سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

موسكو… ودوافع التصعيد في أوكرانيا

رامان آزاد_

ملامحٌ عديدةٌ للتشابه بين الأزمة الأوكرانيّة، والسوريّة، من حيث حيويّة المسألة فيما يتعلق بموسكو، للوصول إلى البحار الدافئة، ومواجهة مدِّ “الأطلسة”، وجاء تدخلُ موسكو في شرق أوكرانيا، وضمّ شبه جزيرة القرم في سياقِ صراعٍ جيوبوليتيكيّ، وليس فقط لتناقضٍ أيديولوجيّ بين الاشتراكيّة والرأسماليّة، لتأكيد حضورها على المسرح الدوليّ بعد انكفاءٍ لأكثر من عقدٍ، ولتطرح بحشودها العسكريّة على حدود أوكرانيا اليوم، خيارين المواجهة، أو القبول بشروطها.    
الأمن الأوراسيّ
ليلة 31/12/1991، انتهى وجودُ الاتحاد السوفييتي، الذي نشأ على أنقاضِ الإمبراطوريّة الروسيّة عام 1922، عقبَ الثورةِ البلشفيّة الاشتراكيّة 1917، بعد مخاضٍ عامين من التفكّكِ المتسارع، وصل الذروةَ باستقالة الرئيس ميخائيل غورباتشوف، وانتهت في مطلع عام 1992 دولةُ لينين وستالين، والقوة الشيوعيّة العظمى بأهدافها الثوريّة، وشعارات مناصرة البروليتاريا، وتكريس استبداديّةِ الدولة، ودخل العالم مرحلة أحاديّة القطبِ بقيادة واشنطن، وانتهت صلاحيّة خريطةِ مؤتمر يالطا في 11/2/1945، بخروج أحد القطبين من مضمارِ التنافس، ونهايةِ الحربِ الباردة، فتغيّرت خارطةُ النفوذِ بالعالمِ، وانفردت واشنطن بقيادةِ العالمِ، وواجهت مناوئيها بالعقوباتِ الاقتصاديّةِ، والتدخلاتِ العسكريّةِ المباشرة، وغير المباشرة، ثمّ بتشجيعِ تصديرِ الوصفةِ الديمقراطيّةِ، فيما سُمّي “الثورات الملوّنة”.
في واشنطن تمَّ العملُ على صيغةِ مشروعٍ كبيرٍ، يرسّخ انفرادها بقيادةِ العالم، وفي 3/6/1997 كان أولُ حراكٍ علنيّ لمشروعِ القرن الأمريكيّ الجديد، بإعلان “بيان المبادئ”، ووصف البيانُ الولايات المتحدة: أنّها “القوة المهيمنة بالعالم”، وقال: إنَّ الأمة تواجه تحدّياً “لصياغة المبادئ، والمصالح الأمريكيّة المقبولة في القرن الجديد”، ولتحقيق هذا الهدف، دعا البيان لزيادةٍ كبيرةٍ في إنفاقِ الدفاع، وتعزيز الحرية السياسيّة، والاقتصاديّة بالخارج.  فشكّل عقدُ التسعيناتِ كارثةً لحلف وارسو، وخابتِ الآمالُ بتقديمِ الغرب تنازلاتٍ مقابلةً، والتوصل لصيغةِ تقاربٍ، فكانتِ التنازلاتُ من الجانبِ السوفييتيّ فقط، وانتهز الغربُ الفرصةَ لتعزيز أيديولوجيّته الرأسماليّة، والليبراليّة، وتوسيعِ إطار نفوذه، واتسع نطاقُ الناتو بانضمامِ بلدان أوروبا الشرقيّة إليه (رومانيا، المجر، جمهورية التشيك، سلوفاكيا، بلغاريا، بولندا، سلوفينيا، كرواتيا)، ثم انضمّت دولُ البلطيق من التركةِ السوفييتيّة (إستونيا، وليتوانيا، ولاتفيا).
