سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

طريقا التوابل والحرير وصراع الممرات من آسيا إلى أوروبا

رامان آزاد_

في وقتٍ تحتدمُ فيه المنافسة الجيوسياسيّة الصينية ــ الهنديّة وبعد إعلان مشروع الممر الاقتصاديّ الهنديّ، الذي يربط منطقة المحيطين الهندي والهادئ بالشرق الأوسط وأوروبا، وتستضيف بكين المنتدى الثالث لمبادرة «الحزام والطريق»، مع تزايد المنافسة بين واشنطن وبكين في مجال التكنولوجيا والتجارة والنفوذ الإقليميّ. فيما حرائق الشرق الأوسط ما زالت مضطرمة وهي الجغرافيا الأساسيّة في مشاريع تلك الطرق، ويستثني مشروع الممر الهنديّ إيران وتركيا، وجاء التصعيد شمال سوريا وحرب غزة بعد أيام من إعلانه.
طريق التوابل الهنديّ
في ظلِّ احتدام المنافسة على النفوذ بين الولايات المتحدة والصين في العديد من المجالات، عُقد في بكين بالتزامن مع الاحتفالِ بالذكرى السنويّة العاشرة لإطلاق مبادرة “الحزام والطريق” في 17/10/2023 المؤتمر الثالث للمبادرة، بمشاركة أكثر من 130 دولة، وعدة منظمات دوليّة، لمناقشة مواضيع الاتصال والتنمية الخضراء، والاقتصاد الرقميّ، والاتصال التجاريّ، والتواصل بين الشعوب، ومراكز الفكر والتعاون الدوليّ، والتعاون البحري.
عقدت بكين المؤتمر بعدما أثير انزعاجها من خطوةٍ تمّ إقرارها خلال قمة مجموعة العشرين في نيودلهي يومي 9 و10 أيلول الماضي. إذ وقعت الهند والولايات المتحدة والسعودية والإمارات وفرنسا وألمانيا وإيطاليا مذكرة تفاهم لإنشاءِ الممر الاقتصاديّ بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا IMEC، والذي يُهدف لزيادةِ التجارةِ وتوفيرِ موارد الطاقة وتحسين الاتصال الرقميّ.
وفيما لم تقدم الدول الموقعة على المذكرة، التزاماً ماليّاً ملزماً، إلا أنّها وافقت على إعداد “خطة عمل” لإنشاء الممر في غضون شهرين، إلا أنّها أكّدت الالتزام بتحفيزِ التنمية الاقتصاديّة من خلال تعزيز الاتصال والتكامل الاقتصاديّ عبر قارتين، من أجل نمو اقتصاديّ مستدام وشامل.
ويهدفُ المشروعُ إلى تحسين العلاقات التجاريّة بين آسيا وأوروبا وإفريقيا، من خلال بناء الموانئ وسكك الحديد والمطارات والمجمعات الصناعيّة، إضافة لدعم التجارة والصناعة وتعزيز الأمن الغذائيّ وسلاسل التوريد. كما يهدف الممر إلى ربطِ شبكات الطاقة وخطوط الاتصالات السلكيّة واللاسلكيّة عبر الكابلات البحريّة لتوسيع الوصول الموثوق إلى الكهرباء، وتمكين ابتكار تكنولوجيا الطاقة النظيفة المتقدمة، وربط المجتمعات بالإنترنت الآمن والمستقر.
ويشبه المشروع، “طريق التوابل” القديم، ويختصر هذا المسار بحال تنفيذه طريق التجارة بين الهند وأوروبا بنسبة 40%، ما يسمح للعملاق الآسيويّ بالوصول إلى المزيد من الأسواق وفتح منافذ جديدة أمام شركاته. ومن شأن المشروع ربط الهندِ وأوروبا عبر الشرق الأوسط. وجاء الاتفاق في توقيت حساس يسعى فيه الرئيس الأمريكيّ جو بايدن لمواجهة مبادرة البنية التحتية العالمية الصينيّة “الحزام والطريق” عبر طرح واشنطن شريكاً ومستثمراً بديلاً أمام الدول النامية في مجموعة العشرين.
وقدَّم جون فاينر، نائب مستشار الأمن القومي الأمريكيّ، ثلاثة أسباب رئيسية لتطوير الممر، وقال في مؤتمر صحفيّ بالبيت الأبيض، إنّها تستهدف أولاً “زيادة الرخاء في البلدان المعنية من خلال زيادة تدفق الطاقة والاتصالات الرقميّة”، وثانياً “المساعدة في التعامل مع نقص البنية التحتيّة اللازمة للنمو في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل”، وثالثاً “إتاحة الفرصة للشرق الأوسط للعبِ دورٍ رئيسيّ في التواصل العالميّ”.
وبينما يتزايد التوتر بين بكين وواشنطن مع التصريحات المتبادلة بشأن تايوان، فإنَّ الخطوات المتبادلة التي تتخذها الدولتان في مختلف المجالات، تظهر جلياً هذا التوتر. وتواصل الولايات المتحدة جهودها لتطوير علاقات التحالف والشراكة مع دول المنطقة، لخلق توازن ضد نفوذ الصين المتزايد في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. علاوةً على سلسلةِ توترات بين البلدين بالمجال التكنولوجيّ، إذ تتزايد المنافسة الأمريكيّة ــ الصينيّة في مجال إنتاج الرقائق. وقد اتخذت واشنطن سلسلة خطوات لمنع الصين من الوصول إلى الرقائق والمعدات المستخدمة في إنتاجها، مبررة ذلك بدواعي “الأمن القوميّ”. وفرضت في السنوات الأخيرة قيوداً على استيراِد واستخدامِ منتجات بعض شركاتِ التكنولوجيا الصينيّة، وخاصة شركة هاواوي. ووسط عدم تأكيد رسميّ، أفادت الصحافة الدوليّة بمنع الصين الموظفين العموميين من استخدامِ أجهزة iPhone الأمريكيّة.

الممر الاقتصاديّ الهنديّ
ويتكون ممر الشرق الأوسط من ممرين منفصلين، الأول يسمى الممر الشرقيّ والثاني يسمى الممر الغربيّ على الشكل التالي:
الممر الشرقيّ: يبدأ من ميناء مومباي الهنديّ على الساحل الغربيّ بميناء الفجيرة في الإمارات العربيّة ثم منطقة الغويفات الإماراتيّة، ويُستخدم خط السكة الحديد عبر السعودية لنقل البضائع عبر حاويات موحّدة إلى ميناء حيفا الإسرائيليّ.
الممر الغربي: سيربط الممر الغربيّ وتحديداً من ميناء حيفا إلى موانئ مختلفة مثل ميناء بيرايوس اليونانيّ ومرسيليا في فرنسا واليونان، وموانئ أخرى في إيطاليا ومنها إلى أوروبا براً.
المشروع ضخم جداً وستُربط دولاً مثل فيتنام وتايلاند وميانمار وبنغلاديش بهذا الممر إذا سمح المجلس العسكريّ في ميانمار بميناء مخصص للمشروع وخرج من تحت النفوذ الصينيّ، وعلى سبيل المثال يوجد في بنغلاديش 6 نقاط خروج للسكك الحديديّة إلى الهند، يمكن استخدامها لإرسال البضائع إلى أوروبا عبر ميناء موندرا الهنديّ. ويُرجحِ أنّ طريقَ “التوابل الجديد” لديه القدرة على تجاوزِ “مبادرة الحزام والطريق” في المستقبل ليكون العمودَ الفقريّ الجديد للتجارةِ العالميّةِ القائمة على سلاسلِ التوريد العالميّة الجديدة.

امتعاض أنقرة
في 11/9/2023 انتقد الرئيس التركي أردوغان المشروع لتجاوز تركيا، وأشار إلى أنّ تركيا هي الخط الأكثر ملاءمة لحركة المرور من الشرق إلى الغرب في مشروع الممر الاقتصاديّ بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا. وجاء ذلك في تصريح أدلى به للصحفيين خلال عودته من الهند وحضوره قمة دول مجموعة العشرين. وقال أردوغان: “لن يكون هناك ممر بدون تركيا والخط الأكثر ملاءمة لحركة المرور من الشرق إلى الغرب هو الخط العابر من تركيا”. وجدد أردوغان موقفه والتأكيد أنّ مشروع طريق التنمية يعدُّ مساراً بريّاً من دول الخليج إلى العراق ومنه إلى أوروبا عبر الأراضي التركيّة. ويمكن فهمُ بعدٍ آخر للعدوان التركيّ على مدن وبلدات شمال سوريا واستهداف البنى التحتيّة والمرافق الحيويّة وأنّه يهدف لإحراجِ موقف واشنطن والضغطِ عليها.
تحدٍّ للصين بالقطع والخنق 
بالمجمل يمكن وضع مشروع الممر الاقتصاديّ بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا في سياق التحدي الأمريكيّ للصين وتقييد تمدّدها في منطقة حيويّة للمصالح الأمريكيّة، وتحاول إدارة الرئيس الأمريكيّ جو بايدن منذ عام 2021، طرح مقترحات لمشاريع بنية تحتية كبرى، لمواجهة نفوذ الصين عبر العالم، وبخاصةٍ في منطقة الخليج والشرق الأوسط.
ما يحدثُ تجسيدٌ لسياسة التحولِ من شعار دونالد ترامب “أمريكا أولاً” إلى شعار بايدن “أمريكا عادت”، فخلال قمةِ الدول الصناعيّة السبع الكبرى التي عُقدت في 11/6/2021، في كورنويل ببريطانيا، طرح الرئيس الأمريكيّ بايدن مبادرة استراتيجية تحت شعار “إعادة بناء عالم أفضل” وتهدف لمساعدةِ دول العالم النامية، في تطوير بنيتها التحتيّة ومشاريعها التنمويّة، حتى عام 2035 بكلفة 40 تريليون دولار، وتوفيرِ بدائل لهذه الدول عن الخيار الصينيّ، وتأكيد العودة إلى استراتيجية (اقطع الحزام واخنق الطريق).
وفي مواجهة خطة “الحزام والطريق” الصينيّة، أعلن الرئيس الأمريكيّ بايدن في 26/6/2022 خلال افتتاح قمة مجموعة السبع في ألمانيا، إطلاق “شراكة البنية التحتية العالميّة”. بالتوافق مع رؤساء مجموعة الدول السبع الصناعيّة الكبرى، وهو برنامج للاستثمار في الدول النامية بقيمة 600 مليار دولار.
يمكن تفسير الإعلان عن اتفاقية الممر الاقتصاديّ بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، على أنّه محاولة لكسبِ الهند إلى جانب الغرب، وإذا تم تنفيذ هذا البرنامج، فإنّه سيعمل أيضاً، من وجهة النظر الأمريكيّة، على تعزيزِ العلاقاتِ التجاريّة بين شركائه في الشرق الأوسط مع الهند بدلاً من الصين. وجاء المشروع بعد متابعة أمريكيّة وثيقة لتطورِ العلاقاتِ التجاريّةِ والسياسيّةِ بين دول الخليجِ والصين في السنواتِ الأخيرة.
وتأكيداً على الضغوط الغربيّة أبلغت رئيسة الوزراء الإيطاليّة، جورجيا ميلوني، رئيس مجلس الدولة الصينيّ، لي تشيانغ، خلال اجتماع عُقد في 9/6/2023 على هامش قمة مجموعة العشرين، أنّ إيطاليا تعتزم الانسحاب من مبادرة “الحزام والطريق” الصينيّ، وتتطلع للحفاظ على العلاقات الودية مع بكين. وأنّ المبادرة أضحت اختباراً لعلاقات بلادها مع الولايات المتحدة. 
طريق الحرير الصينيّ
يهدف مشروع “مبادرة الحزام والطريق” الذي يهدف لزيادة تجارة بكين مع آسيا الوسطى وأوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا. ويطلق على المبادرة التي أعلنها الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال زيارته إلى كازاخستان عام 2013، اسم “خطة مارشال” الصينيّة. وتهدف المبادرة التي أصبحت شريكة لأكثر من 150 دولة ومنظمة دوليّة في العقد الأخير، إلى زيادة القوة التجاريّة لبكين في منطقة جغرافيّة تغطي ثلثي سكان العالم. ومن المقدر أن تغطي أكثر من 2600 مشروع في أكثر من 100 دولة، ويتضمن المشروع فرعين رئيسيين:
ــ طريق الحرير البحريّ: يمتد طريق الحرير البحري من الساحل الصينيّ عبر سنغافورة والهند باتجاه البحر المتوسط. ويهدف إلى ربط المدن الصينية بالوجهات التجارية في آسيا وروسيا وأوروبا.
ــ حزام طريق الحرير الاقتصاديّ: من ستة طرق رئيسيّة. ومن الطرق التي يتضمنها المشروع “الممر الأوسط” الذي يبدأ من تركيا ويصل إلى الصين. ويصل هذا الطريق إلى جورجيا وأذربيجان وبحر قزوين على التوالي عبر وصلات السكك الحديدية والطرق، انطلاقاً من تركيا، ومنها إلى الصين باتباع مسار تركمانستان وأوزبكستان وقيرغيزستان وكازاخستان باستخدام معبر قزوين.
من المتوقع أن تؤدي “مبادرة الحزام والطريق” إلى زيادة التجارة العالميّة بأكثر من 6%، ويقدر الخبراء إنَّ الأموال التي ستنفقها الصين على هذه المبادرة قد تصل إلى 1.3 تريليون دولار بحلول 2027. وترى دولٌ في هذا المشروع “فرصة اقتصاديّة كبيرة”، فيما تعتبره دول أخرى “خطراً”. وبفضل هذه المبادرة، زادت الصين علاقاتها السياسيّة والتجاريّة مع دول الشرق الأوسط وإفريقيا، كما زاد نفوذها في المنطقةِ بشكلٍ ملحوظٍ.
وفق هذه المعطيات يمكن فهم توقيت زيارة الرئيس السوريّ في 21/9/2023 إلى بكين في والحفاوة البالغة التي تم استقبالها بها. وأعلنت بكين في 13/1/ 2022 انضمام سوريا إلى مبادرة “الحزام والطريق”.
حروب المنطقة والتصعيد العسكريّ
تشكّل إسرائيل إحدى حلقاتِ مشروع الممر الهنديّ الذي ترعاه واشنطن، وجاء هجوم حماس الذي أعقبه الردُّ الإسرائيليّ في توقيتٍ أخذ فيه مسارُ التطبيع غير المعلن بين الرياض وتل أبيب خطواتٍ أوليّة، وكان الممر الاقتصاديّ أحد تجلياته. وظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في فيديو للتعليق على الإعلان ووصفه “بالتاريخيّ”.
انتقدت بكين وموسكو أسلوب ردّ تل أبيب على هجومِ حماس، ودعتا لوقفِ إطلاق النار، في موقفٍ مغايرٍ للانحيازِ الأمريكيّ الكاملِ لصالح إسرائيل وحضور حاملة الطائرة الأمريكيّة جيرالد فورد والاستعدادات الأمريكيّة العسكريّة، والتي أرادت من خلالها أيضاً منع توسع نطاق الحرب، ولكن بالوقت نفسه منح تل أبيب مزيداً من الوقتِ لتصفيةِ حساباتها.
بالمطلق؛ فإنّ الحربَ الروسيّة في أوكرانيا وضعتِ العلاقة الصينيّة ــ الروسيّة على المحك، ونددت بكين بالعقوبات الغربيّة على موسكو ما يمكن اعتباره دعماً سياسيّاً لها لتتعرض على خلفيتها للضغوطِ الغربيّة. وقد بدأت موسكو الحرب في أوكرانيا في 24/2/2022 رداً على مشروع “أطلسة” أوكرانيا، ووفق هذا البعد أبدت بكين تفهمها للموقفِ الروسيّ، ويبدو أنّ الحربَ على غزة جرى تفهمها في سياقِ التنافسِ الجيواستراتيجيّ، لتزيدَ التقريبَ بين مواقف الرئيسين شي جين بينغ وبويتن، ومن المرجّح أن يناقش الرئيسان هذه الحرب واحتمالات اتساع نطاقها في الشرق الأوسط في لقائهما على هامش منتدى الطريق والحزام.
وقال الكرملين إنَّ الرئيس بوتين أكّد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اتصال هاتفيّ استعدادَ روسيا للمساعدة بإنهاء المواجهة في المنطقة بالوسائل السلميّة، بالتزامن مع مسعى روسيّ لطرحِ مشروعِ قرارٍ على مجلس الأمن الدوليّ يدعو لوقف إطلاق النار، دون الإشارة إلى حماس، وشبّه المبعوث الروسيّ للأمم المتحدة الجمعة الماضي القصف الإسرائيليّ لقطاع غزة بالحصار الوحشيّ الذي فُرض على لينينغراد خلال الحرب العالميّة الثانية.
وقالت بكين إنّها ستوفد مبعوثاً إلى الشرق الأوسط لتشجيع المحادثات وأدانت “جميع الأعمال التي تلحق الضرر بالمدنيين”، ولم توجّه إدانةً صريحة لحركة “حماس، بل لم تذكرها في بياناتها. وخلال سلسلة من المكالمات الدبلوماسيّة خلال الأيام الأخيرة قال وزير الخارجية الصينيّ وانغ يي عن تصرفات إسرائيل إنّها “تجاوزت نطاق الدفاع عن النفس”.
فور الإعلان عن المشروع انطلق نقاش واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي في العديد من الدول العربيّة للحديث عن جدوى المشروع وأهميته. وكان النقاش في مصر، الأكثر حدة، لأنَّ مصر تملك قناة السويس الممر الأبرز حتى الآن الذي يصل الشرق بأوروبا. وليطرح السؤال: هل مشروع “الممر الاقتصادي” الجديد من الهند إلى الخليج ثم السعودية وإسرائيل، هو رديف لقناة السويس ومنافس لها؟ وتباينت الآراء فثمة من قال: إنَّ الممر الاقتصادي الجديد المزمع إنشاؤه ضربةٌ قاصمةٌ لقناةِ السويس وسيساهم في إفقار مصر بحرمانها من دخل قناة السويس، ووصف آخرون الاتفاق بأنه “مؤامرة سعوديّة علنيّة على مصر”. فيما رأى كثيرون أنّ إعلان الممر الاقتصاديّ يأتي في مسار تطبيع السعودية علاقاتها مع إسرائيل.
في لبنان طُرح السؤالُ: لماذا حيفا بدلاً من بيروت؟ ودار نقاشٌ حول عزل لبنان ليكونَ آخرون مدخل شرق المتوسط، وتمخ ربطُ ذلك بسياسةِ حزبِ الله وتموضعه لصالحِ إيران، وأنّه ليس من الممكنِ إشراك لبنان دون سوريا التي فرض عليها قانون قيصر.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle