روناهي/ الدرباسية –
أشار الرئيس المشترك لحركة المجتمع الديمقراطي غريب حسو، إلى إن أهالي الشهباء والشيخ مقصود والأشرفية لم يكونوا بأفضل حال قبل وقوع الزلزال، وذكر بأحوال الأهالي في تلك المناطق جراء الحصار، الذي تفرضه عليهم حكومة دمشق، والذي جاء قبل كارثة الزلزال بأشهر.
لا تزال تداعيات الزلزال المدمر، الذي ضرب المنطقة فجر الاثنين السادس من شباط الجاري مستمرة، حيث خلف هذا الزلزال مساحات شاسعة من الدمار، إضافة إلى الآلاف من المباني المدمرة، فضلا عن عشرات الآلاف من الضحايا.
على الرغم من إن مركز الزلزال كان في باكور كردستان، إلا إن آثاره ضربت محافظات سورية كبرى، في حلب، وإدلب، واللاذقية، حيث أعلنت هذه المحافظات الثلاث مناطق منكوبة.
من ضمن المناطق المتضررة مناطق الشهباء وحيي الشيخ مقصود والأشرفية بحلب، وعلى الرغم من المساعدات الدولية والمحلية، التي قدمت لضحايا الزلزال، إلى إن هذه المناطق لا تزال تعاني من عدم وصول المساعدات إليها، نتيجة الحصار الخانق، الذي تفرضه قوات حكومة دمشق على هذه الأحياء، والذي أدى إلى فقدان الأغذية، والأدوية وباقي متطلبات الحياة، حتى قبل الزلزال، فضلا عن هجمات دولة الاحتلال التركي المستمرة على هذه المنطقة، ما زاد من معاناة أهالي تلك الأحياء.
الأهالي يعيشون مأساتين في آن واحد
وللحديث أكثر عما يعانيه أهالي الأماكن المذكورة؛ التقت صحيفتنا الرئيس المشترك لحركة المجتمع الديمقراطي TEV- DEM، غريب حسو، حيث قال: لا “يخفى على أحد الحالة المأساوية، التي يعيشها الأهالي في مناطق الشهباء والشيخ مقصود والأشرفية، وذلك جراء الحصار المفروض على هذه المناطق من حكومة دمشق، علاوة على الهجمات المستمرة، التي تشنها دولة الاحتلال التركي على هذه المناطق، هذه الإجراءات فرضت على الأهالي في تلك المنطقة واقعا مأساويا لا يطاق، حيث الحرمان من أبسط مقومات الحياة، من أغذية وأدوية وحليب أطفال، لتأتي كارثة الزلزال، وتضيف وجعا إلى أوجاعهم، وبذلك نستطيع القول: إن الأهالي في تلك المنطقة يعيشون مأساتين في آن واحد، مأساة الزلزال، ومأساة الحصار”.
وأضاف حسو: “قمنا بزيارة تلك المناطق برفقة وفد من الإدارة الذاتية الديمقراطية، وشاهدنا الواقع المأساوي على أرض الواقع، الأهالي لا يعرفون كيف يتدبرون أمور حياتهم اليومية، يفترشون الأرض، ويلتحفون السماء، نظرا للمخاطر التي تحدق بالأبنية الآيلة للسقوط، حيث إن تلك الأبنية تعرضت إلى تصدعات كبيرة جراء الهزات الأرضية، فضلا عن الضرر، الذي لحق بها نتيجة ما تعرضت له من هجمات إرهابية خلال الأزمة، ما يهدد تلك الأبنية بالانهيار في أي لحظة، الأهالي في تلك المناطق محرومون من أبسط مقومات الحياة، لا سيما في هذه الأيام، التي تشهد فيها المنطقة موجة قاسية من البرد، كل هذا رأيناه بأعيننا، حيث إن الواقع هناك فرض على الجميع التضامن مع أهالي تلك المنطقة”.
الاحتلال التركي أشد وقعا من الزلزال
وتابع حسو: “الإدارة الذاتية في الشهباء تحاول قدر المستطاع التعامل مع هول هذه الكارثة، وذلك وفق الإمكانات المتاحة لديها، حيث نصبت عدداً من الخيم لإيواء النازحين، وقدمت لهم وسائل التدفئة المتوفرة، وأمنت لهم الأغذية والأدوية بقدر المستطاع، ولكن بالرغم من ذلك، يبدي الأهالي في تلك المناطق مقاومة بطولية، وذلك من خلال وقوفهم صفا واحدا للتخفيف من آثار هذه الكارثة”.
وأكمل حسو بقوله: “ما يلفت الانتباه في تلك المنطقة، وفي ظل هول هذه الكارثة، هو تأكيد الأهالي على إن احتلال الأرض يبقى أشد وقعا من أي كارثة أخرى، وذلك في إشارة إلى الاحتلال التركي لعدد من المناطق السورية، كعفرين وغيرها، حيث إن كوارث الطبيعة لا يمكن التعامل معها، ولكن الاحتلال هو من صنع الإنسان، وهذا ما يزيد الألم”.
وأوضح حسو: على “الرغم ما كان يعيشه أهالي تلك الأحياء، إلا إنهم كانوا على الدوام يبدون تضامنهم وتعاطفهم مع الضحايا في المناطق الأخرى، مثل جنديرس، وإدلب، وباكور كردستان، ويطالبون بفتح الطريق كي يذهبوا ويساعدوا الضحايا في تلك المناطق”.
وأشار حسو: “منذ الساعات الأولى لوقوع الزلزال، سارعت الإدارة الذاتية الديمقراطية إلى إرسال قافلة من المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة، كما أعلنت فيما بعد عن فتح المعابر مع الجهات كلها، لتسهيل حركة المساعدات الإنسانية، فضلا عن إطلاقها حملة لجمع التبرعات بغية إرسالها للمتضررين في المناطق المنكوبة، وشاركت في هذه الأعمال شعوب شمال وشرق سوريا جميعاً، إضافة إلى مؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية”.
