سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

قتلٌ بدوافع عنصريّةٍ بالداخل وعدوانيّة على الحدودِ

رامان آزاد_

انتهت صلاحية شعار “المهاجرين والأنصار” الذي رفعته الحكومة التركيّة وبررت به استقبالَ اللاجئين السوريين، ونبرةُ العنصريّةُ في ارتفاع، وأضحى السوريون محلَّ الاتهام بالأزمة الاقتصاديّة، وبالتوازي معها زادت جرائمُ الاعتداءِ على السوريين وقتلهم، ولا تتوفرُ إحصائيّة لعدد الضحايا من مختلف الفئات العمريّة، وانتهى العمل على سياسة الحدود المفتوحة، بإقامة سورٍ إسمنتيّ عالٍ على طول الحدودِ مزوّدٍ بأبراج وأجهزة المراقبة، وأُصدرتِ التعليماتُ لحرسِ الحدودِ بإطلاقِ النار على كلِّ من يقتربِ من الحدودِ، واحتل الجيش التركيّ مناطق سوريّة يُمارسُ القتل فيها بذريعة الأمن القوميّ.
كشفت سلسلة حوادث الاعتداء في الفترة الأخيرة في تركيا تبلور نزعةٍ عنصريّةٍ ضد العرب وبخاصةٍ السوريين، وإن بدت ظاهراً حوادث فرديّة وشجارات عابرة، لكن تكررت وتحولت لموجة عارمة تجتاح مواقعَ التواصل الافتراضي، وأصبح الخطاب المعادي للاجئين السوريين وبقائهم في تركيا معتاداً، لتردّ الحكومة بأنّ إعادتهم إلى بلادهم مسألة وقت، واتسع الخطابُ ليشملَ المقيمين والسيّاح العرب، لدرجة الخشية من التحدثِ باللغة العربيّة في الأماكن والمواصلات العامة. وتعمدت الحكومة تجاهل موجة العنصريّة والتحريض على الكراهية، لتخفيف ضغطِ الانتقادِ عليها.
شكّلت جولة إعادة الانتخابات الرئاسيّة في أيار محطة مفصليّة في ملف «العنصريّة الجديدة» بتركيا، وانتشرت سريعاً عبر منصات التواصل الافتراضي مشاهد الاعتداء وإهانة العرب وبلغت حدّ جرائم القتل. واستخدمت المعارضة العلمانيّة والقوميّة المتشددة، ملف اللاجئين كعاملِ ضغط بوجه الحزب الحاكم ووظفتها في المعركة الانتخابيّة بالتوازي مع الأزمةِ الاقتصاديّةِ. فيما سعى الحزب الحاكم لانتزاع ملف اللاجئين من يد المعارضة عبر سلسلة إجراءات حكوميّة عقب الانتخابات، تمثّلت بحملات ترحيل المهاجرين غير الشرعيين ومخالفي شروط الإقامة. ومع تقاعسها عن إصدار قرارات حازمة تحدُّ من العنصريّة، يُطرح السؤال هل مازالت تركيا بلداً آمناً للسوريين والعرب؟
جرائم قتل استهدفت لاجئين السوريين
قُتل الأربعاء 11/10/2023 الشاب السوريّ أحمد محمود الصغير من مدينة حلب بالرصاص على يد مواطن تركيّ أثناء عودته من عمله إلى المنزل في منطقة دوز تبة بولاية عينتاب، واستقرت الرصاصة أسفل رأسه، ولم تُجدِ محاولة إسعافه إلى المشفى، فيما لم تعرف أسباب إطلاق النار. والضحية متزوج وأب لطفلةٍ وحيدةٍ.
18/9/2023 قتل الشاب السوريّ أحمد مدراتي على يد تركيّ في مكان عمله بمحلٍ لبيع الموبايلات بولاية أضنة التركيّة. وسببُ القتل عدم دفعه “خوة” للعصابة التي ارتكبت جريمة القتل، والشاب الضحية متزوج ولديه طفل وزوجته حامل.
وفي حادث آخر، ذكرت صحيفة “جمهوريات” التركيّة، أنّ الشاب السوريّ “عمار طبوش” قُتل على يدِ صاحب عمله “باكير.ج” بعد رفض الأخير دفع مستحقات سابقة تُقدّر بألف ليرة تركية، يوم السبت 16/9/2023. فقد طالب الشاب بمستحقاته فنشب جدال لفظيّ بينهما، أطلق على إثره “باكير.ج” النار عليه ليفارق الحياة.

 

 

 

 

 

 

 

 

12/9/2023 توفي في المشفى الشاب السوريّ إبراهيم دلّي حسن، (22 سنة) من أهالي ريف حلب وكان قد تلقى طعنات بالسكين على يد تركيّ السبت 9/9/2023 فيما كان يتجوّل في منطقة السنجاك بولاية إزمير برفقة صديقه. وكان التركيّ قد طلب منه سيجارة، فردَّ عليه قائلاً “لا أُدخن”، ومع هذه الإجابة أقدم التركيّ على طعنه في ثلاث مناطق من جسمه إحداها في الرقبة.
فجر الجمعة 1/9/2023، قُتل الشاب السوريّ محمود الضاحي (27 عاماً) بإطلاق النار، على يد جاره التركيّ بولاية أضنة لسببٍ صادمٍ وغير متوقع، ووقعت الحادثة بعدما منع “محمود” جاره التركيّ من اقتحام منزله ودخوله عنوةً، للصعود إلى السطح والتسلل إلى بيت جاره الثاني، وفي ردِّ فعلٍ غاضبٍ، أطلق الجار التركيّ رصاصة على رأس “محمود” ما أدّى لوفاته بالحال. والضحية متزوج ولديه ثلاثة أطفال أكبرهم لم يتجاوز أربع سنوات.
وذكرت صحيفة “ميلييت” التركيّة أنّ الضحية محمود خرج إلى الشرفة ليرى من يقف لدى الباب بعدما رُنّ الجرس وفي هذه الأثناء، أطلق الجار (ج. شاهين) النار وولى هارباً.
في 24/8/2023 قُتل الشاب السوريّ نصري الحيدر (35 سنة) في حادث مأساوي وقع ليلاً في منطقة كاينارتيبي بمنطقة باغلار بولاية آمد/ ديار بكر. إذ وقعت مشاجرة مسلحة بين مجموعتين وتوفي المواطن نصري نتيجة تبادل إطلاق نار.
في 14/8/2023 أصيب العامل السوري عمر علي (46 عاماً) وابنه إبراهيم (24 عاماً) بجروح خطيرة إثر إطلاق النار عليهما في حي “معمار سنان” بولاية قيصري وسط تركيا على يد تركيّ يدعى “بيكتاش شبلاك”، الذي رفض دفع أجرة نقل الحطب إلى منزله، وأقدم على شتمهما وتحقيرهما، ما تسبب بوقوع مشادة كلاميّة أعقبه إطلاق النار.
في 30/7/2023 قتل الشاب السوريّ محمد علي المحمد (20 عاماً)، طعناً بالسكين على أيدي شبان أتراك في منطقة قوناك بمدينة أزمير التركية، وينحدر الشاب السوري من مدينة حلب
قتل طفل سوري
في مدينة مرسين راح الطفل السوري خالد حياني (10 سنوات)، ضحية جريمة قتل مروعة، الثلاثاء 9/5/2023، بعدما اختطفه تركيّ وقتله، لرفض أهله دفع فدية مقدارها 400 ألف دولار. وقال الإعلام التركيّ إنَّ مرتكب الجريمة تركيّ يدعى «حسين جنكيز» ويعمل حارساً للمجمع الذي يقطن فيه الطفل المغدور وعائلته. واتصل بأهل الطفل وطلب فدية لإخلاء سبيله، ورفضت العائلة دفع الفدية لعدم توفرها وبدأت البحث عن الطفل، وخشي القاتل انكشاف أمره فقتل الطفل خنقاً.
مقتل طفلة سوريّة على يد تركيّ في كلّس
في 5/4/2023 عثرت فرق الشرطة التركيّة على جثة الطفلة السورية “غنى مرجمك” وعمرها تسع سنوات، مرمية في بئر ماء داخل منزل مجاور لمنزل أسرتها، بحي “أوكشلار” بمدينة كلس.
تنحدر أسرة الطفلة “غنى”، من بلدة حريتان بريف حلب، وكانت قد فُقدت قبل يومين أثناء عودتها من المدرسة برفقة زميلاتها اللواتي أكّدن أنّها عادت معهن إلى الحي. ولدى مراجعة كاميرات المراقبة، تم رصد الطفلة غنى تدخل إلى حارة منزلها، ثم اختفت قرب منزل الجاني التركيّ الذي توارى عن الأنظار عقب ارتكابه الجريمة. وعند تفتيش منزله عُثر على جثة غنى وقد رُبط عنقها بحبل، ورُبط طرفه الآخر بقطع فحم حجريّ لإغراق الجثة في ماء البئر الذي يبلغ عمقه 12 متراً.
وذكرت مصادر أنَّ الجاني يملك محلاً لبيع الزهور، وأن ابنه طعن سابقاً شاباً سوريّاً بسكين في رقبته، وأودع السجن لمدة أسبوع وأفرج عنه ليعودَ إلى حياته الطبيعيّة بلا محاسبة.

قُتل بطعنة في الصدر
أدت مشاجرة اندلعت الأحد 24/4/2023، بين سوريين وأتراك إلى مقتل الشاب السوريّ محمد فريد درويش (19 عاماً) بطعنة في الرئة، بولاية كيلس. وبدأت المشاجرة بدأت بملاسنة من قبل ثلاثة شبان أتراك، تحوّلت لعراك بالأيدي، ليخرج أحدهم سكيناً ويطعن “درويش” في صدره. وينحدر “درويش” من مدينة جسر الشغور، ويعمل منذ أربع سنوات في معمل تركي للنسيج بالمنطقة الصناعيّة في كيلس.

شماتة بوفاة طفلين سوريين
في تعليق على خبر وفاة طفلين سوريين غرقاً في بحيرة في منطقة سيليفري قرب مدينة إسطنبول في 17/8/2023، كتب عشرات المغردين تعليقات سخرية وشماتة، وعبّر بعضهم عن الحزن لبقاءِ أحد الإخوة الثلاثة حياً بعد غرق شقيقيه. ودعا معلقون كلَّ السوريين للنزول إلى نفس البركة التي غرق فيها الأطفال. وقال معلقٌ: “أيها الثالث، لا تترك أصدقاءك وإخوانك وحدهم” في إشارة إلى أن يلحق بهم غرقاً.
وشاركت حسابات الذكاءِ الاصطناعيّ في حملة التشفّي بوفاة الطفلين السوريين، بينها حساب آلي (حساب روبوت) يحمل اسم Shing ha، والذي عبّر عن فرحته بالقول: “يا لها من أخبار رائعة، المزيد من الأخبار المأساويّة هو فقط ما نحتاجه”. وهذا النوع من حسابات الروبوت يعلّق بدلاً عن صاحبه بما ينسجم مع ما يكتبه المغرد عادةً.
منشور مجهول يُحرض على القتل
في 18/8/2023 تداولت كثيرٌ من الصفحات السوريّة والتركيّة صورة قيل إنّها منشورة في “الإنترنت المظلم – Dark Web” تدعو إلى قتل السوريين في تركيا مقابل مكافآت ماليّة، ورغم أنّ الموقع مفبرك ولا أساس لصحة المنشور وكانت الغاية السخرية، إلا أنّ كثيراً من التعليقات التركيّة أيّدت هذه الخطوة. ومن التعليقات: “هذا عار وبلا رحمة.. كيف يكون الرأس والذراع بنفس الثمن؟ يجب تنظيم الأسعار”، وكتب حساب آخر: “قطعة قطعة أكثر ربحاً من قتل شخص واحد”.
ويعود الحساب الذي نشر الصورة في موقع تويتر لشخصٍ مجهولٍ ينتحلُ اسم “قديروف” ويكتب باللغتين التركيّة والروسيّة، وهو مؤيدٌ للحرب الروسيّة في أوكرانيا، وتم حذف تغريدته بعدما تجاوزت مشاهداتها المليونين.
ويظهر في الصورة المتداولة قيمة الجوائز مقابل قتلِ طفلٍ سوريّ أو قطع يد أو قدم أو رأس لاجئ سوريّ، ويتمّ الدفعُ بالعملة الرقميّة، الأمر أثار مخاوف السوريين في تركيا مع تصاعد العنصريّة وتحولها لجرائم قتل أو اعتداء.
قتل على الحدود
تلقي السلطات التركيّة والحزب الحاكم باللائمة على المعارضة التركيّة وتتهمها بأنها تُذكي العنصريّة بين الأتراك وتحرّض على كراهية السوريين والأجانب وبخاصةٍ العرب، وأنها قامت بتسييس ملف اللاجئين السوريين، إلا أنّ ما تقوله الحكومة مجرد ادعاءات فهي تنافس المعارضة وتتجاوزها في كراهية السوريين، والحكومة التركية هي المسؤولة عن جرائم القتل التي تقع على الحدود ويرتكبها حرس الحدود التركيّ، وليس للمعارضة أدنى صلاحية في إصدار التعليمات لأيّ مؤسسة عسكريّة. وفي تبرير آخر تعزو السلطات ما يحدث إلى نظرية المؤامرة ووجودِ تيار عنصريّ إقصائيّ، مرتبط بدوائر غربيّة، يسعى لإيجاد شرخ في جدار العلاقة بين الأتراك والعرب، إلا أنّ ذلك لا يعفي الحكومة التركيّة من مسؤوليتها في ردع الأفعال الإجراميّة.
اعتقلت الجندرمة التركيّة، الجمعة 13/10/2023، عشرين سوريّاً وأصابت ثلاثة آخرين أثناء محاولتهم عبور الحدود باتجاه تركيا قبالة بلدة مبروكة الواقعة غرب سري كانيه. وتعرض المحتجزون للضرب أثناء نقلهم لمركز الاعتقال فيما نُقل المصابون إلى المشفى وأحدهم حالته حرجة.
في آخر جرائم القتل التي ارتكبها عناصر حرس الحدود التركيّ (الجندرمة) جريمة قتل الشاب مسعود حمو ناسو، وإصابة ثلاثة أشخاص برضوضٍ وكسورٍ، جرّاء تعرّضهم للضرب والتعذيب خلال محاولتهم اجتياز الحدود من قرية العالية في ريف الدرباسية.
وقتل الشاب عبد الملك العايش المنحدر من قرية جزعة بريف الحسكة برصاص الجندرمة التركية خلال محاولته العبور إلى تركيا.
قُتل الشاب “مصطفى يحيى الحسين” من أبناء قرية “باش دلكي” بناحية صرين شرقي حلب، في إطلاق نار على سيارة عسكرية تابعة لميليشيا الجبهة الشامية كانت تقل مدنيين لتهريبهم إلى الأراضي التركية عبر طرق التهريب.
ورفضت سيارة ميليشيا الجبهة الشامية التوقف على حاجز لميليشيا الشرطة العسكرية في مدينة إعزاز المحتلة، فأطلق عناصر الحاجز النار على السيارة مباشرةً، ما أسفر عن مقتل الشاب على الفور وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة.
وقُتل شاب من أبناء بلدة رتيان بريف حلب الشمالي، مساء 19/9/2023، قنصاً برصاص الجندرمة التركية أثناء محاولته الدخول إلى الأراضي التركية من جهة إدلب.
واعتدى حرس الحدود التركية بالضرب الوحشيّ بأداة حادة على الشاب جلال صالح من أهالي دير الزور أثناء محاولته عبور الحدود قرب كوباني.
وبلغ عدد السوريين الذين قُتلوا برصاص الجندرمة التركيّة 573 سوريّ، بينهم (104 طفلاً دون سن 18 عاماً، و67 امرأة)، وذلك حتى 3/10/2023 وأصيب برصاص الجندرمة 3073 شخص ممن حاولوا اجتياز الحدود أو من سكان القرى والبلدات السوريّة الحدودية أو الفلاحين وأصحاب الأراضي المتاخمة للحدود، ويستهدفهم الجندرمة بالرصاص الحي دون إنذار مُسبق.
ومنذ بداية العام الحالي 2023، قتلت عناصر الجندرمة التركيّة 30 شخصاً، فيما بلغ عدد الذين أصيبوا خلال محاولة اجتياز الحدود 124 شخصٍ، بينهم إصاباتٌ بإعاقة دائمة نتيجة الضرب الوحشيّ بالعصي والبنادق والركل وإلقائهم خلف الساتر الإسمنتي الحدوديّ وهم ينزفون.
يضاف إلى كلّ ذلك جرائم القتل التي يرتكبها جيش الاحتلال التركيّ ومرتزقته عبر القصف اليوميّ على قرى وبلدات شمال سوريا، باستخدام المدفعية فيما يلاحق الطيران المسيّر السيارات على الطرق العامة ضمن الأراضي السوريّة وبعيداً عن الحدود حتى في المدن والمناطق المأهولة وتستهدفها، بذريعة الأمن القوميّ. وهي حربٌ مفتوحةٌ يصمت المجتمع الدوليّ إزاءها.
تصاعدُ حملاتِ العنصريّة والتحريضِ ضدّ اللاجئين السوريين الأخيرة شكّل خطراً حقيقيّاً على العائلات السوريّة، التي فقدت الشعور بالأمان والاستقرار في ظلّ تفاقم الاعتداءاتِ المتكررةِ على اللاجئين السوريين وجرائم القتلِ العمدِ وسط غياب صيغةٍ قانونيّةٍ رادعة تضع حداً للجرائم والانتهاكات وتحاسب أصحاب الخطابِ العدائيّ ضد السوريين.
وتقدّر أعداد اللاجئين السوريين في تركيا حالياً بنحو 3 ملايين و500 ألف شخص يعيشون في عشرات المدنِ التركيّة، فقد قامتِ الحكومةُ التركيّة منذ سنوات بتفكيكِ المخيماتِ ونقلتِ اللاجئين إلى المدن التركيّة. وبلغ عدد السوريين الحاصلين على الجنسية التركيّة 235 ألفاً و35، ومن حصل على الإقامة الإنسانيّة 14 ألفاً و834 لاجئ سوريّ.
 وفي شباط 2022، أعلنت وزارة الداخليّة التركيّة، آلية فرضت بموجبها قيوداً على إقامة السوريين المسجلين داخل تركيا ضمن بند “الحماية المؤقتة”، بهدف التحكّم بمناطق الاكتظاظ والتركيبة السكانيّة في الولايات التركيّة، بحيث لا تتجاوز نسبة الأجانب في الحي 25% من السكان.

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle