سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

في يومها العالميّ… كوباني في مواجهةِ التهديد التركيّ

رامان آزاد_

كان اعتبارُ الأول من تشرين الثاني يوماً عالميّاً للتضامن مع كوباني، إقراراً دوليّاً بالإنجازِ التاريخيّ، الذي تحقّق في المدينة المقاومة، التي شهدت أول انكسارٍ للإرهابِ، الذي تلمس العالمُ أبعادَ مخاطره، فيما انفردت تركيا بين دولِ العالمِ بتضامنها مع “داعش” وتأمينِ الممراتِ الآمنةِ لدخولِ عناصره عبر الحدودِ، ونقلِ أشكالِ الدعمِ اللوجيستي والعسكريّ والطبيّ كلّه والعتاد والنفط، واليوم تهددُ أنقرة المدينة المقاومة بشنّ العدوان عليها، لتنتقل من حرب الوكالةِ إلى الأصالة.
المرتزقة يستهدفون” كوباني
بدأ داعش استهدافَ قرى كوباني مع بداية أيلول 2014، فيما شنَّ المرتزقة أكبرَ وأوسعَ الهجماتِ خلال سنوات نشاطهم على الأراضي السوريّة والعراقيّة في 15/9/2014 على مدينة كوباني على ثلاثةِ محاور.
مع بداية تشرين الأول 2014 وصل مرتزقة “داعش” إلى مشارفِ مدينة كوباني، وسيّطروا، في طريقهم، على نحو ثلاثمائة قرية، وعلى المسار كاملا، نشروا الرعب عبر أعمال القتلِ العشوائيّ، والترويع والتخويف، وكعادتهم كانت تسبقهم سمعتهم قبل الوصول إلى أيّةِ بلدة، ويُروّج معها أسطورةٌ، أنهم قوّةٌ لن تُهزم، وعكست شعارات “داعش” ذلك، من قبيل “باقية وتتمدّد”.
في 6/10/2014 كان المرتزقة قد سيطروا على أكثر من نصف المدينة. فيما تحصّن المقاومون في آخر حيّين في المدينة، وقد وطّدوا العزمَ على خوضِ المعركةِ، وردع العدوانِ بأسلحة خفيفة قرّروا الدفاع عنها، بالأسلحة الخفيفة بين أيديهم، وتمكّنوا من إيقاف تمدّد مرتزقة داعش داخل أحياء المدينة مدة 21 يوماً، حتى بدأت طائرات التحالف الدوليّ غاراتها، وقصفت المرتزقةَ داخل المدينة، وتمكّنت مقاتلات وحدات حماية المرأة، ومقاتلو وحدات حماية الشعب من التقدم داخل المدينة، وتحرير الأحياء تباعاً.
خاض المقاومون عن المدينة معارك، ارتقت إلى مستوى الملحمة والإعجاز. وكانتِ العمليةُ الفدائيّةُ التي نفّذتها الشهيدة آرين ميركان (دلارا كينج) ابنة عفرين في 5/10/2014 على تلّة مشتى نور، أحد أبرز ملامح تلك الملحمة، والتي أكّدت بالمطلق أنّ المقاومة مستمرّة بعزمٍ وثباتٍ، ولم تقتصر نتيجة العملية على خسائر كبيرةٍ في صفوف المرتزقة، بل على انهيارٍ في حالتهم المعنويّة، لتزداد شراستهم معها، فيما العملية محرضَ الصمودِ والإصرارِ على المقاومةِ.
أكثر من ثلاثمائة ألف مواطن، اضطرّوا للنزوح جلّهم من الأطفال والنساء إلى مدينة سروج في باكور كردستان، وشكّلوا هناك جداراً بشريّاً، فيما انخرط المئات من شباب وشابات المدينة في خوضِ معركةِ المصيرِ لتحريرِ المدينةِ في مواجهةِ قوةٍ همجيّةٍ مدجّجةٍ بأنواع مختلفةٍ من الأسلحةِ الثقيلةِ والمتوسطةِ، ولا تتورّعُ عن القتلِ العشوائيّ والإعدامات الميدانيّة.
