العمل بالمياومة.. مصدر رزق هام لمهجري كري سبي في ظل ضعف دعم المنظمات

عين عيسى/ حسام إسماعيل ـ

تعتمد نسبة كبيرة من مهجري مخيم كري سبي على العمل بالمياومة لتأمين احتياجاتهم الحياتية الأساسية في مجالات عدة، ويعدونه ضرورياً في ظل نقص الدعم الإنساني المقدم من المنظمات العاملة فيه.

ويخرج المئات من عمال المياومة بشكل يومي من مخيم مهجري كري سبي للعمل في الحقول الزراعية القريبة، أو للعمل في مهنهم مثل، (الميكانيك ـ والكهرباء ـ والطينة ـ والعمارة …وغيرها) لتأمين دخل يومي في ظل نقص الدعم المقدم من المنظمات العاملة في المخيم.

ويقطن مخيم مهجري كري سبي ما يقارب 7000 مهجر، ممن هجروا عقب العدوان التركي على مقاطعة كري سبي في التاسع من تشرين الأول من العام 2019، بعد أن نُهِبت وسُرِقت ودُمِرت منازلهم وممتلكاتهم من المحتل التركي ومرتزقته، فيما تم تقنين الدعم المقدم من المنظمات العاملة في المخيم المذكور لأكثر من مرة، بحيث بات من الصعب تأمين مستلزمات العوائل المهجرة؛ ما أجبرهم على العمل بمهنهم، في أعمال أجرها يومي خارج المخيم، أو انتظار فرص العمل، التي تؤمنها إدارة المخيم المذكور.

الاعتماد على الذات

وتمثل شريحة النساء المهجرات العاملات بالمياومة نسبة كبيرة من العمالة، وبهذا الصدد تقول المهجرة عديلة محمد: “ننتظر بفارغ الصبر موسم العمل الزراعي للعمل بالمياومة، وأنا أعيل ستة أفراد بعد وفاة زوجي، ونعمل بشكل يومي على فترتين (صباحية ـ ومسائية)، وذلك لقاء أجر يومي يسد متطلباتنا تقريباً”.

ولفتت، أنه بالرغم من مصاعب العمل اليومي، ولكنه أفضل بكثير من انتظار المساعدات الإغاثية من المنظمات الإنسانية، لذلك نعتمد على أنفسنا في العمل بالمياومة.

وتأملت المهجرة “عديلة محمد”، العودة الى ديارها في كري سبي المحتلة، بعد تحريرها، ودحر المحتل التركي، والعمل في أرضها، التي تتوق للعودة إليها في القريب العاجل.

العمل حل للحياة الكريمة

من جهته قال المهجر عبد الرحيم الشعبان: “هنالك احتياجات أسرية يومية تتطلب الكثير من العمل لتلبيتها، وسدها في ظل الظروف القاسية، التي نعاني منها يومياً في المخيم، وأنا استفيد من فرص العمل، التي توفرها إدارة المخيم سواء في عقود عمل مؤقتة تمتد أحياناً لمدة زمنية قد تصل إلى ستة أشهر، وهي مهمة لي أني أعمل بالمياومة، وأستطيع تحمل الأعمال، التي تتطلب جهدا عضليا كبيراً لقاء مبلغ مالي يلبي بعض الاحتياجات”.

وتابع: “فالمواد الإغاثية، التي تقدمها المنظمات العاملة في المخيم لا تسد الاحتياجات العائلية لنا، لذلك لا أستطيع التعويل عليها مورداً ثابتاً، والامتناع عن العمل، وخاصة مع فقدان مورد رزقي الأساسي، “مزارع” بعد مصادرة أرضي الزراعية من مرتزقة المحتل التركي، مع العلم أن عائلتي تتألف من سبعة أفراد”.

واختتم المهجر “عبد الرحيم الشعبان”، حديثه بالتأكيد على أن العمل هو الحل الأمثل له لتحقيق حياة كريمة، في ظل ندرة فرص العمل، وسيبحث بالتأكيد عن فرصة عمل أخرى في حال انتهاء عقد العمل، الذي وفرته له إدارة المخيم.