عضوات بمؤتمر ستار: حوادث العنف تقتضي أهمية المضي بثورة المرأة

روناهي/ عين عيسى ـ

لازالت حوادث العنف الممارسة بحق المرأة تظهر في مجتمعاتنا بين الفينة والأخرى في إشارة واضحة لاستمرار العقلية الذكورية والتسلط المجتمعي بحق شخص المرأة، بمقابل وجود ثورة حقيقية تقودها المرأة، بقوتها وإرادتها وعزيمتها، فهل النزعات الأخيرة سببها التسلط الذكوري، أم أن الأرضية المجتمعية لازالت تحتاج المزيد من الوقت للوصول إلى التغيير؟!

شكلت حوادث العنف الممارس بحق المرأة في الآونة الأخيرة ضجة على المستوى الإعلامي والشعبي على حدٍ سواء، في ظل ظهور حوادث عنف ضحيتها “المرأة” كان آخرها حادثة الضرب المبرح لفتاتين في بلدة تل السمن التابعة لمقاطعة الرقة، الحادثة وبالرغم من بشاعتها أحدثت ردة فعل قوية لدى المجتمع، واستهجان التصرف الوحشي الممارس بحق الفتاتين بغض النظر عن الدوافع.

فيما سارعت دور المرأة والمؤسسات المعنية بحماية المرأة بمناطق إقليم شمال وشرق سوريا لإدانة الحادثة واعتبارها غير مقبولة بالمعايير كلها.

تغيير ذهنية المجتمع يحتاج للنضال الدائم 

وبهذا الصدد؛ أجرت صحيفتنا لقاءات مع عضوات بمؤتمر ستار بكري سبي/ تل أبيض، حيث تقول العضوة خزنة العلي: “هذه الحادثة الأليمة لا تتناسب مع الثورة، التي تقودها المرأة بمناطق إقليم شمال وشرق سوريا المبنية على أسس أهمها مناهضة العنف ضدها، وأهمية تحرير فكرها مجتمعياً وشعبياً لتتمكن من الخروج من قوقعة النمطية والتأطير المجتمعي إلى قيادة التغيير الشامل للمجتمع”.

وأضافت بأن الثورة النسوية، التي تقودها النساء السوريات بمناطق إقليم شمال وشرق سوريا، هي للنساء جميعا في المنطقة، في ظل تعرضهن لهجمات الذهنية الذكورية وسياستها العدائية تجاه المرأة عامة بحجج (غسل العار – والشرف)، لذا قدمت النساء عامة الدعم والمساندة للمرأة من خلال تنظيم العديد من النشاطات والفعاليات، للتنديد بالعنف”.

وترى خزنة: أن الجرائم المرتكبة بحق النساء من ذهنية السلطة الذكورية القمعية محفزاً لقيام نهضة حقيقية فكرياً وعملياً، وخاصةً مع قيام انتفاضة المرأة في روجهلات كردستان، والتي قلبت الموازين كلها لمواجهة النظام في إيران، وسرعان ما توسّعت رقعة الانتفاضة، التي قادتها الحركة النسائية، فشملت مناطق واسعة من العالم.

وأنهت حديثها بتذكير النساء لضرورة تصعيد نضالهن الأيديولوجي ضد الذهنية السلطوية، التي تعنّف المرأة وتغتصب إرادتها، وبعث أمل النضال من جديد في نفوس النساء في العالم، وزيادة ثقتهنَّ وعزيمتهنَّ في مناهضة مفاهيم السلطة الذكورية تحت أقسى الظروف الصعبة.

التوعية ضرورة لمعالجة ذهنية المجتمع

من جانبها لفتت العضوة بالمؤتمر “فاطمة محمد” إلى أنَّ الأصوات النسائية بدأت ترتفع عالياً للمطالبة بمحاسبة مرتكبي الانتهاكات بمختلف أنواعها بحق النساء، ومن ضمنها حادثة تعنيف فتاتي “تل السمن” والتنديد بها، والتأكيد على نبذها والقضاء عليها. إلا أنه وعلى الرغم من هذه الجهود الجبارة ما زال هناك عنف مستمر ومتواصل لا يمكن توصيف تداعياته.

وأردفت: “المشكلة الحقيقية في المجتمعات الذكورية تكمن في أن العقلية المتخلفة، التي لازالت موجودة، لذلك نحن بحاجة للتوعية باستمرار للقضاء على العنف وحل مشاكل ظهوره جذرياً، ولا ننسى أننا نواجه الذهنية التراكمية الذكورية البحتة، وهو ما أدى إلى غياب العديد من النساء عن المشاركة في أي عمل من حقهن المشاركة فيه، ويمنع أيضاً أي أحد من مساعدة النساء أو المساهمة في تمكينهن وتعزيز مشاركتهن بالشكل، الذي يجعلهن فاعلات ومؤثرات في مجتمعاتهن، وحتى وإن حصلت مبادرات لهذا الغرض يُعمل على إفراغها من جوهرها وأهدافها”.

وشددت فاطمة على أهمية تغيير عقلية المرأة والرقي بفكرها “لأن مكمن الخطأ هو عدم معرفة المرأة بقدراتها وإمكاناتها، والتصرف دائماً بعاطفة كونها الأم والمربية، والطرف الوحيد الذي يجب أن يقدم تنازلات على حسابها، لذلك يجب العمل دائماً على تحرير فكر المرأة أولاً حتى نتمكن من زرع امرأة قادرة وقوية في كل بيت”.

واختتمت عضوة مؤتمر ستار في كري سبي “فاطمة محمد” حديثها: “المرأة بمجتمعاتنا قطعت أشواطاً عديدة في إطار النضال المحموم لمحاربة العنف الممارس ضدها، ولكن يجب التأكيد دائماً وفي كل محفل على أهمية تحقيق التغيير عملياً، والمرأة قادرة على إحداثه والوصول إلى مجتمع خالٍ من التسلط الذكوري”.