سياسيّون ومواطنون: إغلاق المعابر قد يؤدي لكارثة إنسانيّة يتحمّل عواقبها المجتمع الدوليّ

تواصل عدة جهاتٍ محاصرة شمال وشرق سوريا اقتصادياً، فإلى جانب معبر تل كوجر الحدودي مع العراق، أغلق الحزب الديمقراطي الكردستاني معبري فيش خابور والوليد اللذين كانا يعدان المنفذ الوحيد لوصول المواد الغذائية والإغاثية.

أغلق معبر تل كوجر بفيتو روسي – صيني في حزيران من العام 2021 أمام دخول المساعدات الإنسانية إلى شمال وشرق سوريا، وتمت الموافقة على فتح معبر باب الهوى الذي تحتله تركيا ومرتزقتها.

وينتظر الأهالي بشمال وشرق سوريا افتتاح المعبر للسماح بمرور المساعدات الأممية إلى شمال وشرق سوريا، التي تستضيف بالفعل نحو مليون لاجئ ونازح من داخل سوريا ومن العراق أيضاً.

إغلاق المعابر قرار سياسي بامتياز

وتعليقاً على الأهداف من وراء إغلاق معبر تل كوجر، تحدث لوكالة هاوار القيادي في الحزب اليساري الكردي في سوريا حسين العلي، الذي رأى أن إغلاق المعابر قرار يصب في خانة القرارات السياسية، رافضاً تسييس المسائل الإنسانية لتحقيق أجندات معينة’

وأضاف العلي: أغلق معبر تل كوجر بقرار روسي ومساهمة النظام السوري، لأنهم يمنعون إيصال المساعدات الإنسانية إلى شعوب شمال وشرق سوريا، بشعوبها كافة، يهدف إغلاق المعبر إلى كسر إرادة شعوب المنطقة، والحيلولة دون الاعتراف بالإدارة الذاتية سياسياً، وإرضاخ شعوب شمال وشرق سوريا للنظام السوري وللسياسات الروسية عبر تقديم التنازلات لهما.

وتابع العلي بالقول: روسيا تحاول فرض هيمتنها ونفوذها على مناطق شمال وشرق سوريا، كما تفرضها على مناطق غرب الفرات، حيث سمحت بفتح معبر باب الهوى، الذي يقع تحت سيطرة تركيا، والمرتزقة لتتحكم بالمساعدات الإنسانية التي تصل إلى مناطقها، ومناطق النظام السوري.

وبين العلي: إن في تحكم حكومة دمشق بالمساعدات الإنسانية، محاولة منها لفرض سياساتها، وإرضاخ الشعب لنفوذها وسيادتها، كالتسويات السياسية والمصالحات التي أثبتت فشلها، في مسعى لإعادة هيمنتها على الأراضي السورية”.

ولفت العلي: أنه يتوجب على المجتمع الدولي والأمم المتحدة التخلي عن هذه القرارات لأنها غير صحيحة، ولا تخدم شعوب المنطقة، مع الأسف هناك تناقضات في قرارات الأمم المتحدة، ففي عام 2014 أقرت الأمم المتحدة قراراً يحمل الرقم 2165، نص على فتح المعابر كلها في سوريا؛ لتقديم المساعدات إلى شعوب المنطقة، لكن حصل العكس، إذ أغلقت المعابر كلها التي تربط سوريا بالخارج باستثناء معبر باب الهوى وتديره المرتزقة.

 وقال العلي: هذه القرارات تخدم الأجندات الدولية كتركيا والحكومة السورية فقط ولا تخدم الشعب السوري.

وحذر العلي من كارثة إنسانية في حال استمرار إغلاق المعابر مع الإدارة الذاتية، كونها تضم العديد من مخيمات اللاجئين والمهجرين والتي هي بحاجة ماسة للمواد الإغاثية.

وفي نهاية حديثه ناشد السياسي حسين العلي المجتمع الدولي لإعادة النظر في قراراته السابقة، والضغط على روسيا والصين لعدم استخدام حق الفيتو الصيني والروسي، في اجتماعهم قائلاً: المنطقة تتعرض لهجمات تركيا ومرتزقتها، وتواجه قطع مياه الفرات، ومحطة علوك خير شاهد، وهناك انتشار فيروس كورونا.

المعابر الإنسانية لا بدّ من فتحها

من جهته، عدّ المواطن عبد الرحمن بارافي استمرار إغلاق معبر تل كوجر كارثة إنسانية كون المعبر يعدّ ممراً إنسانياً تدخل من خلاله المساعدات الإنسانية والإغاثية لشمال وشرق سوريا.

واختتم عبد الرحمن بارافي بالقول: قرار إغلاق المعبر قرار غير أخلاقي، وغير إنساني ولا يزيد إلا الأعباء على كاهل شعوب شمال وشرق سوريا.

وتساءلت المواطنة عدلة مستو حول سبب إغلاق المعابر، مع شمال شرق سوريا، سواء معبر تل كوجر أو معبري فيش خابور والوليد، وقالت: هل ماتت الإنسانية لدى المجتمع الدولي، المعابر الإنسانية لا بد من فتحها، هل يريدون تجويع شعوب المنطقة أم ماذا؟

وفي نهاية حديثها استغربت عدلة مستو بقاء المعابر في المناطق التي يسيطر عليها المرتزقة مفتوحة، وإغلاق المعابر الإنسانية في مناطق أكثر أمناً من باقي المناطق السورية والمحتلة، فقالت: المعابر مفتوحة مع مرتزقة دولة الاحتلال التركي، أمام مرأى المجتمع الدولي الذي يقف متفرجاً، لكنهم يغلقونها في وجه الشعب في مناطقنا”.

فيما قالت المواطنة نجوى العباس: إن إغلاق المعابر مع شمال وشرق سوريا، سيخلق الكثير من المشاكل ما يثقل كاهل المواطن بأعباء جديدة، وأيضاً سيؤثر على المخيمات والنازحين بشكل خاص، إذ يؤدي إلى ارتفاع الأسعار، وفقدان السلع، والمواد المعيشية الرئيسية.

واختتمت نجوى العباس بقولها: بقاء المعابر مغلقة سيؤدي إلى كارثة إنسانية عندها، سيتحمل المجتمع الدولي عواقبها.