الانتخابات التمهيدية للبلديات في منبج.. مشاركة واسعة وإقبال كبير من النساء

منبج/ آزاد كردي –

في مشهدٍ يعكس تطلعات المرأة للمشاركة الفاعلة في صنع القرار، أعلن تجمع نساء زنوبيا في مقاطعة منبج عن فوز مرشحتهن بالانتخابات التمهيدية للرئاسة المشتركة للبلديات في مقاطعة منبج، حيث شهدت الانتخابات مشاركة عربية واسعة، وسط رغبة المرأة بقيادة مسيرة الإصلاح والتغيير.

وكانت المفوضية العليا للانتخابات في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، قد شكلت لجنة للترشيح في كل مقاطعة من مقاطعات إقليم شمال وشرق سوريا، بما في ذلك مقاطعة منبج وريفها، والتي من المقرر عقدها في ٣٠ أيار.

وقد خاضت الانتخابات تنظيمات للمرأة على نطاق واسع مثل: تجمع نساء زنوبيا، ومؤتمر ستار، اللذين أكدا على خوض غمار المرحلة الانتخابية التمهيدية للبلديات، فقاما بتحالفات مع الأحزاب السياسية مثل، حزب سوريا المستقبل، وحزب الاتحاد الديمقراطي من خلال الإعلان عن مرشحاتهم بالانتخابات.

قبل ذلك، كان تجمع نساء زنوبيا قد أعلن عن قوائم المرشحات للانتخابات التمهيدية للرئاسة المشتركة للبلديات للمرأة في مقاطعة منبج وريفها، والتي ضمت ستة مراكز في الأرياف وواحد في المدينة.

المرأة في منبج من التحرر إلى صنع القرار

لا شك تحرير المرأة يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتحرر المجتمعات، التي تعيش فيها. لكن بينما تسعى الأنظمة الرأسمالية إلى تحويلها لسلعة يمكن شراؤها وبيعها، فإن الأنظمة الرجعية تتمسك دائماً بالعادات والتقاليد، التي تبعدها عن جوهرها الحقيقي.

ومع بدء ثورة روج آفا لإقليم شمال وشرق سوريا، التي سميت بثورة المرأة، وتحرير منبج من رجس الإرهاب، أثبتت المرأة نجاحها على الأصعدة كلها؛ السياسية والاجتماعية، والعسكرية، ووصلت إلى اليوم، الذي ستشارك فيه بصنع القرار من خلال الانتخابات، التي تعد خطوة نوعية لأول مرة في مقاطعة منبج خاصة، ومناطق إقليم شمال وشرق سوريا عامة.

بدأت صباح يوم الأحد بتاريخ ٢٧/٤/ ٢٠٢٤ الانتخابات التمهيدية للرئاسة المشتركة للبلديات للمرأة في مقاطعة منبج وريفها، بعد أن شُكلت لجان تحضيرية من لجنة التربية للإشراف على صناديق الاقتراع، ضمن أجواء طبيعية وشفافة.

ومنذ الساعة التاسعة صباحاً، توافدت النساء من الشعوب كافة، كل منهن حسب المناطق المتواجدات فيها سواءً في المدينة، أو الأرياف، فُحددت سبعة مراكز للتصويت، على أساس خطوط الأرياف (تل حودان، الحية، والياسطي، أبو قلقل، والفارات، ومركز اقتراح واحد للمدينة).

وشهدت الانتخابات التمهيدية للرئاسة المشتركة للبلديات عن بلدية منبج، مشاركة مميزة للمرأة العربية، سواءً مرشحات لبلدية منبج مثل: بيريفان درويش من الشعب الكردي، ومها شيخ علي، ويازي محمد من الشعب العربي، أو كناخبات بأعمار من سن الـ ١٨ وما فوق للإدلاء بأصواتهن، وانتخاب إدارتهن بكل إرادة حرة وديمقراطية.

صوت المرأة العربية يصدح في انتخابات منبج

وبهذا الصدد تحدثت المرشحة للرئاسة المشتركة للبلديات عن بلدية منبج، “مها حاج علي” لصحيفتنا عن مشاركتها في العملية الانتخابية، وقدرتها على المشاركة في صنع القرار، ورفض التقاليد والأعراف، التي عفا عليها الزمن، التي كانت تحد من قدرة المرأة في المشاركة السياسية، والخوض في انتخابات حرة نزيهة: “أحاول تحدي هذه القواعد وأثبت للعالم، أنني أستطيع القيادة والمشاركة في عملية صنع القرار”.

وأشارت مها بوضوح بأنّ مشاركة المرأة العربية، ليست مجرّد تفضيل أو خيار بل ضرورة حتمية لتحقيق مستقبل أفضل للجميع، واختياركم لي ليس مجرد اختيار مرشح، بل تصويت من أجل التغيير والمساواة، وتمكين المرأة من أجل تحسين المستقبل للجميع”.

ووصفت مها مشروع الأمة الديمقراطية بالمنفتح، الذي يتجاوز الصعوبات والمعوقات، التي فرضتها العادات والتقاليد، فعقلية المجتمع الذكورية تجاه المرأة “مكنت الإدارة الذاتية الديمقراطية المرأة من أن تشارك بالانتخابات، وإثبات جدارتها وقدرتها على القيادة وصنع القرار، ومُساهمتها في بناء مجتمع ديمقراطي تعددي”. واختتمت المرشحة للرئاسة المشتركة للبلديات عن بلدية منبج، مها حاج علي حديثها: “شعور جميل أن أخوض غمار التنافس مع زميلاتي المرشحات. الفوز ليس الهدف الوحيد، فالأهم هو إثبات حضور المرأة في الانتخابات، وتحريرها من القيود المجتمعية، وتحقيق تطلعاتنا لبناء مجتمع ديمقراطي تعددي، يُمثل فيه صوت المرأة ركيزة أساسية”.

تمثيل المرأة في المجلس البلدي تفوق 50 %

شهدت الانتخابات في مقاطعة منبج منذ ساعات الصباح الأولى إقبالاً كبيراً للنساء، تميز بشكل خاص بمشاركة واسعة للنساء، حيث يشاركن لأول مرة في انتخابات المقاطعة، بما في ذلك كبيرات السن.

وأتيحت الفرصة للناخبات للإدلاء بأصواتهن في أجواء ديمقراطية حرة، حيث قمن بتعبئة الاستمارات واختيار المرشحات المناسبات من خلال وضع علامة “صح” مقابل أسمائهن، ثم وضعها في الصندوق بكل شفافية وديمقراطية.

وتعليقاً على انتخابات البلدية، قالت الرئاسة المشتركة للمفوضية العليا للانتخابات في الادارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال شرق سوريا، روكن ملا إبراهيم: “في ظل التحديات، التي تمر بها المنطقة بشكل عام، نتيجة الوضع الاقتصادي والحصار المفروض وهجمات دولة الاحتلال التركي المتكررة للمنطقة، لذلك فإن إعلان الانتخابات بهذا الوضع الحساس يُعد نقطة إيجابية للإدارة الذاتية الديمقراطية”.

وأضافت أنّ: “تمثيل المرأة في المجلس البلدي يصل إلى نسبة 50 %، إلى جانب مشاركتها في الرئاسة المشتركة بانتخابات البلديات، وبدورها تبذل التنظيمات النسوية في المجتمع جهودها لخوض هذه المرحلة الانتخابية”.

واختتمت الرئاسة المشتركة للمفوضية العليا للانتخابات في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، روكن ملا إبراهيم حديثها: “ما يجرى اليوم في المنطقة يُعد عُرساً انتخابياً، خاصةً للنساء المنظمات والرياديات”.

“من أولوياتي تأمين فرص عمل للنساء”

بدورها، تحدثت المرشحة الفائزة بالانتخابات التمهيدية للرئاسة المشتركة للبلديات عن مدينة منبج “بيريفان درويش“، والتي وصفتها بالنقلة النوعية لأنها المرة الأولى، التي تقام فيها انتخابات للمرأة بشكل ديمقراطي وحر.

وشددت بأن: “أولوياتها بناء منطقة صناعية، بعيدة عن مركز المدينة، لما تسببه المنطقة الصناعية داخل المدينة كوارث بيئية”.

وأضافت: “أسعى إلى زيادة مشاريع الصرف الصحي في المناطق العشوائية، إلى جانب مشروع المنطقة الخضراء، حيث لا يوجد غابة أو متنفس، على الأقل تأهيل غابتين ضمن المخطط”.

واختتمت المرشحة الفائزة بالانتخابات التمهيدية للرئاسة المشتركة للبلديات عن مدينة منبج، بيريفان درويش حديثها: “ندعم مشاريع المرأة من خلال إنشاء اتحاد البلديات، وسأحاول قدر الإمكان، تأمين فرص عمل للنساء العاطلات عن العمل”.