سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

هجمات طهران العابِرة للحدود… ونظرية المجال الحيويّ

بدرخان نوري_

التمدد عبر الإقليم هدف استراتيجيّ أعلنته طهران قبل أكثر من أربعة عقود، وفيما تتعدد عناوينه من قبيل تصدير الثورة ومناصرة القضية الفلسطينيّة ومعاداة إسرائيل وتتعدد أساليبه إما بالوجود العسكريّ المباشر ودعم ميليشيات محليّة موالية أو عبر القوة الناعمة بالتبشير والنشاط الدعويّ والتشييع، فإنّ الهدفَ الجوهريّ ترسيخ الوجود الإيرانيّ وتثبيت النفوذ في منطقة المجال الحيويّ، وتتفق طهران مع أنقرة في الهجماتِ العابرة للحدودِ، وتبررها بحجةِ الأمن القوميّ، واستهداف خلايا إسرائيليّة ونظرية المؤامرة.
صراع في المجال الحيويّ
يُعرّف المجال الحيويّ كنظريةٍ سياسيةٍ بأنّه حاجة الدولة إلى مساحةٍ إضافيّة من الأراضي بما يتناسب مع نمو مصالحها، وهي نظريةٌ تبرر توسّع الدول على حساب أخرى لتأمين حاجات شعبها دون النظر إلى حاجات الشعوب في هذه الدول.
برز مصطلح المجال الحيويّ لأول مرّة في القرن التاسع عشر، في كتاب “الجغرافيا السياسيّة”، من تأليف الجيوسياسيّ الألماني فردريك راتزل، الذي افترض أن تحمي الدولة مجالها الحيويّ وتحرص على توسعته، بالتوازي مع توسّع نفوذها ومصالحها.
اتّسم مطلع العام الحالي بتوسّع غير مسبوقٍ في نطاق الصّراعات والتوتّرات الجيوسياسيّة في منطقة الشرق الأوسط. فبعد نحو 13 عاماً من الأزمة وتعدد الأطراف التي تدخلت فيها، وفق مبدأ المجال الحيويّ.
وانفجر الصراع في غزة، في توقيت بغاية الحساسيّة من مسار التطبيع العربيّ ــ الإسرائيليّ مهدداً بخسارة طهران أحد أهم روافع تمددها في المنطقة، ليدفع بالمنطقة إلى حواف الهاوية، واندلاع حربٍ إقليميّة، بالنظر إلى اشتباكات مع حزب الله اللبنانيّ على حدود لبنان الجنوبيّة، وعمليّات الحوثيين البحريّة في البحر الأحمر، والرد الأمريكيّ والبريطانيّ بقصفِ مواقع الحوثيين في اليمن.
يعد المجال الحيويّ سمة مشتركة بين تركيا وإيران وإسرائيل، تتجسد علميّاً في الميدان السوريّ، فالأطراف الثلاث تقصف مواقع وأهدافاً خارج أراضيها، متجاوزةً أبعاد جبهات ما انفكت نارها مشتعلة وتزداد اضطراماً. وبعبارة أخرى هي تحولت الجغرافيا السوريّة والعراقيّة إلى ساحات لحربٍ مفتوحةٍ لتصفية الحساباتِ وعرقلة التمدد، فيما تقف واشنطن وموسكو خلف الكواليس مباشرة.
وسّعت أنقرة تركيا نطاق استهدافها وقصفها على مناطق مختلفة من شمال وشرق سوريا وكذلك إقليم كردستان، وقصفت إيران في كانون الثاني الماضي عدة مواقع في إقليم كردستان وإقليم بلوشستان الباكستانيّ ومحافظة إدلب السوريّة. فيما واصلت إسرائيل شنّ الغارات على مطارات ومواقع عسكريّة في سوريا، واغتيال قادة من الحرس الثوريّ الإيرانيّ.
هجوم في سوريا
أسفر هجوم بطائرة مسيّرة الأحد 4/2/2024 استهدف قاعدةٍ عسكريّة في حقل العمر بريف دير الزور عن استشهاد ستة مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية، وتستضيف القاعدة أكاديمية لتدريب قوات الكوماندوس، ولم يكن هناك ضحايا من القوات الأمريكيّة نتيجة الضربة.
أعلنت من تُسمّي “المقاومة الإسلاميّة في العراق” المدعومة من طهران مسؤوليتها عن الهجوم، وقال بيان قوات سوريا الديمقراطيّة “ثبت أنّ المليشيات المدعومة من إيران هي من تقف وراء الهجوم، واستخدمت مناطق سيطرة مرتزقة النظام السوري في دير الزور كمنطلق للهجوم”.
كانت قوات سوريا الديمقراطية قد حذّرت مراراً من أنّ الهجمات ضدها تقوض جهود ملاحقة خلايا “داعش”، وقد تفتحُ المجال لإحيائه، حيث يقبع عشرات الآلاف من مرتزقة “داعش” في مراكز الاحتجاز والسجون، إضافة إلى عوائله التي تسكن في المخيماتِ، وقد حاول هؤلاء المرتزقة تنفيذ عمليات هروب منسقة ومخططة جيدًا في الماضي، وأبرزها في سجن الصناعة الحسكة في 20/1/2022، عبر عمليات هجوم من الخارج وتفجير سيارات مفخخة بالتزامن مع استعصاءٍ داخل السجن.
هجومٌ بصواريخ باليستيّة
على مدى السنوات الماضية استهدفت الميليشيات المدعومة من إيران في العراق الجنود الأمريكيّين في إقليم كردستان وبشكل رئيسيّ القاعدة العسكريّة المتمركزة في مطار هولير “مطار أربيل الدوليّ” باستخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة وكذلك قاعدتي الحرير وعين الأسد.
شنّت إيران فجر الثلاثاء 15/1/2024 هجوماً بأربعة صواريخ باليستيّة على هولير، ما أسفر عن مقتل رجل الأعمال الكرديّ بيشرو دزي وزوج ابنته، ورجل كان بضيافته وهو كرم ميخائيل ويشغل منصب المدير التنفيذي لشركة مناهل الريان الذي كان يزور العراق في “رحلة عمل” تستهدف مشروعاً استثماريّاً. ومدبرة المنزل يُرجح أنّها من الجنسية الفيليبينيّة، وأصيب ولداه. وقالت وسائل إعلام إيرانيّة نقلاً عن مصادر أمنيّة بأنّ الحرس الثوريّ الإيرانيّ استهدف غرفة محصنة تابعة للموساد الإسرائيليّ في هولير بصواريخ “الفاتح 110”.
كشف قائد قوات الجوفضائية في الحرس الثوري العميد أمير علي حاجي زاده أنّه تم إطلاق 15 صاروخا باليستيّاً دقيقاً في المرحلة الأولى من العملية، وأوضح أنّ أربعة صواريخ من طراز خيبر شكن الباليستية أطلقت من محافظة خوزستان واستهدفت “المجموعة التكفيرية” في إدلب السورية، وأن أربعة صواريخ أطلقت من محافظة كرمنشاه وسبعة صواريخ أخرى من محافظة أذربيجان الشرقية على هولير.
قالت سارة صنبر، باحثة العراق في هيومن رايتس ووتش: “بغض النظر عن الادعاءات الإيرانية بشأن الهجوم، تتبع عمليات القتل هذه تاريخاً طويلاً من الاغتيالات التي نفذها الحرس الثوريّ في مناطق سكنية في إقليم كردستان العراق واستهدفت المدنيين. عدم محاسبة إيران على قتل المدنيين سيشجع المزيد من الهجمات غير القانونية مستقبلا”.
وفي 3/1/2024، وقع تفجير مزدوج قرب قبر القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سُليماني بمحافظة كرمان الإيرانيّة، وأسفر عن مقتل نحو 100 شخص، وذلك بالتزامن مع اغتيال عددٍ من قادة الحرس الثوري في سوريا وعدد آخر من القادة العسكريين في حزب الله اللبناني والحشد الشعبي العراقيّ. وتوعّد المسؤولون الإيرانيون بالانتقام ورفعوا الرايات الحمراء على قباب المساجد. وفي اليوم التالي أعلن “داعش:” مسؤوليته عن تفجير كرمان.
وندد مسؤولو الحكومة العراقيّة بالهجوم الإيرانيّ، وأشارت الأوساط السياسية العراقية إلى أنّ هذا الهجوم تحول خطير وعلامة فارقة في مسلسل الاستهدافات الإيرانية، وهو اعتداء صارخ على سيادة العراق وسلامة مواطنيه ووحدة أراضيه. وأنّ إيران تدفع، نحو إشعال المنطقة برمتها من العراق للبحر الأحمر، بحجج واهية وغير منطقيّة كما هي الحال في الهجوم على هولير، حيث أنّ الأهداف التي ضربت هي مدنيّة بحتة. ووصفت الهجوم بأنّه يرقى لإعلان حرب على العراق، وهو لن يعجل في الانسحاب الأمريكيّ من البلاد كما تعتقد طهران، ولهذا فالضغط بهذه الطريقة لن يجدي نفعاً كون وجود قوات التحالف الدوليّ هو وفق اتفاقات أمنية مع بغداد.
رفعت وزارة الخارجية العراقية مساء الثلاثاء 16/1/2024، شكوى ضد إيران إلى مجلس الأمن الدولي، وقال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، إن القصف الإيراني لمدينة هولير يمثل “عملاً عدوانياً وتطوراً خطيراً يقوّض العلاقات القوية بين بغداد وطهران”. فيما أعلن ناصر كنعاني، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانيّة، الاثنين 22/1/2024، أن الضربة التي وجهتها إيران في هولير لا تتعارض مع سيادة العراق ووحدة أراضيه.
مخالفة الاتفاق الأمنيّ
في خطوة غير مسبوقة تماماً، استهدفت طائرتان مسيرتان محملتان بالمتفجرات مباشرة قاعدة للبيشمركة في العاصمة الكردية العراقية في 30/12/2023، ورغم أنّ هذا الهجوم لم يسفر عن مقتل أي شخص، لكنه أظهر استعداد هذه الجماعات لاستهداف قوات البيشمركة أيضاً، ووصف المسؤولون الكرد هذا الهجوم بـ”التطور الخطير”.
لم يكن هجوم 30/12/2023، الأول من نوعه الذي تشنه طهران ويستهدف إقليم كردستان، فقد زعم الحرس الثوري الإيرانيّ أنه استهدف “مراكز صهيونيّة” في هولير، فجر الأحد 13/3/2022، بصواريخ موجهة بدقة. وقال متحدث باسم السلطات المحليّة في إقليم كردستان إنّ الهجوم أصاب مناطق سكنيّة مدنيّة فقط، ولم يستهدف قاعدة عسكرية أجنبية. وقد سقط 12 صاروخاً قرب القنصلية الأمريكية في هولير، ما أسفر عن أضرار ماديّة وجرح بعض الأشخاص.
في 11/7/2023، حذّر رئيس أركان القوات الإيرانيّة محمد باقري الحكومة العراقية بشأن وجود مجموعات معارضة كرديّة تعمل انطلاقاً من إقليم كردستان العراق. وأعلن باقري أنّ إيران تنتظر بفارغ الصبر الموعد الذي حدده العراق في أيلول 2023 للوفاء بالتزاماته بشأن تلك المجموعات.
في 2/6/2023 ذكرت وسائل إعلام إيرانيّة، قيام الحرس الثوري الإيراني، بقصف مقرات في إقليم كردستان وكالعادة وصفتها بأنّها “إرهابيّة”.
يقضي الاتفاق الأمنيّ الموقع بين طهران وبغداد في 19/3/2023، بإيقاف طهران عملياتها العسكريّة داخل الأراضي العراقيّة، وعدم إطلاق أيّ نار أو تنفيذ عملية تجاه الأراضي العراقية دون إشعار الحكومة المركزيّة أو طلب تنفيذها من الحكومة العراقية.
ربط القصف بالاحتجاجات
في 24/9/2022 بدأت طهران بشن هجمات على إقليم كردستان تحت اسم “القصف والحريق” وأعلن الحرس الثوريّ إطلاق هجمات جديدة على أراضي إقليم كردستان العراق، داعياً سكان الإقليم إلى الابتعاد عن مقار الأحزاب المعارضة وأشار إلى أنّ الهجمات ستستمر بهدف حماية أمن الحدود الإيرانيّة.
في 28/9/2022، شنّت قوات الحرس الثوري هجوماً بالصواريخ البالستيّة والطائرات المسيرة على مقرات الأحزاب الكرديّة في إقليم كردستان، بينها: حزب آزادي كردستان في بردي، آلتون كوبري، والحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني المتواجد في كردستان، ومخيمات آزادي، وقلعة، وأميرية في كوي سنجق، ومقر جماعة كادحي كردستان إيران، ومخيم إقامة كرد إيران في السليمانية. وأعلن جهاز مكافحة الإرهابي في إقليم كردستان العراق، مساء الأربعاء، عن حصيلة القصف البري والجوي الإيراني لمناطق عدة في إقليم كردستان وأودى بحياة 13 شخصاً وإصابة 58 آخرين بينهم أطفال.
وجاء القصف متزامناً مع اندلاع مظاهرات احتجاجيّة واسعة عمت مختلف المدن الإيرانيّة وبخاصةٍ الشماليّة احتجاجاً على مقتل المواطنة الكرديّة الشهيدة جينا أميني في 16/9/2022 بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق بتهمة “ارتداء ملابس غير لائقة” وخرق قواعد لباس المرأة الصارمة في البلاد.
ورغم الطابع الشعبيّ والجامع الذي غلب على المظاهرات الاحتجاجية واصل النظام الإيراني تركيز جهوده على تصويرها على أنّها حركة انفصاليّة بطبيعتها ولها ارتباطات خارجيّة وفق نظرية المؤامرة. وكان جزءٌ من هذه السرديّة السبب وراء الهجمات التي شنّتها إيران على “إقليم كردستان العراق” مستهدفةً الأحزاب الإيرانية الكردية ما أودى بحياة مدنيين بينهم نساء وأطفال. وثمة عدة أسباب واضحة تبرر استهداف النظام الإيرانيّ المتكرر للإقليم – إذ تسعى طهران إلى جذب الاهتمام الدوليّ، على أمل حلّ النزاعات الداخليّة عبر العمل الخارجي وتجنّب شرذمة إيران وتغيير هويّتها الداخليّة وفي محاولةٍ منها لوضع قيود على المعارضة ومنع التعاون معها على نطاق واسع. وتزعم السلطات الإيرانية كذلك تورط جهات خارجية في تأجيج وتمويل الاحتجاجات، واتهمت السعودية والولايات المتحدة وكذلك إسرائيل وجهات أخرى بالوقوف وراء اتساع نطاق المظاهرات.
قالت “هيومن رايتس ووتش” في تقرير صدر في 19/10/2022: وفقاً لسكان محليين، إنّ بعض هجمات “الحرس الثوري الإيرانيّ” على مقرات حزبين من المعارضة الإيرانيّة في إقليم كردستان العراق أواخر أيلول استهدفت بلدات وقرى لم يكن للحزبين فيها أي نشاط عسكريّ. وفقاً لتقارير إعلاميّة، قتلت الهجمات 16 شخصاً على الأقل، وأصابت العشرات، وهجّرت مئات العائلات.
مزيد من القصف 
نفذ الحرس الثوري الإيراني في 20/11/2022 ضربات صاروخية وبطائرات مسيّرة استهدفت فصائل مسلحة للمعارضة الكردية الإيرانية في إقليم كردستان وأفي 14/11/2022، استأنف الحرس الثوريّ الإيرانيّ قصف مواقع في إقليم كردستان مستخدماً طائرات مسيّرة وصواريخ، وتسبب بفقد اثنين من عناصر الحزب الديمقراطيّ الكردستاني الإيراني حياتهما. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانيّة ناصر كنعاني في مؤتمر صحفيّ: “لن نتهاون بشأن أمننا الحدوديّ وسنرد على تهديدات الجماعات الانفصاليّة في كردستان العراق وسندافع عن أمننا القوميّ وعن أمن مواطنينا وفق الأصول والقوانين الدوليّة”.
في 11/5/2022 قصفت المدفعية الإيرانية إحدى المرتفعات في بلدة سيدكان الحدودية في إقليم كردستان. فيما أعلنت وكالة أنباء “إرنا” الإيرانيّة أنّ القوات البريّة للحرس الثوريّ الإيرانيّ استهدفت بقصف مدفعيّ مواقع لجماعات وصفتها بأنها “إرهابية” في مدينة أربيل. ونسبت الوكالة للسفير الإيراني في بغداد إيرج مسجدي القول إنّ طهران “تحترم سيادة الحكومة والشعب العراقيّ”.
بالمجمل لا تقبل طهران الانكفاء إلى حدودها السياسيّة الرسميّة، وتواصل قصف مواقع في إقليم كردستان ومؤخراً في سوريا عبر أذرعها الموالية لها.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle