سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

موسكو وسياسة المد والجزر في الأزمة السوريّة

رامان آزاد-

بين مدٍّ وجزر، والوعد والوعيد، استطاعت موسكو أن تفكَّ شيفرة أنقرة، عبر التلاعبِ بهواجسها الأمنيّة الافتراضيّة، فيما يتصلُ بقضيةِ الكرد في شمال وشرق سوريا والإدارة الذاتيّة ونجحت باستدراجها، عبر التذبذبِ ما بين موقف الداعي للحوارِ بين الإدارة الذاتيّة وحكومة دمشق، مقابل تفهّمِ دواعي أنقرةَ الأمنيّةِ، كما استغلت موضوعَ الإدارة الذاتيّة للغمزِ عبر قناتها وتوجيهِ انتقاداتها لواشنطن رغم علاقةِ التنسيقِ معها.
موسكو تستبق وصول وفد الإدارة الذاتيّة بالضغط
قال وزير الخارجية الروسيّ سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي عقب محادثات مع سكرتير الكرسي الرسوليّ للعلاقات مع الدول بول ريتشارد غالاغر: الثلاثاء 9/11/2021: “يجب أن يشعر الكرد بأنّهم جزءٌ من المجتمعِ السوريّ. نحن على اتصالٍ وثيقٍ مع الممثلين الكرد، ونحن على استعدادٍ للمساعدة في ضمانِ أخذ مصالحهم المشروعة في الاعتبار بشكلٍ كاملٍ في العمل الجاري على تشكيلِ إطارٍ سياسيّ جديدٍ في سياقِ أنشطةِ اللجنةِ الدستوريّةِ”.
وتابع لافروف: “أنصح الكرد بألا ينجرفوا خلف المغازلة التي يواصلها زملاؤنا الأمريكيون معهم، الذين يدفعون الأمر نحو تأجيج النزعات الانفصاليّة في شرق سوريا”، ومضى يتهم الكرد بأنّهم “يحاولون جعل خططهم هذه كمصدرٍ للتوترِ، وهي موجّهة ضد الحفاظِ على الدولة السوريّة، موحّدة، بشكلٍ عام، هذه ألعاب خطيرةٌ يمكنُ أن تؤديَ إلى اشتعال المشكلة الكرديّة بشكلٍ جديّ للغاية في جميع أنحاء المنطقة، لأنّ أبعادها لا تشملُ سوريا فحسب، بل وتشمل دولاً أخرى أيضاً”. وشدد لافروف على أنَّ روسيا، ستصر على تنفيذ أحكام قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 من قبل جميع الدول.
حديث لافروف جاء متوافقاً مع اليوم نفسه الذي يصل فيه وفدٌ رفيعٌ من الإدارة الذاتيّة ومجلس سوريا الديمقراطيّة برئاسة رئيسة الهيئة التنفيذيّة إلهام أحمد، إلى موسكو، للتباحثِ حول بدء حوارٍ مع حكومة دمشق، وكذلك التهديداتِ التركيّة بشنِّ هجمات احتلالية على مناطق شمال وشرق سوريا.
أراد لافروف أن يستبق وصول وفد الإدارة الذاتيّة كشكلٍ من الضغطِ عليها، والإيحاء بأنّ التوصل إلى اتفاقٍ صعبٌ، ودون ذلك تنازلات لصالحِ حكومةِ دمشق. كما أن يتقاطع مباشرةً مع تصريحاتِ ومواقفِ أنقرة. إذ يحاول استثمارَ التهديداتِ التركيّةِ بالعدوانِ، لتحصيل متغيّر سياسيّ تُصرف عوائده لصالح دمشق قبل الشروع في الحوار، والشروط التي حددتها موسكو هي نفسها التي وضعتها دمشق، وبذلك فإنّ موسكو لا تؤدي دور الراعي أو الوسيط الحياديّ.
ويبدو أنّ المسؤول الروسيّ يتجاهل عمداً مذكرة تفاهم بين الإدارة الذاتيّة وحزب “الإرادة الشعبية”، الذي يقوده رئيس منصّة موسكو قدري جميل والموقّعة في موسكو وبحضوره في 31/8/2020، وتضمنت في أبرز بنودها الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وشعبها والاعتراف بكل مكوناتها العرقيّة والدينيّة. والإقرار بأنّ “الإدارة الذاتيّة لشمال وشرق سوريا ضرورةٌ موضوعيّةٌ وحاجةٌ مجتمعيّةٌ متعلقةٌ بظروفِ البلدِ وحاجات المنطقة التي أنتجتها الأزمة الراهنة، ومن المهم الاستفادة من تجربة الإدارة الذاتيّة إيجابًا وسلبًا، كشكلٍ من أشكالِ سلطةِ الشعبِ في المناطق، ينبغي تطويره على المستوى الوطنيّ العام، وفي إطار التوافق بين السوريين، وبما يعزّزُ وحدةَ الأراضي السوريّة وسيادة دولتها ونظامها الإداريّ العام.
كما تضمنت المذكرة تأكيداً على أنّ “الجيشَ السوريّ هو المؤسسة الوطنيّة العامة التي ينحصر بها حملُ السلاحِ ولا تتدخلُ بالسياسةِ، وينبغي أن تكون قواتُ سوريا الديمقراطيّة، التي أسهمت بشكلٍ جدّي في الحربِ على الإرهابِ وما تزالُ تعملُ على تعزيزِ العيشِ المشترك؛ منخرطةً ضمن هذه المؤسسة على أساسِ صيغٍ وآلياتٍ يتمُّ التوافقُ عليها.
وبذلك كانت المذكرة تعهداً رسميّاً ومباشراً من جانب الإدارة الذاتيّة على استقلاليّة قرارها، وحرصها على وحدة سوريا والحلّ السياسيّ الشاملِ للأزمةِ، إلا أنّ الوزير الروسيّ يتجاهلُ ذلك من أجلِ الضغط على الإدارة. في 7/9/2020 زار دمشق كلٌّ من نائب رئيس الوزراء يوري بوريسوف ووزير الخارجيّة سيرغي لافروف، وظهر خلال الزيارة تباينٌ وجهات النظر بين دمشق وموسكو، وحذرٌ شديدٌ في تعاطي الحكومة السوريّة بهذا الملف، ولدى سؤال وزير الخارجيّة وليد المعلم عن موقفه من اتفاقِ الإدارةِ الذاتيّة مع “منصة موسكو”، أكّد أنَّ “أيّ اتفاقٍ يتعارضُ مع الدستورِ السوريّ لا ندعمه”، في حين أشاد لافروف بالاتفاقِ، مركّزاً على أنّ “الوثيقة التي وقِّعت في موسكو أكّدتِ الالتزامَ بمبدأ وحدةِ وسيادة الأراضي السوريّة”.
رسائل مزدوجة: انتقادٌ وإرضاءٌ
من عادة موسكو أنّها توجّه انتقاداتها لواشنطن عبر استهداف الكرد والإدارة الذاتيّة، رغم أنّ قناة الحوار مفتوحة مع واشنطن، ويُجرى اللقاء على مستوى القمة بين الرئيسين الروسيّ والأمريكيّ، ولكنها من حين لآخر تعيدُ الموقفَ ذاته، تبعث برسالة مزدوجة ولكنها بقراءتين مختلفتين فهي انتقادٌ لواشنطن وإرضاء لأنقرة. ففي 2/7/2021 دعا لافروف الكرد في شمال وشرق سوريا إلى إبداء اهتمامٍ بالحوارِ مع حكومةِ دمشق وعدم الرضوخِ لمحاولاتِ فرضِ نزعات انفصاليّة عليهم. وحذّر من المساعي الأمريكيّة الرامية إلى تحريضِ بعض التنظيمات الكرديّة على الانفصاليّة، مُبدياً أمل موسكو في أنَّ الكرد الذين يسعون إلى تطبيعِ العلاقاتِ مع دمشق يدركون خطورةَ هذا الأمر.
وبعد أيام من ذلك، لفت المبعوث الرئاسيّ الروسيّ الخاص لسوريا، ألكسندر لافرنتييف، نظر الكرد في شمال وشرق سوريا إلى “الاتعاظ” من الانسحابِ الأمريكيّ من أفغانستان، داعياً إلى تنظيمِ حوار بين الكرد وحكومة دمشق، متحدثاً عن “حلول وسط”، وضرورةِ الخروجِ باتفاقياتٍ محددةٍ.
الإشارة إلى الانسحابِ الأمريكيّ من أفغانستان على أنّه ذي صلة بالوجودِ الأمريكيّ في سوريا، مقاربة ليست سليمة، لأنّ ظروف الحضور الأمريكيّ في سوريا مختلفة من حيث الأسباب وأسلوب العمل والتعداد، والأهم من كلّ ذلك الإدارة الذاتيّة ليست طالبان، ولديها مشروعها السياسيّ الذي تعوّل وقواتها العسكريّة من أبناء سوريا الذين حرروا مناطقهم من الإرهاب، الذي كان يحملُ عقائد طالبان والأفكار الجهاديّة.
في 9/6/2021 قال وزير الخارجية الروسيّ، أمام منتدى “قراءات بريماكوف”: بطبيعة الحال، نؤكّدُ في كلِّ مرةٍ على عدم شرعيّةٍ وعدم قانونيّةِ الوجود الأمريكيّ على الأراضي السوريّة، خاصةً وأنَّ هذا الوجودَ مصحوبٌ بنهبِ الثرواتِ الطبيعيّةِ السوريّة، فهم يقومون بتصديرِ الحقول النفطيّة والمحاصيل الزراعيّة ويقدمون الدعمِ بالأموالِ المنهوبة، من الواضح للجميع الاتجاهات الانفصاليّة على الضفة الشرقيّة لنهر الفرات، واللعب بمشكلةِ خطيرةٍ للغايةِ. أعني هنا المشكلة الكرديّة، وهذه اللعبة قد تنتهي بصورةٍ سيئةٍ”.
دعوات مبتورة للحوار
لا تنفك موسكو تدعو إلى الحوار بين الإدارة الذاتيّة وحكومة ودمشق، وتحذر من الانفصال، إلا أنّها دعواتٌ مع وقفِ التنفيذ، وقد أعلنت الإدارة الذاتيّة مراراً استعدادها للحوار بدون شروطٍ مسبقة، إلا أنّ أبواب دمشق ما زالت مغلقة، ولم تسعَ موسكو لفتحها عبر علاقة التحالف معها. ولتبقى الدعواتٌ مبتورةً لا تتجاوز الإعلام، ولا تخلو من التهويلِ. والواقع أنّها تريد خلقَ الظروفِ لإعادةِ تفعيلِ اتفاق أضنة 1998 لتكونَ أرضيّة التصالحِ بين دمشق وأنقرة، على حسابِ الكردِ.
في 6/12/2019 قال وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف في كلمته بمنتدى الحوار المتوسطيّ 2019، الذي انعقد في روما: إنَّ المسألةَ الكرديّة “هي في الحقيقةِ قنبلة” تهددُ الشرقَ الأوسط بأكمله، داعياً الكردَ إلى قبولِ الحوارَ مع النظامِ السوريّ. وقال لافروف “آملُ أن يتعلمَ أصدقاؤنا الكرد من تجربةِ المراوغين الأمريكيين، أنّه لا يوجدُ سبيلٌ آخر سوى إيجادِ اتفاقٍ مع السلطاتِ السوريةِ”.
في 5/10/2020 أكد لافروف أنّ بلاده “ستتعاون مع أيّ رئيسٍ أمريكيّ منتخب”، واعتبر أنّ “المشكلةَ الكرديّة قد تنفجرُ بسببِ التصرفاتِ الأمريكيّة”.
في 3/5/2018 قال وزير الخارجية الروسيّ “سيرغي لافروف” إنّ الولايات المتحدة الأمريكيّة “تنشطُ بالتمركز على ضفةِ الفراتِ الشرقيّة في سوريا”، مضيفاً أنَّ أمريكا تتبع عمليّاً نهجَ تفكيكَ سوريا.
موسكو من العدوان التركي على شمال سوريا
معلومٌ موقف التنسيق بين موسكو وأنقرة قبل العدوان على عفرين سواء بسحب قوات الشرطة العسكريّة عشية بدء العدوان، أو استقبال وزير الدفاع ورئيس الاستخبارات التركيين في 18/1/2018 لوضع اللمسات الأخيرة، إلا أنّها اتخذت موقفاً مغايراً في الظاهر لدى العدوان على شمال سوريا، في 1/10/2019 قال وزير الخارجيّة الروسيّ لافروف، في حوارٍ مع قناة “روسيا – 24”: ينبغي ألا تزيدَ أزمةُ الكرد من التوترِ في المنطقةِ، وأضاف “الكرد يعيشون في إيران والعراق وجزءٌ كبيرٌ منهم يعيشُ في تركيا، ولا أحدَ يرغبُ في أن تنفجرَ هذه المنطقةُ بسببِ التوترِ حول المسألةِ الكرديّة، ولا أحدَ يرغبُ في أن يحسَّ الكردُ أنّهم أناسٌ من الدرجةِ الثانية”. وأوضح الوزير الروسيّ أنَّ مشكلةَ الكردِ لا يمكنُ تجاهلها… هي مشكلةٌ تتجاوزُ الأزمةَ السوريّة”.
وقال لافروف – في مؤتمر صحفيّ في 9/10/2019، أوردته قناة (روسيا اليوم) “إنَّ موقفنا ينطلقُ من ضرورةِ حلِّ المشاكلِ في سوريا عبر الحوارِ بين السلطةِ المركزيّة في دمشق وممثلين عن الكرد، الذين هم سكان تقليديون لهذه الأرض”.
وكانت موسكو قد أعربت في وقت سابقٍ؛ تعليقًا على احتمالِ شن تركيا هجمات احتلالية في شمال سوريا – عن أملها في أن تلتزمَ تركيا في جميعِ الظروفِ بوحدةِ الأراضي السوريّة، مؤكّدةً ضرورةَ تفادى أيّ أعمالِ من شأنها أن تعرقلَ التسوية السلميّةَ في سوريا. وكان هذا الموقف محلَّ التباس وغاية في الضبابيّةِ، إذ لم يقترن بمسعى فعليّ لمنعِ العدوانِ والحفاظ على وحدة الأراضي السوريّة، ولم يكن موقف روسيا في مجلس الأمن الدوليّ لصالحِ وقفِ الحربِ. والدليل الأكثر وضوحاً أنّ اتفاق سوتشي في 22/10/2019 جاء مصادقةً مباشرة على الاتفاق الأمريكيّ ــ التركيّ في 17/10/2019، وكانتِ النتيجةُ تثبيت الواقع الاحتلاليّ على الأرضِ، ولم يتضمن عودةَ الأهالي الذين تركوا بيوتهم بسبب الحربِ، وفيما كان وقف العدوان محور الاتفاق فإنّ أنقرة لم توقف العدوانَ، وإنما لجأت إلى وسائل أخرى، عبر القصف المدفعيّ والصاروخيّ والاغتيالات بالطائرات المسيّرةِ، وهذه المرة على مرأى القوات الروسيّة التي دخلت إلى عدة مناطق بعد العدوانِ وبدأت تسيير دوريات مشتركة مع القوات الغازية. وأكّد الرئيس بوتين مجدداً على تفهم موسكو للمخاوف الأمنيّة التركيّة، رغم عدم واقعيتها.
وفي 12/11/2019 اتهم الوزير لافروف، الولايات المتحدة الأمريكيّةِ بالعملِ على “تقسيمِ” سوريا من أجلِ السيطرةِ على نفطها. وجاء ذلك في كلمة ألقاها لافروف في اليوم الثاني بمنتدى باريس للسلام المنعقد بالعاصمة الفرنسيّة، وقال لافروف إنّ “واشنطن تسعى لإنشاءِ إدارة محليّة في سوريا من قبل قوات سوريا الديمقراطيّة (قسد) التي يشكّل تنظيم “ي ب ك/ بي كا كا” عمودها الفقريّ، وطلبت من دول الخليج (دون تحديد) إجراء استثماراتٍ كبيرةٍ في تلك المناطق”. وأضاف: “تريد (واشنطن) بشكل متهور سلخ قسم من سوريا، والسيطرة على حقول النفط”.
في 20/11/2019 نقلت وكالة “تاس” الروسية عن وزير الخارجيّة الروسيّ، لافروف، قوله، إنَّ أنقرة أبلغت موسكو أنّها لا تخطط لشن هجمات جديدةٍ بسوريا، رغم تصريحات سابقة عن عزمها القيام بذلك. واستنكرت موسكو، التهديداتِ التركيّة بشنِّ هجمات احتلالية جديدةٍ ضد الكرد في شمال وشرق سوريا. وأكّدت وزارة الدفاع الروسيّة عزمها إرسالَ مزيدٍ من عناصر الشرطة العسكريّة لنشرهم على الحدود السوريّة مع تركيا.
والحقيقة إنّ هذا التصريح ينطوي على مناورة سياسيّة، إذ أنّ الاتفاق التركيّ مع روسيا والولايات المتحدة، تضمن منطقة داخل الأراضي السوريّة بطول 120 كم تشمل تل أبيض وتقع مباشرةً تحت السيطرة التركيّة. وكذلك إقامة شريط حدوديّ بعمق 30 كم شرق وغرب هذه المنطقة خال من الوجود العسكريّ على أن يتمَّ تسيير دوريات تركيّة وروسيّة فيه بعمقِ 10 كم.
المفارقة أنّ حديث لافروف جاء بعد أيامٍ من وقف إطلاق النار إثر الاحتلال التركيّ لمدينتي سري كانيه وكري سبي/ تل أبيض، ولكنه انحاز إلى وجهة نظر أنقرة.
التلاعب بهواجس أنقرة لاستدراجها
افتتحت ممثلية للإدارة الذاتية في موسكو في 10/2/2016، أي بالتزامن مع الهجمات الاحتلالية على منطقة الشهباء ويومها قدّم الطيرانُ الروسيّ دعماً ناريّاً، وفي 15/2/2016 دخلت وحدات حماية الشعب إلى بلدة تل رفعت. وتعمدت وكالة سبوتنيك في 22/2/2016 نشرَ خبرٍ عن دستوٍر جديدٍ لسوريا، عُرف بدستور (لافروف ــ كيري). وبذلك شهدت تلك الأيام أفضل مرحلة بين الإدارة الذاتية وموسكو، بالمقابل كانت العلاقة بين موسكو وأنقرة في أسوا حالاتها، على خلفيّةِ القاذفة الروسيّة سو ــ 24 في 24/11/2015.
إلا أنّ مواقفَ موسكو لم تثبت على الوتيرةِ نفسها، ذلك لأنّ عمليةَ ترميمِ العلاقة بين أنقرة وموسكو بدأت مع زيارةِ أردوغان إلى روسيا في 9/8/2016، كأولِ محطة بعد الانقلاب المزعوم في 15/7/2016. ومن المؤكدِ أنّ ثمّة تناسباً عكسيّاً في علاقةِ موسكو مع أنقرة والإدارة الذاتيّة، يزيدُ أحدهما على حساب الآخر، وتدركُ موسكو هذه المعادلة، ولذلك تبادرُ بتحريضِ هواجسِ أنقرة، وترفعُ سقفَ الهواجسِ الافتراضيّةِ لاستدراج أنقرة، لتجعلها مرجعيّة كلّ الفصائل المسلحة في سوريا، وبالتالي تفاوضُ نيابةً عنها.
وفي دلالة واضحة على سعي موسكو لإرضاء أنقرة نفى مستشار السفارة الروسيّة لدى أنقرة، ألكسندر سوتنيشنكو، في ندوة نظّمها “معهد الفكر الاستراتيجي” بتركيا في 4/2/2021 وجودَ مكتبٍ للإدارة الذاتيّة في موسكو، وأشار إلى تدهورِ العلاقات مع أنقرة في ذلك الوقت، وأنَّ افتتاح المكتب في موسكو كان للاستعراض أمام التلفزيون.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle