الجد ريميني يعطي درساً في الحياة بتخرجه من الجامعة بعمر 93 عاماً

“يتعب المرء من كل شيء إلا العلم”.. مقولة آمن بها وطبقها بالفعل بينيتو ريميني، المسن الإيطالي الذي تخرج في 3 جامعات مختلفة طوال سنوات عمره الـ93.

تخرج ريميني الذي يعيش في مدينة بييلا في إقليم بييمونتى بشمالي البلاد، الأربعاء، للمرة الثالثة بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف في مجال الفلسفة من جامعة إيسترن بيدمونت الإيطالية، بعد حصوله على شهادتين جامعيتين.

وحصل ريميني على درجة العلوم الاقتصادية والتجارية وهو في عمر الـ27 عاماً، في 1954 من جامعة بيروجيا، والثانية في علم الاجتماع عام 1990 من جامعة أوربينو وهو في الـ62 من عمره، وفقاً لموقع “today” الإيطالي.

ريميني هو مدرس سابق للاقتصاد والأعمال في المدارس الثانوية المحلية ومحاسب معروف في بييلا، دفعته خسارته لزوجته منذ نحو 3 أعوام إلى الالتحاق بالجامعة للمرة الثالثة.

حيث قرر الالتحاق بالجامعة في عام 2016، بعد وفاة زوجته تيريزا، كان ذلك يوم 30 كانون الأول، لشعوره بالخوف الشديد من عدم قدرته على العيش بدونها، لذا اختار اتباع شغفه الكبير، الفلسفة.

بعد فقدان زوجته، قرر قضاء وقته في الدراسة، إذ دفعه حب الثقافة والمعرفة نحو هذا الهدف الاستثنائي الذي حصل عليه بعلامات كاملة من أساتذة جامعة فرشيلي.

في إحدى قاعات كاتدرائية سانت أندريا، أحد مكاتب قسم أوبو للعلوم الإنسانية، ناقش الجد ريميني أطروحة عن هايدجر (الفيلسوف الألماني) بعنوان “موضوع الألم والعيش من أجل الموت”، يوم التخرج الاستثنائي الذي رافقه فيه ابنه لويجي وزوجة ابنه أولجا وحفيدته لافينيا.

أوضح ريميني بعد مناقشة الأطروحة: “لا أحب الفلسفة فقط، بل أحب المعرفة بشكل عام، فالاهتمام بالمعرفة لا يمنحني فقط الطاقة، ولكن أيضاً القوة والتصميم على الدراسة والمضي قدماً”.

وفي رحلة دراسته وحصوله على شهادة التخرج الثالثة، كان ريميني يدرس من 6 إلى 9 ساعات يومياً، على الرغم من معاناته من انخفاض ضغط الدم، لكنه لم يستسلم مطلقاً وظل وراء حلمه وشغف حياته، الفلسفة.

واستخدم الطالب الاستثنائي ريميني جهاز كمبيوتر لتكبير نصوص الامتحان، بالإضافة إلى أن الحظ الجيد كان حليفه، إذ عملت إحدى الطالبات كمعلم مساعد له للعثور على النشرات والملاحظات من الندوات والدورات والفصول الدراسية المختلفة، حتى حصوله على شهادته الجامعية الثالثة بتفوق كبير، معطياً الجميع درساً في الحياة.