إبراهيم شيخو: بقاء الاحتلال التركي يزيد ارتكاب الانتهاكات والجرائم

الشهباء/ فريدة عمر –

أوضح الناشط الحقوقي، إبراهيم شيخو، أن جريمة قتل الطفل القاصر أحمد خالد معمو، في ناحية جندريسه بعفرين المحتلة، استمرار لجرائم الحرب، التي ترتكبها دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها، وأكد، بأنه لإنهاء الجرائم يجب إنهاء الاحتلال التركي في المناطق المحتلة.

واستمرارا لسلسة الجرائم، التي ترتكبها دولة الاحتلال التركي، والمجموعات المرتزقة التابعة لها، في عفرين المحتلة، وتزامنا مع الذكرى السنوية السادسة لاحتلال مقاطعة عفرين، واقتراب الذكرى السنوية الأولى لمجزرة جندريسه التي راح ضحيتها أربعة مواطنين من عائلة “بيشمرك”، عشية الاحتفال بأعياد النوروز، كان لجندريسه نصيب من فاجعة أخرى.

بتاريخ 13/3/2024، حدثت جريمة قتل مروعة، بحق الطفل القاصر أحمد خالد معمو، الذي كان يعد نفسه للاحتفال بميلاده، وهو يدخل عامه السابع عشر، إلا أنه بدلا من أن يحتفل بذلك، استشهد على يد أحد المستوطنين العنصريين، الذي يُدعى يامن أحمد إبراهيم، من أهالي سنجاز بريف إدلب. وحسب المعلومات المتداولة، القاتل كان يعمل في الفرن العائد لوالد الطفل أحمد خالد معمو، وقد ترك العمل لديه قبل أسبوع نتيجة خلافات بينهم، وللانتقام من والد الطفل أقدم القاتل على استدراج القاصر أحمد معمو، لإحدى المزارع المجاورة للبلدة، وقام بتنفيذ الجريمة من خلال طعنه بالسكين في عدة مناطق من جسده ورقبته، من ثم قام برميه في بئر بعمق 30 مترا على طريق قرية تل سلور التابعة لناحية جندريسه.

وحسب المعلومات، هنالك معلومات تشير لوجود عدة أشخاص آخرين مشاركين في الجريمة، لكن المدعو يامن أحمد إبراهيم هو الوحيد، الذي قام بتسليم نفسه لما تُسمى بالشرطة العسكرية، وبعد حدوث الجريمة ازدادت ردود الأفعال الغاضبة للأهالي داخل عفرين وخارجها، وعمت الشوارع التظاهرات والمطالبات بإنهاء الجرائم، وسط إصرار لذوي الطفل القصاص من الجاني، مؤكدين على عدم ثقتهم بقرار المحاكم في عفرين المحتلة.

ستة أعوام من الانتهاكات والجرائم

وبهذا الصدد، أشار لصحيفتنا، الناشط الحقوقي، إبراهيم شيخو، بأن جريمة قتل القاصر أحمد معمو جريمة ضد الإنسانية: إن “ارتكاب جريمة بكل هذه الوحشية، بحق طفل قاصر، جريمة ضد الإنسانية والأخلاق، لا دين ولا قانون ولا وجدان يتقبله، وهذه الجريمة منافية للمواثيق والقوانين، التي تحمي حقوق الأطفال في أي مكان من العالم، ولكن أين حقوق الأطفال في المناطق المحتلة”.

وأوضح شيخو: “منذ احتلال عفرين قبل ستة أعوام، وهي تتعرض لشتى أنواع الانتهاكات والجرائم، حيث ترتكب فيها بشكل يومي التعديات والتجاوزات، على يد الاحتلال التركي والمرتزقة، أبشع أنواع الانتهاكات والجرائم التي تندرج جميعها في إطار جرائم الحرب والإبادة، ضد السكان الكرد الأصليين، حيث أنه يتم فيها عمليات تغيير ديمغرافي بشكل ممنهج، عبر توطين الغرباء وعمليات إبادة اللغة والثقافة والتاريخ”.

لإنهاء الجرائم يجب إنهاء الاحتلال

وناشد الناشط الحقوقي، إبراهيم شيخو، في ختام حديثه، الجهات المعنية بضرورة التدخل الفوري، منوهاً إلى إنهاء الاحتلال التركي المدن والأراضي المحتلة، وأشار: إن “هذه الجرائم ستستمر، لأن هنالك صمتاً دولياً عما يحدث في المناطق المحتلة، ما يزيد من إمكانية القيام بالمزيد من الانتهاكات والجرائم، من قبل المحتل التركي ومرتزقته، لذلك على الجهات المعنية التدخل وكسر الصمت حيال الجرائم، التي ترتكب ضد الإنسانية، وتحديدا المنافية لحقوق الطفل، ولتطبيق ذلك يجب إنهاء الاحتلال التركي أولا”.

والجدير ذكره، بأن مقاطعة عفرين، احتلت بتاريخ 18 آذار من العام 2018، وحسب إحصائية لمنظمة حقوق الإنسان عفرين – سوريا، استشهد منذ الاحتلال /784/ شخصا، بينهم /65/ شخصا استشهد تحت التعذيب، ومنهم /101/ امرأة، منهنَّ /74/ امرأة استشهدت نتيجة حالات الاعتداء الجنسي، والتعذيب، وكانت بينهن قاصرات وأطفال، وقد كثرت حالات الانتحار في المنطقة، نتيجة الضغط النفسي والانتهاكات، التي تعانيها النساء حيث بلغت عشر حالات انتحار.