على مدار ثلاثة أشهر… مطالب الأحرار تزداد لتحرير القائد عبد الله أوجلان جسدياً

روناهي/ برخدان جيان ـ

---

تصاعدت فعاليات الحملة العالمية للمطالبة بحرية القائد عبد الله أوجلان منذ الإعلان عن انطلاقتها في العاشر من تشرين الأول من العام المنصرم 2023، حيث عمت الفعاليات المطالبة بتحقيق الحرية الجسدية للقائد أغلب دول العالم.

وفي إطار الحملة المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر، أقيمت العديد من النشاطات والفعاليات والحملات تتضمن المسيرات وقراءة البيانات والندوات وورش عمل ولقاءات ومؤتمرات، وبرنامج لقراءة كتب القائد عبد الله أوجلان، حيث انطلقت من 74 مركزاً حول العالم، لتصل إلى 105 مراكز مختلفة حول العالم في قارات آسيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية وأفريقيا.

قائدٌ فذ ضحى لتحرير شعبه…!

برزت أهمية تصعيد النضال وإطلاق المبادرات الشعبية على الصعيد الإقليمي والدولي لما تمثله شخصية القائد عبد الله أوجلان من خصوصية، وشخصية استثنائية، فهو يمثّل الإرادة السياسية بالنسبة لملايين الكرد على وجه الخصوص، والقائد قدوة بالنسبة لشعوب عدة، ليست في سوريا وحسب، بل في أنحاء العالم كافة، على وجه العموم، لأنهم وجدوا في فكره وفلسفته وأطروحاته، إرادة السلام والحل لمشاكل ومعضلات الشعوب المضطهدة، والمجموعات العرقية، الدينية، الطائفية، الجنسوية، البيئية، حتى أطلقوا عليه (قائد الشعوب وقائد الأمة الديمقراطية).

ونتيجة لهذا الفكر النيّر، ولتلك الفلسفة العميقة، ولهذه الأطروحات الإنسانية، دفع القائد الثمن حياته وحريته، حيث اختطف في ١٥ شباط عام ١٩٩٩، بعملية استخباراتية دولية، وتم تسليمه إلى الدولة التركية التي قامت باحتجازه واعتقاله في سجن انفرادي بجزيرة إمرالي، منذ خمسة وعشرين عاماً، وبفرض أشد أنواع التعذيب والانتهاكات والممارسات اللا إنسانية والعزلة المطلقة عن العالم الخارجي عليه.

وعلى الرغم من هذه السياسات اللاإنسانية التي تمارسها الدولة التركية بحق القائد أوجلان؛ إلا أن فكره الإنساني النيّر، تحوّل إلى أرضية متينة ومرجع فريد، تستلهم منه المنظمات الإنسانية والقوى الوطنية في شمال وشرق سوريا، وجميع المناضلين في سبيل تقرير المصير وحرية المرأة والحد من جميع أنواع الاستغلال واللا مساواة في أنحاء المعمورة.

تحرير القائد حل للقضايا الشعوب

القائد عبد الله أوجلان، عالم مميّز بفكر شمولي عميق، وفيلسوف ذو نظرة ثاقبة للأمور، قد قدّم الحلول للمشاكل العالقة في المنطقة، عبر أطروحة (الحداثة الديمقراطية)، وإطلاق سراحه، سيكون سبيلاً لانضمامه إلى العملية السياسية لحل المشكلة الكردية، ولكن الأنظمة الديكتاتورية تعي هذه الحقيقة، ولهذا، فهي مستمرة في فرض سياسة العزلة الشديدة عليه، لكيلا يتمكّن من نشر فكر الحرية والمساواة والسلام.

ولهذا فإن الشعوب المؤمنة بفكر القائد وفلسفته التي تعرفت على شخصه تعيش حالة القلق والغضب على وضع القائد أوجلان، بسبب مرور ما يقارب ثلاث سنوات، على عدم تلقي أي معلومة عنه، وهو وضع خطير، ما يستوجب إنهاء هذه العزلة وتحقيق حريته الجسدية، وتمكينه من ممارسة دوره السياسي، لحل النزاعات بين الكرد والدولة التركية ودول الشرق الأوسط، فالقائد أوجلان يمثّل مفتاح الحل للمشكلة الكردية، لأنه قد أثبت بمقاومته التاريخية سُبل إرساء السلام والكرامة وأخوة الشعوب في المنطقة ضد أشكال الاضطهاد والظلم والتعذيب.

مبادرة الشعوب السورية

وبعد انطلاق الحملة العالمية لتحرير القائد عبد الله أوجلان الجسدية تحت شعار “الحرية للقائد عبد الله أوجلان، الحل السياسي للقضية الكردية” في مراكز أنحاء العالم، بادرت الشعوب والمؤسسات والتنظيمات في إقليم شمال وشرق سوريا وفي الشرق الأوسط عامة بالانضمام إلى الحملة، ومن ضمن المبادرات التي أعلنت انضمامها للحملة العالمية المبادرة الشعبية لشمال وشرق سوريا، والتي تضم الشرائح المجتمعية لشعوب إقليم شمال وشرق سوريا من ضمنها الشخصيات العشائرية ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات والإدارات في إقليم شمال وشرق سوريا، كما دعت المنظمات الاجتماعية، من نساء وشباب وأحزاب سياسية للانضمام إلى هذه الحملة، والعمل بالسبل والطرق الممكنة لتحقيق أهدافها.

كما أدلت مبادرة الشعوب السورية ببيان كشفت من خلاله الأسباب وراء الانضمام إلى حملة إطلاق سراح القائد عبد الله أوجلان، ومن هذه الأسباب استمرار الدولة التركية في سياساتها إزاء الكرد وقضيتهم، حيث سياسة التتريك وطمس الهوية الكردية، وزهق أرواح عشرات الآلاف من الأبرياء وتشريد الملايين من الكرد وحرمانهم من أبسط حقوقهم المدنية والسياسية وتعزيز قوة العنصريين والمتعصبين.

وأكدت المبادرة، أن الحملة المعلنة عالمية؛ لأن المشكلة الكردية هي مشكلة عالمية، وهي في الوقت ذاته دولية، لأن قضية القائد أوجلان دولية، وحل المشكلة الكردية يمرّ بالتأكيد من بوابة حل قضية القائد عبد الله أوجلان، وذلك لأن حالته ليست حالة شخص واحد، بل هي حالة شعب يواجه إبادة جماعية، وهي حالة منطقة بأكملها.

فعاليات شمال وشرق سوريا المتنوعة

وبالإضافة إلى “المبادرة الشعبية للشعوب السورية” كان هنالك عدة فعاليات في مناطق شمال وشرق سوريا في إطار العالمية، فانضم 28 مثقفاً وفناناً وسياسياً وأكاديمياً عربياً إلى الحملة العالمية عبر بيان في 14 تشرين الأول 2023.

كما افتتحت المبادرة الشعبية لشمال وشرق سوريا في 17 تشرين الأول 2023، خيمة الاعتصام الأولى في مدينة قامشلو، ومن ثم في الحسكة، وعامودا، وديرك، والرقة، ومنبج، وكوباني، وكركي لكي، الدرباسية، والهول، والشهباء، والطبقة، وتل حميس.

وفي 11 كانون الأول 2023، بدأ أول إضراب مفتوح عن الطعام في مدينة ديرك بإشراف المبادرة الشعبية لشمال وشرق سوريا. ثم تواصلت في (قامشلوـ وعامودا ـ وكركي لكي ـ وتل حميس ـ والهول ـ والشهباء ـ والحسكة ـ والطبقة ـ والدرباسية ـ كوباني).

وفي 29 تشرين الثاني 2023، أكملت حركة الشبيبة الثورية السورية مسيرة طويلة لمسافة 100 كيلومتر خلال ثلاثة أيام من ملعب 12 آذار في قامشلو إلى ديرك.

كما شهدت مدينة الرقة مبادرات عدة أيضاً في إطار الحملة من ضمنها انعقاد الكونفرانس الأول للمبادرة السورية لحرية القائد عبد الله أوجلان في الرقة في العاشر من كانون الأول 2023 تحت شعار “انتهاك القانون الدولي فيما يتعلق بقضية القائد عبد الله أوجلان والحق والعدالة”، وتنظيم ورشة عمل نسائية قام بها تجمّع نساء زنوبيا بتاريخ 14 تشرين الثاني 2023 بمشاركة 250 مندوبة تحت شعار “بروح الأمة الديمقراطية نسير لتحقيق الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان”.

وبدورها أرسلت مبادرة المحامين السوريين لحماية القائد عبد الله أوجلان 1025 توقيعاً تم جمعها من المحامين إلى منظمة العفو الدولية في نهاية تشرين الثاني وبداية كانون الأول 2023، ووجهت المبادرة السورية لحرية القائد عبد الله أوجلان وبالتعاون مع مبادرة المحامين لحماية القائد عبد الله أوجلان، العديد من الرسائل إلى 11 منظمة دولية وعالمية. ودعت الرسالة تلك المنظمات إلى القيام بواجباتها حيال وضع القائد عبد الله أوجلان وتحقيق حريته الجسدية.

