سليمان جعفر: القائد عبد الله أوجلان حضنا على التضحية للحفاظ على تراثنا وثقافتنا

قامشلو/ علي خضير ـ

بين الرئيس المشترك لاتحاد الإيزيديين في عفرين سليمان جعفر، أنَّ وجود الإيزيديين في سوريا والعراق كان مهدداً بالزوال والإبادة، وأكَّد، أن وقوف القائد عبد الله أوجلان، والإدارة الذاتية إلى جانبهم، زاد من تمسكهم بأرضهم، والتمسك بديانتهم ونشر لغتهم..

عند ارتكاب مرتزقة داعش مجزرة بحق الإيزيديين عام 2014، لم تقم القوات المتواجدة على الأرض في شنكال بحمايتهم آنذاك، فيما قامت قوات الكريلا ووحدات حماية الشعب والمرأة بتحرير شنكال، وقاموا بتدريب الشبيبة الإيزيدية من الناحية العسكرية، والآن الشبيبة الإيزيدية هم الذين يحمون شنكال، ويديرون مجالسهم بأنفسهم، وبسبب ضغوطات تركيا، التي تُعدُّ العدو الرئيسي للشعب الكردي، يتم تجاهل الإدارة الذاتية في شنكال، على الرغم من اعتراف المجتمع الدولي بمجزرة شنكال.

القائد عبد الله أوجلان مصدر إلهامنا

حول السياق ذاته، تحدث لصحيفتنا الرئيس المشترك لاتحاد الإيزيديين في عفرين، سليمان جعفر: “بعد مئات السنين من تهميش الإيزيديين، وسعي القوى التي تعمل على إبادتهم، حض القائد عبد الله أوجلان على الاعتراف بالديانة الإيزيدية، عندما استقبلنا في عام ١٩٩٠م: (الإيزيديون هم الكرد الأصليين، عليكم تنظيم أنفسكم، والحفاظ على ديانتكم، فأنتم حاضنة الثقافة واللغة الكردية، وفي حال زوال الإيزيدية عن الوجود (لا سمح الله)، لن يطول الزمن حتى تختفي اللغة الكردية)، وأصبح كلام القائد منذ تلك اللحظة تعليمات علينا تطبيقها”.

وتابع جعفر: “سافرنا أكثر من مرة إلى شنكال ولالش للاطلاع على المزيد من الثقافة الإيزيدية، وأسسنا لجنة مؤلفة من بعض المثقفين، والملمين بأمور الديانة الإيزيدية، أطلقنا عليها اسم: “لجنة البحث والتوثيق للديانة الإيزيدية”، واستطاعت هذه اللجنة جمع وتوثيق العديد من الأمور الدينية الإيزيدية قبل أن تنقرض”.

وبين جعفر: أنَّه “في عام ٢٠٠٠ وفت حركة التحرر الكردستانية بوعد القائد عبد الله أوجلان، فأصدروا مجلة باسم YEZDAN)) وطبعوا منها أربعة أعداد، ولكن العدد الخامس صُودر مع المطبعة، فتوقفت المجلة عن العمل”.

استغلال الظروف المحيطة بشكل مناسب

وأشار جعفر: “عقدنا الكونفرانس الأول للإيزيديين عام ٢٠٠٨، وكانت ولادة (الجمعية الإيزيدية في غرب كردستان)، وضمت إيزيديي سوريا، وفي عام 2009 تم اعتقالي، كرئيس الجمعية الإيزيدية، أثناء الاحتفال بعيد الأربعاء الأحمر في قرية (قيبار) قرب عفرين”.

وأوضح جعفر: “مع بداية الأزمة السورية تم استغلال الظروف، فقررنا أن نفتتح في كل قرية إيزيدية مدرسة لتعليم الديانة الإيزيدية، وفق منهاج موحد، ذلك المنهاج الذي قدمته لنا وزارة التعليم في باشور كردستان، حيث كان المنهاج بالأحرف العربية، فقمنا بتحويله الى الأحرف اللاتينية، وعمدنا إلى افتتاح دورات تدريبية للمعلمات والمعلمين، الذين بدؤوا بتعليم الجيل وفق منهاج عصري”.

وأردف جعفر: “تم عقد الكونفرانس الثاني عام ٢٠١٣، والثالث عام ٢٠١٥، ومع تشكيل الإدارة الذاتية لمقاطعة عفرين، حصل الإيزيديون على حقهم في مفاصل الإدارة الذاتية من المجالس والهيئات، وقد أُسنِدَت لهم هيئة سيادية، وهي هيئة العلاقات الخارجية، ومع بداية عام ٢٠١٨ هاجمت الدولة التركية ومرتزقتها مقاطعة عفرين، وتم تهجيرنا عنوةً إلى مخيمات الشهباء، وهنا في المخيمات لم نستكين أو نتشرذم، بل افتتحنا دورات لتخريج المعلمين والمعلمات لتعليم المهجرين كباراً وصغاراً”.

هدفنا إخراج المحتل التركي من أرضنا

وشدد جعفر: “يعمل اتحاد الإيزيديين في عفرين تحت راية (اتحاد إيزيّديي سوريا)، الذي يضم 13 بيتاً وجمعية إيزيدية في الوطن والمهجر، فأول عمل قام به المحتل التركي ومرتزقته من المتشددين، هو تدمير مقر الجمعية الإيزيدية في عفرين، وتدمير المزارات الإيزيدية، وسرقة الأوابد التاريخية، واللقى الأثرية الكردية الإيزيدية، لخداع العالم بأن عفرين هي مدينة تركية”.

وتابع جعفر: “هدفنا هو فضح سياسة المحتل، والاستمرار في نشر الثقافة الإيزيدية الأصيلة لمنع اندثارها، فمنذ انهيار الإمبراطورية الميدية، التي كانت تَدين بالديانة الايزيدية وحتى اليوم، تعرض الإيزيديون لحملات إبادة لا حصر لها، وخلال فترة حكم السلطنة العثمانية تعرضوا لاثنتين وسبعين حملة إبادة، وحفيدهم أردوغان يتبع السياسة ذاتها، حيث كان فرمان الثالث من آب ٢٠١٤ من أخطر الفرمانات، لأن هذه الحملة كانت تستهدف إبادة الإيزيديين من أكبر تجمع إيزيدي وأعني شنكال، ولكن كان للأبطال الكرد من وحدات حماية الشعب والكريلا رأي آخر، عندما تصدوا بكل شجاعة لأقوى إرهاب في العالم، بعد هروب بيشمركة الديمقراطي أمام داعش دون قتال، وفتح أبطال الكريلا ممراً لإنقاذ الإيزيديين، وحتى مجموعات كثيرة من البيشمركة الهاربين عبروا من ذلك الممر إلى روج آفا، وانتقلوا منها الى باشور كردستان”.

واختتم الرئيس المشترك لاتحاد الإيزيديين في عفرين، سليمان جعفر، حديثه: “نطالب الدول ومنظمات حقوق الإنسان، الضغط على دولة الاحتلال التركي لسحب قواتها من أراضينا المحتلة، ووقف عملية التغيير الديموغرافي التي تقوم بها، على مرأى ومسمع الدول الكبرى، التي تتشدق بالحرية والديمقراطية كذباً ورياءً”.