سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

سوريا… صندوقُ بريد رسائل النار الإسرائيليّة إلى طهران

بدرخان نوري_

لم يُشكّل الهجوم الجويّ والقصف الصاروخيّ الإسرائيليّ فجر الجمعة على مواقع مختلفة في ريف حلب أي مُتغيّر ميدانيّ جديد، رغم أنّه يمكن توصيفه بأنّها الأعنف وجاء في سياق تصعيدٍ إسرائيليّ وهجمات متقاربة التواريخ، إلا أنّ استمرار هذه الضربات يؤكّد تحوّلَ الجغرافيا السوريّة إلى ميدانِ مواجهة بين تل أبيب وطهران، وهو عاملٌ يزيد تعقيد الأزمة السوريّة، المعقدة بالأصل، فيما تلتزم موسكو الصمت الروسيّ حيال الضربات الإسرائيليّة، ليكون أقرب للقبولِ الضمنيّ.
أعنف هجوم إسرائيليّ على حلب
أفادت وكالة سانا الرسميّة إنَّ قصفاً إسرائيليّاً جويّاً طال في وقتٍ مبكر الجمعة عدة نقاط في محيط مطار حلب ومنطقتي السفيرة وجبرين شمالي البلاد، ما أسفر عن مقتل وجرح عدد من المدنيين والعسكريين وخسائر ماديّة لحقت بالممتلكات العامة والخاصة. وقال مصدر عسكريّ: “حوالي الساعة 01:45 بعد منتصف الليل شنَّ العدو الإسرائيليّ عدواناً جويّاً من اتجاه أثريا جنوب شرق حلب مستهدفاً عدداً من النقاط في ريف حلب وذلك بالتزامن مع اعتداءٍ بالطيرانِ المُسيّر نفذته التنظيمات الإرهابيّة من إدلب وريف حلب الغربي في محاولة منها لاستهداف المدنيين في مدينة حلب ومحيطها”.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الجمعة 29/3/2024، إنّ حصيلة قتلى ضربات جويّة “إسرائيلية” على سوريا، ليلة الخميس الجمعة، ارتفع إلى 42 قتيلاً، من بينهم 36 من قوات النظام و6 من حزب الله اللبنانيّ”، وطالتِ الضربات الإسرائيليّة مستودعاً للصواريخ لحزب الله اللبنانيّ يقع قربه مركز للتدريب، في منطقة جبرين في محيط مطار حلب الدوليّ. وأضاف إنّ القصف استهدف معامل الدفاع في السفيرة، ودوّت انفجارات في كفرجوم غرب حلب، بينما انطلقت صواريخ الدفاع الجويّ التابع للنظام لمحاولة التصدي للصواريخ الإسرائيليّة وإفشال الهجوم، إلا أنّ الصواريخ وصلت إلى أهدافها”.
وأشار المرصد إلى أن هذه الحصيلة من قتلى قوات النظام السوريّ هي الأعلى مقارنةً بالضربات الإسرائيلية السابقة التي طالت مناطق سوريا، وهي الأعنف على سوريا منذ ثلاث سنوات.
ونقلت رويترز عن مصدرين أمنيين أنّ الضربات الإسرائيلية على حلب أدت إلى مقتل 33 مدنياً وعسكرياً، وتسببت أيضاً بمقتل خمسة من مقاتلي حزب الله اللبنانيّ.
وشوهدت ألسنة النيران تندلع من المواقع التي تعرضت للقصف. وسُمعت أصوات إطلاق وسائط الدفاع الجويّ رشقاتٍ صاروخيّةٍ للتصدّي للصواريخ الإسرائيليّة. ووفقاً للوقائع فقد كان القصف الإسرائيليّ هو الأعنف في تاريخ الاعتداءات التي تعرضت لها المدينة.
وشنت إسرائيل خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوية في سوريا طالت بشكلٍ رئيسيّ أهدافاً إيرانيّة وأخرى لحزب الله اللبناني بينها مستودعات وشحنات أسلحة وذخائر وأيضاً مواقع عسكريّة لقوات حكومة دمشق. ونادراً ما تُعلِّق إسرائيل على ضربات بعينها، لكنها قالت مراراً إنّها لن تسمح لإيران بترسيخ وجودها العسكريّ في سوريا.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الجمعة، إنَّ إسرائيل ستوسع الحملة ضد حزب الله اللبناني وستلاحقه في كل مكان. ويزيد من وتيرة الهجمات في الشمال”، في إشارة إلى غارات جوية فجر الجمعة بسوريا.
وكان شخصان أُصيبا مساء الخميس 28/4/2024، عندما استهدفت إسرائيل مبنى سكنيّ في بلدة البحدلية قرب منطقة السيدة زينب جنوب العاصمة السوريّة دمشق. ونقلت “سانا” عن مصدر عسكري، أن الطيران الإسرائيلي شنّ هجوماً مستهدفاً أحد المباني السكنيّة في ريف دمشق. وتعد منطقة السيدة زينب منطقة نفوذ لمجموعات موالية لطهران، ولحزب الله والحرس الثوري الإيراني مقرات فيها.
هجوم دير الزور المجهول
فجر الثلاثاء 26/3/2024، استهدفت ضربات جويّة مجهولة المصدر على مواقع ومناطق في دير الزور والبو كمال ومحيطها، وأسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 30 عنصراً من الميليشيات الإيرانية، وهم مهندس مدني سوريّ واحد، وعنصر سوري يعمل مع حزب الله، و16 من الحرس الثوريّ الإيرانيّ بينهم قياديين إيرانيين. هما بهروز واحدي والحاج عسكر. واستهدفت الغارات فيلا تتخذها ميليشيا الحرس الثوريّ الإيرانيّ مقراً للاتصالات بحي الفيلات بمدينة دير الزور، ومقراً أمنيّاً مقابل رئاسة جامعة الفرات بمثابة أرشيف أمني لكامل المنطقة”، وموقعين في البو كمال قرب الحدود السوريّة – العراقيّة.
وقالت نورث برس إنَّ بهروز واحدي عقيد بالحرس الثوريّ، إيرانيّ الجنسية، دخل إلى دير الزور خلال شهر رمضان، وهو مسؤول قسم المراسلة والمعلومات فيها. وتم تكليفه بتحديث منظومة الاتصال والتواصل وكاميرات المراقبة الخاصة بالحرس الثوري نظراً لخبرته فيها. وقُتل أيضاً اثنان من مرافقيه من الجنسية الإيرانية في مقر الاتصالات بحي الفيلات، يُدعى أحدهما حسن كريمي جهان. ونُقل جثمان واحدي ومرافقيه إلى مقام السيدة رقية بدمشق ومنها إلى إيران.
أما الحاج عسكر فهو باقر كريمي، من أوائل قادة الحرس الثوريّ الإيراني الذين سيطروا على دير الزور أواخر عام 2017. وقد عُيّن قائداً عاماً في مدينة البو كمال وريفها، ويُشرف مباشرةً على عملية نقل السلاح من العراق إلى سوريا. وكان مقرباً من الحاج كميل قائد الحرس الثوريّ بالمنطقة الشرقية، ويعتبر مسؤولاً عن “الفوج 47” الذي يدرّب ويسلّح العشائر ويؤمّن مرورهم إلى شرق الفرات لقتالِ قوات سوريا الديمقراطية. وأصيب الحاج عسكر بجروحٍ بليغة بالقصفِ على مقر إقامته قرب مدرسة المعري بمدينة البو كمال، وهو قيد العلاج في مشفى الشفاء الإيرانيّ في بلدة العشارة بريف دير الزور تحت حراسة مشددة. وبحسب المرصد السوريّ لحقوق الإنسان فإنّ تسعة من القتلى من الجنسية العراقيّة.
وقالت وسائل إعلام سوريّة رسميّة، إنّ قوات أمريكيّة قصفت شرق سوريا، ما أدّى إلى مقتل سبعة جنود ومدني واحد على الأقل، وقالت وسائل إعلام إيرانيّة إنَّ مستشاراً بالحرس الثوريّ الإيرانيّ قُتل في الغارات الجويّة الأمريكيّة على شرق سوريا، دون أن تكشف رتبته.
غير أنّ واشنطن نفت علاقتها، بالضربات الجويّة، وقالت المتحدثة باسم البنتاغون، سابرينا سينغ، لصحفيين في واشنطن “لم نشن غارات جويّة على سوريا الليلة الماضية”.
ولم تعلق إسرائيل على غارات الثلاثاء رغم أنّها تتبنى خطاباً مفاده أنّها تشعر بالقلق من تنامي نفوذ إيران بالمنطقة ووجودها العسكريّ في سوريا، وشنت عشرات الغارات على سوريا للحد من الوجود الإيرانيّ في سوريا.
وقالت منظمة الصحة العالميّة إن أحد عامليها وهو عماد شهاب، مهندس في مدينة دير الزور، قُتل في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء عندما تعرّض منزله للقصف خلال سلسلة من الغارات الجوية في المنطقة. وكان شهاب مسؤولاً بالمنظمة عن شؤون المياه والصرف الصحي والنظافة في المدينة. وقال، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالميّة: “وفاته المفاجئة تذكير صارخ بالعنف المستمر والمعاناة التي يتحمّلها الشعب السوري. وسنفتقده كثيراً”.
