حاوره/ رفيق إبراهيم_
أكد الناطق باسم وحدات حماية الشعب نوري محمود، أن ثورة التاسع عشر من تموز، جاءت نتيجة تضحيات الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء للثورة، ولعوائل الشهداء والجرحى، وأشار إلى أن، اعتماد الثورة على فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، هو الذي أدى لنجاحها، فنظموا أنفسهم، واستطاعوا تحقيق مكاسب كبيرة من خلال تطبيقها على ثورة روج آفا، وأوضح بأن “شعبنا الذي لم يبخل بتقديم كل ما أمكن للحفاظ على مكتسبات ثورة ١٩ تموز، وأن حرب الشعب الثورية هي الضمان للحفاظ على المكتسبات التي تحققت، وهدفنا الأساسي حماية شعوبنا والحفاظ على مكتسبات الثورة”.
حول ذلك أجرت صحيفتنا حواراً معه، وفيما يلي نص الحوار:
ـ ثورة التاسع عشر من تموز أحدثت تحولاً كبيراً، وبعد نجاحها حاول الأعداء وأدها بتحريك مرتزقتهم ضدها، فماذا المسعى من وراء ذلك؟
شعوب المنطقة بشكل عام، كانوا ينتظرون تغييرات جوهرية في الأنظمة الشمولية، وكانت هناك حاجة لقيام ثورة أو ما يسمى ربيع الشعوب، وعلى هذا الأساس أرادت الشعوب القيام بالتغيير إلى شكل أفضل، ومن أجل تحقيق حياة كريمة، ومجتمع حر ونظام ديمقراطي، وهذا ما فعلته ثورة التاسع عشر من تموز، التي انطلقت من كوباني، حيث أن الأنظمة الديكتاتورية الموجودة في المنطقة كانت تصر على بقائها، وأيضاً هناك من ظهر وتشدق بأنهم قادة الثورة، وأرادوا استخدام الثورة لتحقيق أجنداتهم الخاصة بهم، وسعوا لتغير أنظمة الحكم؛ كي يكونوا البديل عنهم، واعتمدوا على الذهنية الإقصائية، التي لا تعترف بحقوق الشعوب، وكان هدفهم استلام السلطة تحت اسم الثورة، وهم من ساهموا في تشويه صورتها، وأبعدوا الشعوب عن الهدف الأساسي للثورة، على أساس الدين أو المذهب، وتفوقوا على الأنظمة الحاكمة في المنطقة باستغلال الشعوب.
عندما نتحدث عن ثورة التاسع عشر من تموز علينا التحدث عن الشعب الكردي، وعن المكان الذي قام فيه بالثورة، كان هناك فرق كبير وشاسع بين ما جرى في المنطقة، وما قام به الشعب الكردي، حيث انتهج الخط الثالث، نتيجة الممارسات الشوفونية بحقه على مدار مائة عام الماضية، وخاصة أننا نمر هذه الأيام بإكمال معاهدة لوزان مائة عام، فحُرم الكرد من جميع حقوقهم المشروعة، بتقسيم كردستان بين أربع دول، وتلك الدول تمارس سياسة الإنكار، والتغيير الديمغرافي، والانتهاكات والإبادة بحق الشعب الكردي، وخلال المائة عام قام الكرد بالعديد من الثورات، ولكن لم يستطيعوا التخلص من الظلم والحصول على حقوقهم، لأن النظام الرأسمالي كان دائما يقف عائقا أمام أية ثورة كردية حاولت تحصيل حقوقها.
وعلى الرغم من ذلك استطاع الشعب الكردي الحفاظ على وجوده وبقائه، وفي الأربعين سنة الأخيرة مع ظهور القائد عبد الله أوجلان استطاع إعادة الأمور الى نصابها، وإظهار قضية الشعب الكردي للعلن، وتم إحيائها وإحياء روح الثورة فيها، وإعادة الذاكرة السياسية للكرد، واستطاعت الشعب قراءة واقع الأنظمة الحاكمة لكردستان، وعرف أين تكمن الحلول، واعتمد الكرد على ذاك الميراث الغني، واستطاعوا إنتاج مشروع جديد يستطيع من خلاله إيجاد الحلول لقضيته العادلة.
وفي روج آفا والمناطق الكردية، أظهروا حقيقة ثورة الشعوب، من خلال الاعتماد على الحياة الكريمة والحرية، وتحقيق الديمقراطية، وانتهجوا الخط الثالث، ولم يقفوا مع الأنظمة الحاكمة، ولا مع من تظاهروا، بأنهم أصحاب الثورة، بل اعتمدوا على المجتمع الأخلاقي والحياة المشتركة، والنظام الديمقراطي وتحقيق الحرية للشعوب، وعلى هذا الأساس، فإن ثورة ١٩ تموز في روج آفا، استطاعت تحقيق أهداف الثورة الحقيقة لخدمة الشعب، لذلك التف الشعب حولها، وتمكن الكرد من البدء بثورة التاسع عشر من تموز من مدينة كوباني، من خلال تنظيم الشعب للحفاظ على المؤسسات، وعلى الأمن وحماية الأهالي، وبنوا بيوت الشعب والمجالس والحماية الجوهرية ومن ثم توسعت المؤسسات والكومينات، ونسقت مع بعضها، حتى تم الإعلان عن ثلاث مقاطعات.
ومن نتائج هذا التنسيق تم الإعلان عن وحدات حماية الشعب، ومن ثم وحدات حماية المرأة، واعتمدت على أساس مفهوم الحماية المجتمعية والدفاع عن الشعب، والحفاظ على المكتسبات التي تحققت، وكانت مهمتها الأولى منذ التأسيس، وحتى الآن حماية الشعب والثورة، وأيضا كان من نتائج الثورة إقامة الكثير من المؤسسات لخدمه شعوب المنطقة، وعندما تم الإعلان عن المقاطعات الثلاث كان لها صدى على المستوى الداخلي السوري، على الرغم من الهالة الإعلامية، التي حاولت تشويه صورة الإدارة الذاتية، ولكن الشعب السوري بمعظمه يرى أن المشروع المقام في شمال وشرق سوريا هو المشروع الأمثل لحل المعضلة السورية.
الآن شعوب شمال وشرق سوريا تقود التجربة الديمقراطية وأخوة الشعوب بكل اقتدار، ووحدات حماية الشعب وحماية المرأة، شكلت النواة لقوات سوريا الديمقراطية، التي توسعت بفضل انضمام جميع الشعوب إليها للدفاع عن أرضهم وشعبهم والحفاظ على مكتسبات الثورة.
