لست إرهابياً أريد ساقي… آهات الطفل عبدو يواسيه الناشطون في حملتهم

قامشلو/ بيريفان خليل ـ تحول أنين الطفل عبدو حنيفي، الذي بُترت ساقه إثر قصف المحتل التركي إلى”وسم” رفعه الناشطون، ضمن حملة، نادت بمحاسبة المحتل التركي برئاسة حفيد العثمانية، وأُغمضت الأعين، وصُمَّت آذان الدوليين، ودعاة الإنسانية عمَا يحصل في شمال وشرق سوريا.

جريمة مروعة تكررت في شمال وشرق سوريا؛ آهات طفل آخر، أضيفت إلى آهات أطفال آخرين، كالطفل محمد الذي أصيب بالسلاح الكيماوي للمحتل التركي على سري كانيه، وكذلك الطفلة سارة، التي بترت ساقها نتيجة استهداف المحتل للمدنيين في قامشلو.

الجريمة نفسها تطال الأطفال، أمام مرأى العالم، الذي يلوذ بالصمت، وتبقى تساؤلات، واستنكارات الشعب والناشطين والسياسيين لائحة في رسم الدوليين، الذي يدعون بإنسانيتهم ودفاعهم عن حقوق الإنسان.

مجازر في بداية العام الجديد

 

بعد المجزرة التي ارتكبت بحق الشبيبة مؤخراً في كوباني، واستشهد من خلالها ستة شهداء، وبتاريخ 8 كانون الثاني الجاري بداية العام الجديد، جدد المحتل التركي قصفه على المدنيين، وبشكل خاص على القرى الحدودية في شرق كوباني (قرية تل حاجب وقرموغ، وكوران وخانيء، وسرزورين وكولتنه)، وأصيب على إثره 12 مواطناً، بينهم نساء وأطفال، واستشهد كل من مختار قرية خانى شرقي مدينة كوباني، إبراهيم شريف المعروف باسم الأشقر، والطفل خالد مصطفى بشار البالغ من العمر خمسة أعوام، أما الطفل عبدو حنيفي فقد أصابته آلة الحرب التركي في قدمه، فبترت ساقه.

الطفل البريء عبدو ذو الأربع سنوات من عمره، هو من بين ستة أفراد من عائلته، الذين طالهم القصف التركي على قرية قرموغ.

بعد نشر هذه الصورة على الوسائل الإعلامية، انطلقت حملة قادها ناشطون يطالبون بمحاسبة تركيا بقيادة المجرم أردوغان، الذي يفعل ما يشاء بحق شعوب شمال وشرق سوريا بفئاتهم كلها.

صورة الطفل عبدو مع لعبته، الذي كان يلعب معها، قبل أن تطاله الوحشية مرفقاً بالهاشتاغ، انتشر على مدى واسع بثلاث لغات الكردية والعربية والإنكليزية”#Not_a_terrorist_I_need_my_leg ـ # لست إرهابياً أريد_ساقي ـ #Ez_Ne_Terorîstim_Lingê_Xwe_Dixwazim”.

دعم الحملة بأشكال عدة

الرسام عصام عيسى عبر عن تضامنه مع الحملة، بأسلوب مميز برسم كريكاتير نشر في الصفحة الرسمية لصحيفة روناهي، الطفل عبدو مستلقي وساقه التي بترت مرسوم عليها صورة الكرة الأرضية، في تعبير أن العالم أجمع مذنب تجاه الجرائم المرتكبة بحق أطفال شمال وشرق سوريا، والذي يتكرر بين الفنية والأخرى ليكون الطفل عبدو واحداً منهم.

الناشطة   لامار أركندي ‎‏تتساءل لدى مشاركتها الهاشتاغ “السؤال الذي يفرض نفسه هو، أين ضمانات التحالف الدولي، خاصة لمدينة كوباني، التي شاركت قوات التحالف بتحريرها عام 2014؟  ولماذا لا تردع تركيا وفصائلها الإرهابية، وقصفهم للمنطقة؟

لماذا لا يتم الضغط عليها لوقف الانتهاكات التركية اليومية على شعبنا في تلك المناطق؟

قرية الدردارة بريف ناحية زركان، أصبحت خاوية على عروشها بعد تدميرها الشبه كامل بفعل القصف التركي اليومي عليها، وبات سكانها المدنيون، إما لاجئين في إقليم كردستان، أو نازحين في مخيمات الحسكة.

بلدة تل تمر، أصبح القصف المدفعي التركي حدثاً يومياً تعوّد عليه أهالي البلدة.

عين عيسى تكون الحياة فيها غير عادية إن لم تتعرض للقصف بشكل شبه يومي، وكذلك الأمر بالنسبة لأرياف رأس سري كانيه، وتل أبيض/ كري سبي المحتلتين”.

براءة الطفلة تُجتثُ في المهد

الإعلامي أوصمان علي يشير إلى أن براءة الأطفال، تجتث في المهد “في وطني يقتلون البراءة، ويغتالون الطفولة في مهدها بلا ذنب، برداً وسلاماً لكوباني وزركان والرحمة لأرواح الشهداء”.

عريفة بكر، تؤكد عبر مساندتها للحملة بعبارة “ماتت الإنسانية في ظل الصمت الدولي”.

الإعلامي شرفان محمود، شدد على أن المجرم نفسه، يعيد وحشيته بحق أطفال شمال وشرق سوريا، بالأمس كان في قامشلو، واليوم في كوباني “من كان السبب لفقدان الطفلة سارة ساقها في مدينة #قامشلو، اليوم يعيد فعلته بحق طفل آخر، وهو أيضا فقد ساقه، ولكن هذه المرة من #كوباني. المجرم نفسه؛ فقط تغير التاريخ، وموقع الجريمة”.

حُظِر الحسابُ لكن المشاركة مستمرة

هناك بعض النشطاء ممن سعوا إلى توسيع شبكة الحملة، تعرضت صفحاتهم للحظر من قبل وسيلة التواصل الاجتماعي نفسها.

الناشط مثنى عبد الكريم دعا إلى المشاركة في الحملة على نطاق واسع: “ندعو الجميع كل من يؤمن بحق الإنسان، وحفظ كرامته لمشاركة الهاشتاغ ودعمه بقوة، فهذا ما يجري اليوم في كوباني وسط أعين ومسمع المجتمع الدولي”.

ولأنه شارك في هذه الحملة على نطاق واسع، تعرضت صفحته للحظر، إلا أنه أكد مرة ثانية أنه سيستمر لكشف الحقائق “تم حظري عن التعليق وفق سياسة النشر الفيسبوكية، ومنعي من البث المباشر، ورغم ذلك لن نتوقف وسنوصل صوتنا للعالم كله، وسيعلم المرتزقة اي مصير سيلاقون”.

وكرر دعوته للنشطاء الإنسانيين، متمنياً السلام لكوباني “وأكرر دعوتي لكل نشطاء الإنسانية، وكل من لديه ضمير وصوت حر حي، بأن يصعد من الحملة ومشاركة الهاشتاغ… عملنا ليس سهلاً، ولا بالقليل بل له تأثير كبير، ونحن اليوم نعيش العالم الرقمي، لذلك لنقل جميعا وبصوت واحد #لست إرهابياً أريد_ساقي”.

الشعب الداعي للسلام يتعرض للإبادة

الرئيسة المشتركة لاتحاد الإعلام الحر أفين يوسف أيضاً دعمت الناشطين بحملتهم، ومن وجهة نظرها، فإن الإبادة تستهدف شعبها، فقط لأنهم كرد، وقالت “فقط لأننا كرد نتعرض للإبادة… لأننا نريد السلام والمساواة نقتل… أجساد أطفالنا تقطع

Tenê ji ber ku em kurdin em têne qirkirin, ji ber ku em miletekî aşitîyê û wekheviyê dixazin em têne kuştin û laşê zarokên me perçe dikin.

وأوضحت عبر صفحتها معنى الإرهاب، ومن يقول بتنشيطه “#الإرهاب هو رعب تحدثه أعمال عنف، كالقتل وإلقاء المتفجرات، أو التخريب (داعش، تركيا مثالاً). و#الإرهابي هو مَنْ يلجأ إلى الإرهاب بالقتل، أو إلقاء المتفجرات أو التخريب، لإقامة سلطة أو تقويض أخرى. أما #الحكم الإرهابي فهو نوع من #الحكم الاستبدادي (حكومة أردوغان) الذي يقوم على سياسة معاملة الشعب بالشدة، والعنف #بغية القضاء على النزعات و#الحركات_التحررية و #الاستقلالية”.

دعوة لتوحيد الصف في مواجهة العدوان

 

الإعلامي جوان محمد أيضاً له بصمة في تنشيط الحملة، ونسب قيام تركيا بهذه الجريمة إلى عدم الاتفاق بين الكرد، الأمر الذي يزيد من المجازر بحق الشعب الكردي “عدم اتفاقكم سوف تزداد المجازر بحق شعبنا… لا ضامن لنا غير الاتفاق، ونبذ الخلافات كلها. كوباني… وقبلها كان زركان…وماذا بعد؟”.

والكثير من الصفحات الرسمية، وقفت إلى جانب الناشطين المنادين باسم عبدو، وضرورة محاسبة المجرم بعبارات مختلفة “بالأمس القريب كانت صرخة محمد ابن سري كانيه.. واليوم بتر ساق الطفل الصغير. ومازال المجتمع الدولي ملتزماً صمته إزاء وحشية الاحتلال التركي !! .. هل هذا الطفل كان يهدد أمن تركيا وحدودها، حتى استهدفها وبترت ساقه؟”.

الأمر الأهم من ذلك كله هو أن متطلبات الشعوب جميعها في شمال وشرق سوريا، تريد محاسبة الجاني، وإيقاظ المجتمع الدولي من سباته، وصمته المتخاذل بحق الإنسانية.