عوض الله: سياسة التعطيش التركيّة تُهدد حياة ملايين السوريين

إيفا إبراهيم / قامشلو –

أكد الكاتب والصحفي المصري محسن عوض الله بأن حبس مياه نهر الفرات وبناء السدود عليه محاولة لإفشال المشروع الديمقراطي للإدارة الذاتية وإثارة الفوضى من خلال سياسة التعطيش والتجويع وقطع المياه والكهرباء، مشيراً إلى أنه لا بد من مراعاة القوانين الدولية الخاصة بحقوق سوريا والعراق ووصول حقها من المياه إليها.

سياسة المحتل التركي هي الإبادة وضرب استقرار مناطق شمال وشرق سوريا ومعاداة الكرد وشعوب المنطقة بشكل عام، ولهذا تمارس حرباً لا أخلاقية ضد الشعوب التي تطالب بحقوقها في العيش الكريم الحر، حيث قامت بقطع المياه دون رادع أخلاقي ودولي ما تسبب بكارثة بشرية وطبيعية.

تركيا تنتهك القوانين والمجتمع الدولي صامت

حول هذا الموضوع أجرت صحيفتنا لقاءً مع الكاتب والصحفي المصري محسن عوض الله فتحدث وقال: تركيا تهدف إلى إسقاط المشروع الكردي الديمقراطي وهي تعادي الشعوب الأخرى أيضاً، وهي تمنع الكرد من ممارسة أي حقوق خاصةً بهم، فتدخّلت في اقليم كردستان رغم أن العلاقات فيما بينهم جيدة لكننا نرى على أرض الواقع بأن الدولة التركيّة عارضت وبشدة الاستفتاء الذي جرى في الإقليم.

وتابع عوض الله: تقوم تركيا باحتلال مناطق في شمال وشرق سوريا، إضافة إلى قطع مياه نهر الفرات واستهداف مناطق الإدارة الذاتية ومخيماتها، كما إنها تدعم مرتزقة داعش ونشر المرتزقة والعملاء التابعين للاستخبارات التركية لإحداث نوع من الفوضى لضرب استقرار المنطقة وتقويض الإدارة الذاتية بما يهدف في النهاية إلى سقوط الإدارة التي تعتبرها العدو الأول لها.

وحول رؤية المصريين حول “قطع نهر الفرات” تحدث عوض الله قائلاً: المصريين بشكلٍ عام ينظرون لما يحدث من قطع نهر الفرات بموقفهم من إثيوبيا، نحنُ في مصر نعاني من تهديدات إثيوبيا بقطع مياه النيل عن الشعب المصري من خلال بناء سد النهضة، لكن ربما تركيا أكثر طغياناً من إثيوبيا في هذه الأزمة لأنها بدأت بالفعل بقطع المياه عن سوريا بشكلٍ عام ومناطق شمال وشرق سوريا بشكلٍ خاص، بالتالي هي دولة تخالف الاتفاقيات الدولية والخاصة بالأنهار الدولية المشتركة، مياه نهر الفرات لا تعتبر مُلك لأي دولة ولم يكن يوماً نهراً للدولة التركية فقط، ولكن تركيا دولة عنصرية واحتلالية لا ترى سوى العنصر التركي فتعادي عموم الشعب الكردي ومشروع المقاومة “الأمة الديمقراطية”.

ونوه عوض الله بالقول: الأتراك يقولون إن الكردي الجيد هو الكردي الميت، وأي انتصار للكرد في أي مكان لن تتوقف تركيا عن معاداته وتوجيه اتهامات له ومحاولة إسقاطه وإفشاله، بالتالي إغلاق نهر الفرات وبناء السدود عليه محاولة لإسقاط الإدارة الذاتية وإثارة الفوضى من خلال سياسة التعطيش والتجويع وقطع المياه والكهرباء لإفساد التجربة وإحداث نوع من الغضب بين شعوب شمال وشرق سوريا، وزرع حالة من السخط من عدم توفر الخدمات الأساسية الناتجة عن المماثلة التركية.

استراتيجية دوليّة لنشر الفوضى في الشرق الأوسط

وبخصوص الصمت الدولي حول هذه الانتهاكات تحدث عوض الله وقال: الدولة التركية تقوم بدور وظيفي لصالح الدول الكبرى في المنطقة، كما تلعب دور بنشر الفوضى في الشرق الأوسط، وتتدخل في سوريا والعراق وليبيا واليونان وتهاجم مصر أيضاً، وهذه استراتيجية دولية كي لا ينعم الشرق الأوسط بالاستقرار ويصبح ساحة للخلافات.

وأضاف عوض الله: أعتقد بأن الدور التركي سينتهي قريباً بسبب المشاكل الكثيرة التي بدأها الرئيس التركي أردوغان وتصادمه مع القادة الغربيين وهجومه على إسرائيل بالتالي أردوغان يخدم المصالح الغربية. العالم العربي مشغول بالهموم الداخلية وأزماته ومشكلاته ولا يمكن التعويل على الشعب العربي الذي يعاني الويلات من الأزمات الاقتصادية والأنظمة العربية لا تسمح التعبير عن الرأي بشكلٍ كامل، ونحنُ أبناء الشعب العربي في الشرق الأوسط وعلى العكس فأن الشعب الكردي يتمتعون بالحرية وخير دليل على ذلك الحدث الأخير الذي حصل ورفع أسعار المحروقات بمناطق شمال وشرق سوريا، عندما رفض الشعب القرار استجابت الإدارة وألغت القرار على الفور، هذا الأمر من الصعب أن نجده في أي من الدول العربية.

واختتم محسن عوض الله حديثه قائلاً: على الشعب العربي فهم حقيقة الهدف التركي في المنطقة والوقوف إلى جانب الشعب الكردي لإفشال المخططات التركية التي تستهدف النيل من إرادة شعوب المنطقة واحتلال أراضيها.