منبج/ آزاد كردي –
إسماعيل أدهم، 61 عامًا، كان أحد الأوائل المدنيين الذين قدموا يد العون بتحرير منبج من مرتزقة داعش.
رأى إسماعيل أدهم الأهالي مستائين ومتضررين من الظلم والقهر، الذي كان يسود منطقته منذ فترة طويلة، وخاصة فترة تواجد مرتزقة داعش، وعندما أتيحت الفرصة، تعاون مع بعض الشباب الموجودين في الحي، وبدأ في تقديم المساعدة لهؤلاء الأهالي بكل ما في وسعه.
مساعدة الأهالي
قدم أدهم وفريقه المساعدة الطبية والإسعافات الأولية، وساعدوا الأهالي بالحصول على الغذاء والماء والمأوى، بالإضافة لإعادة إعمار المنازل المدمرة وتنظيف الشوارع.
وفي لقاء لصحيفتنا “روناهي” مع إسماعيل أدهم: “كانت المساعدة التي قدمناها بمثابة بادرة حب وتقدير لأهلنا المتضررين، فلم نتردد بتقديم المساعدة بأي شكل من الأشكال”.
وعمل أدهم وفريقه، ليل نهار على مساعدة الأهالي في منبج، فقد بذلوا قصارى جهدهم لجعل المدينة مكانًا أفضل للعيش فيه. وأضاف: “نحن فخورون بما قمنا به، ونأمل أن نستطيع من خلال عملنا، جعل منبج مدينة أكثر استقرارًا وازدهارًا”.
قصة أمل
فقصة إسماعيل أدهم، هي قصة أمل، قصة عن قوة الإنسان والقدرة للتغلب على التحديات كافة، كما إنها قصة عن أهمية المساعدة الإنسانية، وأهمية العمل من أجل الصالح العام.
وبيّن: “إن المساعدة الإنسانية في الأوقات الصعبة، يمكن أن تساعدنا على التغلب على التحديات، وبناء مستقبل أفضل، كما أريد أيضًا أن أشجع الأهالي على تقديم المساعدة بأي شكل من الأشكال، حتى لو كانت صغيرة، فكل مساعدة مهمة، ويمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في حياة الآخرين”.
قصة معاناة ومقاومة
“محمود بكرو“، شاب سوري، عاش تحت حكم مرتزقة داعش الإرهابي لأكثر من عامين، وشهد مواقف مروعة ومؤلمة، منها إعدام ابن أخيه وابن عمه على يدهم، ورؤية قطع الرؤوس، والأيادي، والأقدام، والجلد، في الشوارع، لكن هذه المعاناة لم تقوض إرادته، ولا تحطم روحه، بل أثارت فيه ردة فعل قوية ضد الظلم والإرهاب. وعندما بدأت حملة تحرير منبج بقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، قرر بكرو المشاركة بشكل طوعي بمساعدة أهالي المدينة، وكان يساعدهم بالخروج إلى المناطق المحررة، ويدلهم على الطرق الأقصر والأكثر أماناً، إضافة لتوفير المواد التموينية لهم، رغم قلة الإمكانات، وانقطاع الخبز، والسكر، والشاي، وكان يفعل ذلك، بدافع الغيرة على بلده، وانتقامه من داعش، ودون أي مقابل.
المخاطر والصعوبات
ولكن هذه التجربة لم تخلُ من المخاطر والصعوبات، فقد تعرض محمود بكرو للاستغلال من بعض التجار، الذين كانوا يخزنون المواد لبيعها بأسعار مرتفعة، وللاضطهاد من “مرتزقة داعش”، التي كانت تلاحق كل من يقدم المساعدة، حيث اقتحمت عناصر منزله في إحدى المرات، وهددوه، ووالدته بالقتل، أو الخروج، لكنه خاطر بحياته وقاومهم، فقد نجا بأعجوبة من طلقات قناص “داعش” لمرات عدة.
لكن ورغم كل هذا، كان محمود بكرو يشعر بالسعادة والفخر بتقديم خدمة إنسانية لأهالي مدينته، فكان يجد متعة في العطاء والتضحية، وكان يحلم بأن يشهد يوم تحرير منبج كاملة، وأن يستطيع أن يستأنف حياته الطبيعية، وأن يساهم في إعادة إعمار بلده وتنميتها، للعيش بسلام وحرية.
ويذكر، أنه بفضل قوات سوريا الديمقراطية ومجلس منبج العسكري ومساندة القوات التابعة لها، وبتضحياتهم الكبيرة، استطاعوا تحرير مدينتهم وأهاليهم من ظلم مرتزقة “داعش”، وقد أعلنوا عن بدء الحملة بتاريخ الأول من حزيران، والتي دامت مدة 73 يوماً من الحرب ضد إرهاب “داعش”، فيما أُعلن تحريرها بتاريخ 15 آب، عام 2016.
