سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

جمعُ الكمأة… رحلةٌ على حوافِ الموت

 كروب روناهي_

البحث عن الكمأة مغامرةٌ تنطوي على مواجهةِ الموت، إما بسبب الهجمات الدموية المفاجئة أو انفجار لغم من مُخلفات الحرب، لكن الرحلة تفرض نفسها في مواقيتها في بلدٍ يعيش ظروف الحربِ والأزمة الاقتصاديّة الخانقة والغلاء المعيشيّ وتدني الأجور، وقد أضحت البادية السوريّة بعد آذار 2019 “ثقباً أسوداً” وميداناً لا يمكن التكهن بمفاجأته، كما يتعددُ الوجودِ العسكريّ فيه. لتسفر رحلات البحث عن الكمأة عن مجازر مروعة كثيراً ما يوصف مرتكبوها بالمجهولين.
ضحايا تحسين الوضع المعيشيّ 
الدافع الأساسيّ وراء المغامرة وخوض رحلةِ البحث عن الكمأة في البادية هو الحصول على دخلٍ ماليّ، في ظلّ الظروف المعيشيّة القاسية نتيجة غلاء الأسعار وانهيار قيمة صرف الليرة السوريّة وتدني الرواتب والأجور، ولذلك لا يفوّت سكان مناطق البادية فرصة الموسم القصير الذي يبدأ في شباط وينتهي في نهاية آذار لتحسين ظروفهم المعيشيّة، ويصل سعر الكيلو الواحد منها بين 200 ــ 500 ألف ليرة سورية وقد يتجاوزها بحسب النوع والحجم والجودة، إلا أنّ كثيراً من رحلات الكمأة انتهت بشكلٍ مأساويّ إما بحوادث انفجار الألغام من مخلفات الحرب أو بإطلاقِ النار مباشرة.
بعد مشهد الباغوز وخروج مرتزقة “داعش” من أوكار وأنفاق تحت الأرض أُعلن رسميّاً نهاية مرتزقة “داعش” جغرافيّاً، ولم تعد هناك منطقةٌ تُرفع عليها راياته السوداء، وخلال المعارك توجه عدد كبيرٌ من المرتزقة إلى البادية المترامية الأطراف والتي تبلغ مساحتها نحو 80 ألف كم2، وتتوزع على مناطق: دير الزور، الرقة، حلب، حماة، حمص، ريف دمشق، والسويداء. وتجاور أطرافها حدود الأردن جنوباً والعراق شرقاً. وتُوصف البادية السوريّة بأنّها “الثقب الأسود لمرتزقة “داعش”، وفيما استهدفت معظم الهجمات بعد الهزيمة قوافل وأرتال عسكريّة يتبع معظمها لقوات حكومة دمشق، فيما الهجمات اللاحقة طالت البسطاء ممن يبحثون عن مصدر رزق في البادية.
ورغم وقوع الحوادث الدمويّة والمخاطر، إلا أنّ كثيراً من الناس ما يزالون يُقدمون على المغامرة المحفوفة بخطر الموت، لجمع الكمأة بنبشِ الأرض وبخاصةٍ أنّ سعر الكيلو غرام الواحد يعادل ضعف راتب العامل في المؤسسات الحكوميّة، في ظلِّ ظروفٍ اقتصاديّة بالغة الصعوبة وأزمة على مشارف دخول السنة الرابعة عشرة.
يمكن توصيف ما يحدث أنّه تصاعد في جرائم القتل أكثر منه عمليات لتحقيق أهداف عسكريّة، وإن كان الاتهام يوجّه مباشرةً إلى خلايا مرتزقة “داعش” المنتشرة في البادية، وهو سلوكٌ غير مستغرب منهم إذا لطالما نفذوا جرائم قتل ومجازر خلال فترة سيطرتهم على الكثير من المدن والبلدات. فإنّ مرتزقة “داعش” غالباً لا ينشرون بيانات يتبنون فيها الهجمات على جامعي الكمأة كما هو الحال في الهجمات المنفذة ضد أهداف عسكريّة.
معظم الحوادث التي تقع يكتنفها الغموض ولا يُعرف منفذوها، كما يصعب إجراء تحقيقات لمعرفة ملابساتها، إلا أنّ عوائل الضحايا لا يحصرون الاتهام بمرتزقة “داعش” وحدهم، فيما يعتبرون مراقبون أنّ غلاء أسعار الكمأة عاملٌ يقف وراء بعض الحوادث، يُراد بها بسط السطوة على البادية ومنع جمع الكمأة. وبذلك فإنّ المال أضحى هدف الضحايا وبعض الجناة بآنٍ واحد، وبخاصةٍ أنّ مجموعات مسلحة مختلفة التابعية تدير ورشات عمال لجني الكمأة وبيعها مقابل دفع مبالغ رمزيّة للعمال.
59 قتيلاً منذ منتصف شباط المنصرم
بلغ عدد القتلى في البادية السورية منذ 15 شباط الماضي، 59 شخصاً بينهم عناصر من قوات حكومة دمشق وميليشيا الدفاع الوطنيّ، فيما أصيب 21 شخصاً بجراح. وجاءت ترتيب الحوادث زمنياً على النحو التالي:
– 7/3/2024، قُتل 7 عناصر من ميليشيا الدفاع الوطني، في كمين لـ”داعش”، بمنطقة تل سلمة في محيط دويزين بريف حماة الشرقيّ.
ــ الأربعاء 6/3/2024، قتل 18 شخصاً بينهم 4 من عناصر ميليشيا “الدفاع الوطني” وأصيب 16 آخرون، فيما فقد أثر نحو 50 شخصاً، إثر هجومٍ شنّه مرتزقة، يرجّح أنّهم من خلايا مرتزقة “داعش” على قافلة عمال لجمع فطر الكمأة في بادية كباجب بريف دير الزور الجنوبي، بعد محاصرتهم في المنطقة، أثناء جمع مادة “الكمأة”، كما أحرقوا آلياتهم. وأوضح “المرصد” أن المهاجمين حاصروا جامعي الكمأة وفتح نيران الأسلحة الرشاشة كما أحرقوا 12 سيارة في موقع الهجوم. ومنذ الأربعاء، بدأت ميليشيا “أسود الشرقية”، الموالية لحكومة دمشق حملة تمشيط لملاحقة مرتزقة “داعش”، في بادية دير الزور الجنوبية والغربية، شرقي سوريا.
وقال مصدر عسكري من “أسود الشرقية”، لنورث برس، إن دورية تابعة لهم عثرت على جثة “دحام الهلال” (٥٠ عاماً) وهو أحد العاملين في جمع الكمأة، وكان من المفقودين من مجموعة العمال التي تعرضت لهجوم يوم الأربعاء، مقتولاً بطلق ناري في الصدر، في بادية كباجب جنوبي دير الزور. وأضاف أنَّ عشرات الأشخاص لازالوا مفقودين في بادية دير الزور، حيث فُقد الاتصال مع عدة مجموعات من عاملي الكمأة منذ بداية الموسم الحالي، وعُثر على جثث البعض منهم، فيما ما يزال مصير الباقي مجهولاً.
ــ 2/3/2024، قُتل شخصان بانفجار لغم أرضي أثناء عملهما في جني الكمأة، ببادية دير الزور الغربيّة، وقال مصدر محلي من دير الزور لنورث برس إنّ كلاً من عبد الحي الحمادي وعزيز العساف، فقدا حياتهما جراء انفجار لغم أرضيّ بدراجتهما النارية أثناء عملهم في جني الكمأة ببادية البشريّ بريف دير الزور الغربيّ، وذلك في منطقة مخصصة لميليشيا الدفاع الوطني لجني الكمأة، مرجّحاً زرعها الألغام لمنع المدنيين من جمع الكمأة في تلك المنطقة.
– 25/2/2024، أودى انفجار لغم أرضي من مخلفات “داعـش”، بحياة 13 مواطناً بينهم نساء من عشيرة البوخميس من أبناء ناحية المنصورة. وانفجر اللغم بسيارة يستقلها مواطنون يعملون في جمع الكمأة قرب جبل الطار السبيعي جنوب منطقة الرصافة الأثريّة بريف الرقة الغربي. وباليوم نفسه شنّ مرتزقة “داعش” هجوماً مباغتاً بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة منطلقين من عمق البادية السوريّة، مستهدفين مجموعة من ميليشيا “الدفاع الوطني” خلال جمع الكمأة في بادية الشولا جنوبي دير الزور، ما أدّى لمقتل عنصر من الأخيرة، ولاذ المهاجمون بالفرار إلى عمق البادية.
– 24/2/2024، قتل ثلاثة من عناصر من ميليشيا “الدفاع الوطني” بانفجار لغم أرضيّ زرعه مسلحون يرجّح أنهم من مرتزقة “داعش” بسيارتهم أثناء توجههم لجمع الكمأة في بادية دير الزور. وفي اليوم نفسه قُتل خمسة عناصر من ميليشيا “الدفاع الوطني”، بهجوم لمرتزقة “داعش” أثناء جمعهم لفطر الكمأة في محيط منطقة تل سلمة بريف مدينة السلمية شرقي حماة.
– 23/2/2024، قُتل ستة أشخاص بينهم عنصر من قوات حكومة دمشق، في هجوم لمرتزقة “داعش” على مجموعة من جامعي الكمأة، جنوب شرق جب الجراح قرب قرية جب حبل بريف حمص الشرقي، والقتلى من قبيلة بني خالد فخذ الدروبي. وفي اليوم نفسه قُتل عنصران من قوات حكومة دمشق وأصيب ثلاثة آخرين بهجوم لمرتزقة “داعش” استهدف سيارة عسكريّة تقلهم على طريق الرصافة ــ أثريا في بادية الرقة.
– 15/2/2024، قُتل اثنان من العاملين في جمع الكمأة بهجوم شنه مجهولون يرجح أنهم من مرتزقة من خلايا “داعش” على عمال في بادية المسرب بريف دير الزور الغربي.
266 عدد ضحايا الموسم الماضي
ووثّق قسم الرصد والتوثيق في نورث برس، مقتل وإصابة 266 شخصاً من جامعي الكمأة في الموسم الماضي في عموم المناطق السوريّة. وبلغ عدد القتلى 205 بينهم 13 امرأة، 164رجل، 28 عسكرياً، فيما أصيب 61 شخص بينهم 51 رجلاً وأربعة أطفال وستة عسكريين. وجغرافياً توزع الضحايا على المناطق التالية: في حمص قتل 92 شخصاً وأصيب 1، دير الزور قُتل 59 وأصيب 26، حماة قتل 45 وأصيب 20، حلب قتل 3 وفي الرقة قتل 6 أشخاص. كما اُختُطف العشرات من جامعي الكمأة في البادية السورية، وبخاصةٍ في ريف حماة، ولم يُعرف مصير كثيرين منهم، وعُثر على جثث بعضهم لاحقاً.
في 15/8/2023 عثرت دورية لقوات حكومة دمشق على تسع جثث متفسخة لعاملي جني الكمأة، فقدوا قبل شهور ببادية حمص الشرقية. وقال مصدر لوكالة نورث برس أنّ سكان البلدة تعرفوا على الجثث، وهم من أبناء البلدة فقدوا في آذار الماضي، أثناء ذهابهم لجني الكمأة.  وأنّ المجموعة التي فقدت تتكون من 13 شخصاً، وفقد الاتصال معهم منذ خروجهم قبل شهور.
ليس “داعش” وحده 
نقلت وكالة نورث برس، أنّ ثلاثة عناصر من ميليشيا “الدفاع الوطني”، أصيبوا بجراح الجمعة 16/2/2024، على خلفية خلاف على جمع الكمأة وتطور إلى استخدام الأسلحة النارية، خلافاً على جني الكمأة. وقالت الوكالة إنّ الخلاف نشب عقب محاولة مجموعة لجمع الكمأة التابعة للقيادي في الفرقة الرابعة المدعو “علي الغضبان” طرد مجموعة أخرى تتبع لميليشيا “الدفاع الوطنيّ” من جني الكمأة ببادية دير الزور الجنوبية. واستقدمت الفرقة الرابعة تعزيزات كبيرة إلى البادية وطردت جميع العاملين في جني الكمأة من البادية، وسط استنفار لميليشيا “الدفاع الوطنيّ”.
واندلعت مساء الأحد 11/2/2024، اشتباكات بين مرتزقة “داعش”، وعناصر من ميليشيا “الدفاع الوطنيّ” ومرتزقة يرافقون جامعي الكمأة، وذلك قرب منجم الأسفلت في بادية البشريّ بريف دير الزور الغربي، وأسفرت عن خسائر بشريّة، ونقلت وكالة نورث برس عمن سمته “مصدر عامل في القوات الحكوميّة”، أنّها تمكنت من صد “هجوم عنيف” لخلايا مرتزقة “داعش” على نقاطهم بين بلدتي الطيبة والسخنة في بادية حمص الشرقيّة.
وفيما يوجّه الاتهام إلى خلايا مرتزقة “داعش”، إلا أنّ ذوي الضحايا في أكثر من حادثة حمّلوا الميليشيات الإيرانيّة مسؤولية هجمات استهدفت جامعي الفطر في بوادي دير الزور وحمص.
نقلت وكالة نورث برس في 15/2/2024 أنّ شخصين يعملان في جمع الكمأة من أهالي بلدة المسرب قُتلا برصاص مجهولين، وهما: سامي المحمد، وثابت العنزي، فيما لاذ بقية العاملين بالفرار باتجاه البلدة. ورجّح مصدر من أهالي البلدة للوكالة وقوفَ عناصر لواء “فاطميون الأفغاني” الموالي لإيران وراء الهجوم بسبب وجود نقاط عسكريّة لهم قرب الموقع.
وكان أكبر المجازر بحق جامعي الكمأة قد وقعت في 17/2/2023، في منطقة الضبيات بريف السخنة شمال مدينة تدمر الأثرية. وبلغ عدد الضحايا 75 شخصاً العديد من أهالي الضحايا من عشيرة “العمور” و”بني خالد، وحمّل بيان أصدرته قبيلة “بني خالد” نُشر في اليوم التالي للمجزرة مسؤولية مقتل أبنائها للميليشيات الإيرانيّة العاملة في منطقة البادية. وجاءت تلك المجزرة بعد مجزرة وقعت في 11/2/2023، وراح ضحيتها 11 شخصاً بحسب المرصد السوريّ لحقوق الإنسان.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle