حسين: المحتل التركي ومرتزقته يرتكبون الموبِقات والضمير العالمي في ثبات

روناهي / قامشلو-

 أكد المنسق العام للجان تقصي الحقائق الدولية في قضايا المختطفات والمختفين قسراً في شمال وشرق سوريا جيكر حسين بأنه منذ بدء عملية غصن الزيتون في العام ٢٠١٨ من قبل تركيا والفصائل التابعة لها في مدينة عفرين، قمنا بعمليات توثيق عدد كبير من الملفات عن المختطفين قسراً تم اعتقالهم وتحويلهم إلى المحاكم التركية وهذا يخالف القانون الدولي، وثبت بالدليل بأن هؤلاء أبرياء، وأكد بأنهم قاموا بتوثيق حالات اغتصاب للفتيات في سجون مرتزقة المحتل التركي وتم ذلك تحت إشراف مباشر من قبل الأجهزة الأمنية التركية، وأشار بأن هناك حالات لأطفال تم اعتقالهم وهم دون الخمس سنوات معتقلين مع أمهاتهم يتم التعامل معهم على أنهم إرهابيين.

المحاكم التركيّة تُخالف وتخترق القانون الدولي

حول ذلك أجرت صحيفتنا لقاءً معه فتحدث وقال: بعد مرور ثلاثة أعوام من الرصد الدقيق للأحداث التي نرصدها بشكل يومي والتغييرات التي وعد بها الرئيس التركي قمنا بالتوصل إلى توثيق عدد هائل من ملفات المختفين قسرًا في مدينة عفرين، ممن تم اعتقالهم وتحويلهم إلى المحاكم التركيّة وهذا ما يخالف القانون الدولي لنقل المعتقلين بدون طلبات رسمية دولية، مع العلم أن لدينا أيضًا حالات وعائلات قاموا بتقديم وثائق رسمية وشهود عيان قاموا بإدراج أسمائهم للشهادة على أن معتقليهم هم أبرياء ولم يكونوا منخرطين في أي حزب أو جهة عسكرية ولكن تم رفض طلباتهم من قبل المحاكم التركية والإصرار على إنهم موالين لحزب العمال الكردستاني، أو يتعاملون مع الإدارة الذاتية وإصدار أحكام سجن لفترات تتراوح بين الخمس والست سنوات أو في بعض الحالات تصل للمؤبد وبدون أي أدلة أو أية وثائق رسمية تؤكد ضلوعهم في أية أعمال عنف أو الانتساب لجهة معينة .

وعن موضوع المختطفات وعمليات الاغتصاب والزواج القسري والأفلام الإباحية في عفرين تحدث حسين بقوله: قمنا بتوثيق حالات اغتصاب الفتيات المعتقلات في سجون المليشيات التابعة لتركيا وقيام هذه الفصائل باغتصابهن بشكل جماعي وبإشراف مباشر من قِبل المخابرات التركية، كما قمنا برصد حالات تورط الضباط الأتراك في ملفات المختطفات وقيامهم بتهديد النساء إما ممارسة الجنس والموافقة على العمل كممثلات إباحيات لكسب المال على حساب هؤلاء الفتيات، أو أن يتم تحويلهن للقضاء التركي لمواجهة الأحكام الشاقة التي قد تصل إلى المؤبد في بعض الحالات، وبالإضافة إلى تعاطي المليشيات المدعومة تركيّاً لأنواع من المخدرات وقيامهم بجمع الفتيات وهن عراة وإجبارهن على تمثيل الأفلام الإباحية ومن ثم التناوب على اغتصابهن.

وتابع حسين: هنا نود أن نؤكد أننا قمنا برصد حالات وبشهادات بعض الناجيات أنه تم اغتصاب بعض الفتيات أمام ذويهن كالأخوة والآباء والأقارب، فمثلاً عند استماعنا لشهادة إحدى الناجيات قالت لنا عن الطريقة المهينة البشعة التي تم اغتصابها أمام والدها مرات عدة من قِبل مليشيا الحمزات في عفرين، وأيضًا هناك شهادات أخرى تتحدث عن عمليات بيع الفتيات بين عناصر المليشيات خلال أيام عطلة الأسبوع وعند مغادرة الضباط الأتراك لمراكزهم، بالإضافة إلى شهادات آخرين قالوا أنهن كنَّ يشتكين للضباط الأتراك خلال الدوام الرسمي ولكن ذلك لم يكن يجدي نفعًا ولم يكن الضباط الأتراك مهتمين، وبعد الرصد من قبلنا والاستماع لشهادات أخرى تم تأكيد مشاركة الضباط الأتراك في عمليات الاغتصاب.

إجبار الإيزيديين والمسيحيين على اعتناق الإسلام

وفي سياق حالات الأطفال المعتقلين تحدث حسين بالقول: قمنا بتوثيق حالات كثيرة من قضايا الأطفال دون الخمس سنوات معتقلين مع أمهاتهم ويتم معاملتهم كأسرى وإرهابيين أيضًا، حيث يتم منع هؤلاء الأطفال حتى من استخدام المراحيض وأبسط الوسائل الأخرى.

وبخصوص توثيق التعامل مع الأديان الأخرى تحدث حسين فقال: قمنا بتوثيق حالات لصلب أشخاص مسيحيين من مدينة عفرين والقيام بأعمال تعذيب ممنهجة بحقهم لإجبارهم على الدخول في الإسلام، وإلا فمصيرهم الصلب والقتل بتهمة الردة ومعاداة الإسلام والله، بالإضافة لشهادات من الديانة الإيزيدية حيث تم إجبار عدد منهم على دخول الإسلام كرهًا وتدمير المراكز المقدسة لديهم ودور العبادة الخاصة بهم وتهجيرهم جميعاً من قراهم كقرية بافولين مثلًا وتحويلها لمستوطنة لعائلات المرتزقة.

وأوضح حسين: قمنا برصد حالات جدًا كثيرة لأعمال نهب وسرقة وشهادات تتحدث عن طريقة استملاك تلك المليشيات البيوت والأراضي والأملاك والتهمة جاهزة وهي التعاون مع الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وعمليات فرض الإتاوة والفدية فهي الأكثر شيوعاً حاليًا في عفرين، والحقيقة حسب متابعتنا لرصد الحالات أن هنالك تسابق فيما بينهم على استغلال الناس لجمع أكبر قدر ممكن من الدولارات.

وبيّن حسين: المناطق المحتلة من قبل تركيا ومرتزقتها تشهد فلتانًا أمنيًا غير مسبوق من حيث الأحداث التي نرصدها ونوثقها مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، وترصدها أيضًا لجان تقصي الحقائق الدولية التابعة للأمم المتحدة.

واختتم جيكر حسين حديثه قائلاً: نناشد حكومات العالم والمنظمات الدولية والإنسانية والأمم المتحدة في التدخّل بشكل عاجل ضد الانتهاكات الفظيعة التي لم يسبق لها مثيل بحق المدنيين الأبرياء العزّل الذين أصبحوا ضحية مليشيات طائفية لا تمت للإنسانية بصلة.