محي الدين شيخ آلي: ما يُرتكب في عفرين جرائم حرب بكل المقاييس الدوليّة

حاوره / محمد محمود-

 قال سكرتير حزب الوحدة الديمقراطي الكردي محي الدين شيخ آلي بأن الجرائم والانتهاكات التركية في المناطق المحتلة لا تعد ولا تحصى، وبخاصة في عفرين، وأكد بأن هناك قتل ونهب وتغيير ديمغرافي والهدف إفراغ المنطقة من سكانها الأصليين، وطالب بمحاسبة الاحتلال التركي على الجرائم الحاصلة في عفرين المحتلة.

حول ذلك أجرت صحيفتنا حواراً معه والذي جاء على الشكل التالي:

-هناك تغيير ديموغرافي في عفرين، هل بإمكانكم التحدث عن ذلك؟

إن عملية غزو عفرين وإحداث التغيير الديموغرافي مشروع أساسي لدى الاحتلال التركي، تم التمهيد والتحضير له قبل أن تحتلها بفترة طويلة، وبعد الاحتلال طُبِّق على أرض الواقع، والهدف ضرب المشروع الديمقراطي لشعوب شمال وشرق سوريا، وبخاصة الكرد، وقيامهم بالتهجير القسري للسكان الأصليين من أبناء المنطقة وإسكان وتوطين عوائل المرتزقة الذين أتوا من الغوطة وإدلب وحماة وغيرها من المناطق السورية، ولا تزال دولة الاحتلال التركي منذ دخولها لعفرين تواصل عمليات التغيير الديموغرافي والانتهاكات بحق الأهالي المتبقين عبر أدواتها ومرتزقتها، مما تسمى بالائتلاف المعارض والمجموعات التابعة لها، لإجبار من تبقى على الخروج من المدينة وهذا يوضح المشهد الحقيقي لأطماعها الاحتلالية.

ـ ما معلوماتكم عن حال سكان عفرين المتبقيين داخل المدينة، هل من توضيح حول ما يجري في عفرين؟

في الواقع أهالي عفرين المتبقيين هناك يعيشون أوضاع صعبة للغاية داخل المدينة، هم محرومون من أبسط حقوقهم، حيث سُدت جميع الأبواب وقام المرتزقة والمحتل التركي بالاستيلاء على أراضيهم وسرقة ممتلكاتهم للضغط عليهم، بينما المستوطنين من عوائل المرتزقة يحصلون على جميع الامتيازات، إضافة لقيام سلطات الاحتلال بسرقة مواسم الزيتون وغيرها من المحاصيل الزراعية، وهذا ما زاد من معاناة الأهالي داخل المدينة لدفع من تبقى للخروج من عفرين، وتغيير هوية المنطقة وبالإضافة للممارسات والانتهاكات الممنهجة التي تطال الشعب العفريني بشكل مستمر، والانتهاكات ترتكب بحق الجميع هناك ولكن بدرجة أكبر الشعب الإيزيدي، حيث قاموا بتدمير المزارات والقبور التي تتبع للديانة الإيزيدية وإزالتها، وممارسة الضغط على الإيزيديين لترك دينهم واعتناق الدين الإسلامي بالقوة والإكراه، تكفير الناس ومواصلة القيام بجرائم القتل والسرقة والنهب وإنشاء سجون سرية، ووضع النساء والرجال والأطفال وحتى الشيوخ، ومحاربة اللغة الكردية وفرض اللغة التركية وضرب المعالم الأثرية، وقطع الأشجار الحراجية والزيتون، والغاية هي كسر إرادة وعزيمة الشعب في عفرين.

ـ ما حصل في عفرين خلال السنوات الماضية من احتلالها من خلال متابعتكم، هل شَهِدته مناطق أخرى في سوريا؟

ما حصل ويحصل داخل مدينة عفرين على مدى تلك السنوات لم تشهده أي منطقة أخرى في سوريا، من حيث فظاعة الانتهاكات والتغيير الديمغرافي ومحو الانتماء والهوية الثقافية للمنطقة، وهو ليس أمراً مفاجئاً لأن عفرين منطقة كردية، وهذا ما كان يقلق دولة الاحتلال التركي، منذ بداية الاحتلال التركي لعفرين يقوم المكتب الإعلامي لحزبنا حسب الإمكانيات المتوفرة لديهم بتسليط الضوء على الانتهاكات الجارية في منطقة عفرين من كافة جوانبها، لذا هنا يمكن القول أن مسألة احتلال عفرين في الملف السوري لها خصوصيتها، حيث نقوم بإصدار تقارير أسبوعية لرصد ما هو ممكن من الانتهاكات بحق الشعوب هناك، وتم تشخيص الوقائع منذ بداية الاحتلال وحتى الآن، وقد ركزنا على القانون الدولي والعلاقات الناظمة بين الدول، وأثبتنا أن دخول الجيش التركي إلى عفرين هو مخالف للقانون الدولي، لأنها أرضٍ سوريّة، ورفع العلم التركي في المدينة هو احتلال بكل المقاييس، ووجهنا بهذا الخصوص أكثر من رسالة للجهات والمؤسسات الدولية بما فيها مؤسسات الأمم المتحدة و لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمين العام للأمم المتحدة في جنيف، وعملنا مستمر وهذا جزء من واجبنا تجاه ما يجري في عفرين، بحيث نسلط الضوء على الحقائق والمجريات الحاصلة ضمن منطقة عفرين، وكيف أن الاحتلال التركي والمرتزقة التابعين له يقومون بتلك الجرائم الوحشية التي تعتبر جرائم حرب على مرأى ومسمع العالم.

ـ ما تفسيركم لما يقوم به أعضاء المجلس الوطني الكردي من زيارات لعفرين ألا يعتبر ذلك مشاركة للمحتل التركي ومرتزقته فيما يحصل؟

في الحقيقة من المعيب جداً أن يقوم البعض بالتغطية على تلك الجرائم التي تُرتكب ووصفها بالأمور الفردية، والزيارات التي حدثت تؤكد اللامبالاة التي يقع فيها هذا المجلس تجاه أهالي عفرين، وكان عليهم رفض تلك الممارسات جملةً وتفصيلاً، والمطالبة بمحاسبة المجرمين الذين يرتكبون الموبقات كل يوم، إن كانوا من المحتل التركي أو من المرتزقة، استخدام وتضليل الناس بالشعارات القومية والدينية هذه السنفونية لم تعد تنطلي على أحد وباتت أسطوانة مشروخة، وكل من يعتز بكرامته الكردية أو العربية لا يقبل استمرار هكذا انتهاكات بحق شعبه، وأيضاً بقاء الاحتلال التركي في عفرين، ومن يقوم بالمتاجرة بقضية شعبها ليس إلا أداة رخيصة بيد المحتل التركي، في الواقع أولئك لم يعد لهم رصيد بين الناس بل هم ليسوا إلا مسلوبي الإرادة، لذلك إن كل ما يساهم في تبرير أفعال المحتل التركي ومرتزقته سواء على الصعيد الإعلامي أو السياسي أو من خلال زيارات هؤلاء، في نظر الرأي العام الكردي والسوري هم مرتزقة لدى الاحتلال، بصرف النظر ماذا يحملون من أسماء إن كانوا من المجلس الوطني أو المستقلين أو غيرهم.