فعانت روسيا بعد تفكك الاتحاد السوفييتيّ مشاكلَ اقتصاديّةَ، وسياسيّةً، واجتماعيّةً كبيرة، أثّرت بوضوح على أدائها، وحضورها الدوليّ، وكان استيرادُ القمح مؤشّراً بغاية السلبيّة لبلدٍ كان من أوائلِ المصدّرين.
لكنّ أخطر ما استشعرته موسكو كان المدُّ الأطلسيّ في جوارها، أو ما سمّي “الأطلسة” وانتشار القيم الغربيّة، والأمريكيّة، بمقابلِ انكفاءٍ روسيّ، فانسحبت من مواقعِ، كان وجودُها فيها يمثلُ تحدّياً للولاياتِ المتحدةِ الأمريكيّةِ، وبخاصة في منطقة الشرق الأوسط، وكان دورها باهتاً في حرب يوغسلافيا، وحاولت روسيا استثمارَ أحداثِ 11/9/2001 للتقاربِ مع واشنطن المتحدةِ، فقدّمت نفسَها شريكاً، يُعتمدُ عليه في محاربةِ “الإرهابِ”، وأقدمت على تنازلاتٍ سياسيّةً، وأمنيّةً، وعسكريّةً في آسيا الوسطى، كانت تُعدّ إلى عهدٍ قريبٍ من محرّماتِ السياسةِ الروسيّةِ.
فكان سقوطُ الاتحاد السوفييتيّ مدوّياً، انعكست تداعياته على خرائط النفوذِ، والتموضع السياسيّ العالميّ، وأدخلت روسيا في حالةِ ارتباكٍ، ومشاكل اقتصاديّة، وغرقت دول شيوعيّة في شرق أوروبا في “الأطلسة”، فدخلت منطقةُ الجوارِ الروسيّ على اتساعِها تحولاتٍ شاملةً، وعدّلت سياساتها الخارجيّةِ، وتموضعها وفق هذا المتغيّر، وكان انهيارُ الشيوعيّة وتقسيمُ الاتحادِ السوفييتيّ ضربةً مباشرةً في صميمِ الهويةِ الثقافيِّةِ، والسياسيّةِ، والاقتصاديّةِ الروسيّةِ، بالمقابلِ أعلن المعسكر الغربيّ الأمريكيّ-الأوروبيّ انتصارَ أيديولوجيته السياسيّةِ الليبراليّةِ بمفرداتها كلها.
فبدأت روسيا بحثاً محموماً عن أيديولوجيا جديدةٍ محلّ الشّيوعيّة، وانخرط الكرملين رسميّاً في عهدِ بوريس يلتسين بالبحث عن أيديولوجيا، أو عقيدة قوميّة جديدة، وكان البحث يتمحورُ حول الديمقراطيّة، وتداول السلطةِ، وحقوق الإنسان وغيرها من القيم السائدة بالمجتمعات المعاصرة، التي كان يسودُ الاعتقاد، أن روسيا تتهيَّأ للانتقال إليها.  شكّل وصول فلاديمير بوتين إلى السلطة اللحظةَ الصفريّة للتحوّل، لتُطرحَ النظرية “الأوراسيّة”، التي تجسّدها مبادئُ “البوتينيّة السياسيّة”، ولتعودَ روسيا تدريجيّاً إلى ساحةِ الصراعِ الدوليّ، وتتجّه شرقاً نحو آسيا الوسطى، فتكرّس التحوّلَ نحو أوراسيا، ويُعادُ النظرُ بالعقيدةِ العسكريّةِ الروسيّةِ، وتُرسم ملامحٌ جديدةٌ للنظامِ العالميّ، وتُصاغُ مجدداً التكتلاتُ الإقليميّةُ، والتحالفاتُ الدوليّة، ويتأجج الصدامُ الجيوسياسيّ بين الأوراسيّة، والأطلسيّة في عدةِ مناطقَ من العالمِ مثل سوريا، وأوكرانيا.

صراعٌ جيوسياسيّ
وصف إلكسندر دوغين هزيمةَ الاتحاد السوفيتيّ بالحربِ الباردةِ من وجهةِ نظرٍ جيوسياسيّةٍ، أنّها انتصارٌ لحضارةِ البحر “التالاسوكراتيا” على حضارةِ البر “التيلوروكراتيا”، وفي مواجهةِ تقدمِ الناتو، الذي يمثلُ قوى البحر، فكان الردُّ الروسيّ بالتشبيكِ البريّ، وهذا مضمون النظرية الأوراسيّة، فكانتِ الحاجةُ كبيرة إلى مقاربةٍ سياسيّة مختلفة، وتحسينِ العلاقات مع دول الجوار، واستقطابها، مثل تركيا وإيران.
شغل الاتحاد السوفييتيّ مساحة أربعة وعشرين مليون كم2، ولكن بدون إطلالة مباشرةً على البحار الدوليّة، ما يُعدُّ نقطةَ ضعفٍ جيوبوليتيكيّة خطيرة، أسهمت بحصارِه، وهو ما حدث في مواجهة بريطانيا بالقرنين الثامن عشر، والتاسع عشر، ومن بعدها الولايات المتحدة الأمريكيّة بالقرن العشرين، فالحربُ الأولى بين إنكلترا، وروسيا القيصريّة انتهت بهزيمةِ روسيا القيصريّةِ، وانتهتِ الحربُ العالميّة الثانية، بانتصارِ الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيّةِ ومعسكر الناتو، فيما خرج المعسكر الاشتراكيّ مثخنَ الجِراحِ، وبخسائرَ كبيرةٍ، وإن لم يُهزم بالنتيجةِ، وفي كلتا الحربين لم يكنِ الصراعُ العالميُّ أيديولوجيّاً صرفاً بين الرأسماليّةِ والاشتراكيّة، أو بين قوى البر والبحر، بل كان الدافعُ هو الجغرافيّا، والمصالحُ التي تترتبُ فوق أرضيّةِ الجغرافيّا، كما كان غزو أفغانستان محاولةً لترميمِ هذا الخللِ، وبعد عشرِ سنوات من الاحتلالِ، مُنِيَ الجيشُ السوفييتيّ بالهزيمة، التي أدّت إلى تفككه، ولعبت واشنطن دوراً مهماً بدعمِ حركةِ طالبان.
وتأسيساً على عبرةِ الحربِ على ليبيا، التي تمّت فيها إزاحة روسيا من شمال إفريقيا، كان قرارُ موسكو حازماً بالتدخلِ العسكريّ في سوريا بثقلٍ عسكريّ نوعيّ، دفاعِاً عن المصلحةِ الجيوسياسيّة، ولو اقتضى الأمرُ صراعاً عسكريّاً طويلاً فيها، ويعتقد الكرملين أنّه بدفاعه عن سوريا، يحافظُ على النفوذِ الروسيّ قوةً دوليّةً عظمى، ويحفظ لنفسه موطأ قدمٍ على الساحلِ الشرقيّ للبحرِ المتوسطِ، وسوريا جزءٌ مهمٌ جداً من الفضاءِ الأوراسيّ، الذي تتطلع موسكو لقيادته في مواجهةِ الغربِ، وخسارتها لها لا تُعوّضُ.
ينطلقُ بوتين من اعتبارِ المنطقةِ الأوراسيّة جزءاً من الأمنِ القوميّ، والمصالحِ الوطنيّةِ الروسيّةِ المركزيّةِ، لا يجوزُ التهاونِ فيها، وجاءتِ السياسةُ الروسيّةُ على نسقٍ واحدٍ في الفضاءِ الأوراسيّ لكسرِ الحصارِ المفروضِ عليها، وخاضتِ الحربَ في القوقازِ لاستعادةِ مجالها الحيويّ في جورجيا، وتدخلت بثقلٍ عسكريّ نوعيّ في سوريا، لإعادةِ تفعيلِ دورها في الشرق الأوسط، واستعادةِ موقعها على الصعيد الدوليّ، إذ تشكّلُ سوريا بوابة مهمةً إلى المنطقة، ولها دورٌ وتأثير إقليميّ نوعيّ.
كما تدخّلت شرق أوكرانيا لتكونَ النتيجة، استقلال جمهورتي دونيتسك، ولوغانسك الشعبيتين، وضمَّت شبه جزيرة القرم إليها، والتزمت مواقفَ سياسيّة مرنة حيال البرنامج النوويّ الإيرانيّ، فيما واجهت بقوةٍ توسّعَ حلف شمال الأطلسيّ في أوروبا الشرقيّة، ونشر الدرع الصاروخيّ الأمريكيّ، فالاستسلامُ للتفردِ الأمريكيّ الأطلسيّ بقيادة العالم موتٌ وفناءُ، ومواجهته تتطلب بلورة تكتل جيويوليتيكيّ مناوئ للأطلسيّة.

 

 

 

 

 

 

من القرم إلى موانئ سوريا
عندما لا تتساهل موسكو في المفصلِ السوريّ، فمن المؤكدِ أنّها ستُبدي حزماً أكبر عندما يتعلقُ الأمر بأوكرانيا، باعتبارها حديقتها الخلفية، وعدّت موسكو أنّ واشنطن كانتِ المبادرةَ بالإجراءاتٍ العدائيةٍ، عندما نشرتِ صواريخ في بولندا، والمجر، فردّت عليها بتعزيزات عسكريّة في محيط دولِ البلطيق، وعندما دعمت واشنطن الانقلابَ ضد الرئيس الأوكرانيّ السابق فيتكور يانكوفيتش، الذي يحظى بدعمِ موسكو، إذ عزله البرلمان في 22/2/2014، كان الردُّ الروسيّ بضمّ شبه جزيرةِ القرم في 18/3/2014، حيث يؤمنُ الضم “قاعدة سيفاستبول” الإطلالة الروسيّة الوحيدة على البحر الأسود، ما يمكّن روسيا لوجستياً من الوصولِ إلى البحر المتوسط، والمياه الدافئة، وشكّل ضم شبه جزيرة القرم نقطة تحوّل مفصليّة في الاستراتيجيّة الروسيّة، ليس فقط على الصعيدِ الدوليّ والأوروبيّ، بل تجاه الشرق الأوسط أيضاً، ومن ميناء سيفاستبول إلى موانئ سوريا، ضمنت موسكو مساراً حيويّاً للوصول إلى البحار الدافئة.
عمليّاً لا تعارض موسكو استقلالَ أوكرانيا السياديّ، سواءً كانت حليفاً لها أو محايدة، لكنّها ترفض مطلقاً تحولها لنقطةِ ارتكاز للناتو بجوارها، وجاءتِ الأزمةُ الأوكرانيّة في سياقِ “الفوضى الخلاقة” الأمريكيّة على حكومةِ كييف المنتخبة، فكان قرار بوتين في مواجهةِ الأزمةِ بقوة الدولة العظمى، كما حدث ذلك في أوسيتيا الجنوبيّة وفي أبخازيا، وتكرّر في شبه جزيرة القرم، ثم عاد التوتر مع أوكرانيا ليتصاعد مع استقلال جمهوريتي دونتسك ولوغانسك” شرق أوكرانيا، المواليتين لموسكو بعد استفتاء دونباس في 11/5/2014، ويقول دوغين: “لو خسرنا دونباس، فإنّنا سنفقدُ القرم، وبعد ذلك روسيا كلها”، هذه الأحداث كانت مؤشراتِ حربٍ باردة جديدة تشبه العلاقات السوفييتية-الأمريكيّة في عقود ما قبل انهيار الاتحاد السوفييتيّ، وفيما بعد الانقسام أصبح “الناتو” على أبوابِ روسيا، بانضمام دولٍ محاذية لروسيا كدولِ البلطيق الثلاث، وبولونيا، ورومانيا، وبلغاريا، إليه.
وخلال سنوات حكمه الطويلة، ركّز بوتين في خطابه السياسيّ الموجّه للشعب الروسيّ، على روسيا “القاعدة المحاصرة” لجذب الجمهور إليه، مع التأكيد على الطابع الوطنيّ، وتجييشه في نفوس الجماهير الروسيّة، مستحضراً قاعدة جيو-سياسيّة قديمة تقول: “من يسيطر على روسيا يسيطر على أوراسيا (أوروبا وآسيا)، فروسيا ترفض نشر الدرع الصاروخيّة في بعض بلدان أوروبا الشرقيّة، وتركيا، وتعدّه