سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

غابت شمسها

سيبيلييا الإبراهيم_


عند غروب الشمس، كانت شمس والدة “خضر” قد أوشكت أيضاً على الغروب والشروق في آن واحد، عندما بدأ مراسم تشيع ابنها الشهيد “خضر”، بدأت شمسه بالغروب من بيت والدته، ليكون شعلة في السماء.
اجتمع كل من يعرف الشهيد “خضر” في مزار الشهيدة “دجلة”، ليوارى جثمانه الثرى، وليودعوا صديقهم للمرة الأخيرة.
من مشفى كوباني، كاد يصل بكاء وصراخ والدة الشهيد “خضر” للسماء، فعندما بدأ أعضاء قوى الأمن الداخلي بحمل نعش ابنها الشهيد، على كتفهم ليتوجهوا صوب موكب التشيع، بدأت تتعالى معها أصوات آلام الأمهات.
وبينما كانت أمهات الشهداء في كوباني ومنبج جالسات في مزار الشهيدة “دجلة”، منذ الساعة الخامسة، بانتظار ولد آخر لهم، يدفن بجوار فلذات أكبادهن الشهداء، الأمهات، اللواتي فقدن فلذات أكبادهن سابقاً، في مختلف المعارك الحاصلة في مناطق شمال وشرق سوريا، ففي الثالث عشر من شهر تموز، انتظرنَ شهيداً آخر، ولداً آخر، جرحاً آخر لهنَّ، وهو الشهيد “خضر”، ذو الوجه البريء، الجميل كالقمر.
ها قد بدأت الساعات الأخيرة لوداع وجهاً لن تراهُ والدته بعد الآن، فبدأ موكب التشييع يقترب مع اقترابه، وكانت دقات قلب والدته، وأشقائه وشقيقاته تتسارع، فكان مشهداً مؤلماً للغاية، للحد الذي لن يستطيع قلم شاعر عظيم وصفهُ، موكب نعش الشهيد “خضر”، الذي يحملهُ رفاق دربه، وأشقاؤه، وشقيقاته، وسط ترديد شعارات التمجيد للشهداء، وأصوات بكاء النساء وهي تتعالى، قد خلقت مزيجاً من الألم والنصر معاً، لا أعلم أي قوة كانت تمتلك والدتهُ لتسير خلف نعش ولدها الشهيد، وتردد عبارات الرثاء المجيد، والمؤلمة له، وفي كل فقرة تكرر اسم ولدها “خضر ، خضر، خضر”، بينما كانت شقيقاتهُ يبكينه بدموع الثكالى الحزنى، وهن يشاهدن نعش شقيقهن الشهيد لآخر مرة.
وعندما وصل النعش إلى المنصة، التم حوله أشقاؤهُ وشقيقاتهُ ووالدته، مع ارتفاع أصوات الأغاني المعبرة عن الشهادة والشهداء “لن تمت، فأنت في القلب حي، اليوم والدتك تودعك شهيدا”، حيث اختلطت الأغاني وبكاء ذوي الشهداء، وترديد الشعارات مع بعضها البعض، لتخلق أغنيةً يعجز أي كاتب، أو شاعر كتابتها، عن الشهيد وألم الفراق ولذة النصر.
وقد قرئت وثيقة الشهادة أيضاً، وسلمت لذويه، فيما تجمع أعضاء من قوى الأمن الداخلي، يحملون نعش الشهيد “خضر” ليوارى جثمانهُ الثرى، وكانت والدته تسير خلف نعشه، وهي تبكي بشدة، أماً قد فقدت فلذة كبدها، فكيف لها أن تقاوم ألم ومرارة ذلك، كانت تسير وهي تلطم وجهها وتنادي “خضر”، بينما أصوات رفاق دربه، ممن حملوا نعش رفيقهم الشهيد على أكتافهم تعالت، وهم يرددون مثل مراسم تشيع الشهداء “بالروح بالدم نفديك يا شهيد”.
وعند وصولهم مكان الدفن، ركضت شقيقاتهُ نحو نعشه، لمنع دفن شقيقهن، فاجتمعن حول النعش، ويقبلنه وسط بكائهنَّ، في ظنٍّ منهنَّ بأن ببكائهنَّ الشديد يحيي أخاهن البطل، فيما أن الحقيقة التي لا تُقبل، هي أنهُ لا عودة لمن يرحل، لكن للشهداء وحدهم عودة، ففي شخص كل شهيد راحل، يأتي بعده العشرات من رفاقه، منهم من يحمل سلاحه ليكمل مسيرتهُ، ومنهم من يطلق اسم الشهيد على أطفاله، ومنهم من يوعد الشهيد أثناء حمل نعشه بالانتقام لروحه، وتحقيق هدفه كجميع الشهداء في مناطق شمال وشرق سوريا.
في هذا الوطن لن تُشفى الجراح، كما ولا يوجد فيه استسلام، أو تراجع من خطوة بعد كل التضحيات، التي قدمها أبناء المنطقة، وبعد كل هذه المكتسبات التي تحققت، وفي كل يوم يزيد يقينك بأن الأوطان تبني بتضحيات شهدائها، وأن الوطن الذي لا يقدم التضحيات، لا يستطع العيش بسلامٍ وحرية، لذا كل يوم هنالك شهيد، هنالك مقاتل قرر أن يضحي بروحه فداءً لشعبه وعيشهم بسلام وأمان.
وبينما كان ذوو الشهيد “خضر” ورفاقه يحومون حول نعشه، ويحملونه على أكتافهم، كانت حبيبته، التي كان سيتقدم لخطبتها بعد مدة قصيرة، تبكي في المنزل، لعدم استطاعتها حضور مراسم تشيع حبيبها، شريك حياتها، غادر ولم تستطع أن تذهب لمراسم وداعه الأخير.
كانت تبكيه في حرقة وتتساءل، كيف غادر “خضر”، الذي وعدها في الأمس أن يكملا حياتهما سوياً، كيف ترك كل شيء خلفه في رحلة وداع أبدية وغادر.
اتعجب من أمر هذا الوطن، وخاصةً، مناطق شمال وشرق سوريا، حيثُ أن الذين أحبوا بعضهم وخطفتهم الشهادة، قرروا إكمال درب أحبتهم، فها هي حبيبة الشهيد “خضر”، قد وعدت أن تكمل مسيرة حبيبها، الذي رحل بدون أن يودعها.
وطن مليء بالأوجاع والآمال والافتخار والنصر، وطن يتقاسم به الأحبة، حبهم مع وطنهم ويخلد شهداء قبل زفافهم، فتزف الحبيبة حبيبها، وتزف الخطيبة خطيبها، وتزف الزوجة زوجها ليكملوا طريقهم بعد شهادتهم، نساؤنا اللاتي يحملن قلوباً جبارة، تجعلهن يتمردن على الواقع، ويخلدن أسماءهن في التاريخ.
بيانات الشهيد:
الاسم والكنية: خضر قادر 
اسم الأم: سارة 
اسم الأب: عبد الرحيم
مكان وتاريخ الولادة: بوراز 10/10/2002
مكان وتاريخ الشهادة: منبج 11/7/2023م. 

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle