شعر/ مصطفى سينو-
للحزنِ
ألف مدينةٍ في داخلي
وبخافقي نهرٌ منَ الحرمانِ
بي نكبةٌ
من ألفِ جُرحٍ لم تزل
تُملي عليَّ قوافيَ الأحزانِ
حُزني كهذي الأرض
تعشقُ موتنا
فيها من الموتِ الرضيعُ يُعاني
ومدامعي
أمٌّ مشتْ بجنازةٍ
لوحيدِها
ووحيدُها في قبضةِ الدفّانِ
لا العينُ تُسعِفها
فتبكيهِ ولا
قلبٌ يطاوعها على النسيانِ
أنا والسعادةُ
في شقاقٍ دائمٍ
أصبو لها وتزيدُ في نُكراني
ما سِرتُ
في دربِ السعادةِ مرةً
إلا وجدتُ بدربِها خُذلاني
حتى القصيدةُ
إن أردتُ بناءَها
فرحًا
يفيضُ القهرُ منْ أوزاني
تأبى حروفُ الحبِّ
أن أدنو لها
وَيُشَلُّ منْ ذِكرِ الغرامِ بياني
أنا هكذا
منفىً أعيشُ بداخلي
ومكبّلٌ بالوجدِ فيضُ حناني
الحزنُ والآمال
عشتهما معاً
وبداخلي يتصارعُ الضِدّانِ
إن مِلتُ نحو الفرح
يخذلني الهوى
والحزنُ إن فضّلتهُ أبكاني
بي من بقايا الغدرِ
نزْفٌ قد برى
جسدي ونالَ اليأسُ
منْ أركاني
وأنا وحيرةُ أدمعي
وعذابُنا
ولهيبُ ذاكَ البعدِ في وجداني
لم نجنِ من زيفِ الحياة
سوى الأسى
وَمَضتْ سنينُ العمرِ
بالخُسرانِ
مُذْ كنتُ طفلاً
والجراحُ تلوكُني
وَتَمُجُّني وتقولُ ما أدراني
هي ذي الحياة
رمتكَ بينَ نواجذي
قدرٌ ولستُ بما بُليتَ الجاني
يا أيّها القدرُ المُبَعثَرُ
دُلَّني
مِنْ فرْحِ هذا العُمر
أينَ مكانيِ؟
وإلى متى
والنائباتُ تزيد في