سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مناطق النفوذ التركيّ… ملاذات داعش الآمنة!

رامان آزاد_

مرّ أكثر من عامين على مقتل “أبو بكر البغداديّ” متزعم مرتزقة “داعش” في بلدة باريشا القريبة من الحدود التركيّة بمحافظة إدلب، لتتكرر العملية بالأسلوبِ نفسه في بلدة أطمة القريبة من مخبأ “البغداديّ”، وتستهدف القوات الأمريكية بدعمٍ من قوات سوريا الديمقراطيّة خليفته المدعو “أبو إبراهيم القرشيّ”، الأمر الذي يثيرُ السؤالَ، لماذا يجد متزعمو “داعش” الملاذَ الآمن في المناطقِ الخاضعة للنفوذ التركيّ؟ وهو ما يدحضُ التزام أنقرة بمكافحةِ الإرهاب، ويُسقِط ادعاءها.
تشابه السلوكِ والمصيرِ
 بعد مقتلِ متزعم “داعش” أبو إبراهيم الهاشميّ القرشيّ على مقربة من الحدود السوريّة – التركيّة والذي لاقى مصير سلفه “أبو بكر البغداديّ”، أُثيرت تساؤلاتٌ عن مدى التزام أنقرة في مكافحةِ الإرهاب، وعلى غرار “أبو بكر البغداديّ، كان “القرشيّ” مختبئاً في منزلٍ قرب بلدة أطمة شمال سوريا المحاذية لولايةِ هاتاي التركيّة وعلى بعد بضعِ مئاتِ الأمتار من موقع عسكريّ تركيّ يشرفُ على المنطقة.
في عملية عسكريّة استخباراتيّة في 3/2/2022، قُتل عبد الله أمير محمد سعيد المولى المُلقب “القرشي” وصاحب الألقاب العديدة، منها “المدمر والأستاذ” في بلدة أطمة، القريبة من قرية باريشا حيث تمّ القضاء فيه على سلفه “البغداديّ” في 27/10/2019على بعد لا يتجاوز 25 كم من الحدود التركيّة.
في مرحلة مبكرة تساءلت دورية “انتلجنس أون لاين” الأمريكيّة، المتخصصة بالشأن الاستخباراتيّ، ومكافحة الإرهاب، في 20/1/2020 عن حقيقةِ علاقةِ الدعمِ والمناصرةِ بين الحكومةِ التركيّة ومرتزقة “داعش”. وقالت: “إنَّ مقتل أبوبكر البغداديّ، متزعم “داعش” في مقرِّ اختبائه بمنطقة “باريشا”، وهي قرية تقع بمنطقة إدلب السوريّة وتبعد ميلين اثنين تقريباً عن الحدودِ التركيّةِ تطرحُ تساؤلاتٍ مهمّةٍ عن مدى التنسيقِ الخفي القائم بين النظام التركيّ و”داعش”، حيث كانت منطقةُ اختباءِ “البغداديّ” تقعُ في محيطِ النطاقِ العسكريّ والأمنيّ الذي تسيطر عليه دولة الاحتلال التركي في شمال سوريا.
المنزل الذي اتخذه “القرشيّ” مخبأ له يتألف من ثلاثة طوابق ويبعُد نحو 1 كم من حاجز تابع “لفيلق الشام” المدعوم من تركيا، ونحو 500م من حاجز يعود لـ”هيئة تحرير الشام” التي تسيطر على إدلب بما في ذلك أطمة، وقد “اعتمد القرشيّ” على شبكة من المتعاونين رفعوا أعباء التواصل المباشر والظهور العلنيّ، كما قبله البغداديّ، وبذلك تشابه القرشيّ والبغدادي في السلوك والمصير، ليبقى تغاضي أنقرة عن الأنشطة المشبوهة بالمنطقة محل السؤال.
عمليات في مناطق تحتلها تركيا
في 11/2/2022 قال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوريّ لحقوق الإنسان: “النظام التركيّ عدوه الوحيد الكرد.. تركيا ترعى التنظيمات المتطرفة.. ومقتل قيادات التنظيم قرب الحدود مع تركيا دليلٌ على شعورهم بالأمان في تلك المناطق.. والمجتمع الدوليّ لا يريد أن يعترفَ بأنَّ تركيا لها دور بدعم هذه الجماعات المتطرفة..”. وتابع: “”قسد” كان لها دورٌ كبيرٌ في عملية قتل “قرداش”.. ومفتاح العمليّةِ كان في سجن غويران.. “خليفة البغداديّ” كان المسؤولَ عن الهجوم على عملية سجن الصناعة، وهناك ترابط بين عملية سجن غويران ومقتله.. “داعش” انتهى بالمدن ولم ينتهِ كتنظيمٍ”.. وهناك فرارٌ للعناصر إلى مناطق نفوذِ القوات التركية وبعضهم في جرابلس. انتقال مرتزقة “داعش” إلى مناطق سيطرة القوات التركيّة، يدحض كلّ زعم لأنقرة بأنّها تحارب الإرهاب، بل يثبت العكس تماماً، لأنّ الانتقال يتم من مواضع الخطر والتهديد إلى أماكن آمنة، وقد نفذت قوات التحالف الدوليّ لمكافحة الإرهاب عدة عملية في مناطق تخضع لسيطرة القوات التركيّة”.
في 25/10/2021 استهدفت طائرة مُسيّرة بريطانيّة موقعاً لما يُسمّى (الفرقة 20) الموالية للجيش التركي، في قرية العدوانية غرب سري كانيه، وقتل المدعو صباحي إبراهيم المصلح، الملقب “أبو حمزة الشحيل”، وهو قياديّ بارز سابق في “داعش”، وكان من المقرر أن يعبر إلى تركيا قبل مصرعه.
في 6/4/2021 استهدفت طائرةٌ مسيّرةٌ يعتقد أنّها تابعةٌ للتحالف الدولي سيارةً قربِ قريةِ الدهماء، على الطريقِ الواصلِ بينَ مدينةِ سري كانيه وبلدةِ مبروكة المحتلتَين، وقُتل القياديّ في “داعش” عمر عبد الفتاح.
في 23/10/2021 استهدفت مسيرة أمريكيّة في ناحية سلوك شمال الرقة والخاضعة لسيطرة القوات قياديّاً بارزاً في تنظيم حراس الدين “عبد الحميد المطر المحمود” الملقب “أبو عبد الله الرقاويّ”، والذي كان قياديّاً في جبهة النصرة ثم التحق بتنظيم حراس الدين وانتقل من منطقة إدلب إلى كري سبي/ تل أبيض عبر تركيا تحت غطاء الجيش الوطنيّ، ومنها إلى سري كانيه وكان يقود مجموعة مؤلفة من 210 مرتزقاً في المنطقة ويتحركون فيها بسهولة.
وفي 20/9/2021 أعلن الجيش الأمريكيّ تنفيذ ضربة جوية في منطقة إدلب، شمال غربي سوريا، أسفرت عن مقتل المدعو سالم أبو أحمد القياديّ البارز في “القاعدة”

داعش في مناطق تحتلها تركيا
المناطق التي تسيطر عليها دولة الاحتلال التركي أضحت بيئة ملائمة للقياديين المطلوبين من داعش والقاعدة، ومختلف المرتزقة، ويمكنهم فيها التحرك بيسر وحريةٍ.
في 25/10/2020، تم تداول صور ومقاطع مصوّرة لظهور علنيّ لمرتزقة “داعش” في مدينة سري كانيه المحتلة، وكان ذلك أول ظهور لهم بعد هزيمتهم الجغرافية في الباغوز في 23/3/2019، ورفعوا أعلام “داعش والنصرة” ورددوا شعاراتهما، أثناء مسيرة منددة بتصريحاتِ الرئيس الأمريكيّ ماكرون التي تمَّ تحريفها عن مقاصدها.
واضطرت ما تسمّى “الحكومة السوريّة المؤقتة” في مدينة عينتاب التركيّة للاعترافِ بانتشار خلايا “داعش” في المناطق الخاضعة لسيطرتها شمال سوريا، في بيان، بعدما أحرجها انتشار مقاطع الفيديو والصور التي تظهرُ قيام متظاهرين، ومرتزقة ما يسمّى “الجيش الوطنيّ” برفع أعلام وشعارات داعش وجبهة النصرة، والقاعدة في مدينة رأس العين.
في12/8/2016 تم تحرير مدينة منبج من مرتزقة “داعش”، والذي خرج من المدينة وقد أخذ معه نحو ألفي مواطن ليضمن سلامة انسحابه من الاستهداف وجعلهم دروعاً بشريّة، ويومها اتجهت أرتال المرتزقة إلى مدينة جرابلس، وفي 22/8/2016 تم إعلان تشكيل مجلس منبج العسكريّ، أي أنها الوجهة القامة للتحرير، فأوعزت الاستخبارات التركيّة لعملائها باغتيال عبد الستار الجادر رئيس المجلس بعد ساعات معدودة من إعلانه البيان، وفي 24/8/20196 احتل الجيش التركيّ  مدينة جرابلس دون أي اشتباكات، ليبقى السؤال مطروحاً أين اختفى مرتزقة “داعش” الذين كانوا يعجّون في المدينة؟ والواقع أنهم ذابوا تلقائياً في صفوف المرتزقة الذين تقودهم أنقرة، وفي مدينة الباب تكرر السيناريو بانضمام مرتزقة “داعش” إلى صفوف مرتزقة “الجيش الوطنيّ”.
وتفيد العديد من التقارير الإعلاميّة والمعلومات الواردة من عفرين المحتلة، أنّ عدداً كبيراً من مرتزقة “داعش” أعيدت صياغتهم وهم عناصر في صفوف ما يسمّى “الجيش الوطنيّ”، عندما هاجم مرتزقة “داعش” سجن غويران في 20/1/2022، كان العديد منهم قد قدم من المناطق التي تحتلها تركيا.
دعم تركيّ للهجوم على سجن غويران  
جاءتِ الغارةُ الأمريكيّةُ عقب شنّ مرتزقة “داعش” هجوماً على سجن غويران في مدينة الحسكة في 20/1/2022، وتزامن ذلك مع تكثيف الجيش التركيّ القصف على مواقع عسكريّة لقوات سوريا الديمقراطيّة في عين عيسى وتل تمر ومنبج وكوباني وحتى منطقة الشهباء وعمليات الاغتيال عبر استهداف السيارات على الطرقات، فقد كانت الغاية إخلاء الحركة على الطرقاتِ، والتمهيد لهجوم “داعش”. فيما العملية كانت في أهدافها أكبر من ذلك بكثير.
وفيما أشاد الرئيس الأمريكيّ جو بايدن بدور قوات سوريا الديمقراطيّة وقال: إنَّ الغارة “تمت بمساعدة شركائنا الأساسيين قوات سوريا الديمقراطيّة”، فإنّ وجود “القرداشي في منطقة النفوذ التركيّ يضع أنقرة في موقفٍ محرجٍ، وقال مظلوم عبدي، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطيّة: إنّ القرشي قُتل بفضل الشراكة المتينة بين الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطيّة، ومثّلت إشادة واشنطن بدور قسد في الغارةِ ضربةً موجعةً لأنقرة.
على الأراضي التركيّة 
في 15/6/2021 ألقت الاستخبارات التركيّة القبض على “قاسم غولر” الملقب “أبو أسامة التركيّ” القيادي في “داعش” المدرَج على اللائحة “الحمراء” للمطلوبين خلال عملية في سوريا، وقالت وكالة “الأناضول” التركيّة: إنَّ الاستخباراتِ التركيّة أطلقت عملية أمنيّة بعد تلقيها أنباء عن عزم غولر، دخول تركيا من الجانب السوريّ بطرق غير قانونيّة للقيام بأعمال “إرهابيّة” داخل تركيا، وأنّه إثر تعقب تحركات “غولر”، المسؤول عمّا يسمّى “ولاية تركيا” تمكّنتِ الاستخبارات التركيّة من القبض عليه داخل الأراضي السوريّة، وعثرت معه على العديد من الوثائق التنظيميّة والمعلومات السريّة.
ووفقًا لتقرير خاص أعدته قناة دويتشه فيله الألمانية، فقد أفاد غولر، أنّه حسب تلك الخطة التي يطلق عليها اسم “مشروع الجبل”، فإنَّ التنظيم المتطرف كان سيتخذ أربع ولايات تركيّة منطلقاً لعملياته من ضمنها ولاية هاتاي على طول الحدود، وستقوم قواعد “داعش” بتدريب مرتزقة جدد ينضمون إليه قادمين من أوروبا، وأضاف غولر، أنّهم قاموا بتهريب بنادق حربيّة وقاذفات آر بي جي وأسلحة أخرى من مدينةِ الباب السوريّة إلى تركيا، ونقلوها إلى مخابئ في ست مدن تركيّة، بما فيها إسطنبول وإزمير.
وأعلنت مديرية أمن ولاية أورفا في نيسان 2021 اعتقال مرتزق من داعش مطلوباً على “اللائحة الرماديّة”، أثناء محاولتها التسلل إلى تركيا قادمة من الأراضي السورية. بعد أيام من إعلان اعتقال المدعو أبو تقي الشامي مسؤول الأنشطة الاستخباراتيّة لدى “داعش”، في ولاية بورصة وسبق أن أعلنت السلطات التركيّة، في كانون الثاني 2021 تحويل 14 شخصاً من السوريين والعراقيين إلى المحكمة، عقب توقيفهم بتهمة الانتماء إلى “داعش” في ولاية سامسون شمالي البلاد.
وفي 1/9/2020، أعلن وزير الداخلية التركيّ، سليمان صويلو، اعتقال الأمن التركيّ مسؤول “داعش” في تركيا. وكتب صويلو في تغريدة عبر حسابه في “تويتر”، “أُلقي القبض على من يُسمى (أمير داعش) في تركيا وبحوزته مخططات خطيرة”.
مجمل ما تعلنه أنقرة من عمليات اعتقال لمرتزقة “داعش” يدينها، ويؤكد أنّ عناصر “داعش” يعتبرون تركيا آمنة بعد هزيمتهم في العراق وسوريا، فقد تم اعتقال “أوزدن” أربع مرات منذ 2017، وفي كلِّ مرةٍ يُفرج عنه، وما اعتبره مراقبون “فضيحة”، وتتأكد الفضيحة بشأنه أنّه ظهر علناً في شريط دعائيّ لداعش عام 2015، هدد فيه تركيا بوضوحٍ، ولكنّ السرُّ الكامن في جعلِ “داعش” تركيا ملاذاً آمناً له هو استغلال حكومة أنقرة “داعش” وتوظيفه أداةً في قتال الكرد في سوريا.

 

 

 

 

 

 

تركيا مجال حيوي لداعش
كانت تركيا مجالاً حيوياً لنشاط مرتزقة داعش، ويمكنهم الانتقال بسهولة عبر الحدود إلى سوريا والعراق والقيام بأعمال نقل الأسرى، وفي 24/2/2021، أعلنت الشرطة التركيّة، أنّها أنقذت طفلة إيزيديّة عمرها سبع سنوات، خلال عملية اعتقال مسؤولين من “داعش”، وكانت الطفلة رهينة عندهما وكانا بصدد بيعها بالمزاد على الإنترنت. وقالت الشرطة إنّ عدد الإيزيديين الذين تم إنقاذهم بلغ ثلاثة خلال 18 شهراً.
وفي قصة الفتاة الإيزيديّة (زوزان. ك) وعمرها 24 سنة، أكثر من دليلٍ على العلاقةِ الوطيدة بين أنقرة و”داعش” فقد كشفت عائلة الفتاة عبر إعلان لبيع ابنتهم أنها موجودةٌ في عهدة “داعشي” من أصولٍ تركمانيّة عراقية في مدينة أنقرة، وهو آخر من اشتراها، فبادرت العائلة إلى دفع المبلغ المطلوب لشراء ابنتها، لتستعيدها بعد ست سنواتٍ من السبي والقهر.
وقال كليتشدار أوغلو، إنَّ “حكومةَ العدالةِ والتنمية وكلَّ الأجهزةِ الأمنيّةِ والاستخباراتيّةِ وبتعليماتٍ من أردوغان كانت على علاقاتٍ وطيدة مع “داعش” الذي كان يحصل على كلِّ احتياجاته من تركيا، مشيراً إلى وجودِ المئاتِ من الخلايا النائمةِ بعلمِ أجهزةِ الأمنِ التركيّة التي لم تتدخّل للقضاء عليها.
كشف تحقيقٌ استقصائيّ لموقع “نورديك مونيتور” السويديّ، في 5/11/2019 إنَّ تركيا أفرجت عن المئات من الدواعش المحتجزين وسمحت لهم بالتجول في العالم أو العودة لبلدانهم الأصلية دون محاكمةٍ، وذلك بعدما حلّلَ الموقعُ الإحصائياتِ الرسميّة الصادرةَ عن السلطاتِ التركيّةِ حول أعدادِ المعتقلين من “داعش”، حيث انخفض العددُ من آلاف الدواعش إلى بضعةِ مئاتٍ قبل أن تبدأ تركيا بالفعلِ عمليةَ ترحيلهم.
معبر للتمويل
قال تقرير وزارة الخزانة الأمريكيّة، في كانون الثاني 2021، إنّ “داعش” غالباً ما يجمع الأموال، ويرسلها إلى وسطاء في تركيا يهرّبونها إلى سوريا. إضافة لجميع هذه الممارسات، استطاع “داعش” تهريبَ نحو 400 مليون دولار إلى تركيا بعد خسارة معاقله في سوريا والعراق.
في 18/11/2019، فرضت الولاياتِ المتحدة، عقوبات على خمسة كيانات وأربع شخصيات، أغلبها متمركزة في تركيا، بسبب دعم وتمويل “داعش”، وذكرت الخزانة الأمريكيّة في بيان أنَّ مكتب مراقبة الأصول الأجنبيّة في الوزارة فرض عقوبات على تلك الكيانات لتقديمها “دعماً ماليّاً ولوجستيّاً حيويّاً” لداعش المصنّف إرهابيّاً على المستوى الدوليّ.
قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية في تقريرٍ نشرته في 1/2/2022، إنَّ تحقيقاً أجرته توصل إلى أنَّ الصناعةَ المزدهرة المتخصصة في بيع جوازات السفر المزوّرة بتأشيرات رسميّة وطوابع سفر تتيح للأشخاص الذين لديهم روابط بـ”داعش” فرصة مغادرة سوريا والسفر إلى بريطانيا والاتحاد الأوروبيّ وكندا والولايات المتحدة، وحسب التحقيق، فإن إحدى هذه الشبكات التي يديرها أوزبكي لديها روابط بشبكات متطرفة تعيش في تركيا، وتبيع الآن جوازات سفر مزيفة عالية الجودة تصل قيمتها إلى 15 ألف دولار تعود لدول مختلفة.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle