عين عيسى/ حسام إسماعيل ـ
ندّدت الرئيسة المُشتركة لمجلس مقاطعة كري سبي لتكفّل المحتل التركي بسياسة التغيير الديمغرافي في مناطق المقاطعة المحتلة؛ ما ينذر بكارثة إنسانية للمهجرين قسراً منها، وإطالة أمد أزمتهم.
وأعلن المسؤولون الأتراك في شهر نيسان من العام الجاري، عن نيتهم بترحيل مليون لاجئ سوري من أراضيها إلى المناطق، التي تحتلها من سوريا (عفرين ـ جرابلس ـ كري سبي ـ سري كانيه)، وذلك من خلال بناء مستوطنات لهم في تلك المناطق بتمويل خليجي، (قطري ـ كويتي)، وجمعيات ذات طابع ديني متطرف من الجنسية (الباكستانية ـ الأفغانية ـ الشيشانية -الفلسطينية).
ولاقت هذه التصريحات ردود فعل غاضبة من قبل السوريين المهجرين قسراً؛ بسبب تعمّد الدولة التركية المحتلة بهذه السياسة، مُحملين المجتمع الدولي المسؤولية من خلال صمته، إزاء سياسة تركيا في مناطقهم المحتلة، وتوطين لاجئين سوريين في مناطقهم، بعد مصادرة أراضيهم وممتلكاتهم لبناء المستوطنات عليها.
وتمضي الدولة التركية المحتلة بسياستها الاستيطانية بترحيل اللاجئين السوريين إلى مناطق مقاطعة كري سبي المحتلة، حيث وصل عدد اللاجئين المرحلين إلى المقاطعة المحتلة خلال الخمسة أشهر الماضية إلى 4181 مهجرا مع عوائلهم.
مخطط استيطاني لتثبيت الاحتلال
وبهذا الصدد علقت الرئيسة المشتركة لمجلس مقاطعة كري سبي فضيلة محمد بقولها: “الوضع في مناطق مقاطعة كري سبي بدأ يدق ناقوس الخطر، مع مضي الدولة التركية المحتلة، بإدخال آلاف المستوطنين من اللاجئين السوريين المتواجدين على أراضيها ترغيباً وترهيباً إلى كري سبي؛ ما ينذر بكارثة إنسانية”.
وأضافت فضيلة: “المحتل التركي بعد احتلاله لمناطق بمقاطعة كري سبي بعد عدوان التاسع من تشرين الأول 2019، هُجر ما يقارب 100 ألف مهجر، ومهجرة، فتستغل دولة الاحتلال التركي صمت المجتمع الدولي للمضي في عملياتها الاستيطانية والتوسعية في المناطق، التي تحتلها من سوريا، حيث قامت خلال الأشهر الماضية بترحيل آلاف اللاجئين السوريين من أراضيها باتجاه المناطق المحتلة تنفيذاً للمخطط الاستيطاني، الذي صرح به أردوغان في شهر أيار من العام الجاري”.
هذا ويتم بناء المستوطنات في كل من بلدة عين العروس، وأطراف المقاطعة المحتلة من الجهة الغربية على أراضي المهجرين، الذين صادره ما يسمى (مجلس تل أبيض المحلي) ممتلكاتهم ووهبها لأسياده الأتراك لبناء المُستوطنات عليها، بحسب مصادر محلية، حيث زار وزير داخلية الاحتلال التركي (سليمان صويلو) قبل شهرين هذه المستوطنات، وحث القائمين على بنائها بالإسراع بها لتطبيق مشروع أردوغان الاستيطاني، وذلك من خلال ترحيل مليون لاجئ سوري إلى المناطق المُحتلة بشكل مبدئي.
استغلال الأوضاع لتحقيق المصالح
ولفتت فضيلة: “بأن دولة الاحتلال تستغل الأوضاع الدولية من سياسية، وعسكرية للمضي بسياستها، وانتهاكاتها بحق المناطق المحتلة من سوريا (تهجير، نهب ممتلكات، بناء مستوطنات… وغيرها من الانتهاكات)، المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان يتخذ الصمت حيال تلك الانتهاكات، بالرغم من توثيقها من قبل منظمات حقوقية وناشطين”.
وفي نهاية حديثها طالبت فضيلة محمد المجتمع الدولي، بالتحرك إزاء هذه الانتهاكات، التي تجري في المناطق المحتلة، والتي من شانها إطالة أمد الأزمة السورية واستمرار معاناة النازحين والمهجرين، وذلك بالضغط على الدولة التركية والعمل على إخراجها من المناطق السورية، التي تحتلها بما يضمن عودة آمنة للنازحين والمهجرين كافة إلى ديارهم.
