سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مجزرة روبوسكي … الجرح الدامي في الجسد الكردي

دجوار أحمد آغا_

كانوا فتية صغاراً في مقتبل العمر، أضنتهم قساوة تأمين سبيل العيش، والثلوج تغطي الطرقات وتقطع السبل والدروب بين الأهالي والحياة، لكنهم لم ييأسوا، وشقوا طريقهم عبر الجبال الوعرة المغطاة بالثلوج، وذات التعرّجات القاسية، والمنحدرات والوديان المخيفة، تحمّلوا ذلك كله من أجل إيصال سبل الحياة لأُسرهم، التي تنتظرهم بفارغ الصبر، لكن الذي جرى في ليلة الثامن والعشرين من كانون الأول عام 2011 كان مختلفاً تماماً، فهؤلاء الفتية لم يصلوا الى أهاليهم في الوقت المحدد وطال الانتظار…
كان هدير الطائرات المغيرة في السماء يعلو، ويعلو إلى أن صم الآذان فجأة بصوت مرعب مخيف، أحست كل أم بانقباض حاد في قلبها، وشعرت أن أمراً فظيعاً قد حصل، هرعت الأمهات حاسرات الرأس، حافيات راكضة باتجاه الصوت، لتصطدم بصحة حدسها وإحساسها وتشاهد الدماء الحمراء القانية، كيف لونت بياض الثلج، ورسمت لوحة تشبه لوحة غرنيكا الإسباني للكبير بابلو بيكاسو، كانت المجزرة في قرية روبوسكي، والتي راح ضحيتها 34 شاباً أعوامهم لم تتجاوز العشرين، كانوا ينقلون البضائع على الحدود المصطنعة بين باكور، وباشور كردستان.
لو نسينا هذه الفاجعة فينبغي أن يجفَّ قلبُنا
عشرة أعوام مرت، ولا زالت هذه المجزرة المروعة عبارة عن جريمة ذات فاعل مجهول، هناك الكثير من الجرائم، التي اُرتكبت بحق خيرة مناضلي شعبنا، وقيدت لدى سلطات دولة الاحتلال التركي، تحت بند “فاعل مجهول”، لكن الكل يعلم أن هذا الفاعل المجهول، إنما هو النظام الحاكم في البلاد، شعبنا الكردي يختزن في قلبه، وذاكرته الآلاف من الصور، التي شاهدها بأم عينه، وعلى مرئ ومسمع من العالم أجمع، دون أن يرفَّ جفن هذا العالم، الذي يدّعي الحضارة، والإنسانية، والديمقراطية، وحماية حقوق الإنسان، وحماية الشعوب من الإبادة، شعبنا الكردي لم يستسلم للمحتل، للموت القادم من الشرق، لأشباه الرجال الذين أحرقوا الأخضر واليابس لدى غزوهم لمناطق ميزبوتاميا (بلاد ما بين النهرين)، وكأنهم بذلك ينتقمون من الشعوب، التي بنت حضارات عملاقة في هذه المنطقة، بينما هم مرتزقة، همهم الوحيد هو سفك الدماء، واحتلال المزيد من الأراضي، والسيطرة على خيرات البلاد.
حقيقة ما جرى في روبوسكي
ما جرى تلك الليلة كان واضحاً وجلياً، ولا لبس فيه، ولا يحتاج إلى تحقيقات، ولا إلى أدلة وبراهين، فالجاني معلوم، والهدف من ارتكاب هذه المجزرة، لا يحتاج الى تبرير فهو سياسة ممنهجة، تتبعها سائر الأنظمة، التي وصلت الى سدة الحكم في دولة الاحتلال التركي، الجاني هو الأجهزة القمعية، التي تمتلكها هذه الدولة المحتلة من استخبارات وجندرمة، وجيش ومليشيات مرتزقة، تتبع لها وهدفها هو إبادة شعبنا الكردي، واستهداف وجوده بكل ما للكلمة من معنى، وبغض النظر عن مقاتلين من أجل الحرية، أو مواطنين أبرياء مدنيين مسالمين يسعون من أجل الاستمرار في الحياة، مهما كانت هناك خلافات بين الساسة الأتراك من هم في السلطة ومن هم في ما يُسمى بالمعارضة، عندما يتعلق الأمر بالكرد والمسألة الكردية يتفق الجميع على ذلك.
العقلية الفاشية تتحكم بالسلطة
حاول حزب الشعوب الديمقراطي ولأكثر من مرة، طرح قضية “مجزرة روبوسكي” في البرلمان التركي، لكن السلطات الحاكمة رفضت ذلك وبشدة، وخارج نطاق المألوف، فقد ذكرت بعض قيادات جيش الاحتلال التركي، وكذلك وزير الداخلية وقتها “إدريس نعيم” أن الاستخبارات التركية (MIT) قد أعطت القوات الجوية معلومات خاطئة حول التحرك، الذي جرى تلك الليلة، وأن ما وصلهم كان عبارة عن خبر حول تحرك أحد القادة البارزين في حزب العمال الكردستاني، وأنه سيعبر الحدود هناك، على الطرف الآخر نفت الاستخبارات هذا الخبر جملة وتفصيلا، وهكذا ضاعت أرواح 34 شاباً كرديا في مهب رياح الطغاة والجناة، العقلية الفاشية التي تتحكم بمفاصل الحياة السياسية والاجتماعية والعسكرية في تركيا، هي التي قامت بارتكاب مجزرة روبوسكي، وهي نفسها التي قتلت بدم بارد خليل غونيش، وغريبة جيزر وغيرهم من السجناء الكرد السياسيين المرضى في سجون الفاشية التركية، هذه العقلية هي نفسها التي مازالت ترتكب كل يوم المزيد من المجازر والإبادات بحق الكرد، سواء في باكور أو باشور في روج آفا، وفي كل مكان يتواجد فيه الكرد، وهم يصرحون بذلك علناً دون خجل أو حياء.
وصمة عار على جبين الإنسانية
“صمتكم يقتلنا”؛ بهذا الشعار لازال الآلاف المؤلفة من أبناء شعبنا الكردي في كل مكان يتواجد فيه، ينزل الى الساحات والميادين؛ لمطالبة الرأي العام العالمي، والحكومات والدول، التي تنادي بالديمقراطية والحرية والمساواة، بالكف عن الصمت وإدانة النظام الفاشي القمعي الحاكم في تركيا، وما ترتكبه من أهوال وفظائع بحقنا، يكاد لا يمر يوم دون أن يكون فيه قصف أو عدوان أو ذكرى مجزرة، وإبادة قام ويقوم بها النظام الديكتاتوري الحاكم في تركيا، وسط صمت رهيب من جانب هذه الحكومات والدول، أمهات الضحايا التي سقطت شهداء، فلونوا الثلج بلون دمائهم الحمراء القانية، لم ولن ينسين هذه المجزرة، وهن يطالبن بضرورة فتح تحقيق شفاف ونزيه بخصوصها، ومحاسبة المسؤولين عنها وتقديمهم للمحاكمة وتحقيق العدالة، رافضات منذ اليوم الأول مساعي النظام الحاكم والسلطات بالقبول بتعويض مادي، واعتبار قضيتهم قضائية وليست مجزرة.    العرض الذي قدّمته السلطات بقبول تعويض مادي عن كلّ ضحية، وهم قرويون فقراء يكابدون لتأمين قوت يومهم، ولسان حالهم يقول “لا بديل عن الكشف عن المسؤولين عن مقتل أولادنا، ونيل جزائهم العادل، واعتذار رسمي من الدولة ووعود بعدم تكرارها”.
بارقة أمل لاحت في الأفق
ربما كان كتاب (مات الأولاد ـ مجزرة روبوسكي والمسألة الكردية في تركيا) للكاتبة والصحفية الهولندية “فريديريكا خيردينك” التي سبق لها أن أقامت في تركيا، وكردستان أعواماً عدة منذ عام 2006 وصولا للعام 2015، حيث تم طردها ومنعها من دخول البلاد من جانب السلطات التركية، إن كتابها لهو بارقة أمل لاحت في الأفق، حيث كتبت بالتفصيل عن المجزرة وتم توثيق ذلك من خلال لقاءاتها مع أهالي الضحايا، حيث تم تصنيف الكتاب عام 2014 ضمن قائمة أفضل الكتب الصحفية التي صدرت وتم ترجمة الكتاب للغة العربية من جانب “كيفورك وانيس” المترجم السوري الأرمني وصدر عن دار الفارابي سنة 2018 .
وتكمن أهمية الكتاب في كونه يلاحق الحدث منذ لحظة وقوعه، عبر التحقيق الصحفي الميداني، والعيش بين ذوي الضحايا، وطريقة تعامل الإعلام التركي مع المجزرة وآلية تشكيل وعمل اللجنة القضائية المنبثقة من البرلمان التركي، وتقليب حجج الحكومة التركية على وجوهها، ونظرتها المحايدة للأحداث.
لا بدَّ من الاستمرار في المقاومة
لم ولن تكون مجزرة روبوسكي الأخيرة في جرائم دولة الاحتلال التركي، خاصة مع الصمت الذي يلف العالم حيال هذه الجرائم، لذا فإن الخيار الوحيد الموجود أمامنا هو المقاومة والمطالبة بالكشف عن الجناة والفاعلين المجهولين، الذين هم من صلب الدولة العميقة، والتي تتحكم بكل مفاصل الحياة، يجب أن يتم الكشف عن هؤلاء والتشهير بهم وبمن يقف خلفهم ويحميهم، إلى جانب ذلك لا بدّ من تقديم المزيد من الدعم والمساندة للمقاومة التي انطلقت من رحم شعبنا وقدمت الكثير من التضحيات الجسام في سبيل الحفاظ على شعبنا وحماية وجوده المستهدف، كما وتخوض هذه المقاومة مواجهات عنيفة ضد العدو المحتل في كل مكان تطأه قدماه، بحيث لا يستطيع أن ينعم بالاستقرار وتبقيه هذه المقاومة في حالة من الخوف والفزع والهلع، ما قد يحدث له في أية لحظة، وهذا هو الانتقام الحقيقي لشهداء مجزرة روبوسكي الأبرياء.

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle