عمال النظافة.. جنود مجهولون على خط المواجهة لنظافة المدن

قامشلو/ رشا علي –

في ساعات الصباح الباكر، الشوارع شبه خالية من المارة، بينما هناك الذين لا غنى عن حضورهم ولا بديل لهم، يعملون لساعات طويلة بكل جهد وكدٍّ لخدمة المدينة والمواطن والشعب، فمن هم هؤلاء الجنود المجهولون؟

عمال النظافة الحاضرون في كل مكان وكل شارع وكل حي، شوارع المدينة عناوينهم، يفنون فيها زهرة عمرهم بدون مظلة تحميهم من حر الصيف وبرد الشتاء، حرصاً على نظافة البيئة وسلامة المواطنين وجمال المدينة، فعامل النظافة مثله مثل الطبيب الذي يداوي مرضاه، والمعلم الذي يعلم تلاميذه، ومن ناحية أخرى لديهم ظروف صعبة غير العمل يعانون منها مثل ارتفاع الأسعار وغيرها من مشاق الحياة وشظف العيش.

يعمل للحفاظ على جمال المدينة

ولمعرفة المزيد عن عملهم وأوضاعهم ومعاناتهم التقت صحيفتنا “روناهي” مع العديد من عمال النظافة التابعين لبلدية قامشلو، حيث يعملون ضمن أحياء المدينة، وفي البداية التقينا بالعامل سلطان الأحمد البالغ من العمر 36 عاماً، من قرية خراب عبد التابعة لناحية تربه سبيه، الذي كان يعمل على تنظيف الشارع العام ممسكاً بمكنسته، وأشار لنا في حديثه بأنه يزاول هذا العمل منذ ست سنوات، يبدأ دوامه من الساعة السادسة صباحاً إلى الساعة الواحدة والنصف ظهراً، يقول لنا: “نعمل في كل الظروف، في حرارة الصيف وبرد الشتاء، بدوام يومي طويل نوعاً ما، سلاحنا المكنسة، نعمل من أجل الحفاظ على جمال المدينة خالية من الأوساخ”.

الأمور المعيشية الصعبة

أما عن الظروف المعيشية الصعبة الذي يعاني منها بين لنا قائلاً: “لدي ستة أطفال، كان راتبي الشهري يكفي لإعالة أسرتي، ولكن بعد موجة الغلاء صارت المعيشة صعبة، ارتفعت أسعار المواد الغذائية والألبسة والدواء وكل شيء، أصبحت الأسعار جنونية، نضطر لحرمان أطفالنا من الكثير من الأشياء، كما نعاني من عدم توفير مادة الخبز”.

أعمل لخدمة البلد والشعب

وعن عمله وضح لنا الأحمد بأنه يحب عمله، وبأن العمل عبادة ولا يوجد أي عمل يعيب صاحبه، وبأنه يعمل لخدمة المدينة والشعب، واختار هذا العمل بسبب الظروف المعيشية.

وفي النهاية تمنى سلطان الأحمد وقال: “أتمنى أن يعم الأمان في مدننا، وأن تنخفض الأسعار التي أصبحت مشكلة يعاني منها جميع المواطنين وأثقلت كواهلهم”.

أما العامل محمود العمر البالغ من العمر خمسون عاماً وهو أب لست بنات وأربعة أولاد فيتحدث لنا قائلاً: “أعمل منذ سنتين عاملاً للنظافة، ابني الكبير يساعدني في إعالة البيت، إنه عضو في قوات الأمن الداخلي، عملي جيد وأنا أحبه، أعمل دون كلل أو ملل”.

نبدأ العمل منذ الصباح الباكر

منذ ساعات الصباح الباكر يأتي العم محمود ويبدأ العمل، يرغب دوماً بإعطاء رونقاً وجمالاً لمدينته، ليس لديه أي خوف على صحته من الفيروسات والجراثيم والأوبئة المنتشرة، ويتبع الإجراءات للوقاية من الأمراض، وحول ذلك بين لنا العمر قائلاً: “البلدية تقدم لنا كل ما نحتاجه من الكفوف والألبسة الشتوية والصيفية، وتهتم بنا بشكل جيد”.

توفير فرص العمل

وفي النهاية اختتم محمود العمر عامل النظافة في بلدية قامشلو حديثه: “نشكر الإدارة على توفير الأمان لنا ولعوائلنا وتوفير فرص العمل لنا من أجل خدمة المجتمع وإعالة أسرنا، سنعمل بكل طاقتنا من أجل بقاء المدينة نظيفة”.

هناك العديد من الناس لا يدركون حجم المخاطر والأمراض التي يمكن أن يتعرض لها عامل النظافة، وإن الجهل بهذه المخاطر هو السبب الرئيسي لعدم تفهمنا قيمة عملهم، ومن الضرورة تعديل وجهة نظر المجتمع لهذه المهنة وأفرادها بطريقة ايجابية والعمل على تغيير النظرة السلبية ودعمهم معنوياً ومادياً، والتأكيد على دورهم في الحفاظ على بيئة نظيفة ومجتمع صحي.