إبراهيم شيخو: دولة الاحتلال التركي هدفها ضم المناطق المحتلة لأراضيها

الشهباء/ فريدة عمر ـ

أكَد الناطق الرسمي باسم منظمة حقوق الإنسان بعفرين – سوريا إبراهيم شيخو، على استمرار التقطيع، والتحطيب الجائر والانتهاك بحق الطبيعة والأشجار، التي تتجاوز أعمارها المائة عام في عفرين المحتلة، وأشار إلى أن ذلك يجري تحت أنظار المجتمع الدولي الصامت؛ ما يسمح للمحتل التركي ومرتزقته القيام بالمزيد من ارتكاب الجرائم.

منذ احتلال عفرين، يسعى الاحتلال التركي إلى تغيير هوية المنطقة، ومعالمها وصبغها بالهوية التركية، عبر تغيير أسماء الشوارع والمدن، والمرافق العامة والمستشفيات، والساحات الرئيسية في المدنية، وتسميتها بالأسماء التركية وفرض اللغة التركية في المدارس، وإجبار الأهالي على إصدار هويات تعريفية تركية للمدنيين السوريين ضمن الأراضي السورية التي احتلتها تركيا.

إضافة إلى بناء العديد من المستوطنات بدعم تركي وخليجي، وتوطين المهاجرين من مناطق النزاع في سوريا وخاصة في ريف إدلب وريفي حلب الجنوبي والغربي، وإنشاء مخيمات في عموم المنطقة، لتصبح نسبة الكرد فيها لا تتجاوز 23 بالمائة، بعدما كانت تفوق التسعين بالمائة، ناهيك عن حالات الخطف والقتل، وسرقة الآثار، ونهب ممتلكات المدنيين، وتدمير الأماكن الدينية، وسرقة مواسم الزيتون، وفرض إتاوات بحجة الزكاة، وتقطيع جائر للأشجار، فتم قطع أكثر من ثلاثة آلاف شجرة زيتون مثمرة وحراجية خلال شهر تشرين الأول، حيث أصبحت مدينة عفرين، التي كانت تعرف بجمال طبيعتها الخلابة، وأشجارها إلى صحراء جرداء قاحلة، نتيجة جرائم الاحتلال التركي ومرتزقته هنالك، وترتقي هذه الجرائم إلى جرائم حرب.

جرائم ضد الإنسانية لا حصر لها

وفي ضوء ذلك، التقت صحيفتنا الناطق الرسمي باسم منظمة حقوق الإنسان في عفرين – سوريا، إبراهيم شيخو، الذي تحدث عن هذه الجرائم: “الانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال التركي ومرتزقته في عفرين، تجاوزت كل المعايير من تغيير ديمغرافي وعمليات الاختطاف والاعتقال، وقطع الأشجار، والمتاجرة بالحطب، والاعتداء على الأطفال والنساء سواء في السجون أو خارجها”.

وتابع شيخو: “الانتهاكات التي نصت عليها اتفاقيات جنيف الأربعة، منذ شن العدوان التركي على المنطقة تمهيدا لاحتلالها، والتي دخلت إليها رسميا في 18 آذار عام 2018، تحت عملية ما تسمى غصن الزيتون، والتي خلفت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، والتي ذكرت في عدة تقارير دولية، وتقارير تقصي الحقائق ومنظمة هيومن رايتس ووتش، عما تفعله تركيا من انتهاكات وإصدار أحكام جائرة بحق المواطنين، وبموجب القوانين التركية لا يوجد قانون الإعدام، إلا أنَ تركيا تفرض هذا القانون بحق المواطنين الكرد في المناطق المحتلة، وهذا ما رأيناه مؤخرا بحق مواطن في الشهر السادس، وبحق أربعة شبان من قبل مرتزقة السلطان مراد بتهمة المفخخات والتعامل مع الإدارة الذاتية و”قسد”، أو قتل مستوطن، وأيضا التجاوزات بحق النساء، نستطيع القول إن هذه الإجراءات لن تحدث بأي بلد، وخاصة في بلد مثل تركيا”.

الاحتلال التركي يستغل اللاجئين السوريين

وأشار شيخو إلى استغلال تركيا لملف اللاجئين السوريين: “الدولة التركية التي تدعي بأنها تراعي حقوق الأقليات وتدعم اللاجئين، تقوم باستغلال هذه الملفات وترحيلهم قسرا، وكل هذه الانتهاكات التي أصبح فيها المواطن السوري سلعة وورقة لابتزاز الدول الأوربية فيها من جهة، ومن جهة أخرى تسمح للمرتزقة بارتكاب الجرائم بحقهم دون حسيب أو رقيب، كل هذه الانتهاكات التي تُمارس في المنطقة تحصل بشكل يومي”.

ونوَه شيخو: “عمليات السرقة تحدث وخاصة في مواسم الزيتون، من فرض إتاوات على أصحاب البساتين، وصلت إلى حد ستين بالمائة من نسبة مالك الأرض، وحتى في قرى عديدة قاوموا بمصادرة المحصول من الزيتون، والزيت المستخرج من المعاصر، كما فرضت مرتزقة سليمان شاه مبلغ تسعة دولارات مقابل جني كل شجرة زيتون، ماعدا السرقات والاستيلاء على العشرات من بساتين الزيتون والاعتداء على أصحابها وإلغاء الكثير من الوكالات، التي كانت صالحة للعمل حتى بداية الموسم بحجة غياب ذويها وعملهم مع الإدارة الذاتية”.

 وأوضح شيخو: “في بداية فصل الشتاء قطع الأشجار أصبح تجارة رائجة، من قبل معظم قيادي المجموعات المرتزقة، وخاصة في المناطق الحراجية والجبلية، والتي أصبحت الآن جرداء قاحلة، أو في قرى ناحية جنديرس كقرية كفر صفرة وجبل قازقلي وجبل محمد، يقومون بقطع الأشجار، والتي تصل إلى حد خمس أو عشر شاحنات يومياً تحمل حطباً من عفرين إلى إدلب، وفي ريف شران وكفر جنه، جبل ترندة تُقطع الأشجار، وتتم المتاجرة  بالحطب في السوق السوداء في ظل تحكم السلطات التركية في مفاصل الإدارات المدنية والعسكرية في تلك المناطق، والسكان الأصليون محرومون من كل شيء داخل مناطقهم، ومنذ يومين تم قطع 17 شجرة عائدة ملكيتها للمواطن الكردي أكرم رمزي من قرية جوقة، كما قاموا بقطع أشجاره في عام 2020 أيضا، وتهديده بالقتل في حال عودته ثانية إلى بستانه، تم تقديم شكاوى من قبل الأهالي للجهات المعنية للغرض نفسه، لكنهم يتلقون عكس ذلك ويقومون بمحاسبتهم، واعتقالهم واتهامهم بتهم أخرى لذلك يضطر المواطن أن يبقى ساكتا”.

على المنظمات الدولية القيام بواجبها

واختتم إبراهيم شيخو حديثه قائلاً: “هذه الانتهاكات ما زالت ترتكب على نطاق ممنهج ومتعمد تحت أنظار المجتمع الدولي، وبدورنا كمنظمة حقوقية محلية، نعتني بما يحدث في المناطق السورية من انتهاكات، أن نناشد المنظمات الدولية، والمعنية بالأمر سواء مجلس حقوق الإنسان المعني برصد وتوثيق الحقائق، أو اليونسيف المعنية بالأطفال أو منظمات البيئة والإيكولوجية المعنية بحماية الغطاء النباتي والطبيعة، للقيام بواجبها حيال ما ترتكبه تركيا ومرتزقتها في تلك المناطق، وإبداء موقف واضح تجاه ما يحدث، فالصمت مشجع ومحفز، والآلاف من المهجرين في انتظار العودة الآمنة إلى ديارهم”.

وحسب منظمة حقوق الإنسان في عفرين سوريا، تم اختطاف أكثر من 8531 شخصا، ومصير أغلبهم مجهول إلى حد اللحظة، والاختطاف المتكرر بغية طلب الفدية من ذويهم، وأكثر من 660 حالة قتل منها ما يزيد عن 94 امرأة منها ثماني حالات انتحار، و71 حالة اغتصاب، وأكثر95 طفلا،  وقطع أكثر من 344900 شجرة زيتون وشجرة حراجية للاتجار بها، وحرق حوالي 13000 شجرة، وحرق أكثر من 12 ألف هكتار والآلاف من الغابات الحراجية والاستيلاء على منازل المدنيين وتحويل العشرات منها إلى سجون ومقرات تابعة للمجموعات المرتزقة والمتاجرة بها بيعا وشراء، والاستيلاء على محاصيل الزيتون، وتصدير الزيت عبر المعابر إلى تركيا، وحفر وتنقيب التلال والأماكن الأثرية وأكثر من 15 مزاراً دينياً، وبناء أكثر من عشرين مستوطنة.