جزءاً من استراتيجيّة التطويقِ والحصار لكيانها السياسيّ، والجغرافيّ، ومجالها الحيويّ الاستراتيجيّ، ويعتقدُ بوتين: أنَّ مشروعَ نشرِ الدرعِ الصاروخيّة، يهددُ مباشرةً الترسانة العسكريّة الروسيّة، التقليديّة والنوويّة، ويُفترضُ اتخاذُ التدابير الوقائيّة كلها، والاستعداداتِ لإحباطِ أيّ عمليةِ إطلاقٍ للصواريخِ الأمريكيّة أينما كانت.
اتفاق مينسك
على وقع الأزمة الأوكرانيّة الروسيّة، واحتمال أن تشن موسكو الحرب، يتم الحديث عن اتفاقية مينسك الموقعة في 5/9/2014، كمرجعيّة للحلّ السياسيّ بين الطرفين، ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الخميس القادم اجتماعه السنويّ، بشأن أوكرانيا، واتفاق مينسك، ويُنظر إلى اتفاقِ مينسك، على أنّه سبيلُ تجاوزِ الأزمة الحالية، ويمنعُ روسيا من غزو أوكرانيا، وهناك دعواتٌ للالتزام ببنوده، ويتضمن الاتفاقُ ضمانَ وقف إطِلاق النار بين الحكومةِ الأوكرانيّة، والانفصاليين، الذين تدعمهم روسيا شرق أوكرانيا، بعد النزاع في مدينتي لوغانسك، ودونيتسك، بمنطقة دونباس، ورسم الاتفاقُ خارطة طريق للانتخابات في لوغانسك ودونيتسك ووضع خطة إعادة دمج هذه المناطق ببقية أوكرانيا.
معظم بنود الاتفاق تخصُّ إدارة الصراع الفعليّ في لوغانسك، ودونيتسك كوقفِ إطلاقِ النار، والتخلص من الأسلحة الثقيلة، والعفو عن المتورطين بالقتال، وتبادل الرهائن والمعتقلين، وسحب التشكيلاتِ المسلّحة الأجنبيّة كلها، والمعدات العسكريّة، والمقاتلين والمرتزقة من أوكرانيا، وكان وقف إطلاق النار ساري المفعول، رغم انتهاكه كثيراً بإطلاق أعيرة نارية من الجانب الانفصالي باتجاه القوات الأوكرانية، المتمركزة على طول ما يعرف بخط التماس، الذي يفصل بين الجانبين.
كما تناول الاتفاق الجانب السياسي، بإجراء حوار حول الانتخابات المحليّة، وسنّ قانون مؤقت لمنح وضعٍ خاصٍ للوغانسك، ودونيتسك، وإعادة السيطرة الكاملة للحكومة الأوكرانيّة على حدودها.
ولكلٍّ من موسكو، وكييف تفسيرٌ مختلفٌ للاتفاق، فالحكومةُ الأوكرانيّة تعدّها وسيلةً لإعادةِ توحيدِ البلاد واستعادةِ كامل السيادة على لوغانسك ودونيتسك رغم منحِ سلطاتٍ معينة للمنطقتين، فيما يعدّ الكرملين أنّ الاتفاق يساعدُ بإنشاء إدارةٍ متحالفة مع روسيا في لوغانسك ودونيتسك قبل لم شملها مع بقية أوكرانيا، بمعنى أن تحتفظَ روسيا بنفوذها في هذه المناطق، وتفقدَ أوكرانيا سيادتها الحقيقيّة.
لا نريدُ حرباً
أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء 15/2/2022 أنّه لا يريد حرباً سببها أوكرانيا، وقال في مؤتمر صحفيّ مع المستشار الألمانيّ أولاف شولتس في موسكو “هل نريد حربا أم لا؟ بالتأكيد لا، لهذا السبب قدّمنا اقتراحاتنا لعمليّة تفاوضيّة”، وأعلن بوتين: أنّه يريد “مواصلة العمل” مع الغرب بشأنِ الأمن الأوروبيّ؛ لنزع فتيل الأزمة حول أوكرانيا، وقال: “نحن مستعدون لمواصلة العمل معاً، والمضي قدماً في مسار المفاوضات”، وكمؤشر على بادرةِ حسن النوايا من جانب موسكو، أعلنت وزارة الدفاع الروسيّة بالتزامن مع زيارة شولتس عن سحبِ عدد “محدود” من قواتها، التي تشاركُ في مناورات عسكريّة تطوّقُ أوكرانيا، لم يسبق لها مثيل منذ خمسة عقود تقريباً، فيما عدّتها دول الناتو “بروفة حرب” تمهيداً لغزو أوكرانيا.
إلا أنّ سحبَ عددٍ محدودٍ من الحشود العسكريّة، يتجاوز قوامها مائة وثلاثين ألف جندي، لا يعني سحبَ القوةِ بالكامل، على غرار ما جرى العام الماضي، وهو يعني أنَّ روسيا لن تقدم على خطوةٍ عمليةٍ للانسحابِ إلا بمقابل اتخاذ الناتو، وأوكرانيا خطوات مماثلة، وفق منطق المقايضة، وإلا فالاحتمالُ مفتوحٌ على عملٍ عسكريّ محدود، يقود للقبول بالشروط الروسيّة.
من جهة أخرى صوّت مجلس الدوما الروسيّ، يوم الثلاثاء، لصالح مشروع مقترح للرئاسة للاعتراف بجمهوريتي لوغانسك، ودونيتسك خلافاً لاتفاق مينسك، وقال رئيس مجلس الدوما الروسيّ، فياتشيسلاف فولودين: “إنَّ إرسال الدعوة للرئيس الروسيّ، بوتين، للاعتراف بجمهوريتي دونيتسك، ولوغانسك المعلنتين من جانب واحد سيتم فوراً، وأضاف: “يرى النواب أنَّ الاعتراف بجمهوريتي دونيتسك، ولوغانسك سيخلقُ أسساً لضمان الأمن، وحماية سكان الجمهوريتين ضد التهديداتِ الخارجيّةِ، وكذلك تعزيز السلام الدوليّ، والاستقرار الإقليميّ وفق أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وسيضع بداية للاعتراف الدوليّ لكلا البلدين”، وفي تعليقٍ ضبابيّ قال بوتين: إنّه لا يتدخلُ بالسلطة التشريعيّة عبر مجلس الدوما الروسيّ”.
كشفت بيانات الانتشار التي نشرتها شركة Maxar الأمريكيّة للأقمار الصناعيّة، حتى عشية اللقاء الروسي-الألمانيّ، عن نشر الجيش الروسيّ تشكيلات عسكريّة مختلفة، تضم حوامات هجومية، ومقاتلات، وقاذفات، وطائرات هجوم أرضيّ في مواقع أماميّة على الحدود الأوكرانيّة، وما جرى عملية إعادة انتشار، وليس انسحاباً فعلياً، وجاء التحرك الرمزيّ لاعتباراتٍ تتعلق بالمصالح المشتركة مع ألمانيا.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle