سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

هدمُ الأسوارِ… وصيةُ الخليفةِ ينفذها السلطان

رامان آزاد_

تتوافقُ أيُّ محاولةٍ تخدمُ أو تؤدي إلى فرارِ سجناء “داعش” أو عوائله من مخيمِ الهول، مع استراتيجية “هدم الأسوار أو الجدران”، التي يتبناها “داعش” أساساً له، والتي ساهمت في ظهوره، وهي اليوم سبيلٌ لإحيائه، وتأتي خطورةُ هذه الاستراتيجية لأنّها تنطوي على تحريرِ عناصر على قدرٍ كبيرٍ من التدريبِ والاحترافيّة بتنفيذِ الهجماتِ الإرهابيّةِ، ومتمرسة بالقتالِ، وتحملُ نزعةً انتقاميّةً بعد الهزيمةِ الجغرافيّة في الباغوز، ويعدُّ استهدافُ جيشِ الاحتلالِ التركيّ لمحيط سجن جركين، وحامية مخيم الهول مسعىً متعمداً يخدمُ تلك الاستراتيجيةِ.
قصفٌ متعمد على المخيم والسجن
تمكنت مجموعة من مرتزقة “داعش” من الهرب من مخيم الهول الجمعة 25/11/2022، مستغلةً حالةَ اضطرابٍ فيه، تزامنت مع تحليقٍ مكثفٍ للمسيّراتِ التركيّة فوق المنطقة، وهو أمرٌ شجّع بعض العوائل للاستمرار في الاستعصاءِ، إلا أنّ أنّه تم إلقاء القبضِ على الهاربين بعد فترة قصيرة.
ويوم الأربعاء 23/11/2022، قصفَ جيش الاحتلال التركيّ موقعاً لقوات حماية مخيم الهول، ما أدّى لاستشهاد سبعة عناصر، واستغلت عوائلٌ بالمخيـم الظرف للهروب، وفي اليوم نفسه تمَّ قصفُ محيط سجن جركين قرب مدينة قامشلو، والذي يحتجز فيه آلاف من عناصر “داعش”.
ومن الواضحِ أنّ القصفَ التركيّ يستهدفُ خلقَ بيئةٍ من الفوضى والاضطراب، تساعدُ على هروبِ المعتقلين أو عوائلهم، ويُنظر إلى كلّ محاولةٍ لتهريبِ معتقلي “داعش” أو عوائلهم، على أنّها مسعى لإحيائه ليتمكنَ من الانتقالِ من طورِ الكمونِ (الخلايا النائمة) إلى الظهور (السيطرة الجغرافيّة)، عبر إخراج آلاف المعتقلين من السجن.
المسألة ليست صدفة، بل متعمدة، وهي استجابة لمطلبٍ سابقٍ لخليفة “داعش”، فبعد هزيمة “داعش” آخر معاقله في “الباغوز” قرب الحدود للعراق، في 23/3/2019 كانت النهاية الجغرافيّة لمرتزقة “داعش”، والذين انقسمت فلولهم تباعاً مع إنجازاتِ تحرير المناطق، والمدن إلى ثلاثِة أقسام، البعض لجأ إلى البادية السوريّة، وآخرون عبروا إلى مناطق سيطرةِ الاحتلالِ التركيّ، فيما تحول القسم الثالث إلى خلايا نائمة، تمدّ برأسها من حين لآخر لتنفّذ عملية إرهابيّة.
وجاءت الاستجابة للنداء في 9/10/2019 أول أيام العدوان التركيّ على سري كانيه وتل أبيض/ كري سبي، وذلك بعد أقل من شهر من صوتية “البغداديّ” والتي دعا فيها لمهاجمة السجون والمخيمات، واستهدف القصف التركيّ محيط سجن “جركين”، الذي يحتوي بداخله أخطر المجرمين من أكثر من 60 جنسية، وتمكن خمسة سجناء من الفرار. وفي 13/10/2019 فرّ المئات من عوائل “داعش” من مخيم عين عيسى بسبب القصف التركيّ، وكان واضحاً خلال العدوان التركيّ على شمال سوريا المسعى لتحرير معتقلي “داعش” وإنهاءِ حالةِ المخيماتِ، وتمت تصفية “البغدادي” دون تحقق مطلبه، وبعد غيابه لم يتمكن “داعش”، من تحقيق إنجاز كبيرٍ.
تنقسمُ معضلةُ “داعش” حالياً إلى ثلاثةِ مستويات، الأول يتعلق بآلافِ المعتقلين من جنسيات متعددة، وتكمن المعضلةُ بالتجاهلِ الدوليّ لإيجادِ آليّةٍ قانونيّةٍ لمحاكمةِ المرتزقة، والثاني يتمثلُ بمخيمِ الهول، الذي يضمُّ آلافاً من أفراد عوائل المرتزقة، والإشكال يتعلقُ بالنساء اللواتي شكلن نموذجاً من “الحسبة” ويصدرن أحكام القتلِ والقصاص، ويشهد المخيم من وقتٍ لآخر جرائمَ قتل، وحرقٍ للخيم، وأما الوجه الثالث للمعضلة فيتعلق بالأطفال أو ما يُعرف باسم “أشبال الخلافة”، وستبقى المشكلة قائمة ما دامت دولُ العالم تمتنعُ عن استلامِ رعاياها من النساء والأطفال.

سجن أبو غريب والتاجي
تعدُّ قضية تحرير الأسرى أحد أهم أولويات “داعش”، ولا يخلو خطابات قياداته ومتحدثيه الإعلاميين من الإشارة إلى محوريّة تلك القضية، واستمر بالتعويل على استراتيجيّة “هدم الأسوار” منذ “أبي مصعب الزرقاوي” الذي أسس جماعة “التوحيـد والجهاد” والتي كانت النواة الأولى لتأسيس “داعش”، وبدأ تطبيق تلك الاستراتيجية في أيلول 2004 مع قيام “عمر جمعة/ أبو أنس الشامي” بمحاولةِ استهداف سجن “أبو غريب” في العراق.
في 22 تموز 2012 وجّه متزعم “داعش” “أبو بكر البغدادي” خطاباً لما يعرف بـ”مجلس شورى المجاهدين” دعاهم فيه إلى “هدم الأسوار” على المدى المنظور القريب لإخلاءِ القيادات، وخاصةٍ المعتقلون في السجون العراقيّة، في خطوة تمهيدية منه إلى تأسيس “أرض التمكين” الموعودة في أدبيات ما سمّي “دولة الخلافة في العراق والشام”، والأرجح أنّ تلك التوجيهات لم تؤخذ على محمل الجد حينها، ولم تتخذ الإجراءات اللازمة حيال السجون لتحصينها، ولمرور عدة أشهر دون حصول هجوم يذكر على أي منها، ولا حتى ورود الأمر في التقارير الاستخبارية الرسمية للأجهزة الأمنية.
وأشارت آراءٌ أمنيّة حينها إلى احتمالِ أن تكون التوجيهات تمويهاً للتغطيةِ على عمليات أخرى مغايرة، وحينها كان “داعش” يُعرف باسم “دولة العراق الإسلاميّة” يتزعمها المكنى “أبو أنس” حسب زعمهم، وبعد عام كامل وتحديداً في 22/7/2013 هاجم إرهابيون سجنيّ “أبو غريب” غرب بغداد وسجن “التاجي” شمال العاصمة، بعاصفةٍ قتاليّة كبيرة، واستخدموا أكثر من 100 قذيفة هاون، وعشراتِ القذائف المحمولة، وبنادق متوسطة وستة انتحاريين، وعبوات ناسفة وتمكنوا من تهريب وإطلاق سراح نحو 600 معتقل بينهم قيادات من “القاعدة” ممن انتقلوا إلى سوريا، وعززوا نشاط “داعش” على الساحتين العراقيّة والسوريّة.
تأكيد على استهداف السجون
ومع زيادة الضغط العسكريّ على “داعش”، وخسارة معاقله الرئيسيّةِ، والقبضِ على عددٍ كبير من قياداته في سوريا والعراق؛ تصاعد خطاب “داعش” المحرّضِ على تحرير الأسرى، وبرز ذلك في آخر خطاب “لأبي بكر البغداديّ” بعنوان “وقل اعملوا”، في 15/9/2019 أصدرت مؤسسة الفرقان الإعلاميّة (إحدى منصات داعش الرسمية) تسجيلاً صوتياً “للبغداديّ” بعنوان “قل اعملوا” وذلك قبل أشهر من مقتله في 27/10/2019، كان الخطاب موجّهاً لعناصره بعد الانكسار والهزيمة، وتضمّن التسجيل التأكيد على استراتيجية “هدم الأسوار” و”فك العاني”، أي تحرير المعتقلين في السجون العراقيّة والسورية، وقال فيه: “السجون، السجون.. يا جنود الخلافة”. وأضاف “إخوانكم وأخواتكم جدّوا في استنقاذهم، ودكِّ الأسوارِ المكبلة لهم، فكّوا العاني (…) واقعدوا لجزاريهم من المحققين، وقضاة التحقيق ومن آذاهم”. وتوعد “البغدادي” بـ”الثأر”، ودعا لاستهداف رجال الأمن والمحققين والقضاة في السجون التي يقبع فيها عناصره.
بعد مقتل “البغدادي”، كان خلفه “إبراهيم الهاشمي القرشي”، مطالباً بإنجاز كبيرٍ، لتأكيد الاستمرار وتجاوز محنة الهزيمة الكبيرة، وبذلك لجأ إلى تأكيد محوريّة قضية “تحرير الأسرى” المحوريّة كما أكد المتحدث الرسميّ باسم “داعش” “أبو حمزة القرشي” مراراً على ضرورة تحرير أسرى “داعش” وبعد خطابه الأول في 31/10/2019، الذي نعى فيه “البغدادي”، طالب في خطابه الثاني في 27/1/2020 الذي جاء تحت عنوان “دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها” عناصر “داعش” القابعين في السجون بالثبات، ودعا أنصاره لتحريرهم. كما أكد أيضاً في خطابه الثالث في 28/5/2020 الذي جاء تحت عنوان “وسيعلم الكفار لمن عُقبى الدار” على أنّهم يبذلون أقصى الجهود للإفراج عن معتقليهم في كل مكان، وفي خطابه الرابع في 18/10/2020 الذي جاء تحت عنوان “فاقصص القصص لعلهم يتفكرون” دعا عناصره لتحرير أسرى “داعش” بالقوة عبر اقتحام السجون التي يُحتجزون فيها، وكرر “القرشي” مناشدته في صوتيّة بعنوان “وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين” نشرت في 22/6/2021 للإفراج عن السجناء، وأكد للمعتقلين أنّهم سينقذون من الأسر.

اقتحام سجون في أفغانستان والكونغو
في 2/8/2020 شن “داعش” هجوماً على سجن مدينة جلال آباد في إقليم ننغرهار شرق أفغانستان حيث كان يُحتجز 1793 شخصاً من عناصر القاعدة وداعش، وأسفر الهجوم عن مقتل 29 شخصا على الأقل، وأصيب أكثر من 50 بجروح”.
وجاء الهجوم في آخر أيام هدنة عيد الأضحى، التي أعلنتها حركة طالبان، بينما أعلن تنظيم “داعش” مسؤوليته عن هجوم في مدينة جلال آباد الأفغانية، وفجّر المهاجمون سيارة مفخخة، ثم أطلقوا النار في الهجوم، الذي استمر لنحو 17 ساعة.
ووقع الهجوم بعد يوم من إعلان القوات الأفغانية عن مقتل قائد استخبارات تنظيم “داعش” في أفغانستان أسد الله أوروكازاي في جلال آباد، ونفت حركة طالبان تورطها في الحادث، الذي وقع أثناء وقف لإطلاق النار متفق عليه.
اللافت، أنَّ هذه العملية تمت باستدعاء قيادات “داعشيّة” عراقيّة محليّة، قد تكون هي المشرفة أو رأس الحربة في اقتحام وإخلاء المعتقلين، هذه هي الصورة المركبة لعملية “هدم الأسوار أو فك العاني”، ولكن تبقى الكواليس أكبر من هذه المفاهيم، ويحتمل وجود علاقة تخادم مع جهات أمنية وسياسيّة.
كما شَنّ “داعش” هجوماً، في 20/10/2020، على سجن “كانجباي” المركزيّ في منطقة “بيني” شرق الكونغو، ما أسفر عن إطلاق سراح حوالي 900 سجين، وعاود شن الهجوم في الكونغو لاقتحام سجن “كاكوانجورا” المركزيّ في مدينة بوتمبو، شمال شرق البلاد في 10/8/2022، وتمكن من تهريب 800 سجين.
وبالعودة إلى أبرز الأدبيات المعاصرة لـ”داعش” وأهدافه، فإنّ تنظيم “القاعدة” أطلق منصة على شبكة المعلومات حملت عنوان Inspire انسباير أي الإلهام، أشرف عليها الأمريكيّ ذو الأصولِ اليمنيّة (أنور العولقي) وخاطب شرائح معينة من الشباب المتطرف في الولايات المتحدة وبريطانيا، محاولاً التجنيد عبر الإلهام، وتنفيذ العمليات الإرهابيّة، ولو تطلب تنفيذها بالسلاح الأبيض، أو الدهس بالمركبات.
الهجوم على سجن غويران
الاستجابة الثالثة والكبيرة لخطبة “البغدادي” كانت في 20/1/2022، في عهد خلفه “أبو إبراهيم القرشيّ” أي بعد ثماني سنين من عملية “أبو غريب والتاجي” العراقيّة، وأقل من سنتين على عملية “ننغرهار” الأفغانيّة.
هذا التباعد الزمانيّ والمكانيّ يصعّبُ التوقعات الاستخباريّة، والتكهن بعمليات “داعش”، ورغم أنَّ تقارير استخباراتيّة للتحالف الدوليّ قبل ستة أشهر أشارت إلى احتمالِ اقتحام، وإخلاء معتقلي “داعش” في سجن “غويران” بالمنطقة الصناعيّة في الحسكة، واُتخذت بعض الإجراءات الاحترازيّة، إلا أنّها لم تكن كافية للحيلولة دون وقوعه أو إحباطه لحظة وقوعه واحتوائه مباشرة، ومنحت عملية اعتقال عددٍ من مرتزقة “داعش” قبل الهجوم شعوراً بالاطمئنان النسبيّ، فكان وقوعه مفاجئاً، وتمت عملية الهجوم بوساطة أمثر من 200 عنصر من “داعش” واعتمدت على ثماني سيارات مفخخة، تم الإعداد لها قبل ستة أشهر من الهجوم، وكان المنطلق من منطقتي “سري كانيه وكري سبي/ تل أبيض” الخاضعتين للاحتلال التركيّ، وكان الهدف وصل الحسكة بمناطق الاحتلال التركيّ، التي قدم عدد من المرتزقة المهاجمين، واعترف أسرى فعلاً بأنّهم قدموا من رأس العين المحتلة.
وبصرفِ النظرِ عن الاستثمارِ الإقليميّ للحدثِ، فإنّ “داعش” نفسه كان بحاجةٍ لعمليةٍ كبيرةٍ لكسرِ روتينِ عملياتِ الاغتيال، بعد الانهيارِ الكبيرِ، لتكون أولاً بمقامِ الانتقام لهزيمته الكبيرة، فيستعيد ثقته أمام مرتزقته، ويؤّكد امتلاكه قدرةَ الانبعاث وتحرير معتقليه، وبالوقتِ نفسه يسترجعَ هيبته التي فقدها وأهميته، ويتداخلُ مع هذه الغايةِ هدفٌ آخر، يتعلقُ بالمعتقلين الذين يتجاوزُ عددهم أربعة آلاف، وهؤلاء سيشكّلون فرقةً عسكريّةً ضاربةً بمجردِ حصولهم على السلاحِ، وتمكينهم من الخروجِ من السجن، وهو ما كان يُعوّلُ عليه في السيطرةِ على الأحياءِ القريبةِ والتوسّعِ منها إلى المدينة.
اعتمد المهاجمون على عنصرِ المفاجأة، والتفجيرِ المفخخ والانتحاريين، وهي عواملٌ من شأنها إرباكُ حاميةِ السجنِ لفترةٍ من الوقتِ يمكنُ استغلالها للعملِ بسرعةٍ كبيرةٍ للوصولِ إلى داخلِ السجنِ، وتأمينِ وصولِ السلاحِ إلى المعتقلين، إضافةً إلى الضغطِ عبر أخذِ رهائن.
إلا أنّ عاملَ الصدمةِ المفاجئ سرعان ما تمَّ استيعابه، في أقل من حدودِ الزمنِ المخطط له، وبادرتِ القوى الأمنيّةُ والعسكريّةُ إلى ضربِ طوقٍ أمنيّ حولَ المنطقةِ، وتدخلت حواماتُ التحالفِ، لتفشلَ العمليةُ في أهدافها الأساسيّةُ، وتحولت إلى اشتباكاتٍ في بقعةٍ محدودةٍ، وفيما أثبتتِ العمليّةُ، أنّ مرتزقة “داعش” افتقدوا إلى دقةِ التخطيط واعتمدوا على العاملِ المعنويّ والعقائديّ ومن يسمّون بالمبايعين على الموت، فإنّ المواجهةَ مع قوات سوريا الديمقراطيّة صعبةٌ، وهي التي راكمت خبراتٍ عسكريّةً وميدانيّةً في معاركِ تحريرِ المدن والبلدات، لتبدو العمليةُ بالنتيجةِ أقربَ إلى الانتحارِ، وأما ما وراء الكواليس، فإنّ المستثمرَ لن يخسر أيَّ شيءٍ بحال فشلتِ المغامرة، بل سيستثمرها في توسيع جغرافيا المناطق المحتلة.

المبشرون بداعش
 لم تتورع إحدى الأقنية التلفزيونيّة عن إطلاق وصف “ملحمة غويران”، وضجّت صفحاتُ التواصل الاجتماعيّ بمعلوماتٍ مفبركةٍ مبالغ فيها، واستخدمت كلمة “قادمون” للدلالة على خروج “المارد” من قمقم الاعتقال ليستعيد السيطرة، والظهور العلنيّ على الأرضِ، ويرفع رايته السوداء على الأحياء.
شعارِ “قادمون”، أعاد طرحَ السؤال القديم من أين جاء “داعش”؟ لتعود الذاكرة بنا إلى سجون العراق أبو غريب والتاجي، وكذلك سجن “بوكا”، وحكاية “أبي مصعب الزرقاويّ” وجماعة “الجهاد والتوحيد”، ومن بعد “أبو عمر البغداديّ” وإعلان ما سُمّي “الدولة الإسلاميّة”، وليعلن “أبو بكر البغداديّ” على منبر جامع النور بالموصل ما سمّاه “الدولة الإسلاميّة في العراق والشام”، فالسجون كانت أولى المختبرات لولادة نواة “داعش” الأولى، ومن ثم ضمَّ في صفوفه آلافاً من جنسياتٍ متعددةٍ، قدموا عبر الأراضي التركيّة، إضافةً إلى أعدادٍ كبيرةٍ من أبناء المناطق، التي سيطروا عليها، وبذلك فالقدومُ لا يعني بالضرورةِ الانتقالَ المكانيّ بل سيطرةَ الفكر المتطرف والسلوك الإرهابيّ الدمويّ.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle