل الخوض في تفاصيل المبادرة، التي أطلقتها الإدارة الذاتية، وقبل البدء بتقييمها وإبداء الرأي حولها، لا بد من الإشارة إلى إن الإدارة الذاتية كانت على الدوام السباقة في طرح المبادرات الهادفة؛ لإيجاد حلول للأزمة السورية، لذلك، لا يمكننا تناول هذه المبادرة على إنها المبادرة الأولى للإدارة الذاتية، بل يجب أن نتناولها في إطار جملة المبادرات والمواقف، التي تطرحها الإدارة الذاتية دائماً”.
وأضاف أحمي: “المبادرة التي طرحتها الإدارة الذاتية تهدف إلى إيجاد حلول سلمية سياسية للأزمة السورية، بعيدا عن لغة العنف والسلاح، وبالوقت نفسه، فإن الإدارة الذاتية، أُسِّست على الأخوة بين شعوب المنطقة، والمبادرات التي تطرحها الإدارة كلها تأخذ بعين الاعتبار ضرورة المحافظة على وحدة شعوب المنطقة، وكذلك احترام خصوصيات الشعوب وثقافاتها، ضمن سوريا المستقبل التي ستُنتج عن الحلول السياسية للأزمة السورية”.
وتابع أحمي: “نُلاحظ أن مبادرة الإدارة الذاتية تزامنت مع التحركات العربية حيال الأزمة السورية، والتي نتج عنها عودة العلاقات بين حكومة دمشق، وعدد من الدول العربية، وخاصة الدول الخليجية، هذا التزامن بين هذين المسارين يمكن الاستفادة منه بشكل إيجابي، من خلال زيادة التنسيق بين هذه الأطراف، للوصول إلى نقاط مشتركة متعلقة بحل الأزمة السورية، ولا يُخفى على أحد أن الإدارة الذاتية منفتحة على كل ما يدعو للتقاربات، لتبقى الكرة في ملعب الدول العربية، التي طرحت مبادرتها، وأعتقد أنه إذا ما أرادت الدول العربية أن يُكتب لخطواتها النجاح، فعليها المسارعة للتنسيق مع الإدارة الذاتية في إطار مبادرتها”.
دعم المبادرة المخرج من الأزمة
وأوضح أحمي: “ومن جانب آخر، فإن على القوى السياسية السورية أيضا، أن تأخذ هذه المبادرة بسعة صدر، وأن تتعامل معها بمسؤولية جدية، لأن طرح مبادرة الإدارة الذاتية جاءت في لحظة تاريخية هامة، ومن الصعوبة أن تتكرر في المستقبل، لذلك، على السوريين المسارعة في دعم هذه المبادرة، والعمل على تطويرها بشكل فعال، حتى يتسنى لسوريا، ولشعبها الخروج من الأزمة”.
وأشار أحمي: إلى أن “الإدارة الذاتية الديمقراطية كانت قد اجتمعت مع الأحزاب السياسية كافة، وقد ناقشت معهم مضمون المبادرة قبل إطلاقها، كما إن الإدارة استمعت للآراء والملاحظات، التي وردت من هذه الأحزاب، وعلى أساسها قامت بتعديل مبادرتها، من خلال إضافة بعض النقاط، وتعديل بعضها الآخر، لتُعلن بالنهاية عن مبادرتها بشكلها النهائي، الذي نشر للعلن”.
الرئيس المشترك لحزب الخضر الديمقراطي، لقمان أحمي اختتم حديثه: “للخروج من الأزمة السورية، لا بد من التعامل مع مبادرة الإدارة الذاتية تعاملا إيجابيا بناءً، من أجل الوصول إلى سوريا مستقبلية لا مركزية ديمقراطية، تُحترم فيها الشعوب، والأديان، والطوائف، وبغير ذلك، فإن التاريخ سيذكر أن القوى السياسية السورية لم تستغل الفرصة الذهبية، التي سنحت لها، وبالتالي ساهمت في إطالة عمر الأزمة السورية، وساعدت في تعميق جرح السوريين”.
