الشهباء/ فريدة عمر ـ
أكَّد المشاركون في الملتقى الحواري، الذي عقد في مقاطعة الشهباء، بمناسبة مرور مائة عام على لوزان، على ضرورة تكثيف الجهود، وتكاتف شعوب المنطقة لتطبيق نظام ديمقراطي، والاعتماد على مفهوم الأمة الديمقراطي، لإفشال معاهدة لوزان، وعدم السماح بتكرارها من جديد.
وتحت شعار “اتفاقية لوزان وتداعياتها على الكرد وشعوب المنطقة، وتصحيح مسارها بمشروع الأمة الديمقراطية”، عقدت منسقية الأحزاب السياسية لمقاطعة عفرين والشهباء، ملتقىً حوارياً، بمناسبة مرور مائة عام على معاهدة لوزان، بمقاطعة الشهباء.
وحضر الملتقى، شخصيات وأحزاب سياسية، وممثلون عن مؤسسات الإدارة الذاتية، ومجلس المقاطعة، ووجهاء العشائر، بالإضافة إلى حركات وتنظيمات نسائية.
بدأ الملتقى بالوقوف دقيقة صمت، تلته كلمة افتتاحية، ألقاها الرئيس المشترك لمكتب العلاقات لمجلس سوريا الديمقراطية بمقاطعة عفرين والشهباء، محمد حسن، تطرَّق خلالها، إلى أهمية انعقاد الملتقى، كما أشار إلى أهمية ثورة الشعوب والمكتسبات، التي حققتها الثورة، في ظل محاولات ومخططات الإبادة الجماعية، التي تتعرض لها شعوب المنطقة.
من ثم تابع الملتقى أعماله، بالنقاش على ثلاثة محاور رئيسية: التعريف بمعاهدة لوزان، تأثير لوزان على الكرد وشعوب المنطقة، إرادة الشعوب في كسر اتفاقية لوزان.
لوزان إبادة لشعوب المنطقة
وفي ضوء ذلك، وخلال الملتقى، تحدثت لصحيفتنا، الرئيسة المشتركة لمكتب العلاقات في مجلس سوريا الديمقراطية لمقاطعة عفرين والشهباء، وعضوة اللجنة التحضيرية، بيريفان علي: إنَّ “معاهدة لوزان كانت من أخطر الاتفاقيات لشعوب المنطقة، ومع مرور مائة عام على اتفاقية لوزان، ففي 24 من تموز من عام 1923، وفي مدينة لوزان السويسرية تم التوقيع عليها بين أطراف دولية وإقليمية، وبموجبها قسمت كردستان إلى أربعة أجزاء، لتكون واحدة من أخطر الاتفاقيات، التي أُبرمت على حساب شعوب المنطقة، والشعب الكردي بشكل خاص”.
وأوضحت بيريفان: “الشعب الكردي هو الضحية الأكبر لاتفاقية لوزان، حرم خلالها الكرد من حق تقرير المصير، والعيش بحرية وسلام، ونتيجة لتلك المعاهدة كان ولازال نصيب الشعب الكردي من المآسي والقتل والاضطهاد والابادة كبيراً، وعلى مر التاريخ هناك عشرات الأمثلة على ذلك، وبخاصة في المائة عام الماضية، وما يحدث في مناطق شمال وشرق سوريا من انتهاكات يومية، ما هو إلاَّ استمرار لتلك الاتفاقيات المبرمة بحق شعوب المنطقة والكرد بخاصة”.
لن نسمح بلوزان جديدة
من جانب آخر، أكَّد الإداري في حزب سوريا المستقبل لمقاطعة عفرين والشهباء، محمد بريم، أنَّ “مشروع الأمة الديمقراطية ضمان لعدم تكرار لوزان جديدة، إننا في هذه الأيام نحتفل بالذكرى السنوية الحادية عشرة لثورة روج آفا، التي تصادف 19 من شهر تموز الجاري، والتي حققت مكاسب تاريخية، على الأصعدة كافة، واستطاعت أن تحقق بمشروع الإدارة الذاتية، الذي اعتمد على مبدأ الأمة الديمقراطية، نموذجا لتحقيق إرادة الشعوب، وفق أسس التعايش السلمي وأخوة الشعوب والعيش المشترك وحرية المرأة، حيث كان الرد الأنسب على جميع مشاريع الإبادة العرقية والثقافية والقومية، منذ اتفاقية لوزان وحتى هذا اليوم، وسيبقى مشروع الأمة الديمقراطية ضمانة شعوب المنطقة لإفشال مخططات لوزان”.
وناشد بيرم، القوى الدولية والمنظمات الحقوقية العمل على حصول شعوب المنطقة على حقوقهم الكاملة، مؤكداً، أنهم مستمرون بالنضال، ولن يسمحوا بتكرار لوزان أخرى: “مع اقتراب مئوية لوزان، نناشد القوى الدولية والمنظمات الحقوقية والإنسانية، التي تناصر حقوق الشعوب، بعدم السماح بتمرير اتفاقات ومخططات جديدة على حساب دماء شعوب المنطقة”.
واختتم محمد بيرم حديثه: “نناشد الشعوب التواقة للحرية، والشعب الكردي في كل بقعة من كردستان، بالتكاتف وتكثيف الجهود، للحفاظ على المكتسبات، التي تحققت بفضل دماء الآلاف من الشهداء، ودرب الحرية الذي اخترناه لن نتراجع عنه، ولن نسمح بتكرار لوزان جديدة، وسنفشل المخططات، التي تهدف لإبادتنا”.
