روناهي/ الدرباسية – تستمر هجمات المحتل التركي على باشور كردستان بشكل عام، ومنطقة شنكال بشكل خاص، مترافقة مع صمت من قبل حكومة الحزب الديمقراطي الكردستاني، صمت يُعدّ بمثابة علامة رضى على ما تقوم به دولة الاحتلال التركي، خصوصاً بعد سقوط العديد من الشهداء الكرُد على يد القوات العسكرية التابعة للحزب المذكور.
هجمات المحتل التركي وصمت الديمقراطي الكردستاني، أثارا استهجان نسوة ناحية الدرباسية في شمال وشرق سوريا. حيث قالت لصحيفتنا، الإدارية في مجلس سوريا الديمقراطية في الدرباسية، بديعة عربو: “إن الهجمات التي تتعرض لها منطقة شنكال على يد دولة الاحتلال التركي، والتي راح ضحيتها العديد من الشهداء، من بينهم أطفال ونساء، هذه الهجمات تُظهِر مرة أخرى العقلية الشوفينية لدى دولة الاحتلال التركي، تجاه الشعوب المتحررة بشكل عام، وتجاه الشعب الكردي بشكل خاص، ضف إلى ذلك إن استهداف شنكال، والتي تُعد معقل الكُرد الإيزيديين، هو نتيجة للتفكير الإسلامي المتطرف لدى أردوغان، أي أن أردوغان ينظر إلى شعب شنكال، على أنه ارتكب جُرمين، الجرم الأول: في نظره هو كُردية شعب شنكال، والجرم الثاني في نظره: هو إيزيدية ذاك الشعب، لذلك فهو يسعى جاهداً إلى ارتكاب المجزرة الخامسة والسبعين، بحق ايزيديي شنكال، وذلك استكمالاً لنهج أجداده الإجرامي، الرافض لتحرر أي شعب، والساعي دوماً إلى استعباد الشعوب”.
بديعة تابعت حديثها بالقول: “استهداف الإدارة الذاتية في شنكال، متمثلة بشخص الشهيد مروان بدل، هو استهداف للإرادة الحرة، التي يتمتع بها الشعب الإيزيدي، لذلك نطالب مجلس الأمن الدولي، ومنظمات حقوق الإنسان، بالتحرك بشكل فوري، ووضع حد لكل هذه الانتهاكات، التي يرتكبها المحتل التركي، لأن استهداف شنكال والكُرد بشكلٍ عام، هو استهدافٌ لكل القيم الإنسانية، التي تدّعي تلك المنظمات العمل على صونها وحمايتها”.
شنكال بين المقاومة والخيانة
من جانبها تحدثت لصحيفتنا ليلى عُمر وقالت: “الهجمات التي تتعرض لها منطقة شنكال، هي بمثابة مقياس فصل بين نهجين متعاكسين تماماً، النهج الأول: هو النهج الوطني المتمثل بالدفاع عن شنكال وشعبها، وهو النهج الذي تُمثله قوات الكريلا في مناطق الدفاع المشروع، والتي قدمت الآلاف من الشهداء دفاعاً عن أرض كردستان، في حين يعدّ النهج الثاني، هو نهج الخيانة الوطنية، وذلك من خلال تقديم الدعم ومساندة المحتل التركي ضد الشعب الكُردي، ونستطيع أن نقول: أن من يمثل نهج الخيانة، الذي نتحدث عنه بشكل واضح وجلي، هو الحزب الديمقراطي الكُردستاني، متمثلاً ببعض الأشخاص من عائلة البارزاني، لذلك فإن الموقف العملي من هذه الهجمات، وبعيداً عن الشعارات والدعاية الإعلامية، هو الذي يُحدد موقف كل قوة سواء كانت كُردية، أو غير كُردية. انطلاقاً من هذا، فإن تبني النهج الوطني المدافع عن الشعب الكُردي بات اليوم ضرورة مُلحة؛ للحفاظ على مكتسبات الشعب الكردي، لذلك نطالب الحزب الديمقراطي الكُردستاني بالكف عن تقديم العون للمحتل التركي، لأن المحتل لا يعرف أن يتعامل بعقلية الحلفاء أو الجيران، هو يتعامل مع كل من يسانده معاملة السيد والعبد، فعلى الديمقراطي الكُردستاني ألا يكون عبداً للمحتل”.
أمل شيخو أكدت على ضرورة وقوف الشعب إلى جانب قواته، فتقول: “أي قوة عسكرية تستمد قوتها من حاضنتها الشعبية، وهذا هو السبب في صمود قوات الكريلا في وجه كل هذه الهجمات، التي تتعرض لها على يد المحتل التركي، لأننا كشعب نقف إلى جانب قواتنا بكل ما نملك من إرادة وقوة، لذلك فإن مخططات الاحتلال التركي بإمكانية القضاء على هذه القوات ستبوء بالفشل، كما أن صمود هذه القوات أدى إلى تصعيد المحتل لهجماته، لتطال كامل جغرافية الوطن للتغطية على فشله الذريع في جبال كردستان، وتكبده لكل هذه الخسائر على يد الكريلا، ومن جانب آخر، فان وصول صوت المقاومة البطولية، التي تُبديها هذه القوات للمجتمع الدولي والعالم، يُثير غضب أردوغان، الأمر الذي أوصله إلى حالة من الهيستيريا، التي افقدته ما كان يمتلك من قدرة على التفكير بعقل، والتصرف بوعي، لذلك فقد وصل إلى كل هذا التخبط الذي يُعاني منه اليوم”.