مكسب الصياح: تركيا تستخدم السوريين كورقة ضغط داخلياً وخارجياً

قامشلو/ إيفا ابراهيم-

أكد عضو حزب سوريا المستقبل مكسب الصياح بأن الدولة التركية المحتلة تسعى لاستغلال الفراغ السياسي الحاصل في أمريكا وعملية تسليم السلطة للرئيس بايدن، لاحتلال مدن ومناطق جديدة في شمال وشرق سوريا، وأشار إلى أن سياسة الصفقات التي تُبرم من تحت الطاولة هي من صلب سياسة الدول المحتلة، وبيّن بأن الهدف من الهجمات على عين عيسى هو ضرب مشروع الأمة الديمقراطية وأخوّة الشعوب.

حول ذلك أجرت صحيفتنا حواراً مع العضو في حزب سوريا المستقبل مكسب الصياح وجاء الحوار على الشكل التالي:

– بماذا تلخصون ما يجري في عين عيسى من أحداث؟

هدف الدولة التركية المحتلة من السيطرة على مدينة عين عيسى هو ضرب مشروع الأمة الديمقراطية، الذي بزغ نجمه وبدأ بالانتشار بين شعوب شمال وشرق سوريا، لذا تحاول بكل قوتها تقسيم هذه المناطق بغية إضعافها، عن طريق أجنداتها تحاول زعزعة الاستقرار والسلم الأهلي، كما تسعى لزرع الفتنة بين شعوب المنطقة من الداخل، إضافة إلى تضليل الرأي العام الدولي بحجة أنها تحمي المصالح السوريّة، والحقيقة عكس ذلك، بل تستخدمها كورقة ضغط في الداخل والخارج.

ـ روسيا هي ضامن اتفاقية وقف إطلاق النار، ومدينة عين عيسى تتعرّض للهجمات بشكلٍ يومي، كيف تنظرون إلى الصمت الروسي؟

روسيا لا تختلف كثيراً عن الدولة التركية من حيث سعيها لتحقيق مصالحها داخل سوريا، ولكن وجه الخلاف يكمن في طريقة التعاطي مع الملف السوري وآلية تعاملها مع حكومة دمشق، ونحن كشعوب لا نعوّل على روسيا فسجلها التاريخي غير القديم يؤكد ذلك، رأينا ماذا فعلت في عفرين وكيف تنصلت من وعودها دون أن تلتفت للشعب السوري، وحصلت على مكاسب سواءً كانت صفقة الصواريخ على الصعيد الاقتصادي والعسكري أو انسحاب تركيا من بعض المناطق في إدلب لصالح النظام السوري.

-هل هناك اتفاقيات أو صفقات جديدة، وخاصةً أن القوات التركيّة المحتلة تنسحب من حماة وبعض قرى إدلب؟

من خلال تاريخ السياسات القائمة على السلطة والهيمنة، هنالك شعور ويقين مطلق بأن تركيا وأمثالها من غير الممكن أن تنسحب من أي بقعة أرض احتلتها بدون مقابل وثمن، والتاريخ يؤكد ذلك، إضافة إلى سياسة الصفقات التي تبرم من تحت الطاولة هو من صلب سياسة الدول المحتلة، وتركيا واحدة من الدول الرائدة في مثل هذه السياسات، لذلك لا يعترينا شك بأن تركيا قد أبرمت صفقة ما في الغرف المظلمة.

-الروس وقوات النظام السوري دخلوا مدينة البو كمال السوريّة قبل أيام، ما الهدف من ذلك برأيكم؟

تحاول روسيا والنظام السوري توسيع نطاق سيطرتهما في المنطقة الشرقية، وتسعى لتقليص التواجد الإيراني والميليشيات التابعة لها، وكذلك الحشد الشعبي وميليشيا حزب الله اللبناني، وهذا الجانب يجب ألا نغفل عنه، لذا فإن روسيا والنظام يحاولون كسب ود أبناء العشائر في تلك المنطقة ومحاولة تلميع وجهيهما لكسب تأييد أبناء المنطقة.

-الأتراك يحاولون الآن استغلال الفراغ السياسي في الإدارة الأمريكية وتحقيق بعض المكاسب، هل تستطيع تركيا الإقدام على أي عمل عسكري من دون ضوء أخضر أمريكي؟

بالتأكيد تسعى الدولة التركية المحتلة لاستغلال الفراغ السياسي الحاصل في أمريكا وعملية تسليم السلطة للرئيس بايدن لزيادة سيطرتها على مناطق أخرى، رغم أنه من غير الممكن أن تُقدم تركيا على مثل هذه التصرفات بدون ضوء أخضر، ولكنها قد تُقدِم على مثل تلك التصرفات بدون الرجوع لأمريكا لأنها تملك بعض الأوراق التي من الممكن أن تقدمها لأمريكا لكسب رضاها، ونحنُ تعلمنا أن السياسة الدولية لا تخضع لقيم أخلاقية.

ـ كيف تُفسِّرون صمت قوات الحكومة السوريّة تجاه ما يجري في عين عيسى؟

إن لم تصمت الحكومة السوريّة فماذا بوسعها أن تفعل، هي فقط تطبق السياسة الروسية والإيرانية في سوريا، وفي حال وجود أي توتر بينهما، نلاحظ الانقسامات ضمن الحكومة السوريّة نفسها، فالحديث عن الحكومة السورية ككيان مستقل أصبح من الماضي، وعندما نتصفح ما يجري في سوريا نتأكد من ذلك، فسوريا أصبحت شبه مستعمرة روسية وإيرانية.