روناهي/ صلاح إيبو-
رغم الصلة الوثيقة بين الفصائل الموالية لتركيا والتنظيمات المتشددة مثل النصرة وداعش، إلا أنها لم تكشف عن هويتها الصريحة بعد في المناطق المحتلة من قبل تركيا، لكن الممارسات التي تظهر بين الحين والآخر تدل على وجود مجموعات وفصائل تستعد لبيان أمرها ولاسيما في عفرين وسري كانيه المحتلتين، فهل التحالف الدولي المناهض لداعش بغافل عن ذلك؟!
بعد الزيارة الأخيرة للقاضي الشرعي لجبهة النصرة “عبدالله المحيسني” لعفرين واللقاء مع قيادات تركيا وأخرى في فيلق الشام وأحرار الشام ذات التوجه الإسلامي الراديكالي، بدأت تظهر ملامح التطرف في بعض المناطق المحتلة في عفرين، إلى جانب سعي وقف الديانة التركي لزيادة هيمنتها على عفرين وقراها وبناء المزيد من المساجد وربطها بتجمع شباب التركمان لترسيخ الفكر المتطرف تحت شعار تحفيظ القرآن الكريم.
وقالت منظمة حقوق الإنسان في عفرين أن مصادر محلية من قرية شيخوتكا التابعة لناحية ماباتا/ المعبطلي، قالت أن مرتزقة فصيل النخبة الموالي للاحتلال التركي أجبروا أهالي القرية على أداء فريضة صلاة الجمعة والصلوات الأخرى بأوقاتها كل يوم، ووصفت المنظمة هذا الفعل بأنه خرق لحقوق الإنسان وهو يشبه ما كان يفعله تنظيم “داعش” بإجبارأهالي المناطق الواقعة تحت سيطرته باداء الصلوات في وقتها وتهديدهم بالجلد والسجن في حال عدم الالتزام.
كما أضاف المصدر بأن مسلحي النخبة نادوا الأهالي عبر مكبرات الصوت في مسجد القرية وجمعوهم في ساحة القرية بأمر من متزعم النخبة في القرية المسيطر ليقوم بإعطاء تعليماته للأهالي بفرض الصلاة عليهم وصرح قائلاً: “أهلُ عفرين الكفار، جئنا إليكم لإرشادكم إلى طريق الصواب وفي حال امتناعكم عن الصلاة سيتم استعمال القوة معكم”.
وليست هذه الحادثة هي الأولى من هذا النوع في عفرين، إذ ظهرت قبل عام مجموعات في ناحية راجو أجبرت الأهالي على ارتداء اللباس الإسلامي ومنع النساء من الخروج، كما تعرض بعض المواطنين الكرد للإهانة من قبل عناصر في الفصائل لعدم معرفتهم بتعاليم الدين الإسلامي.
إلى ذلك يمارس فصيل أحرار الشام شتى أنواع الانتهاكات في قرية باصوفان الإيزيدية والتي فرض عليها حصار لثلاثة أسابيع وحاول المرتزقة تدمير مدرسة القرية لإنشاء جامع بدلاً عنه.
ويذكر أن المدعو “أبو نصر” متزعم فصيل “النخبة” في قرية عمارا ينحدر من سهل الغاب وكذلك أغلب مسلحيه من ريف حماة، وأما إمام الجامع فهو من أبناء حي الحاضر في مدينة حماة، المعروف بأنه كان حاضنة تنظيم الإخوان المسلمين في الثمانينات، وكان عنصراً مسلحاً في الفصيل، إلا أن لديه إعاقة جسديّة بسبب إصابته خلال المعارك التي شارك فيها، ويبدو أنه تفرغ من القتال للزواج، إذ تزوج حتى تاريخه سبع مرات، وطلق أربع نساء، ولديه شقيق عضو بارز في جبهة النصرة.
وتشرف وزارة الأوقاف التركية عبر مؤسسة “ديانت” على تنظيم أمور المساجد في عفرين المحتلة وباقي المناطق المحتلة من الشمال السوري، إذ لا يسمح بتعيين أمام مسجد إلا عبر تلك المؤسسة التابعة لوزارة الأوقاف التركية، ومنذ احتلال تركيا لعفرين شُيدت عدة مساجد وإن آخرها في قرية “بتيتة” بريف مدينة عفرين باسم “مسجد الهدى”، وبدأ تشييد المسجد ، في أراضي عفرين المحتلة في الأول من كانون الأول 2020 من قبل وقف الديانة التركي على نفقة المدعو الحاج مؤيد نسيب أوغلو “أبو إلياس” تركي الجنسية.