مشروع النفايات… هل سيُغلق رودكو نهائياً؟

قامشلو/إيفا إبراهيم –

بعد سنوات من المعاناة والانتظار، بات أهالي القسم الشمالي من مدينة قامشلو على موعد قريب للتخلص من مشكلة مكب رودكو المشروع الأول من نوعه على مستوى سوريا لحل مشكلة النفايات بشكلٍ نهائي في مدينة قامشلو، تباشر به لجنة البلديات وحماية البيئة بعد سنوات من وعودهم بحل مشكلة النفايات

النفايات مشكلة عالمية وخطيرة، ومدينة قامشلو وخاصة الأحياء الشمالية تعاني مُنذ سنوات من الروائح الكريهة الناجمة عن حرق النفايات من مكب “رودكو” في قرية نافكر، لأن الرياح هناك غربية في معظم أوقات السنة وبالتالي تنتشر الروائح في كامل المدينة وحي الهلالية الأكثر عرضة لها، وسط المناشدات المتكررة من قبل الأهالي للجهات المختصة.

إلى جانب الوعود المتكررة للجهات المعنية بالتخلص من النفايات بطريقة لا تسبب الأذى للمحيط، فإننا لم نرَ أي شيء على أرض الواقع، وكانت لصحيفتنا تقارير عدة وتحقيقات حول هذه المشكلة، وبدروها كانت الإدارة تعد بإيجاد الحلول، واليوم ربما باتت هذه الحلول قيد التنفيذ.

الأول من نوعه

على إثر ذلك توجهت صحيفتنا لمتابعة هذه المشكلة، والتقت مع الرئيس المشترك للجنة البلديات في مقاطعة قامشلو مسعود يوسف، والذي أكد بأنهم في البداية اتخذوا إجراءات رادعة لتفادي مشكلة الحرائق وقطع الدخان المتصاعد من المكب.

وباشرت هيئة الإدارة المحلية والبيئة في إقليم الجزيرة بالتعاون مع لجنة البلديات وحماية البيئة بتنفيذ مشروع لحل مشكلة النفايات بشكلٍ نهائي وبعيداً عن التجمعات السكانية، والذي يعد الأول من نوعه على مستوى سوريا، كما خطوا سلسلة من الخطوات في المشروع.

من الحلول، إنشاء مطمر مركزي والذي يبعد عن مدينة قامشلو حوالي 80 كم باتجاه الجنوب، وهي أرض غير صالحة للزراعة نهائياً، والمياه فيها جوفية مالحة غير قابلة للشرب، إضافةً إلى جلب آليات “الضاغطات”.

هذا المشروع سيشمل عدة مناطق “قامشلو، عامودا، ديرك”، وخصص في كل منطقة مركز لتجميع النفايات، ففي قامشلو محطة التجميع بالقرب من علايا، وفي عامودا في المنطقة الصناعية، وفي ديرك يبعد عنها حوالي 10 كم، يذكر بأن هذه الأماكن ليست لها أي تأثيرات على المنطقة المجاورة.

كما وزعت البلديات في بداية المشروع الحاويات في شوارع المدينة، ففي قامشلو وزعت 125 حاوية، وفي عامودا حوالي 20 حاوية، وفي ديرك أكثر من 50 حاوية.

آلية عمل المشروع

ستتكفل الآليات الصغيرة بترحيل النفايات من المدينة وتتوجه إلى المراكز المخصصة لتجميعها، ووضعها داخل الأقماع أي ما تسمى بالضاغطات، وكل ضاغطة طولها ما بين 12 إلى 13 متراً، وتحمل كل منها ما يقارب 40 إلى 50 طن، وهنالك سيارات خاصة ستحمل هذه الأقماع عند تعبئتها وتنقلها إلى المطمر المركزي المخصص.

ويشير يوسف بأن مطمر النفايات هي عبارة عن خمس خلايا، طول كل خلية 300 متر طولاً، و100 متر عرضاً، بعمق 4 أمتار، وأن السيارات القادمة من مكان تجميع النفايات، ستقوم بتفريغ النفايات داخل الحفر عن طريق آليات هندسية وطمرها بالمقاييس البيئية، والطمر سيكون على عدة مراحل؛ المرحلة الأولى وضع النفايات بعمق نصف متر، والمرحلة الأخرى وضع التراب فوقها من ثم وضع النفايات مرة أخرى وعلى الشكل التالي حتى تعبئة كل مطمر.

ويذكر بأنه سيتم تحديد ساعات جمع النفايات من قبل السيارات الصغيرة حسب احتياج كل منطقة، أما في الأماكن ذات الكثافة السكانية المزدحمة وخاصة الأسواق ستكون بشكلٍ يومي.

وينوه يوسف بأنه كاستراتيجية للمدى البعيد سيتم توسيع المشروع وفتح معمل تدوير النفايات والفرز في المستقبل.

إغلاق 80% من مكب رودكو

ومن المفترض أن يباشر العمل بالمطمر الجديد بداية شهر شباط القادم، وبعد مباشرة المشروع، سيتوقف العمل في مكب رودكو بنسبة 80% حيث سيتم تجميع النفايات بشكلٍ مؤقت دون حاجة لحرقها، كما أن مديرية البيئة تناقش إقامة مشروع آخر، لتحويل جزء كبير من المكب إلى حديقة أو غابة.

عدم المتابعة الجادة لهذا المكب تسبب بتفاقم المشكلة القديمة في ظل السنوات السابقة، والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بإرادتها القوية ستقوم بتحقيق الوعود التي وعدتها للأهالي القاطنين في الأحياء الشمالية وحل مشكلتهم القائمة منذ سنوات، هذا ما أكده لصحيفتنا الرئيس المشترك للجنة البلديات في مقاطعة قامشلو مسعود يوسف في نهاية حديثه.