بغية تتريك المناطق المحتلة.. تصاعد عمليات ترحيل اللاجئين السوريين في ظل التغاضي الدولي لمخاطره 

عين عيسى/ حسام إسماعيل ـ

تصاعدت عمليات ترحيل اللاجئين السوريين من الأراضي التركية في الآونة الأخيرة، باتجاه المناطق، التي تحتلها تركيا فوصلت إلى أعلى مستوى لها خلال شهر آب الجاري، في خطوة للمضي قدماً بسياسة التغيير الديمغرافي وتتريك المناطق المحتلة، وفق المخططات الاستعمارية والتآمرية المتبعة من دولة الاحتلال التركي.

وشهدت المناطق المحتلة، وصول الآلاف من السوريين المرحلين منذ بداية العام الحالي، بالتزامن مع مضي الدولة التركية المحتلة بتطبيق سياستها الاستيطانية بالتعاون مع جمعيات تحمل الجنسية الباكستانية والشيشانية، وأخرى خليجية، والتي تأتي ضمن مخطط مدروس يهدف إلى توطينهم في بيوت، وممتلكات المهجرين قسراً، الذين هجرتهم بعد احتلالها للمقاطعة عقب عدوان التاسع من تشرين الأول من عام 2019.

تغيير ديمغرافي وأدلجة للأجيال

ووثقت صحيفتنا “روناهي”، حسب “مصادر محلية” من المناطق المحتلة خلال الثلاثة أشهر الأخيرة، وصول ما يقارب 2000 لاجئ، رحلتهم تركيا إلى المقاطعة المحتلة عبر بوابة كري سبي الحدودية، بينهم قرابة 500 لاجئ خلال الأيام الأربعة الأولى من شهر آب الحالي، جلهم من مدن” حماة، حلب، إدلب” وغيرها من المدن السورية. وحسب “المصادر المحلية” من المقاطعة المحتلة، فإن هؤلاء اللاجئين يتم توطينهم في بيوت المهجرين قسراً (السكان الأصليون) في كل من مركز المقاطعة المحتلة والبلدات، والقرى التابعة لها (سلوك-التركمان-العلي باجلية- كرمازات.. وغيرها)، ويتم إطلاق يدهم فيما يخص استعمال ممتلكات المهجرين، وخاصة الأراضي الزراعية، فيقوموا بزراعتها بالتعاون مع المكاتب الاقتصادية التابعة للمرتزقة بشكل مباشر.

فيما عرضت (وكالة أنباء هاوار) تقريراً يؤكد عزم سلطات الاحتلال التركي بناء ثلاث مستوطنات في المقاطعة المحتلة، وريفها في كل من (تل أبيض الشرقي-عين العروس-أرض الأرمني عاكوب في العلي باجلية)، إلا أن مشروع بناء هذه المستوطنات لم يكتمل وتوقف في الأيام الأولى من العمل، حيث أشارت الوكالة إلى أن توقف العمل كان لأسباب وصفت بالمجهولة الى الآن.

دفعات “توطين” متتالية تدخل كري سبي المحتلة

ومع إعلان السلطات التركية مطلع شهر نيسان من العام الماضي عزمها ترحيل (مليون لاجئ سوري) إلى المناطق المحتلة من سوريا، تم توثيق ترحيل أكثر من 22 ألف لاجئ إلى مقاطعة كري سبي المحتلة، تبعها توطين 2000 لاجئ خلال ثلاث الأشهر الماضية، ليصبح بذلك عدد المستوطنين ما يقارب 24 ألف لاجئ، وهذه الإحصائية لا تشمل من دخلوا خلال السنوات الأولى عقب احتلال المقاطعة عام 2019 من عوائل المرتزقة الذين ساعدوا تركيا باحتلالها.

وإلى جانب قيامها بترحيل اللاجئين السوريين بادرت السلطات التركية بإدخال لاجئين عرب من الجنسية العراقية حسب مصادر محلية، أفادت بدخول عشرة عراقيين ضمن الدفعة التي أدخلتها تركيا عبر البوابة الحدودية في الرابع من شهر آب الجاري، والذين قالوا في تسجيل بياناتهم عند البوابة، أنهم بصدد الدخول إلى عائلاتهم التي تسكن المقاطعة المحتلة منذ سنوات، حيث أن العشرات من عائلات داعش، التي فرت من مخيم عين عيسى أبان الغزو التركي 2019 استقرت في كل من حارتي (الليل ـ الإسكان) في مركز المقاطعة المحتلة.

تحذيرات لمخاطر سياسات المحتل وتطبيقاتها

وبهذا الصدد؛ جدد نائب الرئاسة المشتركة لمجلس مقاطعة “تل أبيض/ كري سبي”، “هزاع محمد” خلال لقاء مع صحيفتنا “روناهي”، تحذيراته لمخاطر السياسات الاحتلالية للدولة التركية في أراضي كري سبي المحتلة، وتأثيراتها في تغيير التركيبة السكانية للمقاطعة المحتلة، وتغيير ديمغرافيتها، التي لطالما عمل عليها المحتل التركي منذ بداية الأزمة السورية تحقيقاً لأطماعه في احتلال الأراضي السورية.

وانتقد “هزاع محمد” في ختام حديثه، مضي المحتل التركي ومرتزقته بالتعاون مع جمعيات ذات جنسية عربية (قطرية – كويتية)، وأخرى إقليمية تحاول زرع الفكر المتطرف، وتثبيت مخطط التوطين، بغض النظر عن القرارات الدولية الداعية الى حل الأزمة السورية، ومن ضمنها القرار الدولي 2254، ومطالباً المجتمع الدولي بالتدخل لوقف السياسة التركية بترحيل اللاجئين، وتوطينهم بالمناطق المحتلة على حساب المهجرين قسراً منها، والعمل على تأمين عودة آمنة لهم إلى ديارهم وقراهم بعد إخراج المحتل منها.

يشار، إلى أن مقاطعة “تل أبيض/ كري سبي”، شهدت منذ بدء الاحتلال التركي لها في التاسع من شهر تشرين الأول 2019 نزوح أكثر من 100 ألف، من أصل 170 ألفاً من سكانها، توجهوا أغلبهم إلى المدن الكبرى بمناطق شمال وشرق سوريا فيما يقطن 6844 مهجراً في مخيم مهجري كري سبي، الذي شُيد في 22 تشرين الثاني 2019 بريف الرقة الشمالي.