سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

عبد القادر حمو… تجاوز الحد الأخير فكانت النهاية

رامان آزاد_

الأحداث وحالة الاشتباكات التي عاشتها مدينة الحسكة، والتي أفضت إلى إزهاق أرواح مدنيين يؤكد وجود مشكلة بنيويّة وتنظيميّة وفكريّة، الأمر الذي يستدعي بإلحاح مراجعة معمّقة، والمسألة لا تتعلق بهيكليّة القوات المسماة “الدفاع الوطنيّ” فقط، بل بطبيعة تعامل السلطات الأمنيّة والإداريّة مع المجتمع وشخصياته الاعتباريّة ووجهاء العشائر.
نهاية حمو
نقلت وكالة نورث برس الجمعة 22/9/2023 عن مصدر حكوميّ في الحسكة إنّ “العمليات العسكريّة داخل مدينة الحسكة انتهت بعدما تمّتِ السيطرة بالكامل على المنزل الذي كان يتحصن به قائد ميليشيا الدفاع الوطنيّ المدعو عبد القادر حمو كآخر معقل له في المربع الأمنيّ على مدى الأيام الماضية”. وأفاد المصدر أنّ مصير حمو مجهول رغم تمشيط القوات لمنزله والبهو الخاص بالمنزل وجميع البيوت المحيطة بمكان تحصنه.
وسرعان ما أعلنت مصادر إعلام حكوميّة مقتل متزعم “الدفاع الوطنيّ” عبد القادر حمو في الحسكة بتفجير نفسه بحزام ناسف في أحد أقبية المنزل الذي كان قد تحصّن فيه منذ أكثر من يومين. وقالت وسائل إعلام حكوميّة، إنّه “أثناء محاولة عناصر الأمن العسكريّ إلقاء القبض على المدعو عبد القادر حمو قام بتفجير نفسه في منزله بحزام ناسف كان يرتديه”.
وصباح الجمعة، قُتل وأُصيب خمسة عناصر من الشرطة والقوات الحكومية، نتيجة اشتباكاتٍ عنيفةٍ دارت في محيطِ منزل متزعم “الدفاع الوطنيّ” عبد القادر حمو، بجانب حديقة تشرين وسط المربع الأمنيّ في الحسكة. فيما كانت تشكيلات خاصة في القوات الحكوميّة تستعد لاقتحام منزل “حمو”، وسط حديث عن وجود مفخخات داخل المنزل المتحصن به مع عناصر آخرين.
لم تتوقف الاشتباكات منذ ليل الثلاثاء، حيث يتمركزون “الدفاع الوطنيّ” في حديقة تشرين وسط أحياء سكنيّة بالمدينة، وبدأت على خلفية خلافٍ بين ضباط من قوات النظام و”حمو”، وهاجمت قوات الهجانة نقاط تمركز “الدفاع الوطنيّ”، لتزيد على إثرها وتيرة الاشتباكات. والتي أدت إلى مقتل شابٍ وامرأة وإصابة مدنيين آخرين، وتضرّر المنازل، بسقوط قذائف في الأحياء الواقعة ضمن مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية”، ومشاهدة أعمدة الدخان داخل المربع الأمني. وتمكّنت قوات النظام من محاصرة مقراتّ ميليشيا “الدفاع الوطنيّ” والسيطرة على عددٍ من النقاط.
أعلن النظام السوريّ عن هدنة بعد تقدّم قواته في المربع الأمنيّ، بغرض إجلاء المصابين من العسكريّين والمدنيين. ورغم إعلان الهدنة لم تتمكن بعض العوائل من الخروج خوفاً من رشقات الرصاص المتقطّعة، وفقط المنازل الواقعة على الأطراف البعيدة تم إخلاؤها وخرج سكانها إلى الأحياء الشماليّة الواقعة في مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية”.
شهد المربع الأمنيّ في مدينة الحسكة اشتباكات اندلعت، ليل الثلاثاء – الأربعاء، بين قوات النظام السوريّ وميليشيا “الدفاع الوطنيّ” التابعة لها، عقب قرار عزل قائد ميليشيا الدفاع الوطنيّ من منصبه، على خلفيّة إهانته أحد وجهاء العشائر، ما تسبّب باشتباكات، أواسط آب الماضي. وبقيت حالة التوتر في المدينة وسط مطالبات وجّهتها عشيرة الجبور إلى حكومة النظام بحل ميليشيا “الدفاع الوطنيّ”، التي باتت عبئاً عليه وقد تؤدّي إلى فقدان النظام السيطرة العسكريّة على محافظة من طبيعتها العادات والتقاليد العشائريّة.
إصرارٌ على إنهاء حمو
وإذ وصلت قضية “حمو” الفصل الأخير” نشرت ميليشيا “الدفاع الوطنيّ” بياناً اتهمت فيه ضباطاً من قوات النظام بإصدارِ أوامر بمهاجمةِ قواتها، بعد فضحِ عملهم في تجارة المخدرات والسلاح “ما أثار امتعاضهم مستغلين رتبهم العسكريّة في الجيش والسلك الأمنيّ لتوجيه بنادق العناصر والجنود نحو نقاطهم”. وظهر قائد الميليشيا “حمو” في مقطع مصوّر تداوله ناشطون، السبت 20/9/2023 اتهم فيه الأمن العسكريّ وقيادات عسكريّة منهم علي مملوك مدير مكتب الأمن الوطنيّ بطلبِ مبلغ ثلاثة ملايين دولار لتسوية وضع الميليشيا، أو الخروج من المنطقة، وأنّه دفع منها نحو 500 ألف دولار. وطلب “حمو” من العناصر “التمرّد على قوات النظام واعتبارهم عدواً واستهداف أيّ عنصر منهم، وأصدر أوامره بقتلهم فوراً.
قال المنسق العام للمجلس الأعلى للعشائر السوريّة مضر حماد الأسعد، إنَّ “ميليشيا الدفاع الوطنيّ لم تعد تنفذ أوامر النظام أو الأجهزة الأمنيّة، بعدما أصبح قائدها يملكُ من المال الكثير بسبب تجارة المخدرات والأسلحة وفرض الإتاوات والضرائب على المحال التجاريّة وحتى السكان، وكذلك بسبب أعمال التعفيش والسرقات، وبهذه الميزانية الكبيرة جداً شرع يقدّم رُشى لضباط الأمن والمسؤولين سواء الذين داخل المدينة أو دمشق، كما يقدّم جزءاً إلى قيادات الميليشيات الإيرانيّة”.
أصبح حمو يتعاون مع جهاتٍ خارج النظام والأجهزة الأمنيّة التابعة له، ويتعامل بشكلٍ مباشرٍ سواءٌ مع حزب الله والميليشيات الإيرانيّة وروسيا أو أيّ جهة أخرى، وبذلك تولدت القناعة أنّه تجاوز الخط الأخير، وأنّه رغم وجوده ضمن المربع الأمنيّ مع مؤسسات النظام يرفض التعامل معه. كما أنّه عبر انفراده بسلوكه وانخراطه والإساءة إلى الأهالي والشخصيات الاعتبارية والاجتماعيّة والعشائريّة يخالف سياسة حكومة دمشق التي تسعى للعودة عبر تلك السبل.
كُشف عن وساطات تهدف إلى دفع “حمو” إلى تسليم نفسه إلى قوات النظام على أن يُبعدَ إلى خارج المنطقة، رغم أنّه لم يكن متوقعاً أن تكون هناك تهدئة بين الطرفين، لأنّ قرار اعتقال “حمو” ومَن يقاتل معه بات محسوماً، بل إنّ بقاءه صار محل الحرج ويكشف عن ضعف مؤسسات الحكومة، أمام ميليشيا عسكريّة هي التي صنعتها.

استهلك غايته وأصبح عبئاً
وقصة تشكيل ميليشيات الدفاع الوطنيّ ودوافعها معروفة، ففي المقام الأول كان المطلوب تعويض النقص في الجيش والمؤسسات الأمنيّة على حد سواء بعد اندلاع الأزمة السوريّة، لأنّ طبيعة عمل هذه الميليشيات تتعلق بتنفيذ مهمات حيث يتم زجّها، ولم يخضع العناصر لدى ضمهم للمعايير المعتمدة في المؤسسات العسكريّة والأمنيّة، وبالتالي تم ضم أشخاص من سويات أخلاقيّة متدنية مارست التعفيش وتطاولت على الناس وأساءت إليهم.
لكن السبب الأكثر أهمية لتشكيل الميليشيات المسلحة في ظروف الأزمات، فهو لتجنيب المؤسسات الرسميّة المسؤوليّة القانونيّة عن جملة الانتهاكات المرتكبة، لتكون هذه الميليشيات في الواجهة، وهي لا تختلف في فكرتها عن مجموعات فاغنر العسكريّة الروسيّة، والتي وصلت إلى درجة التمرد، ليلقى زعيمها يفغيني بريغوجين مصرعه في حادث طائرة، ويترك الأسئلة معلّقة، صحيح أنّ حمو ليس بريغوجين، لكن المسألة تتعلق بالعهدة التي تستهلك كلّ فائدتها وتتحول إلى عبء.
وأما الجانب الإغرائيّ في الانضمام فيتعلق بالمكاسب التي يجنيها العناصر على الحواجز المختلفة ومصادر أخرى توفرها ظروف الأزمة والفوضى وغياب المساءلة، فحكومة دمشق كانت معنية بالنتائج العسكريّة بالدرجة الأولى. وفي هذه الظروف ظهر كثيرون من أمثال عبد القادر حمو.
أصل الحكاية
يوم الأحد 13/8/2023 اعتدى قائد ميليشيا الدفاع الوطنيّ “عبد القادر حمو” بالضرب على الشيخ عبد العزيز محمد الشيخ أحمد المسلط أحد شيوخ قبيلة الجبور مع ابن شقيقه داخل منطقة المربع الأمني بالحسكة. جاء الاعتداء على خلفيّة جدال حول أحقية السير وأخرج “حمو” وعناصره الشيخ عبد العزيز المسلط من سيارته وضربوه أمام أنظار عناصر أمن النظام السوري.
وتسببت الواقعة باستنفار أبناء العشيرة في مدينة الحسكة وريفها الذين تجمعوا بالمئات أمام منزل عائلة المسلط في حي (تل حجر) فيما اقتحم آخرون منطقة المربع الأمني مدججين بالأسلحة الرشاشة. وأمهلت “الجبور” قوات النظام 48 ساعة لتسليمهم “حمو”، وإلا سيضطر أبناء القبيلة إلى استخدام القوة لاعتقاله.
وأخلى عبد القادر حمو أحد مقاره في منطقة المساكن قرب مبنى الحزب، وتراجع إلى منطقة المريديان التي يتمركز فيها عناصر من ميليشيا (حزب الله)”.
ورفض وجهاء قبيلة الجبور إجراء لقاء دعا إليه محافظ الحسكة وقائد الشرطة وقائد العمليات العسكريّة، قبل تسليمهم حمو. وتداولت صفحات محلية على موقع فيس بوك مقاطع مصورة تظهر المئات من أبناء قبيلة الجبور في الحسكة، مدججين بالأسلحة داخل منطقة المربع الأمني وأمام مقر ميليشيا الدفاع الوطنيّ وسط المدينة.
وأعلنت العديد من العشائر والقبائل العربيّة تضامنها معهم ووصلت مساندات لهم لمدينة الحسكة لمشاركتهم في أيّ اشتباكٍ محتمل مع القوات الحكوميّة أو قوات الدفاع الوطنيّ التابعة لها. ووصلت تعزيزات من قبيلة البكارة بدير الزور إلى قبيلة الجبور في الحسكة، لمساندتها ضد ميليشيا “الدفاع الوطنيّ” التابعة للحكومة السوريّة.
وفي سياق تنفيذ اتفاق التهدئة دخل وفد لوجهاء قبيلة الجبور وقبائل عربيّة إلى مبنى محافظة الحسكة داخل المربع الأمنيّ، للتأكد من إخراج “عبد القادر حمو”، وقال: محشوش إن “كلام المحافظ عن القانون والالتزام به غير صحيح، حتى الآن الحكومة السوريّة داخل الحسكة لا تستطيع من إلقاء القبض على شخص يُسيء للمدينة بالأكمل”. وأشار إلى أنّه بعد فشل الحكومة السوريّة بتلبية مطالبهم، فكل الاحتمالات واردة لديهم الآن بخصوص المشكلة الحاصلة مع قوات الدفاع الوطنيّ وقائدها الذي لا يزال طليقاً.

مصدر القوة
رفض حمو إخلاء مقراته وتسليم صلاحياته للمدعو يوسف حماد، الذي عيّنه النظام السوريّ بديلاً لحمو في منصب قائد الميليشيا بالحسكة “لامتصاص غضب قبيلة الجبور وتجنباً للتصعيد”. وهدد “حمو” أجهزة أمن النظام بالمواجهة العسكريّة، وفخخ مقراته، واعتدى على أحد مرافقيه وحرقه للاشتباه بنقله معلومات للنظام، وصوّر الواقعة وأرسل المقطع المصور إلى أجهزة أمن النظام في الحسكة”.
وتداولت صفحات محليّة مقطعاً مصوراً لحمو يتجول برفقة ابنه وأحد مرافقيه بسيارته، محاطاً بعدةِ سيارات دفع رباعيّة، يستقلها عناصر مدججون بالأسلحة الرشاشة الثقيلة، ومحملة بعشرات الأسطوانات المتفجرة. والمقطع حديث قرب مقرٍ له حمو، وهو بمنزلة “رسالة تهديد مباشرة لأجهزة أمن النظام، يبدي فيها جاهزيته لاستخدام كل قدراته العسكريّة للدفاع عن مقاره ونفوذه داخل منطقة المربع الأمني في الحسكة”.
ويُتهم حمو بفرض إتاوات على أصحاب المحالّ في سوق المدينة وعلى التجار، ومصادرة سيارة خاصة واعتقال أشخاص من مناطق ريف الحسكة وتوجيه تهم لهم بالتعامل مع تنظيم (داعش) ليفرج عنهم بعد دفعهم مبالغَ مالية كبيرة. وتتنوع الدعاوى بحق حمو من سرقة منازل وحرقها وعمليات وتهريب ومصادرة سيارات وفرض إتاوات واعتقال المواطنين وطلب فدية مقابل إطلاق سراحهم إلى جانب الاعتداء وجرائم قتل واغتصاب بحق مواطني المنطقة.
وعبد القادر حمو من مواليد الحسكة 1979، ويلقب نفسه “السيد أبو أحمد الحسيني”، وكان ينشط في تجارة الحبوب المخدرة، وتلاحقه قضايا جنائية عديدة، منها قتل زوجته في العام 2013. وعمل منذ توليه منصبه في تجارة المخدرات، وهو متهم برفقة مسلحيه بحوادث السرقة وإدارة شبكات دعارة، وفرض إتاوات على أصحاب المحال والبسطات، ومصادرة السيارات، فضلاً عن اعتقال مواطنين في منطقة المربع الأمني بالحسكة وإطلاق سراحهم مقابل دفع ذويهم مبالغ ماليّة.
كان عبد القادر حمو يتمتع بنفوذ واسع في مناطق سيطرة النظام، ولديه عدة مقرات في مدينتي الحسكة وقامشلو، ويتلقى الدعم من إيران و”حزب الله”، منهم (الحاج مهدي)، المتمركز في مطار قامشلو، لذلك لم يكن ممكناً إقالته بسهولة.
“مشاجرة فرديّة”
في مقاربة خاطئة للحدث في 17/8/2023 وصف محافظ الحسكة لؤي صيوح في تصريح في 17/8/2023 أثناء لقائه عدداً من وجهاء قبيلة الجبور وعشائر عربيّة أخرى حادثة اعتداء قائد ميليشيا “الدفاع الوطنيّ”، عبد القادر حمو على أحد شيوخ الجبور بأنها “مشاجرة فردية تطورت فيما بعد إلى إشكالٍ أكبر من المشاجرة الفرديّة وأنَّ الجهات المختصة اتخذت الإجراءات اللازمة لضبط الأمن والاستقرار في المحافظة”. وتجنب صيوح ذكر اسم عبد القادر حمو واكتفى بالتأكيد على “عزل كلّ من يخالف القانون وبأنّهم عيّنوا قيادياً جديداً بدلاً عنه” وذلك في رده على استفسار أحد وجهاء العشائر عن مصير حمو.
الواقع إنّ ما حدث لا يمكن تصنيفه حادثاً فرديّاً، فالدفاع الوطنيّ مؤسسة رسميّة تابعة للحكومة وكلّ سلوكها محسوبٌ على الجهةِ التي شكّلتها، والشيخ عبد العزيز أحمد المسلط شخصيةٌ اعتباريّةُ وقامة اجتماعيّة معروفة، وقبل كلّ ذلك فالحادث في أصله ينطوي على تطاولٍ وبلطجةِ لا يمكن تبريره بأيّ شكلٍ من الأشكال. أما الحوادث الفرديّة فهي تلك تقع بين أفراد عاديين دون صفاتٍ رسميّةٍ.
الجانب الروسيّ يدرك حساسيّة مسألة العشائر فبادر للتدخّل إذ يخشى تدحرج الأحداث إلى دوامةِ من العنف، كما يدرك طبيعة تعدد القوى على الأرضِ في المنطقة، وأنّ البقاءَ لمن يكسبُ العشائر، ولذلك فإنّ الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا هي الطرفُ الذي يُحسب حسابه، وبخاصةٍ بعد فشل الأحداث المفتعلة في ريف دير الزور في استهدافها. واستناداً لهذا المعطى يتطلع الجانب الروسيّ ومعه دمشق إلى كسبِ العشائر العربيّة، ولذلك شارك قادة من القوات الروسيّة في اجتماع مغلق مع القائد العسكريّ وقائد الشرطة ومحافظ الحسكة لمناقشة سبل حلّ الخلافات وخفض التوتر مع قبيلة الجبور”.
المسألة التي يصرّ البعض على تجاهلها تتعلق بطبيعة القبيلة وشخصيتها المستقلة فهي كيانٌ مجتمعيّ له عاداتٌ وتقاليدٌ ومرجعيات وآلية قانونيّة، ولا يمكن إخضاعه للسلطة المركزيّة بأيّ حال من الأحوال، ولا يمكن أن تخضع لسلوكيات البلطجة والتنمر، لأنّها ميراث الأصالة والقيم.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle