سيهانوك ديبو: “الإدارة الذاتية حلقة وصل معززة للأمن والسلم المحلي السوري والإقليمي”

أكد ممثل مجلس سوريا الديمقراطية في مصر سيهانوك ديبو أنّ أردوغان ماض في مخططاته الاستعمارية ليس فقط في شمال وشرق سوريا، وإنما في شرقي ليبيا أيضاً، وكل مكان يراه صالحاً لعودة ما يسمى بالعثمانية الحديثة، الأسلم للمنطقة أو على الأقل للمتضررين من شر العثمانية الجديدة هو اتخاذ المبادرة لاتخاذ خطوة عملية تنهي احتلال تركيا لشمال سوريا؛ كخطوة أولى.

جاء ذلك في حوارٍ أجراه آدار برس مع ممثل مجلس سوريا الديمقراطية في مصر سيهانوك ديبو هذا نصه:

ـ بالرغم من المطالبات الدولية بتخفيف الهجمات العسكرية على سوريا لمواجهة كورونا، إلا أن دولة الاحتلال التركي صعّدت من هجماتها في شمال شرق سوريا، ماذا نفهم من ذلك برأيكم؟

تركيا الأردوغانية باتت بحد ذاتها بمثابة الوباء الذي يضاهي خطورته جائحة الكورونا، الأخيرة ستعثر أو توقف العديد من الصفقات التجارية والعسكرية وحتى الاتفاقيات الاقتصادية الكبرى؛ أي مصالح الدول خارج الخرائط ستصل حد التلاشي. إذا ما سلمّنا بهذا الأمر؛ فإن الأمور ستبدو أكثر حدة وعصية على التدوير، وهذا يجعلنا على أكثر يقين بأن أردوغان ماض في مخططاته الاستعمارية ليس فقط في شمال سوريا إنما في شرقي ليبيا أيضاً، وكل مكان يراه صالحاً لعودة ما يسمى بالعثمانية الحديثة، كما أن أردوغان يستمد ديمومته في فتح أكبر قدر من خطوط الحرب، الأسلم للمنطقة أو على الأقل للمتضررين من شر العثمانية الجديدة هو اتخاذ المبادرة لاتخاذ خطوة عملية تنهي احتلال تركيا لشمال سوريا؛ كخطوة أولى.

ـ هناك تعزيزات عسكرية مستمرة سواءً من جانب الحكومة السورية أو النظام التركي باتجاه إدلب؛ برأيكم ما الذي يتم التحضير له؟

نعتقد بأن روسيا تكاد تفقد صبرها من بقاء المجموعات المرتزقة المدعومة من جيش الاحتلال التركي في إدلب، روسيا بحاجة إلى تحقيق النصر في شمال غربي البلاد، وروسيا تدرك تماماً بأن تركيا تماطل؛ من أجل تمكين الجماعات المرتزقة في إدلب وبالتالي استقطاعها وضمها إليها في فترة لاحقة. دولة الاحتلال التركي في جزئية إدلب مقتنعة بأنها ليست وحدها إنما معها الناتو أيضاً. كما أن تركيا الأردوغانية تصعِّب على روسيا وربما إيران اللاعب الذي لا يزال يملك تأثيراً قوياً على السلطة في دمشق ليكون الجميع أمام مقايضة إدلب مقابل اجتياح تركيا لشمال وشرق سوريا. ننظر إلى هذه الجزئية من عدة أبواب في مقدمتها ورقة ضغط تفاوضية على مجلس سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية في عملية الحوار السيادي والسلطة في دمشق، الحوار السيادي بيننا ودمشق الذي لا يكون بديلاً عن عملية التفاوض الكلية؛ إنما ربما بالمهيأ له. التحضير الذي يجري في سوريا أيا يكن؛ لا يمكن النظر إليه خارج تحضيرات السياق السوري، أشبه بالعلاقة ما بين الأجزاء والكل.

ـ بالمقابل هناك تعزيزات للتحالف الدولي تصل إلى شمال وشرق سوريا؛ برأيكم لماذا هذه التعزيزات، هل هي لمحاربة داعش فقط؟

هذه التعزيزات ليست من أجل محاربة داعش فقط وليس فقط لمساندة قوات سوريا الديمقراطية في إحدى أهم مهامها الصعبة المتعلق بملف معتقلي داعش، حوالي 70 ألف من مرتزقة داعش وعوائلهم من 60 جنسية إقليمية وعالمية، ليس الأمر كذلك فقط إنما كما هو المرجح بأن وجود خمسة جيوش في منطقة واحدة يضاف إليها احتمالية غزو جيش الكورونا يجعلها في فقدان كامل ثقة هذه الجيوش بعضها البعض، لكل جيش مخطط أغلبهم يحتفظون بمخططاتهم لأنفسهم في هذه الحالة يجب توقع التعزيزات ومن مختلف الأطراف وفي الوقت نفسه الانحسار الجزئي أو الكلي لكل منها.

ـ هل لديكم رؤية محددة عن مستقبل شمال وشرق سوريا فيما لو توصل النظامين السوري والتركي إلى ما يسمى حلاً في إدلب؟ بمعنى هل يمكن أن يتفق الطرفان على الإدارة الذاتية الديمقراطية؟

يجب عدم النظر إلى الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا كأنها مجرد حالة شرعية وحسب؛ لقد بات ينظر إليها بحكم المتفق عليه، فإحاطة غير بيدرسون الأخيرة لمجلس الأمن تؤكد ذلك أيضاً. بطبيعة الحال استمدت شرعيتها الثورية لأنها جسدت الحل السوري مرتين؛ مرة في مكافحة الإرهاب؛ ومرة أخرى تجسيد الحل للأزمة السورية. الإدارة الذاتية ليست حالة طارئة. لكنها؛ أيضاً ليست حالة جامدة عصية على التبدل والتطور الإيجابي والمحصّن المبدد لكل المخاوف، والإدارة الذاتية بما لها وعليها فإنها لا تهدد وحدة سوريا ولا الأمن القومي التركي في الوقت نفسه. على العكس تماماً فإن أي نظرة عقلانية تؤكد بأنها قد تؤدي حلقة وصل معززة للأمن والسلم المحلي السوري والإقليمي، رغم كل ذلك فالثقة يجب أن تولي أكثر لشعبنا وإرادته في التصدي لكل مخطط لا يعكس المكتسبات المتحققة.