الشمال السوري… أرقام ضخمة من النازحين والمخاوف كبيرة

قامشلو/ إيفا إبراهيم-

---

تزايد أعداد المُهجرين والنازحين داخل المخيمات وخارجها في مناطق شمال وشرق سوريا ليتخطى المليون، وسط هذا الرقم الكبير تتقاعس المنظمات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة عن مد يد العون لهم

لا يلوح في الأفق أي حل للأزمة السورية، وما زال السوريون المتضررون من هول الحرب يبحثون عن ملاذ آمن يوفر لهم أبسط احتياجاتهم الأساسية بعد ارتفاع وتيرة العنف في مناطق سورية مختلفة خلال السنوات الماضية، لذا تزايدت أعداد المخيمات في مناطق شمال وشرق سوريا ليصل إلى أكثر من 12مخيماً في مختلف مناطق الإدارة الذاتية، وسط غياب دور المنظمات الدولية بشكلٍ شبه نهائي.

 بعد الاحتلال التركي لمدن عفرين، سري كانيه وكري سبي/تل ابيض، وقرار مجلس الأمن إغلاق معبر تل كوجر الوحيد المخصص لدخول المساعدات لهذه المنطقة مُنذ مطلع كانون الثاني المنصرم بعد تقديم روسيا مشروعاً لترك معبر باب الهوى الذي تسيطر عليه “هيئة تحرير الشام” في إدلب كمعبر وحيد للمساعدات الأممية الخاصة للشعب السوري، ومع حلول فصل الشتاء والبرد القارس، تتفاقم مأساة اللاجئين في المخيمات بشكلٍ كبير ويعيشون ظروفاً صعبة للغاية، التي تؤدي لحدوث كوارث إنسانية.

الإدارة وحيدة…

المعاناة المتفاقمة ضمن المخيمات مع تزايد أعداد النازحين والمُهجرين يومياً وترافق ذلك مع تناقص أعداد المنظمات العاملة في المنطقة بعد العدوان التركي الأخير، إذ تُركت الإدارة الذاتية وحيدة لتحمل القسم الأكبر من الأعباء، وهنا يؤكد الإداري العام في مكتب شؤون النازحين واللاجئين في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا شيخموس أحمد، بأنهم وسعوا مساحة المخيمات التي وصل إليها النازحون من المناطق المحتلة من قبل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته، كما استبدلوا الخيم القديمة بالجديدة، إضافة إلى تأمين الأدوية الأساسية للأطفال ومرضى الأمراض المزمنة، وتأمين مراكز الإيواء وذلك في المدارس، وهذا السبب أدى لتوقف العملية التعليمية، ناهيك عن الحالة النفسية الصعبة التي يعيشها أهالي المنطقة المهددة.

الأمم المتحدة غائبة

عن الأعمال التي تقدمها الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا للمخيمات، يؤكد أحمد لصحيفتنا بأنه :”من واجبات الأمم المتحدة القيام بواجبها تجاه النازحين واللاجئين ضمن المخيمات، ولكن بسبب تقاعسها عن أداء دورها، قدمت الإدارة الذاتية المستلزمات الأساسية حسب الإمكانيات المتوفرة لديها، وذلك بتقديم المدافئ والمازوت والكاز للنازحين، إضافة إلى توزيع الإسفنجات والبطانيات، ودعم النقاط الطبية وخاصةً في ظل انتشار جائحة كورونا، ولكن هناك عشرات الآلاف من الأطفال بحاجة إلى ألبسة شتوية وحليب والأدوية”.

إعادة فتح معبر تل كوجر

وناشد شيخموس الأمم المتحدة، والاتحاد الأوربي، والتحالف الدولي، الجامعة العربية، والمنظمات الحقوقية بالوقوف في وجه أطماع الدولة التركية، والكف عن التهديدات والهجمات حتى لا تحدث حركة نزوح جديدة.

مشدداً على “ضرورة إصدار قرار من الأمم المتحدة، بإعادة فتح معبر تل كوجر أمام المساعدات الإنسانية، إضافة إلى دعم المنظمات الدولية والمحلية والإدارة الذاتية في تقديم يد العون للنازحين”.

الفكر المتشدد في الهول يؤثر على العمل

تتوزع المخيمات التي تديرها الإدارة الذاتية في مختلف مناطق شمال وشرق سوريا، ومنها “مخيم الهول” الذي يعد أكبر وأخطر المخيمات في العالم، لاحتضانه عوائل مرتزقة داعش من جنسيات مختلفة، وحدوث حالات القتل والاغتيال والهروب داخل المخيم، فيؤكد الإداري أحمد بأن هذه الأعمال تؤثر على عمل الإدارة والمنظمات العاملة، لأن عوائل مرتزقة داعش لا زالوا يتمسكون بالفكر المتشدد، وتظهر سلوكياتهم برمي السيارات الخاصة بالمنظمات بالحجارة وشتم أعضاء الفرق التابعة للمنظمات والإدارة.

مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا كانت ولاتزال تعيش حالة من الاستقرار، وكانت بلادٍ أمنة للاجئين العراقيين وللسوريين القادمين من الداخل السوري هرباً من إرهاب النظام والفصائل الإرهابية المسلحة، بالتزامن مع هجمات الاحتلال التركي واحتلال عدة مناطق في شمال وشرق سوريا، ونزوح مئات الآلاف من الأهالي وتوقف المنظمات الدولية عن دعم النازحين الذي خلف كارثة إنسانية، هذا ما أكده الإداري العام في مكتب شؤون النازحين واللاجئين في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا شيخموس أحمد في نهاية حديثه لصحيفتنا.

كما تفرض الحكومة السورية منذ أشهر حصاراً على خمس مخيمات في مقاطعة الشهباء لأهداف سياسية، إذ تمنع دخول المحروقات والأدوية، وكذلك تفرض ضرائب باهظة على المواد الغذائية الداخلة لتلك المنطقة.

خريطة تواجد وتوزع المخيمات

“مخيم واشوكاني” يقع غرب مدينة الحسكة، ويحتضن أهالي مدينة سري كانيه وكري سبي، (1900) عائلة وبمعدل 12200 شخص.

“مخيم سري كانيه” شرق مدينة الحسكة، يضم (1300)عائلة بتعداد 6000 شخص من أهالي مدينة سري كانيه.

“مخيم العريشة” جنوبي مدينة الحسكة على بعد 40 كم، ويحتضن (2606) عائلة أي ما يعادل 12985شخص من الرقة ودير الزور وسري كانيه وكري سبي.

“مخيم نوروز” شمال مدينة ديرك، يحتضن النازحين من مناطق عفرين، ريف كوباني، سري كانيه، كري سبي، وأعدادهم (107) عائلة.

“مخيم روج” جنوبي مدينة ديرك بـ20كم، ويضم (705) عائلة أي 2269 شخص، ما بين اللاجئين العراقيين والسوريين وعوائل مرتزقة داعش.

“مخيم الهول” يقع على أطراف مدينة الهول شرقي الحسكة، ويحتضن نازحين من دير الزور والرقة، ولاجئين عراقيين فروا من هجمات مرتزقة داعش والمعارك بين الجيش العراقي وميليشيات الحشد الشعبي، ويحوي آلاف عوائل مرتزقة داعش الأجنبية، والإحصائية النهائية (17096) عائلة ما يعادل 63000 شخص.

وثلاثة مخيمات في منبج، “المخيم الشرقي القديم” يقع جنوب شرقي منبج، ويحوي حوالي (574) عائلة، من مناطق مسكنة ودير حافر بريف حلب، “المخيم الشرقي الجديد” بالقرب من مخيم الشرقي القديم، ويحوي حوالي و(381) عائلة، “مخيم جديدة الحمر” يقع جنوب منبج ويحوي حوالي 150 نازح من إدلب وريفها.

وفي شمال مدينة الرقة “مخيم تل السمن” (677) عائلة، ما يعادل 3486 شخص، من كري سبي وريفها إبان الغزو التركي عام 2019.

وفي مدينة الطبقة، “مخيم المحمودلي”، يحتضن (1834)عائلة بمعدل 8446 شخص.

المخيمات الموجود في الشهباء

“مخيم العودة” يقع جنوبي مدينة عفرين على بعد 30كم، يحتضن (108) عائلة، من مهجري عفرين إبان الغزو التركي عام 2018.

“مخيم الشهباء” جنوبي مدينة عفرين بـ20كم، يحتضن (100) عائلة من مناطق ريفي حلب وإدلب.

“مخيم عفرين” يقع في قرية معرة الأحداث، ويقطنه (97) عائلة من مهجري عفرين.

“مخيم سردام/ العصر” في قرية تل سوسين، يقطنه (754) عائلة، من مهجري عفرين.

“مخيم برخدان/ المقاومة” يقع في قرية فافين، وهو أكبر المخيمات يقطنه (675) عائلة، إضافة لعشرات الآلاف من مُهجري عفرين القاطنين في قرى وبلدات مقاطعة الشهباء.