روناهي/ الدرباسية –
رأى أهالي ناحية الدرباسية بأن التعايش السلمي المشترك بين مختلف أبناء المدينة، كما باقي مناطق شمال وشرق سوريا، هو السبب في إبقاء المنطقة آمنة ومستقرة، وأشاروا إلى إن دولة الاحتلال التركي تسعى بشتى السبل ضرب أخوة الشعوب والعيش المشترك.
عُرفت جغرافية شمال وشرق سوريا بالفسيفساء الجميلة، التي شكلتها شعوب المنطقة من كرد، وعرب، وأرمن وإيزيدون وغيرهم الكثير من الشعوب الأخرى، هذه الشعوب، التي شكلت على مر التاريخ درعا منيعا في وجه الأعداء، وذلك من خلالها وحدتها وتكاتف أبنائها وعيشها المشترك.
حيث أن هذا التنوع والعيش المشترك بين شعوب المنطقة جعلها هدفا للكثيرين، ما دفع بجهات عديدة وعلى رأسها دولة الاحتلال التركي، دفعها لمحاربة هذه الشعوب وضرب أمنها ومكتسباتها.
أخوة الشعوب أساس بقائنا ومقاومتنا
حول الموضوع ذاته تحدث لصحيفتنا الإداري في مجلس عوائل الشهداء بالدرباسية سالم السالم فقال: “إن السبب الرئيسي في تكاتف شعوب شمال وشرق سوريا، هو فكر القائد عبد الله اوجلان الذي ينادي دائما بأخوة الشعوب، لذلك فإن ثورة روج آفا قامت على هذا الأساس، فرأينا كيف تكاتفت شعوب هذه المنطقة، والتفت حول قواتها العسكرية وحول ثورتها، ما أدى إلى تحقيق كل هذه المكتسبات، التي حققتها شعوب المنطقة، ومن أهمها تأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية”.
وأضاف السالم: “أخوة شعوب المنطقة وتكاتفها لم ترق للكثيرين من الأطراف الإقليمية والدولية، وعلى رأسها دولة الاحتلال التركي، لذلك رأينا هجمات دولة الاحتلال التركي على مناطقنا، سواء كان باحتلالها لعدد من المناطق كعفرين، وسرى كانية، وكرى سبي، أو من خلال هجماتها الوحشية على المناطق الأخرى من شمال وشرق سوريا، وسعيها لاحتلال مناطق جديدة، ولكن كانت أخوة شعوب المنطقة هي الرادع الأقوى في وجه دولة الاحتلال التركي وستبقى سببا في إفشال مخططات المحتل التركي”.
الإداري في مجلس عوائل الشهداء بناحية الدرباسية سالم السالم، اختتم حديثه بالقول: “لن توهمنا دولة الاحتلال التركي حينما تقول إنها تستهدف طرفاً معيناً، حيث إننا نعلم أن دولة الاحتلال التركي تعادي كافة شعوب المنطقة ودون استثناء، لذلك، فإن التصدي للمحتل التركي سيكون من أولوياتنا، من خلال زيادة تكاتفنا ووحدتنا وإصرارنا على التمسك بمبادئ ثورتنا، القائمة على أساس أخوة هذه الشعوب.
المحتل التركي ينتقم للمجموعات المرتزقة
ومن جهته تحدث المواطن مزكين مصطفى وقال: “إن الملحمة البطولية التي سُطرت في كوباني في وجه إرهاب داعش، سُطرت بفضل وحدة وتكاتف شعوب المنطقة، حيث إن كافة شعوب هذه المنطقة، من كرد، وعرب، وسريان، وشركس، وغيرهم من شعوب المنطقة، شاركوا في تحرير كوباني، وحولوا كوباني إلى رمز للمقاومة والنضال، ضف إلى ذلك المناطق الأخرى، التي تم تحريرها بفضل وحدة شعوب المنطقة، كالرقة، ودير الزور، وغيرهما”.
وتابع مصطفى حديثه بالقول: “إن القضاء على داعش والمرتزقة أثار غضب دولة الاحتلال التركي، لأن هؤلاء المرتزقة يحاربون بالنيابة عنها، ما دفع دولة الاحتلال التركي إلى التدخل بنفسها كنوع من الانتقام للمرتزقة الذين تم القضاء عليهم، ومع ذلك لم تفلح دولة الاحتلال التركي في تنفيذ مخططاتها، وقد فشلت هي أيضا في تحقيق ما تصبو إليه، وكل ذلك بفضل وحدة وأخوة شعوب المنطقة”.
المواطن مزكين مصطفى أنهى حديثه قائلاً: “لن تتوقف دولة الاحتلال التركي عن مهاجمة مناطقنا، كما أن هذه الهجمات ستتصاعد يوما بعد آخر، حيث تعتقد دولة الاحتلال التركي بأن هذا التصعيد سيمكنها من تحقيق مآربها، ومن ضرب وحدة شعوب المنطقة، ولكن واقع الحال يقول العكس، فنحن أبناء هذه الأرض بمختلف انتماءاتنا، لن نسمح لدولة الاحتلال التركي أن تضرب أسس العيش المشترك، التي وضعها شهداؤنا بتضحياتهم ودمائهم”.
