سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

عمر حمدي… عبق العراقة ولون الأصالة

دجوار أحمد أغا_

الفن التشكيلي عالم خاص له طقوسه، وله مريدوه، من لا يتعرّف إليه؛ من الصعب عليه أن يصل الى ما يريده الفنان والمبدع، الذي يرسم اللوحة بريشته.
 ولعل من أبرز أشكال الفن التشكيلي، هو الرسم، الرسم الذي يُعرف أيضاً بالتصوير الزيتي، وهو الأبرز والأكثر شيوعاً في العالم لدى متذوقي الفن التشكيلي.
ولأن المدرسة الانطباعية المعاصرة، أحد أهم المدارس الفنية، فإن أبرز روادها فنان كردي عالمي، قد لا نبالغ إذا صنفناه في مراتب فنانين عالميين في القاموس العالمي للفن التشكيلي عبر التاريخ إلى جانب دافنشي، بيكاسو، فان جوخ، مونيه، مايكل أنجلو وغيرهم. إنه الفنان الكردي عُمر حمدي الملقب بـ (مالفا).
سيرة حياة الفنان
عاش حمدي طفولة ممزوجة بالخشونة والرجولة والقساوة، التي يتصف بها أهل الشمال عموماً والكرد على وجه الخصوص. أما عن ولادته التي كانت في شتاء 1951 فيتحدث عنها عبر حديث جرى بينه وبين والدته نوره: “حين جلستُ مع والدتي نوره، في دمشق، سألتها: ماما، حدثيني عن ولادتي، وكيف كانت طفولتي؟
أجابت، بأنني ولدت في آخر الليل، في الشتاء، في بيت طيني، سقفه خشب، في قرية صغيرة، اسمها “تل نايف”، الواقعة في الشمال من مدينة الحسكة، في أقصى الشمال السوري. كانت الغرفة مقسمةً إلى جزأين: قسم للنوم، وآخر للغنم. “لم يكن والدك موجوداً، كان بعيداً، قالوا لي: إنه في الجيش، لم أعرف لماذا… كان جدك “حمدي”، وجدتك يازي معي، كنتُ سعيدة بكَ، كنتَ وسيماً مثلما الآن. رضّعتُك أكثر من سنة، في النهار كنّا مع الغنم، وفي المساء ننام. لم تكن لنا سوى إنارة قنديل صغير، وموقد جمر”.
قصة كفاح
بعد ثلاث سنوات استقر والد عمر حمدي في تل حجر بالحسكة حيث يكمل دراسته الإعدادية. ويعمل بعد الدراسة في بيع الكعك أو البوظة، أو حتى في المطاعم، ويعود الى المنزل سيراً على الأقدام، وفي حوزته ليرتان أو ثلاث تشتري بهم والدته كل صباح اللبن، والخبز، لتناول الفطور مع الشاي، الذي لا يغادر مائدة أهل الجزيرة المشهورين بشربه.
أما في الصيف وبعد انتهاء العام الدراسي، فيتحدث عنها:” في الصباحات الباكرة، كانت والدتي تضع لي رغيف خبز، وحبتي بندورة، في ربطة قماشٍ، وأنتظر مع مجموعة من البنات، لتنقلنا شاحنةٌ مكشوفة مغبرة إلى حقول القطن. كانت الأغنيات والغبار يملآن المكان، كانت ثياب البنات كألوان ثياب الأعراس، وفي المساء، نعود مع الصمت، كومةٌ يلُفُّها التعب والغبار”.
ومن ثم يدخل إلى معهد إعداد المعلمين وبعد الجهد هذا كله الذي بذله، لا يتم قبوله بالمعهد لأسباب أمنية، ليحرم من ممارسة التعليم ودراسته.
خدمة العلم الإلزامية
سبع سنوات عجاف، قضاها عمر حمدي في الخدمة الإلزامية، التي كانت عند رفعت الأسد في سرايا الدفاع. وعن تلك الأيام يخبرنا: “صعدت ظهر شاحنة عسكرية كبيرة مكشوفة، وكانت والدتي تمسك بقدميَّ وهي تبكي: “دعني أسافر معك”. امتلأت الشاحنة بالشباب، كانت والدتي تركض وراء الشاحنة، وأخوتي أيضاً، وكان الوالد يشدُّ بيديه على فمه، ورأسه منحنٍ إلى الأسفل، لكن عينيه، كانتا تحدقان بي. لم نكن نعرف إلى أين ستقودنا الشاحنة. بعد سفر طويل وشاق، وصلنا إلى مدينة النبك، ثم ساقونا إلى مهاجع كبيرة. هناك، حلقوا شعري ولحيتي الطويلة، بآلة يدوية، تاركين شاربين كبيرين على وجهي الصغير… ثم وُزِّعتْ علينا ثياب مهلهلة بلون واحد، وأحذية عسكرية كبيرة وثقيلة… كنا، نقف كل يوم في صفوف كثيرة مستقيمة، إلى أن مرّ بجانبي ضابط بثياب عسكرية مموهة، وقد انتبه إلى شاربيّ الكبيرين: “ما اسمك؟، مؤشراً إلي بعينيه.
– عمر حمدي… سيدي.
فتم تكليفي بإصدار مجلة الفرسان وبقيت مشرفا عليها. رسمت لوحات كثيرة لا تعد ولا تحصى دون أن أحصل على مقابل لها”.
في ذلك الوقت كان والده قد تم تعينه عاملا في مديرية المساحة بالحسكة وانتقل الى المدينة.  يتحدث عن هذا الأمر بالقول: “كان والدي يغيب عن البيت أياماً، لوضع إشارات جديدة على الأراضي التي ُصودرت من أصحابها في قرى الشمال، ووُهِبتْ للقادمين الجدد من البادية، أو من مدينة الرقة، الواقعة على نهر الفرات”.
جانيت وليبرتي
خلال معرض أقامه في حلب، تعرف على “جانيت كوركيس، التي أصبحت صديقه له، وتنتظر لكي تسافر إلى كندا للزواج من أحد أقاربها. ساعدها عمر كثيرا عندما علم أنها في روما وبعث لها بلوحاته لتبيعها وتكمل مسيرتها إلى كندا، لكنه فوجئ في أحد الأيام بها واقفة أمام مقر المجلة، التي كان يصدرها، مزقت جواز سفرها كيلا تسافر مرة أخرى وتزوجا حيث رزقا بطفل أسماه عمر “ليبرتي” بينما أسمته جانيت “أوليفر”.
لم تستمر جانيت كثيرا بل سافرت بعد فترة برفقة ابنها إلى بيروت وبعد ذلك بفترة قصيرة غادر حمدي دمشق في رحلة محفوفة بالمخاطر، بدون جواز سفر ولا وثيقة رسمية، وخلال فترة الحرب الأهلية في لبنان ذهب عن طريق التهريب الى بيروت ليلحق بجانيت وابنه.
المغادرة إلى النمسا
سائق أرمني أوصله بيروت، بعد أن سلمه عدة هويات وبأسماء مختلفة تحسباً لأي طارئ يجري معه. وبعد معاناة كبيرة وصل الى مكان جانيت وأوليفير. كانا يختبئان في قبو إحدى الكنائس، ومن ثم عن طريق الأب جورج صليبا استطاعا شراء جوازات سفر لبنانية وتم تأمين سفر عبر سفينة لصيد الأسماك الى جزيرة قبرص، التي كانت الوجهة الأولى للجميع.
يتحدث عن هذا الخروج: ” نامت جانيت على كتفي، وأنا أبحث عن الله في الفراغ الكبير. عرفت أنني لن أعود ثانيةً. دامت الرحلة ثلاثة أيام، كنا نأكل الخبز والماء، الذي نحصل عليه من البحارة. لم أكن أعرف أية لغة أجنبية، وجانيت كانت تتحدث الإنكليزية ببطء. سُلِّمنا إلى شرطة الميناء كمهاجري حرب. ومن هناك أُرسلنا إلى فيينا مروراً بأثينا.
في فيينا كان الوقت مساءً، فوجئت بكآبة المدينة القديمة وخلوِّها من البشر. أوصلنا سائق التاكسي إلى العنوان الذي كنت أحمله معي، من الأب جورج صليبا إلى الراهب “آيدين”، في فيينا. ومنها أرسلنا الى قرية ترايسكرخين”، التي كانت تشبه ثكنة عسكرية كبيرة، مكتظة بالمهاجرين، من كافة أنحاء العالم”.
أوجاع فنان
تتحدث الشاعرة والكاتبة هناء داوود عن مالفا في الكتاب، الذي قامت بإعداده مع شقيقه عرفان وأصدراه في الذكرى الأولى لرحيله تحت عنوان (عمر حمدي.. قصة حياة، مقالات، حوارات، آراء نقدية، قصائد) سنة 2016 عن دار التكوين في دمشق.
وعن ذلك تقول هناء: “اللوحة… كان صليب عمر حمدي ومحرقته، جسده وجثته، رؤياه التي أتاحت له سفراً دائماً نحو الحرية، وأتاحت لنا إدراك القوة المتجسدة فيها لمواجهة العالم بظلمه”.
حَملَ مالفا أوجاعهُ وحمَّلها على صدر لوحاته التي بدأت تقرع أبواب العواصم العالمية باباً فباباً، بعد أن تغرّب عن وطنه. لون وحركة ريشته وعناقها للوحة، تظهر عشقه الكبير لفنه ومفرداته الخاصة، التي لا يجيدها غيره. خرج من وطنه محملاً بالآلام والأوجاع لخيبات مريرة، فنشر عطر بلاده وعبير سهول الجزيرة وملامح كرديته في العالم وأسس مدرسة خاصة به أصبحت تُعرف بمدرسة مالفا.
انطباعات اللوحات
لوحات عمر تميزت بأسلوبه الخاص حيث كان مزيجا من الواقعية والانطباعية، تجربته كانت غنية جداً استمرت على مدار نصف قرن من الزمن. لوحاته لم تفقد بريقها ونارها المشعّة، التي علقت بذاكرته منذ حريق “زقاق الجن” الأزلي في مخيلته، وبقيت مقاماته اللونية تُبدع وتحبك نسيج ذاتها. تعامله مع اللون بعشق ممزوج بالشغف والخوف، جعلت لوحاته تحاكي الحياة وتولد من جديد.
 رصد المعاناة وتأثيراتها على الإنسان وحتى الطبيعة، أظهر قساوة الحياة في ملامح أبيه، وبرع في رسم الحزن والشوق في نظرات أمه. حمل معه كل أوجاع الشمال منذ الولادة حتى الممات ورسمها بدقة متناهية وممزوجة بالرغبة في الانعتاق من الألم والحزن والوصول الى الفرح والسعادة، ولكن هيهات فالذاكرة ممتلئة بالآهات المستعصية في القلب. عبّر عن حقيقة أوجاع وآلام الإنسان وارتباطه بالأرض والتاريخ، التي تجذّرت في الأعماق ورسم غير مرئي من المشاعر والأحاسيس وأظهرها عبر لوحاته، التي لا تٌقدّر بثمن.
الرحيل المبكر
“اللون متاهة كبيرة، متاهة الخبرة والإضافات الجديدة، شيء غير قابل للانتهاء، اللون السر الأبدي للحياة”. هكذا تحدث عمر حمدي (مالفا)، وهكذا يبقى خالداً أبدياً في متاهات الحياة. رحلة شقاء وعذاب طويلة أحرقت الكثير من طاقته الإبداعية وخلقت معه مرضاً عُضالاً (اللوكيميا)، ولكن رغم ذلك؛ فإن عمر لم يستسلم وقاوم المرض بشدّة وخاض معه صراعاً مريراً، لكن في النهاية كانت الغلبة للمرض وللقدر، الذي خطف مالفا في الثامن عشر من تشرين الأول 2015 في أحد مستشفيات النمسا عن عمر لم يتجاوز 64 عاماً.
اختفى جسد عمر حمدي من الحياة، نعم هذا صحيح، لكن روحه ما تزال ترفرف فوق لوحاته وترسم لنا انطباعاته حول الواقع الذي عاشه، والذي هو واقعنا جميعاً. مزج بين الواقعية الحقيقية، وبين الانطباع الناتج عن فكر الانسان، وعن الإنتاج الإبداعي، الذي أوصله الى مصاف العظماء، وسجل اسمه بريشته الذهبية بين أسماء 100 أعظم رسامي العالم عبر العصور، بينما انتحرت زوجته النمساوية حزنا عليه في الخامس من كانون الأول 2016.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle