كيف ينظر حزب الوحدة الديمقراطي للحوار الكردي؟

قامشلو/ محمد محمود –

فترة جمود وفتور غير مبررة تطغى على مجريات الحوار الكردي الكردي الذي بدأ في الربع الأول من العام المنصرم بين أحزاب الوحدة الوطنية والمجلس الوطني الكردي، خرج الحوار في مرحلته الأولى بتوافق مبدئي بين الطرفين على ورقة سياسية إلا أنه تعثر في الأشهر الاخيرة من العام نفسه لغرض تقاسم الإدارة أو السلطة إن صح التعبير، ليخرج البعض بتصريحات تنبئ بفشله، لكن الواقع اليوم يقول أن هذا الحوار الفاتر دفن تحت الرماد.

ويشارك في الحوار الذي اكتسب صفة المفاوضات الكردية الكردية غالبية الأحزاب الفاعلة في أرض الواقع أو المنابر الإعلامية، إلا أن حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا والحزب التقدمي الديمقراطي الكردي لم يشاركا في هذه المفاوضات، إلا أن قيادات هذين الحزبين ينظران إلى هذه المفاوضات بنظرة إيجابية وفق تصريحاتهما، ولبيان موقف حزب (يكتي) من الوحدة الكردي المرجوة قال سكرتير الحزب “محي الدين شيخ آلي” أنهم يدعمون الحوار الكردي – الكردي رغم عدم مشاركتهم فيه.

“الوطني الكردي سعى لإبعاد حزبنا”

وخلال لقاء خاص جمع صحيفتنا بالسكرتير العام لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا “محي الدين شيخ آلي” أكد أن عدم مشاركتهم في الحوار ليس لأنهم ضد وحدة الصف الكردي، بل على العكس تماماً فالهدف الأول والأخير لحزبهم ومنذ التأسيس هو “الحوار سواء أكان كردياً – كردياً أو كردياً – عربياً”.

وبدأ الحوار الكردي في شهر آذار المنصرم بمبادرة أعلن عنها القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية ووصف “شيخ آلي” هذه المبادرة بالأمر الجيد، وتابع “أنه يضمن تلاحم كافة شرائح المجتمع بكل أطيافه والعيش على نهج التعايش المشترك, طبعاً نحن مع هذا الحوار الإيجابي الهادف إلى وحدة الصف الكردي بل أيضاً يفسح المجال للحوار الداخلي لإنهاء الصراعات في المنطقة”.

ويرجع “شيخ آلي” عدم مشاركتهم إلى سببين اثنين، الأول مرتبط بكونهم ليسوا طرفاً في ثنائية هذا الحوار بين أحزاب الوحدة الوطنية PYNK وENKS, إضافةً إلى مواقف حزبهم السياسية تجاه ما تقوم بها دولة الاحتلال التركي ومرتزقته من احتلال الأراضي السورية وتحديداً مناطق الكرد، الأمر الذي لاقى القبول من جانب PYNK على حد وصف “شيخ آلي” الذي تابع بالقول “لكن هناك جهات خارجياً لم يرق لها الأمر وأرادت أن يكون حزبنا خارج الحوار, لتقوم تلك الجهات بالضغط على الطرف الأخر المتمثل ENKS وإجباره على رفض مشاركتنا”.

وكانت أحزاب الوحدة الوطنية اشترطت خلال المرحلة الأولى توصيف المناطق التي غزتها تركيا بـ”المحتلة” والسعي للعمل المشترك بهدف إعادة سكانها الأصليين وإخراج المحتل منها، وهو ما أدراج ضمن الوثيقة السياسية التي اتفق الطرفان عليها ولكن بصياغة دبلوماسية فضفاضة.

ويردف “شيخ آلي” حديثه لصحيفتنا بالقول: “بصرف النظر عن توقف الحوار فمن وجهة نظرنا فإن استمرار عقد الحوارات هو بحد ذاتهِ يشكل عاملاً إيجابياً لدى عموم الناس”, مُشيراً إلى أن إعاقة أو إفشال الحوار الكردي – الكردي والدفع بها تجاه التوتر ما هو إلا “خدمة تقدم للاحتلال التركي”.

ويتفق شيخ آلي مع العديد من الآراء السياسية الكردية التي تجزم بوجود أصابع تركية خلف دفن الحوار الكردي في الرماد بالقول: “الجهات الساعية وراء ضرب مشروع الادارة الذاتية القائمة في شمال وشرق سوريا وزرع الفتن التي تقوم بها أجندات الاحتلال التركي, صار أمرها مفضوحاً وبات الجميع يدرك أهدافهم ونواياهم الواضحة إضافةً إلى محاولات الدولة التركية ممارسة ألاعيبها من خلال الضغط على الإدارة الذاتية بالكثير من الأساليب اللاإنسانية والوحشية من قصف لمناطق شمال وشرق سوريا وأيضاً أمر أجنداتها بمماطلة الحوار”.

نجاح الحوار يؤمن تحرير مناطقنا المحتلة

ويربط شيخ آلي نجاح الحوار الكردي بخطوة تحرير المناطق التي احتلتها تركيا، ويرى أن الحوار الكردي – الكردي أمر ضروري للحفاظ على ما تم تحقيقه من مكتسبات في شمال وشرق سوريا.

ويشير إلى دوره في الوصول للحوار الداخلي دور “فعال جداً” ويتابع “بالنظر إلى واقع سوريا الحالية والصراعات الحاصلة بين الحكومة والفصائل المرتزقة المنضمين تحت سقف الائتلاف المدعوم تركياً التي تهدد كافة المناطق وبالتحديد المناطق المحتلة، وهنا نرى أن الحوار الكردي قد يكون نواة لعقد الكثير من الحوارات على الصعيد الداخلي في سوريا الذي سينهي الأزمة السورية ويعيد بناء سوريا على نهج ديمقراطي, وقد يتم على أثرها تحرير كافة أراضي الشمال السوري المحتل وبالتحديد مناطق الكرد”.

استعداد للمشاركة

 وأبدى شيخ آلي استعدادهم للمشاركة في الحوار الذي يشكل النواة الأولى للحوار السوري الداخلي بالقول “نحن لسنا ضد الحوار الكردي – الكردي وإن هكذا حوار وتفاهم يعتبر بداية تمهيد للحوار الداخلي, لذا في حال قبول مواقفنا السياسية من قبل E.N.K.S بما يتعلق بمسألة الاحتلال التركي وغيرها فنحن على استعداد تام للمشاركة في الحوار الكردي – الكردي بالمستقبل”.

وبين شيخ آلي في ختام حديثه أن الحوار يمهد طريق الوصول للحوار السوري – السوري الذي قد ينهي الأزمة السورية الحالية بصيغة ترضي كافة الأطراف والشرائح, إضافةً لدورها الهام في إيجاد حلول لتحرير كافة المناطق المحتلة وأن اعتماد مبدأ لغة الحوار الذي لا بديل له خصوصاً في تناول مختلف المشاكل ومساعي الخلاف عن طريق التفاهم والتشاركية”.