المبادرات الإقليمية

في 28 تشرين الأول 2023، أصدر 78 صحفياً وفناناً وكاتباً وسياسياً ومثقفاً بياناً “الدعوة من أجل السلام” في إسطنبول. وطالب البيان بإنهاء العزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان وحل القضية الكردية بطريقة ديمقراطية، وفي آمد، أصدرت 172 منظمة ومؤسسة، بينها منظمات مجتمع مدني وأحزاب سياسية، يوم 29 تشرين الثاني 2023، بياناً تحت شعار “دعوة بالحرية من الآن إلى المستقبل”.

تقدم الرئيسان المشتركان لحزب الشعب للمساواة والديمقراطية تولاي حاتيم أوغولاري وتونجر باكيرهان، وأعضاء البرلمان بطلب إلى وزارة العدل للقاء القائد عبد الله أوجلان، وشهدت أسطنبول خروج مسيرة في كيملك تزامنت مع خروج مسيرة أخرى في آمد بتاريخ (18ـ 19) تشرين الثاني 2023، وذلك بمشاركة عشرات الآلاف من الأشخاص، ورغم العوائق والهجمات، خرجت المسيرة للمطالبة بالحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان والحل الديمقراطي للقضية الكردية.

لم يقف المقاومون في السجون التركية مكتوفي الأيدي حيال الحملة العالمية، فالمعتقلات بدأن معركة الأمعاء الخاوية بالإضراب عن الطعام في 106 سجون في باكور كردستان، وتركيا بتاريخ 27 تشرين الثاني 2023، مطالبات بالحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان. ومن أجل دعم أنشطة المعتقلين، بدأ أهالي السجناء فعاليات الوقفة الاحتجاجية في العديد من المدن، ناشدت جمعية حقوق الإنسان وزارة العدل في 29 تشرين الثاني 2023 لإرسال وفد إلى سجن إمرالي.

ومن جانب آخر زار الوفد النسائي العالمي، الذي تكون من سبعة أشخاص ضم محامين وبرلمانيين وعلماء بيئة وممثلي منظمات المجتمع المدني من مختلف الدول الأوروبية، تركيا في التاسع من كانون الأول 2023. كما سيقدم الوفد، الذي زار محامي القائد عبد الله أوجلان تقريره بشأن نقص المعلومات من إمرالي ونظام العزلة إلى المنظمات الدولية مثل اللجنة الأوروبية لمناهضة العنف والأمم المتحدة ومجلس أوروبا.

وفي السابع من كانون الثاني 2024، أعلن 564 شخصاً، بينهم كتاب، وفنانون ومثقفون، عبر بيان “لنكن صوتاً من أجل السلام” في آمد وأسطنبول. ودعا البيان إلى ضرورة إنهاء العزلة في إمرالي وفتح سبل الحوار.

باشور كردستان

ولم تنحصر الفعاليات في روج آفا وإقليم شمال وشرق سوريا أو في باكور كردستان بل شاركتهم في ذلك أختها الثالثة باشور كردستان ففي 14 تشرين الأول، شارك سياسيون وأكاديميون ومثقفون ونشطاء المجتمع المدني الحملة من خلال بيان مشترك.

وأيضاً أعلنت مؤسسات وهيئات شنكال والشعب العربي والمجتمع الإيزيدي، حزب الحرية والديمقراطية الإيزيدي وحركة حرية المرأة الإيزيدية والحركات الشبابية، بمبادرة الإدارة الذاتية الديمقراطية لشنكال، في بيان مشترك بتاريخ 21 تشرين الأول 2023، انضمامها إلى هذه الحملة.

ولم يستثنَ من المشاركة في الحملة العالمية الأهالي في مخيم الشهيد رستم جودي (مخمور) وكذلك مجلس عشتار اللذين أعلنا عن انضمامهما في الثاني والعشرون من تشرين الأول.

وعلى الرغم من مساعي النظام الإيراني بقمع انتفاضة المرأة في روجهلات إلا أن المؤسسات والمنظمات هناك لم تتقاعس عن أداء واجبها الوطني تجاه القائد عبد الله أوجلان كاتب فلسفة Jin, Jiyan, Azadî، فانضمت رابطة المرأة الحرة في روجهلات كردستان (KJAR) ومنظمة المرأة الحرة في كردستان (RJAK) إلى الحملة في 17 تشرين الأول 2023.

واستمرت الفعاليات في المناطق التي ذكرناها آنفاً، حيث نظمت مسيرات حاشدة في إطار الحملة في كل من شنكال في 28 تشرين الأول، ومخيم مخمور في 18 تشرين الثاني، وفي مدينة السلمانية في 23 كانون الأول 2023، وبتاريخ الخامس من كانون الثاني 2024 انطلقت حملة قراءة كتاب القائد عبد الله أوجلان في مدينة السليمانية.

التضامن العالمي مع حملة الحرية للقائد عبد الله أوجلان

ولدى الإعلان عن الحملة العالمية في 74 مركزاً في العالم، انضمت نقابات كثيرة فيها إليها، ففي العاشر من تشرين الأول 2023، انضمت نقابة Unite The Union إلى الحملة وهي إحدى أكبر النقابات في بريطانيا، وفي الثالث من كانون الأول 2023، أقيمت فعالية “السلسلة البشرية” في مدينة لوزيرن بسويسرا.

وبتاريخ العاشر من كانون الأول 2023 أقام 160 مركزاً فعالية قراءة كتب القائد عبد الله أوجلان، تحت شعار “اليوم العالمي لقراءة كتب أوجلان”، وفي 16 تشرين الأول، دعمت العديد من المنظمات التاميلية الحملة في مدينة تشيناي بالهند، وفي مدينة مرسيليا الفرنسية، نظم شباب كُرد فعالية على متن سفينة للفت الانتباه إلى العزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان، وانطلق المؤتمر العالمي الأول للشباب في باريس بمشاركة 95 منظمة وحركة شبابية واستمر لمدة ثلاثة أيام في الثاني من كانون الأول وأعلن الشباب دعمهم للحملة.

وبمناسبة ذكرى انتقال القائد عبد الله أوجلان إلى إيطاليا، عُقد مؤتمر صحفي في البرلمان الإيطالي في الثامن من تشرين الثاني بعنوان “الحقوق السياسية في تركيا وقضية عبد الله أوجلان”. وجرى خلال اللقاء التأكيد على أنه يجب على إيطاليا الإيفاء بالتزاماتها برفع العزلة وتحقيق الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان.

كما نظم أعضاء حركة الشباب الثوري (TCŞ) والنساء الشابات المناضلات (TekoJIN) وحركات الشباب الأممية مسيرة في 13 مدينة أوروبية يومي 11 و12 تشرين الثاني 2023، وفي لوزان (السويسرية) افتتح مركز المجتمع الديمقراطي الكردي (CDK) وأعضاء مجلس نساء لاجئين في سان بطرسبرغ منصة أسبوعية للمعلومات. وفي المنصة تم فيها توزيع الكتب.

وبمناسبة رأس السنة الميلادية، تم توزيع 20 ألف بطاقة بريدية على المنازل وأماكن العمل في إنجلترا، وفي المكسيك، ناقش أعضاء تجمع موخيريس كوليبري نموذج الكونفدرالية الديمقراطية وقدموا أغنية شعبية لشعب أبيا يالا إلى القائد عبد الله أوجلان.

وبتاريخ 15 كانون الأول 2023 نصب مجلس المرأة وتجمع الكرد الأحرار (Nav Berlîn) الخيم في ساحة بوتسدامربلاتز في برلين من أجل القائد عبد الله أوجلان وتوزيع المنشورات، وفي التاريخ نفسه؛ بدأ اللاجئون الكرد (محمد بيلكج ـ محمود جولرـ  كوكهان دوغ باي  ـ ولات كايا ـ  رمضان تكمن ـ شكرو أوزتورك ـ مراد شاهين) إضراباً دورياً عن الطعام في سجن المهاجرين في مدينة خانتا باليونان.

وفي 16 تشرين الثاني 2023، خرجت مظاهرة “الشخص الواقف” في ساحة تراكاديرو بالعاصمة الفرنسية باريس، بدعوة من مركز المجتمع الكردي الديمقراطي (DKTM)، وفي الثامن من كانون الثاني 2024، انطلقت حملة في أوروبا لإرسال بطاقات بريدية إلى إمرالي.

وبذلك بينت الشعوب الحرة موقفها من استمرار العزلة والمؤامرة على القائد عبد الله أوجلان وطالبوا بتحريره جسدياً، لحل أزمات الشرق الأوسط والعالم عامة.