سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

ندرة المياه وانعدامها في الحسكة يخلقان أزمة صحية واقتصادية للأهالي

الحسكة/ آية محمد ـ

تعد ملوحة المياه وانعدامها في مدينة الحسكة، أزمة قديمة، تستجد لتعكر صفو الملايين من سكانها، حتى باتت تخلف الكثير من المعاناة في تفاصيل الحياة اليومية لسكان الحسكة وريفها.
لجأ سكان مدينة الحسكة إلى حفر آبارٍ في أحياء المدينة، لتأمين حاجتهم من المياه، في ظل انقطاع الوارد المائي من محطة علوك بريف مدينة سري كانيه، منذ سيطرة الاحتلال التركي ومرتزقته عليها، في تشرين الأول 2019م، وتعدُّ محطة “علوك” المصدر الرئيسي لمياه الشرب في “تل تمر، والحسكة والشدادي، والهول، وأريافها، والمخيمات التابعة لها”.
وبعد سنوات من انقطاع المياه واللجوء لمياه الآبار المالحة، علَت صرخة أهالي مدينة الحسكة وضواحيها بتوفر المياه لمدينتهم، الذين بدورهم يعانون من أزمة ملوحة المياه وتلوثها.
المياه.. ملف خطر في الحسكة والشعب يدفع الثمن
يخلف انقطاع المياه في مدينة الحسكة معاناة، ومشاكل لدى السكان، وفي السياق التقت صحيفتنا “روناهي” المواطن “مصعب المحمد” من حي “الكلاسة”، والذي أوضح معاناته؛ بسبب انقطاع المياه، ولجوئه لوسائل أخرى لتأمين المياه كحفر الآبار: “بمساعدة بعض الأقارب المغتربين في الخارج، تمكنت من تأمين المبلغ المترتب عليَّ لحفر بئرٍ لتأمين المياه لعائلتي والجيران، فمعظم سكان المنطقة ليس بإمكانهم حفر الآبار؛ بسبب التكاليف الباهظة، والوضع المادي المتردي”.
وأضاف: “لكننا، وإن حفرانا الآبار فإننا نواجه مشاكل أخرى، كاستجرار المياه إلى المنازل في تمديدات خاصة، وتوفير مضخات سحب المياه ورفعها إلى البيوت، وكل ذلك بحاجة إلى طاقة كهربائية كبيرة، ومزيد من (الأمبيرات)، وهذا أيضاً يشكل معاناة لدى السكان”.
ولم يعد يحتمل البئر استخراج كميات كبيرة من المياه منه، فالمياه الجوفية غارت؛ بسبب التغير المناخي وعشوائية السحب والاستهلاك.
انقطاع المياه في الحسكة.. أزمة اقتصادية باهظة
وجل المعاناة الواقعة على كاهل سكان الحسكة، سببها المياه المالحة وندرتها، حيث بيّن المحمد: “تنعكس أزمة المياه في الحسكة على الأهالي اقتصادياً، حيث اضطر غالبية الأهالي لبيع منازلهم، أو تأجيرها والانتقال للمدن المجاورة، التي تتوفر فيها مياه صالحة للشرب”.
 ونوه: “حتى الصهاريج، التي يشترون منها المياه بنقودهم بالكاد يستطيعون تأمينها لمنازلهم، حيث أنهم يظلون أحياناً أكثر من عشرة أيام دون ماء”.
أزمة المياه تنغص عيش أهالي الحسكة
ولا تقتصر المياه المالحة والملوثة على حي معين، بل هي مشكلة عامة يعاني منها الجميع، فحتى الأهالي الذين يدخلون الجوامع لا يجدون ماءً نظيفاً للوضوء. وحول ذلك قالت المواطنة سلطانة شيخموس من حي “دوار جودي”: “إن ملوحة المياه تؤدي لتلوث الملابس والأرضيات عند غسلها، فالمصدر الرئيسي للمياه هو بئر “الجامع” المتواجد في الحي”.
وتابعت، واصفة مشهد التدافع بين الأهالي والطوابير التي لا تنتهي على مدار الساعة في الليل والنهار، والكثير من الأهالي ليس بقدرتهم على حفر بئر في المنازل، بسبب تكاليفها الباهظة، حيث أن تكلفة حفر البئر يكلف من 400 إلى 500 دولار أمريكي على الأقل.
ومن جانبها أردفت المواطنة “منال اليوسف“، بأنها تلجأ إلى المياه المالحة عند استحمام ابنتها الرضيعة، تلك المياه التي لا تصلح للاستحمام أو النظافة، “حتى الصابون خالٍ من الرغوة لشدة الملوحة والتلوث”.
المياه المالحة خطر محدق بصحة الأهالي
وبعد مرور سنوات عجاف في انتظار وصول مشاريع المياه المحلاة إلى مدينتهم، وبعد أن أثقل كواهلهم ارتفاع أسعار المياه لأعوام عديدة بمجرد دخول فصل الصيف، مؤكدين بأن استخدام المياه المالحة يسبب مشكلات صحية كبيرة، لهم ولأفراد أسرهم.
في حي “تل حجر” أوضح المواطن عبد الباقي الراوي: “إن توصيل المياه المحلاة للحسكة أضحى شبيهاً بالسراب، الذي ما إن تقترب منه حتى يبتعد”، مؤكداً أن أصحاب صهاريج المياه استغلوا معاناة الأهالي وأصبح الجشع شعارهم، بعد أن أصبح تكلفة عشرة براميل (ستين ألفاً)”.
وأضاف الراوي: “وتعود مشكلة مياه الحسكة إلى أن الآبار ضمن المدينة، وفي مساحات واسعة من أريافها غير صالحة للاستهلاك”.
وعود تذهب أدراج الرياح
وعود متكررة للأهالي، بإيجاد حلول للمعضلة وتأمين مياه حلوة صالحة للاستخدام، ترددت على مسامعهم دون أن تدخل حيز التنفيذ بعد، لكن تداعيات الاستخدام اليومي لهذه المياه، ومحاولة المواطنين إيجاد حلول بديلة مؤقتة، دعا هؤلاء إلى دق ناقوس الخطر، فيما اشتكى البعض من تخصيص مصروف شهري  لشراء مياه الشرب للاستحمام والشرب، واستخدامها في الطعام وغيرها من الاستعمالات اليومية، التي لا يمكن أن تتم بمياه الآبار المالحة، ناهيك عن الأمراض الجلدية وجفاف البشرة وصدأ الأقنية، والأنابيب واهتراء المعادن، التي تغسل بمياه مالحة باستمرار.
الصهاريج الملوثة.. حل بديل للمياه الرئيسية
وتتم تعبئة مياه الصهاريج الخاصة من المناهل المملوكة لأصحاب الأراضي المجاورة، والتي يقع معظمها في ريف الحسكة، وتوزع بعد ذلك للأهالي المحتاجين لها، مقابل أجر مادي يختلف بين صاحب صهريج وآخر، وغالباً ما يتفق أصحاب الصهاريج على سعر موحد، يزداد بازدياد حاجة السكان إلى المياه، وعدم وجود رقابة على التسعيرة.
ويلجأ معظم أصحاب الصهاريج الخاصة إلى استخدام صهاريج مخصصة لمياه الشرب، مع وجود بعض المخالفات من بعضهم الآخر، سواء من حيث جودة الصهريج، الذي يمكن أن يصدأ مع الوقت، أو استخدام صهاريج مخصصة للمحروقات، واستبدالها بالمياه بعد محاولة تنظيفها.
وما يزيد الطين بلّه، هو عدم التزام الكثير منهم، سواء من أصحاب الصهاريج، أو مالكي المناهل، بعملية التعقيم أو بإضافة المواد المعقمة إلى المياه، تجنباً لاهتراء الصهريج، أو التغير بمذاق المياه.
بدائل غير صحية
وللمياه الجوفية المالحة والملوثة تأثيرات على البشر والشجر والحيوانات، إذ تدمّر كل شيء وتفسده، وهذا شيء واضح للجميع، ولا يحتاج إلى أدلة دامغة ليقطع الشك باليقين، فالمياه المالحة تسبب أمراضاً فتاكة تبدأ بالفشل الكلوي، وتمر بالتهاب الأمعاء، وتنتهي بالتيفوئيد والكوليرا والتسمم، وما إلى ذلك من أمراض قاتلة.
وقد تحدث في هذا الصدد المزارع ومربي المواشي إبراهيم العطية من قرية “الحرملة” بريف الحسكة، إنه يشتري مياه الصهاريج؛ كي لا يسقي مواشيه مياهاً مالحة، تتسبب بعض الأمراض الخطيرة التي تفضي إلى الموت.
وتابع العطية: “فإذا استعملت مياه الآبار لسقي المواشي، ستؤدي إلى أمرين لا ثالث لهما، الأول أن تمرض هذه المواشي وتموت، والثاني أن تعطيك كمية قليلة من الحليب، فهي لا ترغب بشرب المياه المالحة وتقل شهيتها للأكل”، مضيفاً: “لذلك يضطر المربون في المنطقة شراء مياه صالحة للشرب، يسقون بها مواشيهم لعدم تعرضهم لأمراض فتاكة، تؤدي بالتالي لقلة إدراراها الحليب”.
كما أن الخراف الصغيرة حساسة جداً، وشبهها العطية بالأطفال الصغار، فهم لا يحتملون المياه المالحة والملوثة، التي تصيبهم بالحمى والأمراض المعوية، التي تتطلب استدعاء الأطباء البيطريين والدخول في دوامة العلاج الباهظة الثمن أيضاً.
وعند سؤاله عن عدد الأغنام التي يملكها وكم تكلف سقايتها أجاب إبراهيم العطية: “أملك خمسين رأس غنم، وكل عشرة أيام أشتري مياه صهاريج بتكلفة “خمسمائة ألف” لسقايتها بشكل خاص، أي ما يعادل مائة دولار أمريكي شهرياً”.
ضعف الإنتاج ورداءة الثمار.. آفة المياه الجوفية بالحسكة
كما أن المياه المالحة تؤدي إلى مشاكل كبيرة في الزراعة، فالإنتاج يقل، ونوعية الثمار لن تكون جيدة، وهي تؤثر على صحة الإنسان الذي يتناولها.
وجلّ ما تمناه المزارع ومربي المواشي “إبراهيم العطية”، في ختام حديثه، أن تنجح زراعته، وتأتي بغلّة وفيرة لا يتوقعها، وبسبب ملوحة المياه التي تجعل جذور الأشجار حالكة سوداء، وهو لا يستطيع أن يفعل شيئاَ لأن الأمر خارج إرادته.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle