برلمانيون ألمان: هجمات تركيا على الإدارة الذاتية جرائم حرب

أكد برلمانيون ألمان أن مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، تتعرض لجرائم وانتهاكات وهجمات من الدولة التركية المحتلة، وشددوا على ضرورة قيام المجتمع الدولي بمسؤولياته حيالها، وأشاروا، إلى أنه يجب دعم الأمن والاستقرار بمناطق الإدارة الذاتية، وتقديم كل ما أمكن من دعم انساني لها.

لحل الأزمة مشاركة الجميع ضرورة

وحول ذلك، تحدث ممثل الإدارة الذاتية في أوروبا، عبد الكريم عمر، لوكالة هاوار، وقال: “غياب النوايا الصادقة لدى أطراف العملية السياسية، وفقدانها زمام المبادرة؛ يأتي لكونها تدور في فلك بعض القوى الإقليمية، وبالتالي تعمل لخدمة أجندات ومصالح تلك القوى، البعيدة كل البعد عن طموحات وتطلعات السوريين المشروعة”.

ولفت عمر، إلى الحاجة لإطلاق عملية سياسية حقيقية يشارك فيها ممثلون عن كافة شرائح وشعوب ومكونات سوريا، فقال: “تتواصل الضغوط الإقليمية من أجل استبعاد ممثلي خمسة ملايين مواطن سوري في إقليم شمال وشرق سوريا، لذا نرى أن أية عملية سياسية تفتقد إلى التمثيل الحقيقي لعموم السوريين لن يكتب لها النجاح، والعمل بهذه العقلية الإقصائية لا يخدم أي طرف، لأنه سيقود حتماً إلى تبعثر جهود الحل وإطالة أمد الصراع”.

 وفي نهاية حديثه تحدث عبد الكريم عمر عن ملف معتقلي وعوائل داعش: “هناك الآلاف من المعتقلين الدواعش في السجون بمناطقنا، فضلاً عن عشرات الآلاف من الأطفال والنساء داخل المخيمات، ويشكل هؤلاء جميعاً قنبلة موقوتة لا يمكن التكهن بموعد انفجارها، ورغم المخاطر الكبيرة على بقاء هذا الملف دون حل، يواصل المجتمع الدولي التهرّب من مسؤولياته متجاهلاً جميع نداءات الإدارة الذاتية للتعامل معها بهذا الشأن”.

يجب إرسال بعثة لتقصي الحقائق

من جهتها، قالت البرلمانية الألمانية، غوكاي آكبولوت: “من الضروري ألا تحوّل الحرب في غزة الأنظار عن مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، فتلك المناطق تمرّ بتحديات كبيرة وتتعرض لجرائم وانتهاكات من الدولة التركية، وعلى المجتمع الدولي أن يقوم بمسؤولياته حيالها”.

 وأضافت: “لقد تواصلنا مع حكومتنا وعبّرنا لها عن الحاجة لإرسال لجنة لتقصي الحقائق والوقوف على الجرائم والانتهاكات التركية في إقليم شمال وشرق سوريا، وذلك أسوة بما قامت به في أوكرانيا”.

 واختممت البرلمانية، كوكاي آكبولوت، حديثها، بالتأكيد على أنهم طالبوا الحكومة الألمانية رسمياً بوقف التعاون العسكري مع تركيا، وخاصة في مجال تزويدها بتكنولوجيا الطائرات المسيّرة، التي تستخدمها أنقرة لقتل المدنيين، وتدمير البنية التحتية في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، وهذه كلها انتهاكات مصنّفة كجرائم حرب بموجب القوانين الدولية”.

تهديد داعش لا يزال قائماً

بدوره، قال البرلماني الألماني، مايكل مولر، إنهم يتابعون التطورات في منطقة الشرق الأوسط، وقال: “من دون شكّ أن الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس، ألقت بظلالها على مجمل الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وكما هو واضح فإن لها أيضاً تداعيات على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، ونحن بدورنا نعمل من أجل ألا تتوسع دائرة الصراع وتخرج الأمور عن السيطرة”.

وشدّد مولر على حساسية ملف داعش: “إن التهديد الإرهابي من قبل داعش لا يزال قائماً، وهو لا يشكل خطراً على المنطقة وحدها، بل خطره عابر للحدود ويهدد العالم أجمع، ولذا نعتقد أن هناك حاجة إلى ضرورة مواصلة التحالف الدولي مهامه في شمال وشرق سوريا لمواجهة الإرهاب والقضاء عليه نهائياً”.

واختتم مايكل موبر: “على المجتمع الدولي اليوم أن يقوم بمسؤولياته، في دعم قوات سوريا الديمقراطية في معركتها ضد الإرهاب، وأيضاً السعي لدعم الأمن والاستقرار وتقديم كل ما أمكن لمناطق الإدارة الذاتية، وخاصة في المجال الإنساني”.