واشنطن رد فعل
الضربات الأمريكيّة تأتي عادةً كردِّ فعلٍ على الهجمات على مواقع وجود قواتها، فبعدما هاجمت ميليشيات تابعة لإيران قاعدة البرج 22 الأمريكيّة في الأردن في 29/1/2024، ومقتل 3 جنود وإصابة أكثر من 30 آخرين، ردّت الولايات المتحدة من حينٍ لآخر بشنّ ضرباتٍ على أهدافٍ مرتبطة بإيران.
وكان آخر استهداف جويّ أمريكيّ معلن يومي 2 و3 شباط الماضي، بقصف 28 موقعاً في دير الزور والميادين والبو كمال بريفها الشرقي وأسفرت الضربات عن مقتل 34 عنصراً من الميليشيات الإيرانيّة، بينهم 6 من حزب الله اللبناني و12 من الجنسية السوريّة.
صحيحٌ إنّ إيران وروسيا متفقتان حول هدف تدخلهما العسكريّ في سوريا، بمنع سقوط النظام السوريّ، وعدم تكرار التجربتين العراقيّة والليبيّة، إلا أنّهما مختلفان بالمبدأ، ففيما يستند الموقفُ الإيرانيّ إلى عقائديّ وشعارات دينية في إطار إقليميّ، فيما حسابات موسكو الجيواستراتيجيّة أبعد بكثير، وتتطلع للعودة إلى الواجهة الدوليّة مقابل الولايات المتحدة، وما كان لها أنّ أنت تنفرد بالملف السوريّ لولا حالة تنسيقٍ متقدمة مع واشنطن وتل أبيب، وكان اجتماع القدس الأمنيّ الثلاثيّ الأمريكيّ الروسيّ الإسرائيليّ الذي عُقد في 24/6/2019 مرجعية ذلك التنسيق، ويبدو أن موسكو تعهدت بضبط الوضع السياسيّ والأمنيّ في سوريا، والحفاظ على أمن إسرائيل كأولوية مثل واشنطن، وتسعى لتحجيم الوجود الإيرانيّ في سوريا، ويؤكد ذلك الصمت الروسيّ حيال الهجمات الجويّة الإسرائيلية ضد المواقع العسكريّة الإيرانيّة.
الضربات الإسرائيليّة وقائية
لكن مسار الضربات الإسرائيليّة مختلفٌ فهي تنفذ ضربات وقائيّة، ويستهدف مواقع عسكريّة ومطارات سوريّة أيضاً. كما ركّزت هجمات الطائرات المسيّرة الإسرائيلية على مدينة البو كمال الحدوديّة، والواقعة على طريق إمداد استراتيجيّ للميليشيات الموالية لإيران والتي تُرسل إليها بانتظام تعزيزات من العراق.
وحسب المرصد السوري، فإنه منذ مطلع 2024، “استهدفت إسرائيل الأراضي السوريّة 28 مرة”، ما أسفر عن “إصابة وتدمير نحو 56 هدفاً ما بين مستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات”. والأسبوع الماضي، أعلنت لجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن سوريا أن إسرائيل قامت بضرب مواقع وقوات يُزعم ارتباطها بإيران 35 مرة على الأقل منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023.
ومنذ عملية طوفان الأقصى في 7/10/2023، صعّدت إسرائيل هجماتها على سوريا ولبنان، واستهدفت قيادات في “حماس” و”حزب الله” اللبناني والحرس الثوري الإيرانيّ. وتتهم إسرائيل طهران بدفع “وكلائها” في الشرق الأوسط، وخاصةً “حزب الله” في لبنان، و”أنصار الله” باليمن، لاستهداف الأهداف الإسرائيليّة.
وشنت إسرائيل خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوية في سوريا طالت بشكلٍ رئيسي أهدافاً إيرانيّة وأخرى لحزب الله، بينها مستودعات وشحنات أسلحة وذخائر، لكن أيضاً مواقع للجيش السوري. ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ هذه الضربات، وتكرر تأكيدها على التصدي لما تعتبرها محاولات من طهران لترسيخ وجودها العسكري في سوريا.
جهادٌ وحربٌ مقدسة 
تواصل طهران الدعوة إلى تصدير الثورة، وفق منظورين تارة بهدوء وثقة عبر النشاط الدعويّ وقواها الناعمة وطوراً بصخبٍ والانخراط بالنزاع المسلح عبر ذراعها العسكريّ “فيلق القدس”، والعددي من الميليشيات العسكريّة الموالية لها العراق وسوريا ولبنان واليمن.
تنبى إيران عقيدة شموليّة ثيوقراطيّة، أقامت بموجبها رجال الدين في السلطة ومارست دورها في الداخل والخارج؛ في لبنان والعراق وسوريا واليمن وفلسطين، وسعت للنفاذ إلى دول الخليج كالبحرين والسعودية وإلى السودان وغيرها، واستندت بالدرجة الأولى على الولاءِ العقائديّ من قبل جماعاتٍ شيعيّة أعادت صياغة عقيدتها بما ينسجم مع رؤيتها وتوجهاتها، ومبدأ “ولاية الفقيه”، ونشطت في حملات التشييع.
وبالمجمل؛ فإنّ كل النماذج العقائديّة تدّعي لنفسها سياسات وخيارات وتحالفات، بدءاً بالعقائد والقيم والمبادئ، وانتهاءً بتنظيم المصالح والالتزامات والمواقف تحت رايتها، وإذ تُصنّف الأنظمة الدينيّة بأنّها عقائديّة شموليّة، لكنّها تنفردُ بجعلِ قيمها وأهدافها مقدّسةً مطلقةً، وتصوّر أنَ صراعاتها خياراتٌ إلهيّة، ونتائجها تجسّدُ إرادة من الله والوعود الربانيّة بالنصرِ، وبذلك يتحوّلُ انخراطها في خوضِ الصراعِ، من حربٍ من أجلِ المصالح الوطنيّة، الى إحياءِ طقوسٍ عباديّة وأبعاد دينيّة وإظهارِ الحقِ على الباطل، ولا تنفك طهران تروّج أنّها تخوضُ نموذجَ حربِ المستضعفين أمام قوى الاستكبار.
اعتبرت طهران أنّ الاحتجاجات العربيّة التي بدأت في سياق الربيع العربيّ نهاية عام 2010، ضمن حركة الصحوة الإسلاميّة، وأنّها امتداد لتجربة الثورة الإسلاميّة الإيرانيّة، إلا أنها موقفها تغيّر حينما انتقلت الاحتجاجات إلى سوريا ووصفت ذلك بأنّه تحريضٌ من الغرب يهدف إلى تقسيم الإسلام. وفي افتتاح المؤتمر الدوليّ الأول للصحوةِ الإسلامّية الذي عُقد في طهران في 17/9/2011 امتدح المرشد الأعلى للجمهورية الإسلاميّة الإيرانيّة علي خامنئي الثورات في بلدان عربيّة، معتبراً أنّها استلهمت ما وصفه “معاني الثورة الإيرانيّة” وانتقد الاستعانة بالغرب في ليبيا، وتجنب أيّ إشارة إلى الاحتجاجات الشعبيّة في سوريا.
في 25/2/2016، وخلال حفل تأبين 46 عسكريّاً إيرانيّاً قُتِلوا في سوريا، قال الأمين العام لمجلس صيانة الدستور “أحمد جنتي”، وصف المشاركة الإيرانيّة في الحرب في سوريا بأنّها “حرب الإسلام ضد الكفر”، وفق ما نقله عن خامنئي، وقال: “إذا لم يذهب الشباب للقتال في سوريا، إذا لم يقاتلوا هناك، فإنَّ العدو سيهاجم إيران، وسيستهدف مدينة كرمنشاه، وغيرها من المناطق الحدودية”. وأضاف على لسان خامنئي “إنّ باب الشهادة الذي أغلق بانتهاء الحرب الإيرانيّة ــ العراقية، فُتح مجدداً في سوريا، وإنّ الشباب طلبوا بإصرار السماح لهم بالذهاب إلى جبهات القتال في سوريا، حيث يقاتل الإسلام فيها الكفر، كما كان أيام الحرب الإيرانيّة ــ العراقيّة”. وكان خامنئي قد أجاز في أيلول 2013 الجهادَ في سوريا. تقول طهران إنّ ضباطها يقومون بدور استشاريّ في سوريا بناء على دعوة من حكومة دمشق في الحرب السوريّة.
بالمجمل؛ فإنّ كلفة الوجود العسكريّ الإيرانيّ في سوريا مرتفعة، ولا تحظى بموقف دعمٍ حتى من حليفها الروسيّ، وبذلك سيبقى الميدان السوريّ صندوق بريد رسائل النار الإسرائيليّة إلى طهران، فيما تبعث طهران بردودها عبر الميليشيات الحليفة في لبنان واليمن وتأكيد دعمها لحماس.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle