سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

هل أصبحت سوريا تشبه لوحة “المُشْرِفاتِ الخمسِ” للفنان فرانس هالس

أحمد ديبو_

عام 1947 دخل فارس الخوري بكامل أناقته إلى مقر هيئة الأمم المتحدة، وجلس على المقعد المخصص لدولة فرنسا! “الجلسة التي طلبتها سوريا؛ من أجل رفع الانتداب الفرنسي عنها”، بعد قليل جاء المندوب الفرنسي، فوجد فارس بك يحتل مقعد فرنسا، وأمامه العلم الفرنسي، حاول المندوب أن يخبره بكياسة، أنه يجلس في المكان الخطأ، وأن عليه أن يبحث عن مقعد سوريا، لكن فارس الخوري تجاهله، وشغل نفسه قاصداً النظر إلى ساعته، كرّر المندوب الفرنسي المحاولة، وبنبرة أعلى مشحونة بالغضب، والفارس لا ينظر إلاّ إلى ساعته، هذا التجاهل جعل المندوب الفرنسي يُستَشَاطُ غضباً، وحاول سحبه عن المقعد مستخدماً ألفاظاً بذيئة، ما استدعى تدخل بعض السفراء القريبين، وقف فارس الخوري، وقال بهدوء، بعد أن رفع عينيه عن ساعته، متوجهاً إلى المندوب الفرنسي قائلاً: يا سعادة السفير، أنت لم تتحمّل جلوسي على مقعد بلادكم لمدة خمس وعشرين دقيقة، وبلدي تحمّلت احتلالاً من قبل بلدك، دام خمساً وعشرين سنة؟!.. مارس خلاله جنودكم أنواع الظلم كلّه، التي تتخيلونها بحق شعبي، وستنال سوريا استقلالها في هذه الجلسة، والجدير ذكره، أن فارس الخوري، كان وقتها رئيس وزراء، ووزيراً للأوقاف الإسلامية في الوقت نفسه، وهو المسيحي، وعندما اعترض البعض على ذلك، تصدى نائب الكتلة الإسلامية في المجلس، عبد المجيد طباع للمعترضين قائلاً: إننا نؤمّن فارس بك الخوري “المسيحي” على أوقافنا، أكثر ما نؤمّن على أنفسنا، هؤلاء هم رجالات الاستقلال.
 بعد الاستقلال نشطت الحياة الحزبية، متمثلة بظهور قوي للأحزاب كحزب الشعب، والحزب الوطني، والقومي الاجتماعي، والشيوعي، الذي كان موجوداً، لكنه انتشر بشكل كبير، وحزب الإخوان المسلمين، حيث كان الشيخ مصطفى السباعي المراقب العام منذ عام 1944، ولأن النوائب تأبى أن تأتي فرادى، فقد انهارت مؤسسات الحكم المدني، أمام طغيان العسكر خلال الفترة ما بين عام 1949 و 1954، وتراوحت مدة الحكم في فترة الانقلابات، ما بين يوم واحد، وستة الأشهر، ففي عام 1949،حدثت ثلاثة انقلابات، قام بها رؤساء الأركان: حسني الزعيم، وسامي الحناوي، وأديب الشيشكلي، تبعتها حركات انقلابية أخرى، بين عامي 1951 و1954، ومحاولات انقلابية فاشلة في عامي 1956 و1957، فضلاً عن انقلاب الانفصال، عام 1961، تلتها الوحدة مع جمال عبد الناصر، وما ترتب عليها من حل للأحزاب، واستشراء أمني طال تفاصيل الحياة اليومية للمواطنين، لكن سيطرة حزب البعث على السلطة عام 1963، كان بمثابة الكارثة، التي ألمّت بسوريا والسوريين، فكان أمين الحافظ يشغل لوحده عشرة مناصب رفيعة المستوى، وهذه بدعة لم يألفها السوريون من قبل، فأضحى مثار سخرية بين عموم الشعوب السورية،  ولمّا أن جاء حافظ الأسد، مستفيداً من تجارب سابقيه، فأسس نظاماً شموليًا، يقوم على الأمن، الذي تناسل، وتعدّدت مسمّياته، والهدف واحد، هو الإطباق على رقبة السوريين، وكتم أنفاسهم، وزاد بتعزيز سلطة الطائفة الملحقة به، وبالأسرة، كي تمسك بالجيش والأمن معاً، وزاد على ذلك، أنه ورّث ابنه؛ كي تتحول سوريا إلى شبه مملكة.
على هذا الخراب، الذي أصاب عموم الشعب السوري، بفعل خيبات، واستبداد طويل، أدى فيما أدى إلى تحطيم العقل إلى حد ما، ذهب إليه جورج لوكاش في كتابه “تحطيم العقل”، جاء الحراك الشعبي منتصف آذار عام 2011، والذي ما لبث أن أُطلِق عليه اسم “ثورة”، بدأت حناجر الثوار تصدح، وقبضاتهم ترتفع، والدم الذي سال لم يقلل من عنفوانهم، وظمئهم المزمن للتغيير، ولكن لم تمض إلا شهور قليلة، حتى صار الكثير، ممن بدؤوا الحراك بفرك عيونهم، كي يصدقوا ما يشاهدونه بأم العين، ويسمعونه من أناس من المفترض أنهم ثوار، ثاروا على ممارسات نظام، وآليات حكم تصلح للقرون الوسطى، لكنهم كانوا في كل شيء يشبهون النظام: بالفساد، واللغة الخشبية، والسحل، والطائفية، والارتهان للخارج، والعلاقات مع إسرائيل.
 في الحقيقة صاروا كلهم تجار هيكل (معارضة وموالاة)، فالثورة التي كانت من أجل تحرر الإنسان السوري، أصبح هذا الإنسان سجيناً وضحية لها، تخيلوا أن هناك صورة التقطت لشخص ما، لكننا سنستخدم “نيجاتيف” الصورة، لنقول: إن هنا يوجد شخص آخر، هذا ما حاول العالم أن يشتغل عليه من طرف الداعمين للثوار، وبالمقلب الآخر كان الداعمون لبشار، يرفعون ” البوزيتيف” محاولين المحاججة له بالشرعية؟!!. وهكذا أصبح المشهد السوري، بعد عقد ونيّف على الثورة” أتألم لو أطلقت عليها غير هذا الاسم”، يشبه تلك اللوحة للفنان العالمي فرانس هالس “المشرفات الخمس”، وهنَّ خمس سيدات، كنّ مكلفات بالإشراف على مشفى للمجانين، وجالسات حول طاولة، وتتمثل وظيفتهن، في إدارة وتسيير مشفى مخصص لحبس المجانين، وعزل المعتوهين، عزل أولئك كلهم، الذين قرر المجتمع، في القرنين السابع عشر، والثامن عشر، أنهم غير صالحين، وغير آمنين على المجتمع، فالحقيقة أنه في هذين القرنين تم الاعتراف لأول مرّة بالجنون، فلجموه بالقوة؛ كي يتمكنوا من فهمه على حد تعبير ميشيل فوكو، الذي أرّخ لتاريخ الجنون.
بالإسقاط تكون كلاً من: (روسيا، إيران، الولايات المتحدة الأمريكية، تركيا، وإسرائيل)، هنّ المشرفات على ساحة الجنون السورية، والتي صارت أقرب لمصحة عقلية.
ولأننا محكومون بالأمل، على حد تعبير المبدع سعد الله ونوس، علينا القول: إن ما حدث في سوريا، سيبقى أعظم تخلخل معرفي، حدث للسوريين طيلة تاريخهم الحديث، وإن هذا التخلخل الذي أصاب الجميع، معارضة وموالاة، سيكون فاعلاً فيهم حتى بناء سوريا الديموقراطية، التي تعطي لشعوبها جميعها الحرية والعدالة، فكل الثوار قبل الثورة، سيبقون بعدها، مهما كثرت أعقاب بنادق هؤلاء، وفتاوى وسواطير أولئك.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle