في الرقة نقاشات ومقترحات حول المؤتمر الوطني لأبناء الجزيرة والفرات

تقرير/ صالح العيسى –

روناهي/ الرقة- يستمر مجلس سوريا الديمقراطية بعقد جلسات حوارية في العديد من مناطق شمال وشرق سوريا لمناقشة الحل السلمي في التغيير السياسي

عقد مجلس سوريا الديمقراطية ندوة حوارية حملت شعار “نحو مؤتمر وطني لأبناء الجزيرة والفرات” ضمت ممثليّن عن مسد والعديد من الشخصيات السياسية في المنطقة إضافة إلى نخبة من المثقفين وشيوخ العشائر في الرقة.

حيث عقدت الجلسة الحوارية في قاعة الاجتماعات بمبنى الإدارة الذاتية الواقع على ضفة نهر الفرات يوم السبت المصادف 4 تشرين الأول الجاري كما شاركت فيها رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية إلهام أحمد، ونائب الهيئة الرئاسية في مسد حكمت حبيب، والرئيس المشترك للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا عبد حامد المهباش إلى جانب وجهاء وشيوخ العشائر العربية والكردية في الرقة.

ونوقش خلال الندوة عدة مبادئ أساسية للحوار بداية ضمان المواطنة وحقوق كل الشعوب والمكونات في سوريا موحدة، إلى جانب تعزيز التشاركية في مؤسسات الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، إضافة لتطوير وتمكين الإدارة الذاتية والمدنية، واستعرضت الجلسة الحوارية برنامج عملها ضمن محورين، المحور الأول الحوار السوري ـ السوري، الذي تطرّق للحوار مع المعارضة والنظام، والحوار الكردي ـ الكردي وانعكاس تلك الحوارات على الحل السياسي.

حيث قال نائب الهيئة الرئاسية لمجلس سوريا الديمقراطية حكمت حبيب أنّ الهدف من هذه الجلسات والندوات في عموم مناطق شمال وشرق سوريا، هو الخروج بمقترحات وتوصيات تقدم للمؤتمر العام لأبناء الجزيرة والفرات في إطار الحل السياسي للأزمة السورية، وتعزيز المشاركة الكاملة لكافة أبناء المنطقة، لتتحول الإدارة الذاتية لنموذج حقيقي للحكم الديمقراطي المباشر.

الأسلوب السلمي للتغيير السياسي

وأكد حبيب أنّ مسد ومنذ البداية اتخذت أسلوبًا سلميًا للتغيير السياسي، ولا زالت تتمسك بهذا الأسلوب بالتزامن مع اتخاذ الأطراف السورية الأخرى أسلوب النزاع المُسلّح الذي لم يجلب لسوريا إلا الدمار.

وأضاف أنه ورغم النوايا الحسنة لدى مسد لا تزال الحكومة السورية تخرج من حين لآخر بالتصريحات النارية التي توصف قوات سوريا الديمقراطية بالإرهاب، وتوصيف العملية الديمقراطية التي تعاش في شمال وشرق سوريا بالعملية الانفصالية التي تهدد وحدة الأراضي السورية.

كما تطرق حكمت للحديث عن الحوارات في سوريا كالحوار الكردي ـ الكردي، مؤكدًا أنه ليس موجهًا ضد باقي المكونات السورية، كما روج له البعض، وأن أي نجاح لهذا الحوار سينعكس بالإيجاب على بقية المناطق السورية.

وفتح بعد ذلك باب النقاش وتقديم الآراء والمقترحات من قبل الحضور والمشاركين، وركزت المقترحات على ضرورة الالتزام بالحل السياسي للأزمة السورية، والابتعاد عن الحرب التي تحاول بعض الأطراف جر المنطقة إليها وخصوصًا الحكومتان التركية والسورية.

العلاقات التاريخية بين شعوب المنطقة

أما المحور الثاني للجلسة، فتضمن العلاقات التاريخيّة بين شعوب المنطقة ودورها في بناء الإدارة الذاتية وآلية تطوير المشاركة والعمل المؤسساتي في الإدارة الذاتية.

بدوره تحدث الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية عبد حامد المهباش، عن أنّ المجتمع السوري هو مجتمع متنوع والتنوع هو إثراء لسوريا، بسبب امتلاك هذه الشعوب والمكونات إرثًا ثقافيًا هائلًا سيساهم في بناء سورية كوطن صحيح معافى من كل جراحه يمثل الجميع ويحتضن الجميع.

وتابع عبد حامد المهباش حديثه ليتكلم عن مراحل تأسيس الإدارة الذاتية والمدنية، والتي جاءت لإدارة شؤون المجتمع بعد غياب مؤسسّات الحكومة السورية، نتيجة انسحابها من مناطق شمال وشرق سوريا ووصولًا لتأسيس قوة عسكرية حمت المنطقة وحررتها من مرتزقة داعش ووصولًا لتأسيس الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.

واستعرض المهباش بعض الإنجازات التي حققتها الإدارة الذاتية خلال السنوات الماضية، رغم التحديات الداخلية والخارجية، مطالبًا الكفاءات والخبرات التي لم تُشارك بمؤسسات الإدارة الذاتية حتى الآن بضرورة المشاركة البناءة والقوية في شمال وشرق سوريا.

بعد ذلك فتح باب المشاركة للحضور والتي شملت بعض التوصيات والمقترحات التي تغني مسيرة عمل الإدارة الذاتية سياسيًا وإداريًا في سبيل تدعيمها وإنجاحها.

ويُذكر أن مجلس سوريا الديمقراطية عقد عدّة جلسات حوارية بدأها بإقليم الجزيرة ومن ثم الفرات وبعدها في الرقة ليُتابع مستقبلاً عقد جلساته في بقية مناطق شمال وشرق سوريا.