على المستوى الكرديّ العام، تمَّ إعلانُ النفيرُ العام، لتركيزِ الجهودِ الأساسيّة على جبهاتِ كوباني، إدراكاً لحجمِ الخطورةِ، التي يشكّلها الهجومُ الإرهابيّ على المدينة، وتداعيات استمراره في ارتكاب المجازرِ والقتلِ الممنهج.
إعلان التضامن مع كوباني
تزامنتِ المعاركُ العنيفة في كوباني مع وقوعِ عدةِ حوادث إرهابيّة مروّعة في العديدِ من مدن العالم؛ في أوروبا وآسيا، التي نفّذها مرتزقة داعش و”ذئابه المنفردة”، لتدركَ معها دولُ العالمِ حجمَ الخطورة التي يمثّلها “داعش” على الأمنِ والسلم الدوليين، وبالمقابل أهميّة المقاومةِ في كوباني، وخرج ملايين المتظاهرين في عشراتِ الدول في أوروبيا ومن أفغانستان حتى الإكوادور، ومن كندا حتى أستراليا، تحت شعار “الاستنفار العالميّ من أجل كوباني، والإنسانيّة ضد داعش”. وكانتِ الاحتجاجاتُ عارمة ودعت الحكوماتِ للتضامن مع المقاومةِ في كوباني، بعدما تيّقنوا أنّ الحربَ على الإرهابِ يتطلّبُ تجفيفَ منابعه، وإنهاء الكيانَ، الذي فرضه عبر استخدامِ القوّةِ والترويعِ باسم “الدولة الإسلاميّة في العراق وسوريا”.
كان إعلانُ اليوم العالميّ للتضامن مع كوباني اعترافاً من العالم، بأنّه مدينٌ للمقاومةِ في كوباني. وجسّد خروج المظاهرات حالةً استثنائيّةً في وحدةِ الشعاراتِ والمطالبِ عبر العالم، وكان لافتاً أنّها في كثيرٍ من المدنِ توقفت أمام السفاراتِ التركيّة للتنديد بالدعم التركيّ المباشر لمرتزقة “داعش” وتوفير المعابر له.
وفي تحوّلٍ نوعيّ شهدت الكثير من المدن حول العالم في أوروبا وآسيا وصولاً إلى أمريكا اللاتينيّة تعليق صور مقاتلي ومقاتلات وحدات حماية الشعب والمرأة في الشوارع والساحات العامّة، وأضحت مقاومة كوباني مركز الحدث وفي صدارة الأخبار.
كوباني… هزيمة داعش الأولى
كان “داعش” في أفضلِ حالاته يوم كانتِ المعارك تُخاضُ في شوارع وأزقة مدينة كوباني، وأفاد أحد أمراء المرتزقة أُسِر خلال عام 2017، بأنّ إجمالي عدد عناصر المرتزقة الذين، تمّ استقطابهم من العراق وسوريا ومن القادمين من مختلف العالم، من أوروبا ودول المغرب العربي والخليج ومن الأتراك بلغ نحو ثلاثمائة ألف مرتزقة. وخلال المعارك قُتل أكثر من ثلاثة آلاف مرتزق، وبدأ تراجع مرتزقة “داعش” بفعل الخسائر، التي لحقت بهم جراء المقاومة البطوليّة التي أبداها المقاتلون، ولا سيما في معركة “مرشد بينار” الحدوديّة بين كوباني، ولجأ مرتزقة داعش إلى تنفيذ العمليات الانتحاريّة واستخدم السياراتِ المفخخة.
وفي 26/1/2015 وبعد 134 يوماً من أعنفِ المعارك التي شهدتها الساحة السوريّة، رفعت وحداتُ حمايةِ الشعبِ رايتها فوق تلة “كانيا كردان” شرق المدينة، في إشارةٍ إلى تحريرِ كاملِ المدينةِ، ولتعمَّ الاحتفالاتُ مئاتِ المدنِ حول العالم. وشكّل تحرير مدينة كوباني نقطة تحوّل مهمّة في مسار الحرب على الإرهاب في سوريا والعراق.
بعد مقتل الآلافٍ من مرتزقته داخل المدينة، وإصابة آلاف آخرين، أُرغم بقية مرتزقة “داعش” على الفرارِ من المدينة إلى مناطقَ قريبةٍ تحت سيطرتهم، وتسارع انهياره بخسارةِ مزيدٍ من المساحات يوماً بعد يوم، وليخسر ما يزيد عن 350 قرية في غضون أسابيع.
اضطر داعش للإقرار بالهزيمة، وعكست إصداراته والمقاطعُ المصوّرة التي نشرتها وكالة “أعماق” التابعة له وقال: إنّه أُرغم على الانسحاب، بعدما ترك المدينة ركاماً، وتمّت تسويتها بالأرض، ما أثار موجةَ سخرية لدى مناصري داعش، وعبّروا عن استيائهم من خطة الهجوم على كوباني، ومقتل آلاف المرتزقة في المدينة.
جرّاء المعارك التي استمرّت لأشهر دُمّر 70% من مساحة المدينة التي تبلغ 7 كم2، منها 3% تدميراً كليّاً في شمال ووسط المدينة، بينما 40% من المدينة تعرّض للدمارِ الجزئيّ.
ترحيبٌ دوليّ بنصر كوباني 
توالى الترحيب الدولي بمقاتلي وحدات حماية الشعب، والمرأة، بعد صدّ هجوم داعش على شمال سوريا، الذي كان يشكّل خطراً على أغلب دول العالم، ولاسيما الغرب، بالتزامن مع عمليات دهسٍ، وتفجير، وطعنٍ، تبناها داعش في عددٍ من المدن الأوروبية.
في 10/2/2015 وبعد أيام على تحرير كوباني استقبل الرئيس الفرنسيّ، فرنسوا هولاند في قصر إلإليزيه بالعاصمة باريس القياديّة في وحدات حماية، المرأة نسرين عبد الله، والرئيسة المشتركة السابقة لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD آسيا عبد الله، لبحث سُبل القضاء على “داعش”، وكانت فرنسا من الدول ذات الفعاليّة ضمن التحالف الدوليّ، المُشكّل لإنهاء داعش في سوريا والعراق.
كما اُستُقبل ممثلون عن الإدارة الذاتيّة في عدد من جلساتِ البرلمان الأوروبيّ؛ لبحث المستجدات على الساحة السوريّة، وتمتين العلاقات بين الإدارة ودول الاتحاد الأوروبيّ، وشرح أهداف تركيا ومرتزقتها في سوريا من وما تسببّت به من أعمال تخريبٍ وتدمير وتهجير.
نصر كوباني رافعة التحرير
بعد إعلان تحرير كوباني كانت الوجهة إلى مدينة كري سبي/ تل أبيض، لتحرر المدينة في 15/6/2015 وتفُكّ الحصار الخانق على كوباني الذي فرضه داعش وقبله النصرة، ودام لثلاثة أعوام، وفي 27/7/2015 تمّ الإعلان عن تحرير بلدة، صرين جنوب كوباني بالكامل.
في 10/10/2015 أُعلن عن تشكّل قوات سوريا الديمقراطيّة وهي قواتٌ سريانيّة، أرمنيّة، عربيّة، آشوريّة، وكرديّة وضمّت أكثر من 20 فصيلاً عسكريّاً، من أبرزها كتائب (شمس الشمال، لواء ثوار الرقة، المجلس العسكري السرياني، جبهة الأكراد، لواء شهداء الحسكة، وحدات حماية المرأة، وحدات حماية الشعب)، في خطوةٍ ثانيةٍ لمواصلةِ عملياتِ تحرير مدن وبلدات شمال سوريا بعد الخطوةِ الأولى التي من خلالها حُرّرت كوباني تحت راية “غرفة عمليات بركان الفرات”.
في 12/8/2016 تمّ تحريرُ مدينة منبج بعد 73 يوماً من المعارك الضارية، وكانت المدينة مركزاً عسكريّاً مهمّاً لداعش، ونقطة استقبال للمقاتلين الأجانب، وفي أولى محاولاتِ أنقرة لإنقاذ داعش، بدأت عملية عسكريّة صوريّة باسم “درع الفرات” واحتلت مدينة جرابلس في 24/8/2016 خلال ساعات معدودة، ولينضمَّ المئاتُ من المرتزقة الفارّين إلى صفوف المرتزقة الذين تقودهم تركيا.
في 5/11/2016 أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، رسميّاً عن حملة “غضب الفرات” لتحرير الرقة وريفها من داعش، وبدأت المرحلة الأولى من الحملة من محورين، الأول من جبهة عين عيسى، والثاني من جبهة سلوك، وتقدمتِ القوات من المحورين، والهدف تحرير الريف الشمالي. وتمكّنت قوات سوريا الديمقراطية من تحرير مدينة الطبقة، وسد الطبقة، ومطار الطبقة العسكريّ، وبلدات الكرامة، والمنصورة، والصفصافة وعشرات البلدات، والقرى، من الشمال والجنوب والغرب أيضاً، حتى فرضت طوقاً على مدينة الرقة من جهاتها الأربعة.
في 20/10/2017 كانت الرقة على موعد مع التحرير بعد معارك طويلة، ولتسقط عاصمة خلافة الوهم، وتكون ضربة قاصمة للمرتزقة، وجاء تحرير الرقة بعد 134 يوماً من المعاركِ، وامتزجت على أرضها دماء (655) من أبناء الشعب السوريّ عرباً، وكرداً، وتركماناً، وسرياناً، وأممييّن من جنسيات متعددة، ونجحت في إجلاء وتأمين حياة ما يقارب (450) ألف مواطنٍ من الرقة.
واستمرّت عمليات التحرير في ريف دير الزور، وكانت الباغوز على الحدود السوريّة ــ العراقيّة آخر معاقل الإرهاب، وحُوصر المرتزقة في مساحة لا تتجاوز 1 كم2، وفي 23/3/2019 كانت النهاية الجغرافيّة للمرتزقة، واستسلام نحو 3 آلاف مرتزق مع عدة آلاف من عوائلهم، وليتحوّل بقية عناصر التنظيم إلى خلايا، فيما هربت أعدادٌ كبيرةٌ منهم إلى البادية. وقد ضبطت مع العديد من أسرى داعش وثائق تركيّة، تؤكد التنسيق مع أنقرة.
كان العدوان الذي شنّته دولة الاحتلال التركيّ على كري سبي/ تل أبيض وسري كانيه في 9/10/2019 محاولة لإنقاذِ المرتزقة، وإحيائه مجدداً، واستهدافاً مباشراً لإنجازات التحرير.
داعش نفّذ قرار أنقرة
رمزيّة مدينة لم تتحقق مع انتصارها على الإرهاب والقوى الظلاميّة، بل تسبق ذلك، فكانت كانت مهد إعلان ثورة 19/7/2012، والتي أخذت على عاتقها تحرير الإنسان والمجتمع، وتبلور من بعدها مسار الحل الديمقراطيّ للأزمة السوريّة، ليتمّ إعلان الإدارة الذاتيّة الديمقراطيّة، وبذلك كان استهدافها قراراً تركياً في محاولةٍ لإنهاءِ الثورةِ والمشروع الديمقراطيّ.
صدر قرار الحرب على كوباني من غرفة العمليات المركزيّة بالمنطقة من قبل أردوغان، بهدف فتح الحدود أمام توسّعه في المنطقة، فكان الكرد هم العائق، وأما الحديث عن الأمن القوميّ واتهام الكرد بالإرهاب ودعم الثورة السوريّة فهي مجردُ أجندةٍ إعلاميّة.
المدعو “حجي عبد الناصر” العراقيّ الأصل والقيادي البارز في “داعش” قال في اعترافاته: تأكيده لدورِ أنقرة في الهجومِ على كوباني: “كنا نحضّر أنفسنا للحربِ، لكن وجهتنا لم تكن كوباني بل دمشق. لكن البغداديّ طلب الهجومَ على كوباني. وقد اعترضنا على ذلك، لكنه لم يقبل بالأمرِ. وقد عانينا الكثير من الخسائر في كوباني. وبعد ذلك فهمنا أنَّ سببَ تغييرِ البغداديّ لوجهتنا إلى كوباني خلال ليلةٍ واحدةٍ، كان إصرارَ الأتراك. فقد أراد الأتراكُ أن نهاجمَ كوباني. وأصرَّ أردوغان على ذلك. وبعد ذلك بطبيعةِ الحال أرسل أبا ياسر العراقيّ؛ من أجلٍ إسكاته إلى العراق، وهو كان قائد هذه الحرب. حيث كان أبو ياسر قد فهِم الوضع”.
المدعو عبد الحليم عبد الله، قياديّ في “داعش”، قال في اعترافاته: إنَّ قرارَ الحربِ على مدينة كوباني “جاء من البغداديّ نفسه رغم اعتراض الكثير من أعضاء القيادة”. وأضاف: “عانينا من خسائر فادحة في كوباني. وبعد ذلك علمنا أنَّ سبب توجيه البغدادي لأنظارنا نحو كوباني في ليلةٍ واحدةٍ، هو الإصرارُ من قبل الأتراك. حيث أراد الأتراك منه الهجومَ على كوباني. وأصرَّ أردوغان على ذلك”.
لم تتحسّس أنقرة الخطر على أمنها القوميّ بوجود داعش على حدودها، بل دعمته بالوسائل كلّها، بل كانت عائلة الرئيس التركيّ أردوغان، وتحديداً نجله بلال، الذي كان يُطلق عليه “وزير نفط داعش”، والذي جنى من خلال شراء النفط من الإرهابيين مئات الملايين من الدولارات، بحسب تقرير نشره «أحوال» التركي حول «الاقتصاد الأسود» للشراكة التركيّة «الداعشية»، القائمة على شراء النفط والخراب والدمار. وكذلك تأمين العلاج والتداوي في المشافي التركيّة لمصابي المرتزقة، الأمر الذي تمّ توثيق بعدد كبيرٍ من الشهادات، والاعترافات، والتقارير الإعلاميّة، والبحثيّة، وحتى تصريحات المسؤولين السياسيين، رغم محاولات تركيا للتستر على هذه العلاقة، وإبعاد الشبهات عنها.
 التهديداتُ التركيّةُ اليوم بشنِّ هجمات احتلالية موسّعةٍ على شمال سوريا، بالتوازي مع عمليات الاستهداف للسيارات بالطيران المسيّر، هي استمرارٌ للعدوانِ التركيّ، الذي بدأ في سري كانيه في 2012 وتواصل عبر المرتزقةِ من الخلفياتِ كلّها عبر حربِ الوكالةِ، التي فشلت بتحقيق أهدافها، وبذلك بدأت تركيا الحربَ بالتدخلِ المباشرِ لتحتلّ تباعاً مناطق (جرابلس، والباب، وعفرين، وتل أبيّض، وسري كانيه)، ويمارس المرتزقة مختلفَ أنواعِ الانتهاكاتِ والتغيير الديمغرافيّ والفصلِ الإداريّ وإلحاقها بالولاياتِ التركيّة المقابلة. ولذلك فنحن اليوم بأمسِّ الحاجةِ للعبرةِ من درسِ كوباني وانتصارها، في مواجهةِ التهديدِ الجديدِ.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle